23-07-10, 07:07 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ماسي
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Jul 2009 | العضوية: | 2202 | الاقامة: | الـــــــــــســــعــودية | المواضيع: | 279 | الردود: | 943 | جميع المشاركات: | 1,222 [+] | بمعدل : | 0.22 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي ’’’’’’ بدع حولية ’’’’’’ بسم الله الرحمن الرحيم المراد بالبدع الحولية أو السنوية : هي البدع التي تقام كل حول مرة ، وفي نفس الميعاد ، ولا يمكن أن تتكرر في سنة واحدة . فمثلاً : بدعة الحزن عند الرافضة في يوم عاشوراء – العاشر من محرم – تقام كل سنة في هذا اليوم ولا علاقة لها بفرق الأيام بين سنة وأخرى ، وكذلك بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان ، فإنه يحتفل بها في هذه الليلة بالذات من كل عام .
والحول والسنة والعام ، معناها واحد . وقد وردت هذه الأسماء الثلاثة في كتاب الله تعالى ، قال تعالى:{لَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً} ، فأتى بذكر السنة والعام في آية واحدة ، وقال تعالي:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ...}
والسنة التي نتحدث عنها هي القمرية ( الهجرية )، وأولها استهلال القمر في غرة المحرم وآخرها سلخ ذي الحجة من تلك السنة . وهي اثنا عشر شهراً هلالياً ،قال تعالى : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } .
وفي هذا الموضوع سنتطرق للبدع التي تحدث في كل شهر من شهور السنة الهجرية ؛ مبتدئين بشهر محرم إلى شهر ذي الحجة ،، والله المستعان . شــهـر الـمـحــرم
بعض الآثار الواردة فيه
1. عن أبي بكر- رضي الله-عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ، والسنة اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرم : ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان )) الحديث . متفق عليه .
2.عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : قال رسول الله (( أفضل الصيام بعد رمضان ، شهر الله المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة ، صلاة الليل )) رواه الجماعة إلا البخاري
3.عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ((ما هذا ؟ )) . قالوا : هذا يوم صالح . هذا يوم نجي الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال( فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه )) متفق عليه .
4.عن عائشة-رضي الله عنها- قالت ( كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية ،فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه .)) متفق عليه
5.ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال : ( حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه ، قالوا : يا رسول الله ! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فإذا كان العام المقبل ، إن شاء الله ، صمنا اليوم التاسع )) . قال : فلم يأت العام المقبل حتى تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي رواية (( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع )) رواه مسلم .
وقد رُويَ بعض الأحاديث الموضوعة _ المكذوبة_ علي النبي –صلى الله عليه وسلم- نذكر منها حتي لا يتوهم البعض الأجر والثواب من فعلها :
حديث (( من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام ))، وحديث (( من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام ))،وحديث (( في يوم عاشوراء توبة أدم ، واستواء سفينة نوح علي الجودي ، ونجاة ابراهيم من النار ، وفداء الذبيح ‘سماعيل بالكبش ، ورد يوسف علي يعقوب ))، وحديث (( من وَسَّع علي نفسه واهله في يوم عاشوراء وَسَّع الله عليه سائر العام ))
وكل هذا كذب مفترى علي النبي –صلى الله عليه وسلم_
وفي يوم عاشوراء احذر بدعتين ( الـحـــزن و الـفـــرح )
ما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الاغتسال والحناء والكحل وطبخ الحبوب وعمل الولائم و إظهار السرور ... ، وما تفعله الطائفة الأخرى من المأتم و الحزن وغير ذلك من الندب والنياحة وشق الجيوب ... ، فكل هذا لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه -رضي الله عليهم أجمعين- ولا التابعين ولا رَوي أهل الحديث من ذلك شيء .
وسبب ذلك لما استشهد الحسين- رضي الله عنه- مظلوماً شهيداً شهادة أكرمه الله بها ، وألحقه بأهل بيته الطيبين الطاهرين ، وأهان بها من ظلمه واعتدى عليه ، انقسم الناس إلى طائفتين :
بدعــة الحـــزن عنـد الرافضة
الرافضة بإيجاز : هم فرقة من فرق الضلال تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم نص على خلافة علي نصاً قاطعاً للعذر ، وأنه إمام معصوم ، ومن خالفه كفر وأن المهاجرين والأنصار كتموا النص ، واتبعوا أهواءهم ، وبدلوا الدين وغيروا الشريعة ، وكفروا الصحابة ، وقالوا : إن أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – ما زالا منافقين ، أو آمنوا ثم كفروا – والعياذ بالله- . والرافضة توالي النصارى واليهود والمشركين على جمهور المسلمين ، ومنهم ظهرت أمهات الزندقة والنفاق كزندقة بعض القرامطة والباطنية وأمثالهم ، ولا ريب أنهم شر من الخوارج . وهم فرق عدة .
وهم الذين يُظهرون موالاة الحسين وموالاة أهل بيته ، اتخذوا يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة ، وتظهر فيه شعار الجاهلية ، من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، والتعزي بعزاء الجاهلية .
وهذا مخالف لشرع الله و من أعظم ما حرمه الله ورسوله ؛ فالذي أمر به الله ورسوله في المصيبة- إن كانت جديدة-إنَّما هو الصبر،والاسترجاع والاحتساب ، كما قال تعالى:{....وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} .
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية)) وقال صلى الله عليه وسلم ( أنا برئ من الصالقة والحالقة والشاقة ))
وفي خلال هذا الشهر تكنس البيوت وتغسل وتنظف ، ثم يوضع الطعام ، تشعل النيران ، ويتواثب الناس عليها ، والأطفال يطوفون الطرقات ، ويصيحون : يا حسين يا حسين ، وتمنع الزينة ، فتضع النساء زينتهن ، ولا يأكل الناس اللحوم ، ولا يقيمون ولائم الأفراح، بل ولا يتم فيه عقود الزواج ،ويكثر ضرب الوجوه والصدور ، وشق الجيوب والنياحة ، ويبدأ اللعن على معاوية وأصحابه ويزيد وسائر الصحابة .
بدعـة الـفــرح عنـدالنواصب
النواصب : أغلبهم من الخوارج الذين هم أول من فارق جماعة المسلمين من أهل البدع . وهم الذين يكفِّرُون عثمان وعلى وسائر أهل الجماعة ، ويكفِّرون أصحاب الكبائر ويرون الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقاً واجباً .
هم الذين عارضوا الرافضة ، ويبغضوا الحسين وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا يوم عاشوراء موسم فرح و هم من الجهَّال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد ، والكذب بالكذب ، والشر بالشر ، والبدعة بالبدعة ، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء ؛ كالاكتحال ، والاختضاب ، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة ، ونحو ذلك مما يُفعل في الأعياد والمواسم ، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح .
