البارحة جتني بها أحلام نايم = حلمٍ بعد ما طار ذقت الندايم
كنّي معاها شابكين الأيادي = نطرب على رنة هديل الحمايم
في روضةٍ فيها الخزامى تثنى = ريحه اتنفّه مقفيات النسايم
أشكي عليها ما جرالي من الهوى = وأسرار خفاقٍ على الود صايم
تضحك على شكواي وتقول هوّد = وشفيك تشكي ما ضياتٍ قدايم ؟
مثل الذي صيده يشوفه بعينه = وينقله باثارٍ عثته السمايم
قلت إعذريني هالني ما جرالي = فالخود سُمّوا مهلكات العزايم
والحب أهله بدت الناس اسرى = تشوفهم ما بين طايح وقايم
قامت تفكر في وتشبح نظرها !! = بعيون قرناسٍ من الجوع حايم
قالت علامك يالمشقى حزيني ؟ = الوقت ماهو للمواليف دايم!!
واقفت .. تجاذب في يديها يميني = وتعوج لي عنق العنود المحايم
واقفيت معها طايعٍ مستجيبي = امشي على خطوة قدمها .. وهايم
وبنّا على روض ٍ بهرنا جماله = مصحي الأطارف واوسط الروض غايم
فاستدرجت واستقبلت نسمة الصبا = ورزة نهودٍ في نحرها زمايم
وزفّت جدايلها من الوجه للقفا = كما ذيل شقرا للعزاوي تهايم
قالت تفكر في جمال الطبيعة = وتشّر بيدها للشعاب الغتايم
شعبان قاعٍ علّها رايح الحيا = سيلٍ جرى خلّى القضوف اتّـلايم
تسعين ليل وبارقه يقلب النظر = وحس الرعود المدويات الرزايم
وقد ريحها يعتاك في مهمه الفضا = عطر الطبيعة صانعته الوسايم
مسخيٍ بها المعبود من باب رحمته = ربي عليم بخافيات الكتايم
قلت إ سمحيلي يا عنود الجزيرة = الزين ما هو للجبال الصمايم
فالقاع والاشجار وأصناف ذا البشر = وفي الجو وبحور اللجج والبهايم
ومن كلهم خذتي جماله وروعته = وضفتيه للحسن اللطيف المشايم
ما شفت جنسك في حياتي ودنيتي = ايضا ولا به من وصوفك علايم
فانتي الجمال بساحة الكون والحلا = ولغير زولك الحلا ما يلايم
طالعتها لـ البرق يلمع بثغرها = من مبسمٍ تزهاه ذيك الوشايم
تشرق ملامح وجهها بفرحة اللقاء = ولـِ عودها يرتز بشمٍ مخايم
مدت يديها لي وقالت جبا لك !! = احضن مود ٍ لك ياراعي الغنايم
صدقت !!؟ ما صدقت إنها تقولها = ولـِ عروق قلبي من هواها صرايم
مدّيت يدي عادني باحتضنها... = فزّيت ليني في حلا النوم نايم !!