20-06-07, 11:00 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مجلس الإدارة
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jun 2007 | العضوية: | 423 | الاقامة: | القصيم | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 757 | الردود: | 9025 | جميع المشاركات: | 9,782 [+] | بمعدل : | 1.53 يوميا | تلقى » 37 اعجاب | ارسل » 69 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 346 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
يـحـكــى أن قصة عبدالإله بسم الله الرحمن الرحيم
نعم الموت حق وعبد الإله قد فارقنا إلى الدار الآخرة جعله الله من أهل الجنة . نعم نحن مؤمنون بقضاء الله وقدره ولكن لله سبحانه وتعالى يقول (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة( البقرة 195 ) و عبد الإله أحد الشباب الذين انتقلوا إلى رحمة ربهم ليس بسبب إلقاء أنفسهم إلى التهلكة ولكن بسبب إهمال الغير وعدم الإحساس بالمسئولية وإلقاء أنفس الغير إلي التهلكة. إليكم قصة عبدالإله كما راءيت وسمعت أضعها بين أيديكم وأمام المسئولين في المملكة أضعها ليس لمجرد سرد قصة بل لوضع حل عاجل لهذا الموضوع الذي شغل بال الكثيرين ومازال , وحتى لا تفجع عائلة أخرى بمثل ما فجعنا به وفي أيام عيدنا , أضعها بين أيديكم وأنتم الحكم. عبد الإله شاب وسيم طويل القامة بشوش لا تفارق الابتسامة وجهه في العشرين من عمره , نشأ نشأةًً صالحة تقية نقية نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا , حافظاً للقران الكريم قل من هو مثله في هذا الزمن , لا يسب ولا يشتم أحداً ولا يتكلم بسوء عن أحد لا يصدر منه الخطأ ولو بكلمة ذو قلب رقيق لا يعرف للكره طريقا عمره عشرين خريفاً وأفعاله أفعال الرجال له قلب يحوي الدنيا بما فيها , أطاع ربه وبر والديه وسعى لخدمة الناس .
تخرج من المرحلة الثانوية بامتياز ودخل كلية الحاسب الآلي , سافر في الصيف الماضي لدراسة اللغة الإنجليزية وتطوير مهاراته فيها وكعادته دائماً يفكر في كل من يعرف، يتذكر جدته المتعبة في القرية والتي لا يراها إلا في الإجازات يبحث لها عن علاج لآلامها المزمنة ولا يرجع إلا والدواء معه لعل الله أن يكتب فيه لها الشفاء, أمه المسكينة تعلق قلبها به وأحبته حباً جماً كحال كل من عرفه وأحبه.
وكعادته في أداء واجبه تجاه ربه ذهب لأداء العمرة و لحضور ختم القرآن في الحرم المكي الشريف , ثم عاد فقابل بعض أصحابه قالوا له لنذهب إلى القرية للاحتفال بالعيد هناك قال لا سابقي هنا في الرياض لمعايدة أمي وأبي أولا ثم أذهب إلى القرية ,سافر أصحابه وبقى هو لأداء واجبه تجاه والديه, يصلي العيد في المسجد ويعود إلى المنزل يقبل رأس أبية وأمة وكل عام وانتم بخير وأعاده الله علينا وعليكم بالمسرات , لا يكتفي بهذا بل يأخذ أمه وأخواته وإخوانه الصغار لتستمتع العائلة بالمهرجانات المقامة في مدينة الرياض .