وما يفعله هاؤلاء وهاؤلاء إنما يعتقدون بذلك القربة إلى الله وتكفير السيئات والذنوب التي صدرت منهم في السنة كلها، ولم يعلموا أن فعلهم هذا مما يوجب الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى .
وصدق الله تعالى القائل في محكم كتابه {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ......} .
وقال عز وجل من قائل { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً *الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} . شـهــر صـفـــر
بعض الآثار الواردة فيه
1.عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا عدوى ولاصفر ولا هامة )) ، فقال أعرابي : يا رسول الله ! فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء ، فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها يجربها؟فقال( فمن أعدى الأول )) متفق عليه
2.عن أبي هريرة -رضي الله عنه-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر)) متفق عليه .
3.عن ابن عباس- رضي الله عنهما – قال(كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ، ويجعلون المحرم صفر ، ويقولون : إذا برأ الدبر ، وعفا الأثر، وانسخ صفر ، حلَّت العمرة لمن اعتمر . قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج فأمرهم أن يجعلوها عمرة ، فتعاظم ذلك عندهم ، فقالوا:يا رسول الله !أي الحل ؟. قال( حل كله )) متفق عليه.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم(ولا صفر )) ، فاختلف في تفسيره :
•سُئل مالك عن قوله ( لا صفر)) قال : إن أهل الجاهلية كانوا يُحلُّون صفر ، يُحلونه عاماً ويُحرمونه عاماً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا صفر )) .
•قال البخاري في صحيحه : باب (( لا صفر )) ، (وهو داء يأخذ البطن ) يعتقدون أن من أصابه قتله ، فردّ الشارع ذلك بأن الموت لا يكون إلا إذا فرغ الأجل .
أن المراد أهل الجاهلية كانوا يستشئمون بصفر ويقولون أنه شهر مشئوم ، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك . ورجَّح هذا القول ابن رجب الحنبلي .
فكثير من الجهال يتشاءم بصفر ، وربما ينهى عن السفر فيه ، وقد قال بعض هؤلاء الجهال : ذكر بعض العارفين أنه ينزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليات ،وكل ذلك في يوم الأربعاء الأخير من صفر ، فيكون ذلك اليوم أصعب أيام السنة كلها ، فمن صلى في ذلك اليوم أربع ركعات ، يقرأ في كل ركعة سورة الكوثر سبع عشرة مرة والإخلاص خمس عشرة مرة ، ..... ، حفظه الله بكرمه من جميع البليات التي تنزل في ذلك اليوم ولم تحم حوله بلية في تلك السنة .
ولا شك التشاؤم بصفر أو بيوم من أيامه هو من جنس الطيرة المنهي عنها فقد قال صلى الله عليه وسلم(لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة ، ولاصفر)) ، وقال صلى الله عليه وسلم (( لا عدوى،ولا طيرة ، ويعجبني الفأل)) قالوا :وما الفأل ؟ قال (( كلمة طيبة)) متفق عليه .
والتشاؤم من الاعتقادات الجاهلية التي انتشرت بين كثير من جهال المسلمين ، نتيجة جهلهم بالدين عموماً ، وضعف عقيدة التوحيد فيهم خصوصاً ، وسبب ذلك الجهل ،ونقص التوحيد ، وضعف الإيمان ، هو عدم انتشار الوعي الصحيح فيهم ، ومخالطة أهل البدع والضلال ، وقلة من يرشدهم ويبين لهم الطريق المستقيم ، وما يجب اعتقاده ، وما لا يجوز اعتقاده .
فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم من صفات الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ، الذين لا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ، والتوكل على الله هو الأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الأفعال.
فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( عرضت على الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة ، والنبي يمر معه النفر ، و النبي يمر معه العشرة ، و النبي يمر معه الخمسة ،النبي يمر وحده ، فنظرت فإذا سواد كثير ، قلت:يا جبريل! هؤلاء أمتي ؟ قال :لا ولكن انظر إلى الأفق ،فنظرت فإذا سواد كثير قال : هؤلاء أمتك قال : هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدّامهم لا حساب عليهم ولا عذاب. قلت : ولِم ؟ قال : كانوا لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيِّرون ، وعلى ربهم يتوكلون ........)) الحديث شـهــر ربـيــع الأول
ومن اشهَر البدع في هذا الشهر بل وعلى مدار الحول بدعة الاحتفال بالمولد النبوي
أول من أحدث هذه البدعة
مضت القرون المفضلة الأولى ، والثاني والثالث ، ولم تسجل لنا كتب التاريخ أن أحداً من الصحابة ، أو التابعين ، أو تابعيهم ومن جاء بعدهم- مع شدة محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، كونهم أعلم الناس بالسنة ، وأحرص الناس على متابعة شرعه صلى الله عليه وسلم احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم .
وأول من أحدث هذه البدعة هم بني عبيد القداح الذين يسمون أنفسهم بالفاطميين ، وينتسبون إلى ولد علي أبي طالب- رضي الله عنه- ، فالعبيديين هم سبب البلاء على المسلمين ، وهم الذين فتحوا باب الاحتفالات البدعية على مصراعيه .
ولاشك ببدعية الاحتفال بالمولد النبوي وذلك لعدم وروده شرعاً ولم يفعله خيرة هذه الأمة فلم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام ولا التابعون لهم بالإحسان في القرون المفضلة. وعدم فعله مع توفر الدواعي على ذلك يدل على عدم مشروعيته ومن فعله كان مبتدعاً ضالاً قد أحدث في هذا الدين ما ليس فيه ، وهذا المحتفل بالمولد ألا يكفيه الاقتداء بالصحابة والقرون المفضلة أم أن لسان حاله يقول: إنهم على ضلال عندما تركوا الاحتفال بالمولد! أم أن الصحابة لا يعرفون مقدار النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعظموه حق التعظيم .
والاحتفال بالمولد دخل إلى بعض أفراد هذه الأمة بلباس حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه. وحقيقة المحبة هي إتباعه صلى الله عليه وسلم قلباً وقالباً وليس وضع طريقة وهدي لم يضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستحسان شيء لم يشرعه الله ولا رسوله .
قال شيخ الإسلام ابن تيميه( وكذلك ما يحدثه بعض الناس ، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام ، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له ، والله قد يثيبهم على المحبة والاجتهاد ، لا على البدع : من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا مع اختلاف الناس في مولده ، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له ، وعدم المانع منه ، ولو كان هذا خيرا محضا ، أو راجحا ، لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا ، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له ما )
فلا يطمع أحد أن تجد نصاً شرعياً يندب بالاحتفال بالمولد النبوي، أو تجد قولاً لصحابي يحث فيه بالاحتفال بالميلاد النبوي، ولن تجد لتابعي أو تابع تابعي شيء من ذلك؛ بل إذا أردت ذلك فعليك أن تذهب إلى القرون المتأخرة والتي ظهر فيها البدع .
