دافع الطبيب والكاتب السعودي الحميدي العبيسان عن أرائه الخاصة بعدم وجود أدلة شرعية قاطعة على تحريم الغناء والاختلاط ووجوب تغطية وجه المرأة , ورفضه لمحاولة تديين العلم، أو علمنة الدين ومحاولة إخضاعه للتجريب , مثل النظريات العلمية.
وقال العبيسان في حلقة جديدة من برنامج "إضاءات" تبثها "العربية" اليوم الجمعة 30-7-2010 إنه لاتوجد أدلة شرعية على تحريم الغناء , مرجعا مسألة التشدد في تحريمه إلى الصورة المحيطة بالغناء من مجون أو فحش.
وأوضح أنه إذا كان الغناء يرتبط بمجالس فيها سكر ومجون وأمور محرمة, بالتالي تم التشدد في التحريم، مشيرا إلى أنه تاريخيا كانت هناك أراء تبيح الغناء ولكن لم يكن هناك ما يدعم تلك الأراء، وضرب مثالا على ذلك بالإمام الأندلسي ابن حزم الذي كان من أبرز الأئمة الذين أحلوا الغناء.
وأوضح العبيسان أن من يحرمون الغناء , يقولون إنهم لايحرمون الغناء على إذا كان على نفس الصورة التي كان عليها في عهد الرسول "صلى الله عليه وسلم" مثل الغناء مع صوت الدف، ولكن الغناء الذي نعرفه اليوم لم يكن معروفا في عهد الرسول، فكيف نحرمه دون دليل.
وقال إن الحديث الوارد في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، الخ .." هو حديث ضعيف.
وحول الخلوة والاختلاط والحجاب (تغظية الوجه), قال العبيسان إنه مع جواز الإختلاط ولاتوجد أدلة شرعية على تحريمه، وكذلك الأمر بالنسبة لتغطية الوجه , وطالب بأن تتم دراسة أسباب النزول في الآيات التي ورد فيها ذكر الحجاب، مبينا أن الإمام الشافعي ممن أجازوا كشف الوجه.
وقال العبيسان أن الآيات القرآنية التي تناولت الحجاب كانت تخص زوجات النبي "صلى الله عليه وسلم" وليس فيها تعميم , ومايسرى على زوجات الرسول لايسري على بقية النساء , مستدلا على ذلك بالاحكام التي حرمت على زوجات الرسول الزواج من أحد بعده ، فهذه أحكام خاصة لا تنتقل إلا بدليل.
وأضاف أن الامام ابن تيمية وقع في تناقض - حسب رأيه - في استدلاله على وجوب الحجاب.
وفي رده عن ترخيص الرسول "صلى الله عليه وسلم" للخاطب بالنظر لوجه خطيبته , وأن هذا يعني ضمنا , ان يكون هناك غطاء للوجه، قال إنه ربما كان الحجاب عادة ولكنه ليس عبادة.
ورفض العبيسان خلال المقابلة تصنيف نفسه كليبرالي , وقال إنه مسلم ويناقش الدليل ويسعى للتنوير.
وقال إن هناك ممارسة ليبرالية في السعودية من حيث حرية التعبير والمطالبة باحترام الآخر، ولكن أن تتشكل تلك الممارسات بالمفهوم المعروف والدلالة الفلسفية لليبرالية فهذا يحتاج لكثير من الوقت، واصفا الحرك الفكري الحالي في المجتمع بأنه جيد, وفي منتصف الطريق لتشكل تيار ليبرالي .
واختتم العبيسان حديثه بأنه يجب منع من يفتون بتكفير أو جواز قتل الآخر ، ورفض فكرة اخضاع الدين للعلم , أو التعامل معه بمنطق التجريب واحتمال الخطأ والصواب لأن الدين ايمان وتسليم.