في صباح اليوم الثاني من أيام العيد يقول له أخاه الأكبر تعال إلى وجبة الإفطار فيرد عبد الإله إني صائم فقد أفطرت يوما في رمضان عندما ذهبت إلى العمرة وأريد أن أقضي ذلك اليوم فيقول أخوه هذه أيام عيد وإلى رمضان القادم وقت طويل فيرد عبد الإله أريد أن أتم صيام شهري لأصوم الست من شوال. آه يا عبد الإله هـذا أنت كما عرفناك دائماً في اهتمامك بواجباتك رحمك الله وإنا على فــراقك لمحــزونون. بعد ظهر ذلك اليوم تجتمع العائلة للاستعداد للسفر إلى المنطقة الشرقية لقضاء باقي أيام العيد هناك كما تم الاتفاق مسبقاَ , يأتي عبد الإله فيقبل رأس أمه وأبيه ويودع إخوانه في أمان الله ورافقتكم السلامة أما أنا فسأذهب إلى القرية للسلام على جدتي وأعمامي وأخوالي وبقية أهلي هناك , يغادر أهله إلى المنطقة الشرقية ويغادر هو إلى قريته ويأخذ معه إفطاره ذلك اليوم . في الطريق إلى المنطقة الشرقية تقول الأم المسكينة لزوجها إني خائفة هناك أمراٌ ما سيحدث لنا ,فيقول زوجها مطمئناً ومذكرا لا اله إلا الله توكلي عليه فهو حسبنا , مازال قلب الأم خائفاً حائراً يرتعد ويرتجف والأب يطمئنها بلا اله إلا الله. و عبد الإله في طريقه إلى قريته يكمل صيام ذلك اليوم ويقضي ما فاته من رمضان , وقبل انطلاقته يتصل بمن لم تسمح له ظروفه بمقابلتهم ليعايدهم ثم يتصل علي خاله نايف ويسأله إن كان سيحضر الاجتماع السنوي للأسرة بعد صلاة العشاء فيعتذر نايف بعدم تمكنه من الحضور لارتباطه ببعض الأمور فيقول عبد الإله إذاً سأذهب مباشرةًً للاجتماع فهي الفرصة التي تجمع شمل الأسرة لأعايدهم جميعا ثم أتيكم لأسلم على أخوالي فيرد نايف خيراً إن شاء الله نحن في انتظارك ولم يعلم أن القدر هناك ينتظر عبد الإله القادم من الرياض بكل سعادة بعد أدائه واجباته فيه لإكمال واجباته هنا في القرية، لم يكن يعلم أن أحلامه وآماله بالمستقبل الذي ينتظره بعد أن يصبح مهندسا في الحاسب الآلي ، وأن فرحته بمحله التجاري الذي سيفتتحه بعد العيد كلها ستزهق مع نفسه البريئة في هذا الطريق, هل هو القدر أم الإهمال وعدم الإحساس بالمسؤولية اللهم لاعتراض على قضائك وقدرك ولكن من السبب ؟ ولماذا مات عبد الاله ؟!! الأم المسكينة أعانها الله مازالت خائفة قلبها المسكين يرتعد ويقول لها بإحساس الأمهات في مثل هذه المواقف أن هناك أمرا ما قد حدث , تفكر بابنها وقرة عينها تفكر بعبدالإله سأتصل به لأطمئن عليه تتصل على هاتفه الجوال وتتصل وتتصل ولكن عفواً إن الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن .
الأم المسكينة تزداد خوفاً وهلعاً تصرخ أين ابني أين عبد الإله أين فلذة كبدي وقرة عيني لابد أن مكروها قد أصابه تقول هذا والخوف يكاد ينتزع قلبها المسكين. عبد الإله يقود سيارته في أمان الله وإذ فجأةًً في وسط الطريق السريع يرى أمامه إبلا سائبة فيقلل من سرعة السيارة ويحاول تفاديها ولكن قدر الله وما شاء فعل , اصطدمت السيارة في إحدى الإبل العابرة لتنقلب ويخرج جسده من السيارة ويرتمي في وسط الطريق , والسبب بهيمة أنعام ناقةًًٌ سائبة فمن هو خصمنا في هذه القضية ومن نحاكم ؟!! حُرمت أمه منه وأبوه وإخوانه وأخواته وخالاته وباقي أسرته وأصحابه والسبب بهيمة أنعام تركها صاحبها في عتمة الليل وذهب ليستمتع بفرحة العيد تركها تهيم في كل مكان بدون أدني مسؤولية لتقتل نفساً زكيه . بعد الحادث وجسد عبد الإله ممد علي الطريق تأتي السيارة الثانية لتصطدم بنفس الجمل تنقلب ويصاب صاحبها بكدمات وكسور والسيارة الثالثة تصطدم كذلك وتأتي الرابعة فينزل منها شاب اسمه حسين قد فجع في نفس اليوم والليلة وفي ايام العيد من السنة الماضية بوفاة أخيه وعائلته بنفس السبب , سارع حسين لإسعاف ذلك الشاب الممدد على الأرض تمني ان لا تفجع عائلة هذا الشاب بمثل ما فجع به العام الماضي ولكن وجده يرفع السبابة و يتمتم بالشهادة ، اشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ، فأيقن أنه ملاق ربه , حمله حسين إلى سيارة الإسعاف لينقل إلى المستشفى، وفي هذه الأثناء يسمع حسين همهمة بعض رجال الشرطة باسم الخثلان ، فيسألهم من هو ذلك الشاب، قالوا: إنه عبد الإله بن سعود الخثلان، وعندها صعق بالخبر، وفجع في نفسه ماذا تقولون؟؟ أهذا عبد الإله! أهذا ابن خالي! لا حول ولا قوة إلا بالله , نعم يا حسين صدّق، هذا ابن خالك قد فجعت العام الماضي في أخيك وعائلته وها أنت تفجع بابن خالك ذلك الشاب الطيب الرقيق بعينه وجميعهم في ابام العيد حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون , ولكنك لم تعرفه لشدة الحادث, ما أعظم المصاب علي أمه وأهله أعانهم الله, مسكينة تلك الأم ولدته وتعبت في تربيته لينشأ علي أحسن الفضائل فرحت بتخرجه من الثانوية وتمنت أن تراه مهندسا في الحاسب الآلي ولكنها فجعت بموته بسبب ابل سائبة وفي أيام العيد, عزاؤنا لامه ووالده وأهله ما قاله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}البقرة , نقول لهم عظم الله أجركم ونسأل الله أن يلهمكم الصبر والسلوان , وان يلحقه بالشهداء والصالحين, اللهم وأجعل منزله في الفردوس الأعلى من الجنة , اللهم ووسع له في قبره واجعله روضةًً من رياض الجنة ولا تجعله حفرة ً من حفر النار , اللهم وأجعله شفيعاً لوالديه وأهله , اللهم وأجعل ما أستقبل خيراً مما استدبر , اللهم وعوض أهله خيراً منه فإنهم إن شاء الله صابرون محتسبون , وألحقهم بعده خيراً فإنهم عبيدك نواصيهم بيدك لا حول لهم ولا قوه إلا بك .