ومن الشبه التي استدل بها المتأخرون من المبتدعة على جواز الحتفال بالمولد النبوي
أولاً: أنه تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد انتفع به الكافر فقد ذكر السهيلي أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال. فقال: ما لقيت بعدكم راحة، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين. قال: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين. وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده فاعتقها .
الـجــواب
أولاً: لم يثبت في تحديد ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحديداً صحيحاً.
ثانياً: الاستدلال بالمنامات والرؤى لإثبات عمل تعبدي أمر باطل، فالمنامات لا يؤخذ منها حكم شرعي البتة بخلاف رؤيا الأنبياء فإنها حق .
ثالثاً: انعقد الإجماع كما ذكر ذلك القاضي عياض "على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب ولكن بعضهم أشد عذابا بحسب جرائمهم .
ثانياً : ومن أدلتهم:
أنه صلى الله عليه وسلم كان يعظم يوم مولده ، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه ، إذ سعد به كل موجود ، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في حديث أبي قتادة :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين ؟فقال( فيه ولدت ، وفيه أُنزل عليَّ )) . رواه مسلم
الـجــواب
أولاً: استدلالهم بالحديث استدلال خاطئ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم الاثنين ولم يسئل عن الاحتفال بالمولد. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يخصص هذا اليوم من كل أسبوع بالصيام فسألوه عن ذلك فذكر العلة في ذلك. وهو لم يصم فقط الاثنين من شهر ربيع الأول ويحتفل بيوم واحد من السنة ويجعله عيداً.
ثانياً: قد جاء في السنة ما يدل على علة صيام كل يوم اثنين وهو أن الأعمال تعرض على الله عز وجل يوم الاثنين. قال أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم؛ إلا يومين إذا دخلا في صيامك ولا صمتهما. قال: أي يومين. قلت: يوم الاثنين، ويوم الخميس. قال: ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم " وترجيح هذه العلة أقوى لأنه يصوم كل اثنين والأعمال تعرض كل اثنين بخلاف مولده فهو ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول فكان المفترض أن يصوم يوماً واحداً في السنة لو كانت العلة هو مولده صلى الله عليه وسلم. فبطل الاستدلال.
ثالثاً: ومن أدلتهم:
أن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر من القرآن من قوله تعالى ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) (يونس:58)
فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة قال الله تعالى( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) (الانبياء:107) ..
الـجــواب
أولاً: لا شك أن الفرح بالنبي صلى الله عليه وسلم مطلوب وهو أمر شرعي، وحبه واجب، ولا يكتمل إيمان العبد حتى يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من حبه لنفسه. فتفسير الآية ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ ) المقصود بها القرءان وهو أعظم نعمة تفضل الله بها على عباده ، (وَبِرَحْمَتِهِ ) الدين والإيمان ، ولكن يظل السؤال قائماً: بما خصصتم الفرحة بالنبي صلى الله عليه وسلم بالاحتفال بالمولد النبوي ؟ فتفسير الفرحة بذلك يحتاج إلى دليل شرعي وإلا كان ذلك تلاعب بكتاب الله. ثم ما حقيقة الفرح الشرعي ؟ أم هو الرقص والاختلاط وقد ذم الله هذا الفرح في كتابه فقال تعالى ( لا تَفرح إنّ اللهَ لا يٌحبٌّ الفَرِحِينَ ) هذا بالاضافة إلى الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم.
والمتأمل في هذا الدليل يجد أنه لا علاقة له بالمولد وإنما هو تحريف ولوي لأعناق الأدلة حتى توافق هواهم. وهكذا صنيع من لم يجد نصاً شرعياً يعضد قوله فإنه يذهب يستدل بأدلة لا دلالة فيها بموضوعه.
رابعاً : ومن أدلتهم:
أن المولد الشريف يبعث على الصلاة والسلام بقوله تعالى( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (الأحزاب:56) وما كان يبعث على المطلوب شرعاً فهو مطلوب شرعاً.
الـجــواب
أولاً: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحة، ولا خلاف في ذلك لما ورد في ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على فضلها فالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشروعة في جميع الأوقات، وهي واجبة في التشهد الأخير من الصلاة، وسنة مؤكدة عند ذكره عليه الصلاة والسلام ولكن تخصيص يوم مولده بالصلاة والسلام عليه يحتاج إلى دليل شرعي ولا دليل .
ثانياً: قوله ما كان يبعث على المطلوب شرعاً فهو مطلوب شرعاً ليس على إطلاقه. فالنظر إلى المرأة الحسناء الجميلة بقصد التفكر والتدبر في خلق الله لا يجوز، مع أن التفكر في خلق الله مطلوب؛ إلا أن الطريقة هذه منهية عنها.
وأخيرا أختم بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، وقد بين فيه أن دين الإسلام ، قائم على أصلين :
أَحَدُهُمَا : أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ .
وَالثَّانِي : أَنْ نَعْبُدَهُ بِمَا شَرَعَهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا نَعْبُدَهُ بالأهواء وَالْبِدَعِ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأمر فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُون ، إنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ...الآية )
وَقَالَ تَعَالَى : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّه )
. فَلَيْسَ لاحَدِ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ إلا بما شَرَعَهُ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَاجِبٍ وَمُسْتَحَبٍّ لا يَعْبُدُهُ بالأمور الْمُبْتَدَعَةِ كَمَا ثَبَتَ فِي السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ العرباض بْنِ سَارِيَةَ " قَالَ " التِّرْمِذِيُّ " : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَفِي مُسْلِمٍ " أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ : خَيْرُ الْكَلامِ كَلامُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرُّ الأمور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ (انتهى كلامه رحمه الله ) . شهــر رجـــب
رجب أحد الأشهر الحُرم والأشهر الحرم هي محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة كما في حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان ) متفق عليه
ومن العجيب أنَّ الناس قد أحدثوا في شهر رجب بدعاً كثيرةً لم ينزل الله بها من سلطان، ومن هذه البدع :
دعاء دخول رجب :
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل رجب ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ) وإسناده ضعيف. ) وهو من رواية زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري قال البخاري ( منكر الحديث ) وضعفه الحافظان ابن رجب وابن حجر رحمهما الله
ذبح العتيرة ( الذبيحة ) في رجب ( الرجبية )
استحب بعض العلماء ذبح عتيرة في شهر رجب مستدلين بحديث مخنف بن سليم رضي الله عنه قال : كنا وقوفا مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فسمعته يقول ( يا أيها الناس على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة هل تدرون ما العتيرة ؟ هي التي تسمونها الرجبية )
الفرع أول ما تنتج الإبل كانوا يذبحونه لطواغيتهم ثم يأكلونه ويلقى جلده على الشجر والعتيرة في العشر الأول من رجب .
