24-08-10, 11:39 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو نشط::
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Mar 2009 | العضوية: | 2043 | الاقامة: | الرياض - المملكة العربية السعودية | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 7 | الردود: | 64 | جميع المشاركات: | 71 [+] | بمعدل : | 0.01 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام غازي القصيبي كما رأيته - شهادتي غازي القصيبي كما رأيته - شهادتي منذ عدة أيام وقعت في حيرة من أمري ... فلدي شهادة عن رجلٍ رحل ولم يأخذ حقه في كثيرٍ من الجوانب المضيئة والمشرفة وذلك لأن الضوء كان مسلطاً على جوانب أخرى أحترت إبتداءاً أين أبدء في مثل هذه الشهاده فقررت أنني سأسطر ما تعلق في الذهن وبقي في الذاكرة -الضعيفة أصلاً- عن نهارٍ قضيته أراقب هذا الرجل عن كثب وقرب وإني أعتذر عن سوء الصياغة فقد كتبت ما في بالي عن عجل وفاءاً لهذا الرجل. وبعد ذلك أحترت بما أبدء فقلت أنني سأتخذ السرد منهجاً -لأنها شهادة واقعية- وبعد أن حسمت الأمر قررت أن أبدء على بركة الله . منذ عدة سنوات وبما أنني أعمل في مؤسسة حكومية عامة ترجع تنظيمياً لوزارة الدكتور غازي القصيبي الأولى في مرحلته الوزارية الثانية والتي قرر بعد أن تسلم أعماله فيها أن يتعرف أكثر على مؤسستنا -ذات الطبيعة الصناعية- وذلك بأن يزور أحد منشأتها الصناعيه المتعدده فقرر الزيارة للمنشأة الصناعية الأكبر للمؤسسة -وهو الاكبر من نوعها في العالم- وكنت إبان تلك الفترة أعمل في تلك المنشأة ، وجاءنا الخبر إستعدوا سيزوركم الدكتور غازي القصيبي وكانت توجيهات إدارتنا العليا بالرياض شديده على أن تكون الزيارة عملية ومنظمة وتوضح طبيعة أعمال ومناشط المؤسسة بحسب طلب معالي الوزير نفسه . فقرر المدير تكليف فريق عمل للزيارة لإعداد برنامج الزيارة وتفاصيلها التنظيمية ومواقع الزيارة وما إلى ذلك وكنت أحد المكلفين بهذه المهمه والتي لا يفصلنا عنها سوى أيامٍ معدودات . كانت المهمة سهلةً في نظرنا فقد قررنا إطلاع معاليه على كل شيء وشرح تفاصيل التفاصيل لتتكون لديه الصورة الواضحة عن طبيعة الدور المناط بنا والأحتياجات التي نقوم بتلبيتها ونلبي إستفهامته وإستيضاحاته وعلى ذلك صممنا برنامجاً طويلاً يبدأ منذ السابعة صباحاً وينتهي في الواحدة بعد الظهر ليس فيه حفلات خطابيه ولا أشعار ولا كلماتٍ رنانه بل زيارات وتنقلات بين مرافق المنشأة الصناعية الكبرى والمترامية الأطراف وشرحها شرحاً عملياً على أرض الواقع . وأتى اليوم الموعود وكنا قد إستقبلنا الكثير من كبار المسئولين في الدولة من وزراء وأعضاءٍ لمجلس الشورى وسفراء وزواراً كباراً من خارج البلاد قبل زيارة معاليه وبعدها وقد إعتدنا على أمرٍ من أمرين إما وصولٍ في الوقت المحدد أو تأخير عن الوقت المحدد .ولكن زائرنا اليوم هو إستثناء وحالته دائماً خاصة فلقد وصل قبل الموعد المحدد بحوالي (20دقيقه) في سيارةٍ ليس فيها سواه وسائقه الخاص وسكرتيره نزل من سيارته تعلو محياه الإبتسامه العريضة مبادراً للإعتذار لأنه أبكر في الوقت ولكن حماسته للزياره كادت أن تجعل حضوره أبكر من ذلك بحوالي الساعة يقول ذلك وهو هاش باش ويبتسم موزعاً نظراته لنا جميعاً فكان أن كسر حاجزاً نفسياً لدى مستقبليه وكان الكثير من مستقبليه قد إرتدى أحسن مشالحه في ذلك اليوم ليتفاجأ أن الوزير لم يرتدي مشلحاً فما لبثنا حتى غادرتنا المشالح لحيث لا