بعد هذا أقول لأصحاب الإبل السائبة هل فكرت يوما عندما تسمع مثل هذا الخبر هل فكرت ولو للحظه أن يكون هذا الشاب ابنك أو أخوك أو قريبك!! هل إلي هذه الدرجة وصل بك عدم الإحساس بالمسؤولية ولو كان عندك ذرة إحساس لأدركت أن كل أبناء الوطن هم أبناءك , بهيمتك سائبة ليذهب ضحيتها مثل هذا الشاب الطاهر الصالح نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا, أين هو ضميرك ؟ أين هو إحساسك ؟ أين أنت !!! كيف تهنا في حياتك وتنام قرير العين وبهيمة أنعامك بل أداة قتلك تهيم في كل مكان لتحصد أرواح شباب أو اسر بكاملها ثم تقول لا حول ولا قوة إلا بالله وتحزن علي ناقتك أكثر من حزنك علي ضحاياها , هل تجد للراحة طريقاً عندما تسمع مثل هذا الخبر أم وأب وإخوان وقبيلة بكاملها نقلتهم من الفرحة إلي فاجعة لا تنسي بسبب إهمالك وفي أيام عيدهم , كم من عائلة فقدت ابنا أو أخا أو أسرة بنفس السبب وكم من زوجة رملت وأولاد يتموا ,نحن لم نعد نحتمل أن نسمع مثل هذه الحوادث ولا نريد أن يذهب أحد أخر ضحية إبل سائبة فاتقوا الله فينا فكلكم مسئول عن رعيته. رسالة أخرى نوجهها إلي كل مسئول خاصة ًً وزير النقل والمواصلات نقول لهم أولادنا أولادكم، أولادنا فلذات أكبادنا وأكبادكم وحرصاً عليهم وحماية ًً لهم يجب أن تكون جميع الطرق الصحراوية السريعة والمظلمة طرقاً آمنة وذلك بربطها بسياج حديدي علي جانبي الطريق كما هو الحال علي طريق الرياض-الشرقية والرياض- القصيم ولتكن هذه أولي اهتماماتكم فنحن لم نسمع عن مثل هذه الحوادث علي تلك الطرق ولم نعد نسمع عنها علي طريق الرياض-الطائف بعد أن تم ربطه بسياج حديدي , كلنا أبناء دين واحد كلنا أبناء هذا الوطن أم أن قيمة النفس البشرية هناك أهم وأغلي منها هنا !!! نحن لا نريد تلك الإشارات التحذيرية التي تدل علي وجود جمال سائبة في المنطقة بل نريد سياجا حديدياً علي جانبي الطريق وفي أسرع وقت ممكن . ولا نكتفي بالسياج الحديدي فقط بل نريد أيضاً تطبيق ذلك القرار الذي تردد علي مسامعنا منذ سنوات ولا نعلم هل راء النور أم لا , ذلك القرار الذي يلزم أصحاب الإبل بوضع حزام فسفوري علي كل سائبه في الليل , هل فعلا كان هناك قرار بهذا الشأن ومن المسئول عن عدم تطبيقه هل هو تجاهل أصحاب الإبل أمام مرأى ومسمع من قوات أمن الطرق أم إهمال من قوات آمن الطرق في متابعة مثل هذا الأمر الهام وإن كان هناك قراراً بهذا الشأن فيجب أن يكون العقاب صارما لكل من خالفه ويخالفه إلي الآن حتى لا تفجع عائلة أخري بمثل ما فجعنا به ,ولم يكتفي بذلك الإهمال فقط بل نجد أحواش الإبل علي جانبي طريق الرياض- الحريق وكأنه يقال لنا إليكم هدية المسافر على الطرق الصحراوية, نحن لا نريد أن تخسر عائلة أخري فلذة كبدها بسبب ما يمكن تفاديه , ولا نريد أن تفجع عائلة أخري بوفاة احد أفرادها علي الطرق السريعة بنفس السبب, رحمك الله يا عبد الإله ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون والسلام عيكم
|
| |