والجمهور على أنها منسوخة بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا فَرَعَ ولا عَتِيرَة ) متفق عليه
العمرة في رجب :
يخص بعض المسلمين شهر رجب بعمرة ظنا منهم أن لها فضلا وأجرا والصحيح أن رجبا كغيره من الأشهر لا يخص ولا يقصد بأداء العمرة فيه ، و الفضل إنما في أداء العمرة في رمضان أو أشهر الحج للتمتع , ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب وقد أنكرت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
الصلاة في رجب :
الصَّلاة الألفية : وهي تُصلَّى في أول يوم من رجب، وفي نصف شعبان ، وهي غير صلاة الرغائب كما سيأتي.
صلاة الرَّغائب : ويُسمِّيها البعض (الصَّلاة الإثنى عشرية)، وهي تُصلَّى في أول ليلة جمعة بعد العشاء، وقيل: بين العشائين. وهي اثنتي عشرة ركعة، يُقرأ في كلِّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و (إِنَّا أَنزلناه في ليلة القدر) ثلاثاً، و(قل هو الله أحد)؛ اثنى عشر مرة، يفصل بين كلِّ ركعتين بتسليمة.
وهي صلاة محدثة أُحدثت بعد المائة الرابعة ،وهي بلا شك بدعة منكرة وحديثها موضوع بلا ريب وذكرها ابن الجوزي في الموضوعات وقال النووي رحمه الله تعالى " واحتج به العلماء على كراهة هذه الصلاة المبتدعة التي تسمى الرغائب قاتل الله واضعها ومخترعها فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة .
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى " فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء ...
الصيام في رجب
رجب كغيره من الأشهر لم يرد في الترغيب في صيامه حديث صحيح بل يُشرع أن يصام منه الإثنين والخميس والأيام البيض لمن عادته الصيام كغيره من الأشهر أما إفراده بذلك فلا ، أما ما يذكره الوعاظ والقصاصون في الترغيب في صيام شهر رجب كحديث ( إن في الجنة نهرا يقال له رجب ماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل من صام يوما من رجب شرب منه ) ، ومنهم من يحرص على صيام اليوم الأول والثاني والثالث منه، ويروون في ذلك الأحاديث الموضوعة كحديث: (من صام ثلاثة أيام من شهرٍ حرامٍ الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسعمائة سنة). وحديث(صوم أول يوم من رجب كفارة ثلاث سنين، والثاني كفارة سنتين، ثم كلّ يوم شهراً) وحديث(رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أُمَّتي). وكلُّ ذلك كذب مصنوع.
قال ابن القيم " كل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى " وقال الحافظ ابن حجر " لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا صيام شيء منه معيَّن ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة " .
زيارة قبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
وزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقبره مشروع في كلِّ السنة، وهي من جملة القُرُبات والطاعات؛ ولكن تخصيصها بهذا الشهر من البدع التي لم يرد عليها دليل، فتخصيص عبادة بوقت لم يُوقِّته الله ولا رسوله من البدع المحرَّمة .
الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
ويكون هذا الاحتفال في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، وقراءة قصة المعراج، وإطعام الأطعمة والولائم .
وهذا الاحتفال بدعة ولا يجوز، وذلك من وجوه :
الأول: أنَّ أهل العلم مختلفون في تحديد تاريخ وقوع هذه الحادثة العظيمة اختلافاً كبيراً، ولم يقم دليل على تعيين ليلته التي وقع فيها، ولا على الشهر الذي وقع فيه.
الثاني: لو ثبت تعيين تلك الليلة لم يجزْ لنا أن نحتفل فيها، ولا أنْ نُخصِّصها بشيء لم يشرعه الله ولا رسوله.
الثالث: أنه يحصل في تلك الليلة وذلك الاحتفال أمورٌ منكرة. قال بعض أهل العلم : (وقد تفنَّن الناس بما يأتونه في هذه الليلة من المنكرات، وأحدثوا فيها من أنواع البدع ضروباً كثيرةً، كالاجتماع في المساجد وإيقاد الشُّموع والمصابيح فيها).
وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى - حول هذه المسألة : (وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأتِ في الأحاديث الصحيحة تعيينها، لا في رجب ولا في غيره، وكلُّ ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث). شـهر شـعبان
بعض الآثار الواردة فيه
1.عن عائشة -رضي الله عنها- قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان ، وما رايته أكثر صياماً منه في شعبان )) متفق عليه .
2.عن عبد الله بن أبي قيس أنه سمع عائشة تقول : كان أحب الشهور إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان )) .
3.عن أبي هريرة – رضي الله عنه –عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يتقدمنَّ أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم )) متفق عليه .
4.عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال صلى الله عليه وسلم( ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم )) .
وقد ورد في فضل شهر شعبان والصلاة فيه أحاديث حكم عليها الحفاظ بالضعف منها :
1 - عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا )) .
2 - عن عائشة -رضي الله عنها- قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع ، فقال صلى الله عليه وسلم( أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ )) قلت : يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك ، فقال ( إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب )) .
3 - عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه ، إلا لمشرك أو مشاحن )) .
4 - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((إذ كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا ، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له! ألا مسترزق فأرزقه !ألا مبتلى فأعافيه! ألا كذا ألا كذا،حتى يطلع الفجر))
5 - قوله صلى الله عليه وسلم ( رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي.......)).
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم(يا علي من صلى مائة ركعة في ليلة النصف من شعبان، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و ((قل هو الله أحد )) عشر مرات . قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا علي ما من عبد يصلي هذه الصلوات إلا قضى عز وجل له كل حاجة طلبها تلك الليلة .......)) الحديث .
6 - وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم((من صلى ليلة النصف من شعبان ثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة((قل هو الله أحد)) ثلاثين مرة ، لم يخرج حتى يرى مقعده من الجنة....)) ومن البدع في هذا الشهر : بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان
روي عن عكرمة -رحمه الله- أنه قال في تفسير قوله تعالى : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} : أن هذه الليلة هي ليلة النصف من شعبان ، يبرم فيها أمر السنة ، وينسخ الأحياء من الأموات ، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد ، ولا ينقص منهم أحد .
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} : يقول تعالى مخبراً عن القرآن العظيم أنه أنزله في ليلة مباركة ، وهي ليلة القدر كما قال عز وجل :{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر} ، وكان ذلك في شهر رمضان كما قال تبارك وتعالى :{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } .
ومن قال إنها ليلة النصف من شعبان كما روي عن عكرمة فقد أبعد المذهب ، فإن نص القرآن في رمضان ، فدعوى أنها ليلة النصف من شعبان لاشك أنها دعوى باطلة ، لمخالفتها النص القرآني الصريح .
واختلف العلماء في إحياء ليلة النصف من شعبان على الجواز أو الكراهة أو هي بدعة .