نعلم . ألتفت أبو سهيل الدكتور غازي القصيبي إلى كبار مضيفيه فقال نبدأ على بركة الله وهو يخرج صورةً من برنامج الزيارة من جيبه ليطلع على المحطة الأولى في برنامج الزيارة (وهذا أمر كرره في نهاية كل محطة من البرنامج الحافل) فبدأت الزيارة . رأيته شيخاً تتهادى خطواته مثقلاً ولكنه يغالب ذلك محاولاً أن لا يلاحظه أحد فتجولنا جميعاً مع معاليه وقد أتعبنا السير في البرنامج ونحن شباب في مقتبل العمر فكنت أنظر إليه لعلي أراه أو أسمعه يطلب التخفيف ولكنه لم يفعل وواصل الزيارة وكان كثير الأسئله وأسئلته دقيقه وتبين شخصيةً حادة الذكاء وتعبيراته في غاية اللطف والتأدب . عند وصولنا إلى المحطة ما قبل الأخيرة للزيارة كان هنالك مسافة طويلة يجب أن نقطعها مشياً بالأقدام ولا مجال لدخول السيارات إليها وعندها قال : هل تسمحون لي بالشرح من هنا فأنا شيخ هرم وقد ألحقتموني من أمري نصباً هذا اليوم فكان له ما طلب ووقف مستمعاً بإنصات وإهتمام للشرح وأنتهت زيارات المواقع مع صلاة الظهر لنتجه جميعاً لمركز الضيافة لأداء الصلاة وتناول طعام الغداء على شرف الضيف . أثناء دخولنا لمركز الضيافة وكان أحد الزملاء (عضو اللجنه الأعلامية) مكلفاً بإلتقاط الصور لتوثيق الزيارة وأثناء الدخول إلتفت إليه معالي الدكتور غازي وقال له : هل تبغى تكسب خبرة بتصوير الفيلة ؟ فبهت الزميل من السؤال لترتسم كل علامات التعجب على محياه ليستدرك الوزير بما أنك من الصباح تصورني وأنا بهذا الحجم فأكيد أنك ناوي تصور الفيلة - قالها وهو يضحك ماداً يده لمصافحة الزميل- ثم قال الوزير بكل لطافة : أبغى صورة تذكاريه معاك أعط الكاميرا لأحد غيرك يصورني معك . وفعلاً يلتقط الكاميرا زميل آخر ليلتقط صورة لمعالي الوزير وهو حاضن بيده لزميلنا في صورةٍ تعبر عن ودٍ كبير كأنهما من أعز الأصدقاء . دخلنا لمركز الضيافة ركزت بنظري عليه وهو يؤدي الصلاة فكان عليه الخشوع والسكينة رحمه الله لم يغادر مركز الضيافة حتى أعطاه سكرتيره ملفاً رأيناه يستعرض أوراقه ويوقع عليها ويسلمها لمسئولنا الاول لنكتشف أنها خطابات شكر رقيقه لكل المشاركين في تنظيم الزيارة كلاً بإسمه بعد أن يبدأ الخطاب : ( سعادة الأخ العزيز /................) . بعد الزيارة علمنا أنه كان قد أصيب في وقت سابق للزيارة -يومين- بآلام مبرحه في إحدى ركبتيه وقد نصحه الأطباء بأخذ راحه لفترة من الوقت فرفض وواصل الدوام وقد نصحه المسئولين بتأجيل الزيارة فرفض وكان يمشي معنا ذلك اليوم وإبتسامته العريضة والمشرقة تعلو محياه وهو يغالب الآلام الشديده في ركبته في نفس الوقت فما لاحظه أحد رحمه الله . غازي القصيبي كان إدارياً فذا ومسئولاً مخلصاً محباً لوطنه وخادماً متفانياً للمواطنين هكذا عرفناه رحمه الله ومنجزاته في كل مسئوليةٍ تولاها كبرى والقصص كثيرة عن لمساته الإنسانية وأحساسه بهموم المواطنين بشكلٍ ندر أن نراه في غيره يكفيه أنه قد أدخل الكهرباء معظم بوادي وحواضر المملكة بشكلٍ لم يكن مسبوقاً في وقته كما أنه منشء سابك وهو من إختار أسمها وكتب نظامها بخط يده وكان دوماً يسميها إبنتي سابك كما أنه صاحب مقترح منح أوسمة الإستحقاق للمتبرعين بالدم ومنشء أكبر المدن الطبية في البلاد أعماله لا تنحصر وورائها القصص والروايات لرجلٍ نزيه مخلص . أدعو الله مخلصاً أن يرحم هذا المخلص وأن يتقبله قبولاً حسناً وأن يغفر له ويسكنه فسيح جناته وأن يعوضنا الله بخيرٍ منه إن ولي ذلك والقادر عليه سبحانه .
|
| |