31-07-10, 06:55 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ماسي
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Jul 2009 | العضوية: | 2202 | الاقامة: | الـــــــــــســــعــودية | المواضيع: | 279 | الردود: | 943 | جميع المشاركات: | 1,222 [+] | بمعدل : | 0.22 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام ║♥║كن سليم الصدر لإخوانك║♥║ بسم الله الرحمن الرحيم يقال إنّ أطول الناس أعماراً وأسعدهم عيشاً وأهدأهم بالاً من سلمت صدورهم وطهرت سرائرهم وزكت بواطنهم، فلا يحسدون أحداً ولا يحملون الغلّ والحقد على أحد... ينامون ملء جفونهم بلا غم ولا قلق ولا أرق...، ويسهر غيرهم، لأن قلوبهم قد امتلأت غشّاً وحقداً وحسداً، فقلوبهم مشتعلة، فكيف يقرّ لهم قرار، وكيف يغمض لهم جفن؟.
* فالمؤمن سليم الصدر لا يحسد ولا يحقد.
وإن أدنى ثمرات المحبة التي يغرسها الإيمان في قلب المؤمن هي سلامته من الغل والحسد، فإن أنوار الإيمان كفيلة أن تُبدد دياجير الحسد من قلبه، وبذلك يُمسى ويُصبح سليم الصدر، نقى الفؤاد، يدعو بما دعا به الصالحون: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر/ 10).
المؤمن لا يحسد، لأنّ الحسد – كما سمّاه رسول الله – "داء" من أدواء الأُمم، داء نفسي يصنع بالروح ما تصنع الأوبئة بالأجسام، فهو غم على صاحبه، ونكد دائم له، وغيظ لقلبه لا ينتهي أمده، بل هو داء جسدي أيضاً، يُنهك القُوى، ويؤذي البدن، ويغيِّر الوجه.
والمؤمن لا يحسد، لأنّه يحب الخير لعباد الله جميعاً، وهو لا يعارض ربّه في رعاية خلقه أو تقسيم رزقه (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا) (الإسراء/ 30).
إنّه مؤمن بعدل ربّه فيما قسم من حظوظ، وما وزع من مواهب، ويعتقد أنّ قضاءه تعالى في خلقه صادر عن حكمة بالغة يعرف منها ويجهل، وقد قيل: "الحاسد جاحد، لأنّه لم يرض بقضاء الواحد" (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النساء/ 54).
ومن هنا نرى المؤمن لا يفرح بالمصيبة تنزل بغيره، ولا يحزن للنعمة يسوقها الله إلى عبد من عباده.
والمؤمن لا يحسد، لأن همته منوطة بما هو أرفع وأبقى من الدنيا التي يتنافس عليها الناس، ويتحاسدون، وإنّما يوجه همته إلى معالى الأمور، إلى المعاني الباقية: إلى الآخرة والجنّة.
والمؤمن لا يحقد، لأنّه عفو كريم، يكظم غيظه وهو يستطيع أن يُمضيه، ويعفو وهو قادر على الانتقام، ويتسامح وهو صاحب الحق، لا يشغل نفسه بالخصام والعداوات، فالعمر لا يتسع لمثل هذا العداء، والدنيا لا تستحق عنده هذا العناء. فكيف يُسلم قلبه للعداوة والأحقاد فتنهشه أفاعيها السامّة؟
وكيف يبيت وفي قلبه لأخيه شحناء العداء فيبيت بعيداً عن رحمة الله؟ في الحديث: "تُعرضُ الأعمال كل يوم اثنين وخميس، فيغفر اللهُ عزّ وجلّ في ذلك اليوم لكل امرئ لا يُشرك بالله شيئاً، إلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا".
والمؤمن لا يحسد ولا يبغض، لأنّ الحسد والبغضاء من بذور الشيطان، والمحبة والصفاء من غرس الرحمن: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) (المائدة/ 91).
هذا – وسلامة القلب من الضغن والحسد أوّل ما يتصف به المؤمن، بل أدنى ما يتصف به. ولا يكمل إيمان المؤمن حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.
المصدر: كتاب لا تحزن وابتسم للحياة
|
| |