والراجح في هذه الأقوال _والله اعلم-أنه ليس هناك دليل على فضل هذه الليلة ، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أحياها ،ولا عن أحد من أصحابه- رضوان الله عليهم -،ولا عن التابعين- رحمة الله عليهم- ولو فعلوه لاستشهد بفعلهم من فضلها وأحياها ، وإنما هو أمر محدث بعدهم ، فهو أمر مبتدع ، وليس له أصل من الكتاب أو السنة أو الإجماع .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز ( وقد ورد في فضلها -ليلة النصف من شعبان- أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وأما ما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم) ، وقال أيضاً –رحمه الله- ( وأما ما اختاره الأوزاعي -رحمه الله- من استحباب قيامها للأفراد ، واختيار الحافظ ابن رجب لهذا القول فهو غريب وضعيف ، لأن كل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعاً لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله، سواء فعله مفرداً أو في جماعة ، وسواء أسره أو أعلنه لعموم قوله صلى الله عليه وسلم(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))
الصلاة الألفية المبتدعة في شعبان
هذه الصلاة المبتدعة تسمى بالألفية لقراءة سورة الإخلاص فيها ألف مرة، لأنها مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات .
اتفق جمهور العلماء على أن الصلاة الألفية ليلة النصف من شعبان بدعة ، فألفية النصف من شعبان لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من خلفائه ، ولا استحبها أحد من أئمة الدين الأعلام
وكذلك فإن الحديث الوارد فيها موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث . شهر رمـضــان
يعتبر شهر رمضان من أعظم مواسم المسلمين ، فهو شهر الصوم الذي هو الركن الرابع من أركان الإسلام ، قد فضله الله بأن أنزل فيه كتابه الكريم ، وجعل فيه ليلة خيراً من ألف شهر . وقد ورد في فضله وفضل العبادات فيه آثار كثيرة نذكر منها على النحو التالي :
1.عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة )). وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء ، وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين )) .
2.عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات ما بينهن ، إذا اجتنب الكبائر )) .
3.عن أبي هريرة- رضي الله عنه-عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) .
4.عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلِّ علىَّ ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك أبواه فلم يدخلاه الجنة)) .
5.عن ابن عباس – رضي الله عنهما (( لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجته قال لأم سنان الأنصارية ((ما منعك من الحج ؟ قالت : أبو فلان تعني زوجها – كان له ناضحان حج على أحدهما والآخر يسقي أرضاً لنا .قال : فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي )) .
6.عن عائشة-رضي الله عنها-قالت (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، مالا يجتهد في غيره))
7.عن عائشة – رضي الله عنها – زوج النبي صلى الله عليه وسلم( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، حتى توفاه الله تعالى ، ثم اعتكف أزواجه من بعده )) .
8.عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(( أريت ليلة القدر ، ثم أيقظني بعض أهلي فُنسيتها . فالتمسوها في العشر الغوابر)) .
9.عن ابن عباس – رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقي )).
ولم يكتفي الوضاعون الكاذبون علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحاديث الفضائل في هذا الشهر الكريم ، فوضوعوا الأحاديث وكذبوا علي النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن هذه الأحاديث المكذوبة :
حديث(( لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا شهر رمضان)) .حديث(إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادي الجليل رضوان خازن الجنة فيقول: لبيك وسعديك....-وفيه أمره بفتح الجنة وأمر مالك بتغليق النار-)) .حديث ( لو علم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها )) .حديث (( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه الصيام ، وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه...)) . حديث ( إن لله تبارك وتعالي ليس بتارك أحداً من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلا غفر له)) .حديث(إن الله تبارك وتعالى في كل ليلة من رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار)) .حديث((لو أذن الله لأهل السموات والأرض أن يتكلموا لبشروا صوام شهر رمضان بالجنة)) حديث: ((إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام ، وإذا سلم رمضان سلمت السنة)) .وحديث(( من أفطر يوماً من رمضان فليهد بدنه ، فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعاً من تمر للمساكين )) . حديث ((من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا عذر له ، كان عليه أن يصوم ثلاثين يوماً ومن أفطر يومين كان عليه ستون ومن أفطر ثلاثاً كان عليه تسعون يوماً )) .
حديث (( رجب شهر الله ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أمتي ......)) وحديث(( من صلى في آخر جمعة من رمضان الخمس الصلوات المفروضة في اليوم والليلة ، قضت عنه ما أخل به من صلاة سنته )) . ومن البدع التي تقام في هذا الشهر
الاعتماد على حساب الفلكيين في تقاويمهم في بدء الصيام.قال شيخ الإسلام: "فإنا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يرى أو لا يرى ؛ لا يجوز.
والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه، ولا يُعرف فيه خلاف قديم أصلاً إلا من بعض المتأخرين من المتفقهـة .
البدع المتعلقة برؤية هلال رمضان :
ومن المُحدَثات في شهر رمضان ، ما يفعله العامة من رفع الأيدي إلى الهلال عند رؤيته يستقبلونه بالدعاء قائلين ( هل هلالك، جل جلالك، شهر مبارك). نحو ذلك ، مما لايعرف له أصل في الشرع ، بل كان من عمل الجاهلية وضلالاتهم ، والذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى الهلال قال (( اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلام والإسلام، ربي وربك الله )) . فما يفعله بعض الناس عند رؤية الهلال من الإتيان بهذا الدعاء ، والاستقبال ورفع الأيدي، ومسح وجوهـهم بدعة مكروهة لم تعهد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه -رضوان الله عليهم- ولا السلف الصالح رحمة الله عليهم . قراءة سورة الأنعام :
مما ابتدع في قيام رمضان في الجماعة ، قراءة سورة الأنعام جميعها في ركعة واحدة ، يخصونها بذلك في آخر ركعة من التراويح ليلة السابع أو قبلها .
وَسُئِلَ شيخ الإسلام –رحمه الله- عَمَّا يَصْنَعُهُ أَئِمَّةُ هَذَا الزَّمَانِ مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةِ الْأَنْعَامِ فِي رَمَضَانَ فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ هَلْ هِيَ بِدْعَةٌ أَمْ لَا ؟ .
