كان للمتوكل امرأة يقال لها أم بكر فمرضت وأقعدت ، فسالته الطلاق فقال لها ليس هذا حين طلاق فأبت عليه فطلقها ، ثم انها برئت فندم وقال :
طربت وشاقني يا أم بكر ...
دعاء حمامة تدعو حماما
فبتّ وبات مي لي نجيباً ...
أعزي عنكِ قلباً مستهاما
إذا ذكرت لقلبك أم بكر ...
يبيت كأنما إغتبق المداما
خدلجة ترف غروب فيها ...
وتكسو المتن ذا خصل شحاما
أبى قلبي فما يهوى سواها ...
وإن كانت مودتها غراما
ينام الليل كل خلي همٍ ...
ويأتي العين منحدر سجاما
على حين أرعويت وكان رأسي ...
كأن على مفارقه ثغاما
سعى الواشون حتى أزعجوها ...
ورث الحبل فأنجذم إنجذاما
فلست بزائل ما دمت حياً ...
مسراً من تذكرها هياما
ترجيها وقد شحطت نواها ...
ومنّتك المنى عاماً فعاما
خدلجة لها كفل وثير ...
يتوء بها إذا قامت قياما
مخضرة ترى في الكشح منها ...
على تثقيل أسفلها إنهضاما
إذا إبتسمت تلألأ ضوء برقٍ ...
تهلهل في الدجنة ثم داما
وإن قامت تأمل راثياها ...
غمامة صيف ولجت غماما
إذا تشي تقول دبيب شولٍ ...
تعرّج ساعة ثم إستقاما
وإن جلست فدمية بيت عيدٍ ...
تصان ولا تُرى إلا لماماً
فلو أشكو الذي أشكو إليها ...
إلى حجر لراجعني الكلاما
أحب دلوّها وتحب نأبي ...
وتعتام التنائي لي إعتياماً
كأني من تذكر أم بكرٍ ...
جريج أسنةٍ يشكو كلاما
تساقط انفساً نفسي عليها ...
إذا شحطت وتغتم إغتماما
غشيت لها منازل مقفرات ...
عفت إلا الأباصر والثماما
ونؤيا قد تهدم جانباه ...
ومبناه بذي سلم خياما
صليني وأعلمي إني كريم ...
وأن حلاوتي خلطت غراما
وإني ذو مجامحة صليبٌ ...
خلقت لمن يماسكني لجاما
فلا وأبيك لا أنساكِ حتى ...
تجاوب هامتي في القبر هاما
المتوكل الليثي