إن جعت في هذه الدار أو افتقرت أو حزنت أو مرضت أو بخست حقا ً او ذقت ظلما ً فذكر نفسك بالنعيم , إنك إن اعتقدت هذه العقيدة وعملت لهذا المصير ، تحولت خسائرك إلى أربــاح ، وبلاياك إلى عطايـــا . إن أعقل الناس هم الذين يعملون لـلآخره لإنها خير وأبقى ، وإن احمق هذه الخليقة هم الذين يرون ان هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم ، فتجدهم اجزع الناس عند المصائب ، وأندمهم عند الحوادث ، لأنهم لا يرون إلا حياتهم الزهيدة الحقيرة ، لا ينظرون إلا إلى هذه الفانيه ، لايتفكرون في غيرهـا ولا يعملون لسواهـا فلا يريدون أن يعكر لهم سرورهم ولا يكدر عليهم فرحهم ولو انهم خلعوا حجاب الران عن قلوبهم ، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا انفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها ، ولسمعوا وانصتو لخطاب الوحي في وصفها، انها والله الدار التي تستحق الاهتمام والكد والجهد .