فَأَجَابَ : نَعَمْ بِدْعَةٌ . فَإِنَّهُ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَلَا غَيْرِهِمْ مِنْ الْأَئِمَّةِ أَنَّهُمْ تَحَرَّوْا ذَلِكَ وَإِنَّمَا عُمْدَةُ مَنْ يَفْعَلُهُ مَا نُقِلَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَنَّ سُورَةَ الْأَنْعَامِ نَزَلَتْ جُمْلَةً . مُشَيَّعَةً بِسَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ فَاقْرَءُوهَا جُمْلَةً لِأَنَّهَا نَزَلَتْ جُمْلَةً وَهَذَا اسْتِدْلَالٌ ضَعِيفٌ وَفِي قِرَاءَتِهَا جُمْلَةً مِنْ الْوُجُوهِ الْمَكْرُوهَةِ أُمُورٌ . مِنْهَا : أَنَّ فَاعِلَ ذَلِكَ يُطَوِّلُ الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ مِنْ الصَّلَاةِ عَلَى الْأُولَى تَطْوِيلًا فَاحِشًا . وَالسُّنَّةُ تَطْوِيلُ الْأُولَى عَلَى الثَّانِيَةِ كَمَا صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْهَا تَطْوِيلُ آخِرِ قِيَامِ اللَّيْلِ عَلَى أَوَّلِهِ وَهُوَ خِلَافُ السُّنَّةِ فَإِنَّهُ كَانَ يُطَوِّلُ أَوَائِلَ مَا كَانَ يُصَلِّيهِ مِنْ الرَّكَعَاتِ عَلَى أَوَاخِرِهَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . ا.هـ
فتخصيص سورة الأنعام دون غيرها من السور لا دليل عليه وقرائتها في صلاة التراويح لا دليل عليه أيضاً هذا إلى جانب المخالفات التى ذكرها شيخ الإسلام –رحمه الله- بدعة التسحير : من الأمور المحدثة التي لم تكن على عهده صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به ، وليس من فعل الصحابة أو التابعين أو السلف الصالح -رحمة الله عليهم أجمعين- واختلف الناس في تطبيق هذه البدعة كُلٌ حسب عادات بلده فمنهم من ينشدون في ذلك –التسحير- القصائد ، ويسحرون أيضاً بالطبلة يطوف بها بعضهم على البيوت ، ويضربون عليها ، ومنهم من يسحرون بدق الطار والغناء واللهو واللعب ، وغير ذلك من الأمور البدعية .
وكل هذا مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد شرع الأذان الأول للصبح دالاً على جواز الأكل والشرب والثاني دالاً على تحريمها ، فعن بن عمر –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بن أم مكتوم ) فلم يبق أن يكون ما يعمل زيادة عليهما إلا بدعة . بدعة صلاة القدر :
وهي أيضاً من الأمور المحدثة التى لم يرد فيها دليل ولا أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به ، ولا الصحابة أو التابعين أو السلف الصالح -رحمة الله عليهم أجمعين-
وَسُئِلَ شيخ الإسلام –رحمه الله- عَنْ قَوْمٍ يُصَلُّونَ بَعْدَ التَّرَاوِيحِ رَكْعَتَيْنِ فِي الْجَمَاعَةِ ثُمَّ فِي آخِرِ اللَّيْلِ يُصَلُّونَ تَمَامَ مِائَةِ رَكْعَةٍ وَيُسَمُّونَ ذَلِكَ صَلَاةَ الْقَدْرِ . وَقَدْ امْتَنَعَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ مِنْ فِعْلِهَا . فَهَلْ الصَّوَابُ مَعَ مَنْ يَفْعَلُهَا ؟ أَوْ مَعَ مَنْ يَتْرُكُهَا ؟ وَهَلْ هِيَ مُسْتَحَبَّةٌ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ أَوْ مَكْرُوهَةٌ ؟ وَهَلْ يَنْبَغِي فِعْلُهَا وَالْأَمْرُ بِهَا أَوْ تَرْكُهَا وَالنَّهْيُ عَنْهَا ؟ .
فَأَجَابَ : الْحَمْدُ اللَّه بَلْ الْمُصِيبُ هَذَا الْمُمْتَنِعُ مِنْ فِعْلِهَا وَاَلَّذِي تَرَكَهَا . فَإِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَمْ يَسْتَحِبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ بَلْ هِيَ بِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ وَلَا فَعَلَ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَلَا التَّابِعِينَ وَلَا يَسْتَحِبُّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَاَلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ تُتْرَكَ وَيُنْهَى عَنْهَا . ا.هـ بدعة القيام عند ختم القرآن في رمضان بسجدات القرآن كلها في ركعة :
وهو أنهم يقومون بسجدات القرآن كلها فيسجدونها متوالية في ركعة واحدة أو ركعات ، وهذا مما لا شك فيه أمر مبتدع ولا دليل عليه من قرءان أو سنه أو فعل صحابي أو تابعي فهي بدهة مردودة لقوله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) . بدعة سرد آيات الدعاء :
ومن البدع التي أحدثت في رمضان بدعة سرد جميع ما في القرآن من آيات الدعاء ، وذلك في آخر ركعة من التراويح ، بعد قراءة سورة الناس فيطول الركعة الثانية على الأولى ، هذا بالاضافة إلى مخالفة الهَدْي ، وسيأتي ذلك في بدع الدعاء . بدعة الذكر بعد التسليمتين من صلاة التراويح :
ومن البدع في هذا الشهر الكريم الذكر بعد كل تسليمتين من صلاة التراويح ، أو قراءة سورة الاخلاص ثلاث مرات ورفع المصلين أصواتهم بذلك ، وفعل ذلك بصوت واحد ، فذلك كله من البدع ، وكذلك قول المؤذن بعد ذكرهم المحدث هذا " الصلاة يرحمكم الله ". فهذا أمر محدث أيضاً، لم يرو أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أقره . وكذلك الصحابة والتابعون والسلف الصالح ، فالإحداث في الدين ممنوع ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ثم الخلفاء بعده ثم الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- ولم يفعلوا شيئاً من هذا ، فليسعنا ما وسعهم ، فالخير كله في الاتباع ، والشر كله في الابتداع .
بدع في الدعاء عند ختم القرءان في الصلاة :
فهذا ليس من السنة ، فلم يرد دليل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه -رضي الله عنهم اجمعين- علي مشروعية دعاء ختم القرءان في الصلاة من أمام او منفرد قبل الركوع أو بعده في التراويح أو غيرها ، وهذا بخلاف قنوت الوتر .
البدع في قنوت الوتر
وهو يكون بعد الرفع من الركوع في الوتر ، ومن المخالفات في قنوت الوتر :
التطويل المفرط في الدعاء فقد نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال لمعاذ بن جبل –رضي الله عنه( يا معاذ أفتان أنت ... ، الحديث ) ، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الناس إن منكم منفرين ، فأيكم أمّ بالناس فليوجز ، فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة ) .
عدم الالتزام بالماثور عن النبي صلي الله عليه وسلم ، فقد أحدث البعض زيادات علي المأثور واظبوا عليها حتي توهم العوام انها من السنن ، بالضافة إلى الأدعية المسجوعة المتكلفة و المخترعة ، فإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
التعمد في ابكاء المأمومين ، فمن الأئمة من ينتقي الأدعية المليئة بالتشقيق في العبارة وذكر أمور تفصيلية من أحوال الموتي أو البعث والنار وذلك لتحريك عواطف المأمومين وإزعاج جوارحهم وانفجارهم في البكاء والصراخ وربما بطلت صلاة بعضهم وهو لا يدري .
التلحين والتطريب و التمطيط ورفع الصوت والصياح في الدعاء فمن الأئمة من ينشغل بتحريرات السجع و النغم في العاء لإظهار الصناعة النغمية لا لإقامة العبودية ، فإنه لايقتضي الإجابة بل هو من مقتضيات الرد فقال تعالى ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) ، وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أنه سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أَيْ بُنَيَّ، سَلِ الله الجنة وتَعَوَّذْ به من النار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء" .
وأخيراً أختم بقول بعض الأئمة ، فروي عبدوس عن الإمام أحمد –رحمه الله- قوله " إن زاد الإمام حرفاً في دعاء القنوت علي الوارد فاقطع صلاتك " ، وقال العز بن عبد السلام –رحمه الله- " ولا ينبغي أن يُزاد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في القنوت شيء ولا يُنقص " ، وقد بين العلة في ذلك شيخ الإسلام فَسُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَمَّنْ يَقُولُ : أَنَا أَعْتَقِدُ أَنَّ مَنْ أَحْدَثَ شَيْئًا مِنْ الْأَذْكَارِ غَيْرَ مَا شَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحَّ عَنْهُ أَنَّهُ قَدْ أَسَاءَ وَأَخْطَأَ إذْ لَوْ ارْتَضَى أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيَّهُ وَإِمَامَهُ وَدَلِيلَهُ لَاكْتَفَى بِمَا صَحَّ عَنْهُ مِنْ الْأَذْكَارِ فَعُدُولُهُ إلَى رَأْيِهِ وَاخْتِرَاعِهِ جَهْلٌ وَتَزْيِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ وَخِلَافٌ لِلسُّنَّةِ إذْ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتْرُكْ خَيْرًا إلَّا دَلَّنَا عَلَيْهِ وَشَرَعَهُ لَنَا وَلَمْ يَدَّخِرْ اللَّهُ عَنْهُ خَيْرًا ؛ بِدَلِيلِ إعْطَائِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ؛ إذْ هُوَ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ فَهَلْ الْأَمْرُ كَذَلِكَ أَمْ لَا ؟ .
فَأَجَابَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ . لَا رَيْبَ أَنَّ الْأَذْكَارَ وَالدَّعَوَاتِ مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَاتِ وَالْعِبَادَاتُ مَبْنَاهَا عَلَى التَّوْقِيفِ وَالِاتِّبَاعِ لَا عَلَى الْهَوَى وَالِابْتِدَاعِ فَالْأَدْعِيَةُ وَالْأَذْكَارُ النَّبَوِيَّةُ هِيَ أَفْضَلُ مَا يَتَحَرَّاهُ الْمُتَحَرِّي مِنْ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَسَالِكُهَا عَلَى سَبِيلِ أَمَانٍ وَسَلَامَةٍ وَالْفَوَائِدُ وَالنَّتَائِجُ الَّتِي تَحْصُلُ لَا يُعَبِّرُ عَنْهُ لِسَانٌ وَلَا يُحِيطُ بِهِ إنْسَانٌ وَمَا سِوَاهَا مِنْ الْأَذْكَارِ قَدْ يَكُونُ مُحَرَّمًا وَقَدْ يَكُونُ مَكْرُوهًا وَقَدْ يَكُونُ فِيهِ شِرْكٌ مِمَّا لَا يَهْتَدِي إلَيْهِ أَكْثَرُ النَّاسِ وَهِيَ جُمْلَةٌ يَطُولُ تَفْصِيلُهَا . وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَسُنَّ لِلنَّاسِ نَوْعًا مِنْ الْأَذْكَارِ وَالْأَدْعِيَةِ غَيْرِ الْمَسْنُونِ وَيَجْعَلَهَا عِبَادَةً رَاتِبَةً يُوَاظِبُ النَّاسُ عَلَيْهَا كَمَا يُوَاظِبُونَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ؛ بَلْ هَذَا ابْتِدَاعُ دِينٍ لَمْ يَأْذَنْ اللَّهُ بِهِ ؛ بِخِلَافِ مَا يَدْعُو بِهِ الْمَرْءُ أَحْيَانًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجْعَلَهُ لِلنَّاسِ سُنَّةً فَهَذَا إذَا لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ يَتَضَمَّنُ مَعْنًى مُحَرَّمًا لَمْ يَجُزْ الْجَزْمُ بِتَحْرِيمِهِ ؛ لَكِنْ قَدْ يَكُونُ فِيهِ ذَلِكَ وَالْإِنْسَانُ لَا يَشْعُرُ بِهِ . وَهَذَا كَمَا أَنَّ الْإِنْسَانَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ يَدْعُو بِأَدْعِيَةِ تُفْتَحُ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْوَقْتَ فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ قَرِيبٌ . وَأَمَّا اتِّخَاذُ وِرْدٍ غَيْرِ شَرْعِيٍّ وَاسْتِنَانُ ذِكْرٍ غَيْرِ شَرْعِيٍّ : فَهَذَا مِمَّا يُنْهَى عَنْهُ وَمَعَ هَذَا فَفِي الْأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْأَذْكَارِ الشَّرْعِيَّةِ غَايَةُ الْمَطَالِبِ الصَّحِيحَةِ وَنِهَايَةُ الْمَقَاصِدِ الْعَلِيَّةِ وَلَا يَعْدِلُ عَنْهَا إلَى غَيْرِهَا مِنْ الْأَذْكَارِ الْمُحْدَثَةِ الْمُبْتَدَعَةِ إلَّا جَاهِلٌ أَوْ مُفَرِّطٌ أَوْ مُتَعَدٍّ . ا.هـ
انتهي كلامي ولا أجد تعليق بعد قول شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللَّهُ فقد بَيَّنَ فأوفى . بدعة حفظية رمضان (حفائظ) في آخر جمعة من رمضان:
وهي كتابة أوراق يسمونها (حفائظ) في آخر جمعة من رمضان، ويسمون هذه الجمعة بالجمعة اليتيمة، فيكتبون هذه الأوراق حال الخطبة، ومما يكتب فيها: (لا آلاء إلا آلاؤك كعسهلون...).
قال الشيخ بكر أبو زيد: "الدعاء في آخر جمعة من رمضان، والخطيب على المنبر بقولهم: "لا آلاء إلا آلاؤك، سمعٌ محيط علمك كعسهلون، وبالحق أنزلناه، وبالحق نزل" بدعة ضلالة، ودعاء مخترع، وطلاسم فاسدة، وتسمى عندهم التحويطة" شــهـر شــوال
بعض الآثار الواردة فيه
1.عن أبي أيوب -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فذلك صيام الدهر )) .
2.عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال(( نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الفطر ويوم النحر ..)) الحديث . متفق عليه .
وقد ورد في ليلة عيد الفطر ويومه أحاديث موضوعة ، منها :
حديث ( أن من صلى ليلة الفطر مائة ركعة ، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة ، وقل هو الله أحد عشرة مرات ......الخ ) .
وحديث ( من صلى يوم الفطر بعدما يصلي عيده أربع ركعات ، يقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب ... فكأنما قرأ كل كتاب نزله الله على أنبيائه ..... ) . وحديث : ( من السنة اثنتا عشرة ركعة بعد عيد الفطر ، وست ركعات بعد عيد الأضحى) . وحديث ( من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة : ليلة التروية ، وليلة عرفة ، وليلة النحر ، وليلة الفطر ) . وحديث ( من صام صبيحة يوم الفطر فكأنما صام الدهر ) .
ومن البدع في هذا الشهر
بدعة عيد الأبرار
فبعد أن يتم الناس صوم شهر رمضان ، ويفطروا اليوم الأول من شهر شوال-وهو يوم عيد الفطر- يبدأون في صيام الستة أيام الأول من شهر شوال ، وفي اليوم الثامن يجعلونه عيداً يسمونه عيد الأبرار .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وَأَمَّا اتِّخَاذُ مَوْسِمٍ غَيْرِ الْمَوَاسِمِ الشَّرْعِيَّةِ كَبَعْضِ لَيَالِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ الَّتِي يُقَالُ : إنَّهَا لَيْلَةُ الْمَوْلِدِ أَوْ بَعْضِ لَيَالِيِ رَجَبٍ أَوْ ثَامِنَ عَشَرَ ذِي الْحِجَّةِ أَوْ أَوَّلِ جُمْعَةٍ مِنْ رَجَبٍ أَوْ ثَامِنِ شَوَّالٍ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْجُهَّالُ عِيدَ الْأَبْرَارِ فَإِنَّهَا مِنْ الْبِدَعِ الَّتِي لَمْ يَسْتَحِبَّهَا السَّلَفُ وَلَمْ يَفْعَلُوهَا وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ .
وقال أيضاً ( وأما ثامن شوال : فليس عيداً لا للأبرار ولا للفجار ، ولا يجوز لأحد أن يعتقده عيداً ، ولا يحدث فيه شيئاً من شعائر الأعياد ) ا.هـ شـهــر ذي الـحـجــة
بعض الآثار الواردة فيه
1.عن أبي بكرة -رضي الله-عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( شهران لا ينقصان ، شهرا عيد : رمضان وذو الحجة )) متفق عليه .
2.عن ابن عباس – رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر )) ، فقالوا : يا رسول الله ! ولا الجهاد في سبيل الله ؟ . فقال رسول صلى الله عليه وسلم : (( و لا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ، فلم يرجع من ذلك بشيء )) .
3.عن أبي هريرة -رضي الله عنه( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الأضحى، ويوم الفطر )) .متفق عليه .
4.عن أم الفضل بنت الحارث ( أنَّ ناساً تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم : هو صائم . وقال بعضهم : ليس بصائم .فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره ، فشربه )) متفق عليه
5.عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة . فيقول : أراد هؤلاء ؟ )) .
6.عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يوم عرفة ، ويوم النحر ، وأيام التشريق ، عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب )) .
7.عن ابن عباس – رضي الله عنهما –{وَالْفَجْرِ } قال :فجر النهار ، {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قال : عشر الأضحى .
وقد ورد في فضل بعض الأعمال في شهر ذي الحجة بعض الأحاديث الموضوعة ، نذكر منها:
حديث(من صام العشر فله بكل يوم صوم شهر ، وله بصوم يوم التروية سنة،وله بصوم يوم عرفة سنتان) وحديث (من صام آخر يوم من ذي الحجة ،وأول يوم من المحرم ، فقد ختم السنة الماضية ،وافتتح للسنة المستقبلة بصوم ، جعله الله كفارة خمسين سنة ) . وحديث: (من صلى يوم عرفة بين الظهر والعصر أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، وقل هو الله أحد خمسين مرة ، كتب الله له ألف ألف حسنة ....الخ ) .وحديث: (من صلى يوم عرفة ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب ثلاث مرات...إلا قال الله عز وجل: أشهدكم أني قد غفرت له) .وحديث(من صلى ليلة النحر ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب خمس عشرة مرة، وقل هو الله أحد خمس عشرة مرة....جعل الله اسمه في أصحاب الجنة....الخ)
وحديث (إذا كان يوم عرفة غفر الله للحاج ، فإذا كان ليلة المزدلفة غفر الله للتجار.... الخ) ...إلى غير ذلك من الأحاديث الباطلة التي لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن البدع في هذا الشهر
بدعة التعريف
التعريف الذي يفعله بعض الناس من قصد الاجتماع عشية يوم عرفة في الجوامع أو في مكان خارج البلد؛ فيدعون ويذكرون، مع رفع الصوت الشديد، والخطب والأشعار، ويتشبهون بأهل عرفة .
واختلف العلماء في حكم التعرف في المساجد يوم عرفة :]قال ابن وهب]– رحمه الله ( سمعت مالكاً يُسأل عن جلوس الناس في المسجد عشية عرفة بعد العصر ، واجتماعهم للدعاء، فقال : ليس هذا من أمر الناس ، وإنَّما مفاتيح هذه الأشياء من البدع )ا.هـ
وروى ابن وضاح -في كتاب البدع- عن أبي حفص المدني قال: اجتمع الناس يوم عرفة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، يدعون بعد العصر، فخرج نافع مولى ابن عمر من دار آل عمر ، فقال : أيها الناس إن الذي أنتم عليه بدعة ، وليست بسنة ، إنا أدركنا الناس ولا يصنعون مثل هذا ، ثم رجع فلم يجلس ، ثم خرج الثانية ففعل مثلها ثم رجع )ا.هـ
وروى أيضاً عن ابن عون قال (شهدت إبراهيم النخعي سُئلَ عن اجتماع الناس عشية عرفة، فكرهـه، وقال: محدث) ا.هـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله ( ومن هذا – المتابعة في السنَّة – وضع ابن عمر يده مقعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وتعريف ابن عباس بالبصرة، وعمرو بن حريث بالكوفة ، فإن هذا لما لم يكن مما فعله سائر الصحابة ، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم شرعه لأمته ، لم يمكن أن يُقال هذا سنَّة مستحبة ، بل غايته أن يًُقال : هذا مما ساغ فيه اجتهاد الصحابة ، أو مما لا ينكر علي فاعله ؛ لأنَّه مما يسوغ فيه الاجتهاد ، لا لأنه سنة مستحبة سنها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته . أو يقال في التعريف : إنه لا بأس به أحياناً لعارض إذا لم يجعل سنة راتبة .
وهكذا يقول أئمة العلم في هذا وأمثاله : تارة يكرهونه ، وتارة يسوغون فيه الاجتهاد ، وتارة يرخصون فيه إذا لم يتخذ سنة ، ولا يقول عالم بالسنة : إن هذه سنة مشروعة للمسلمين ، فإن ذلك إنَّما يقال فيما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ إذ ليس لغيره أن يسن ولا أن يشرع ، وما سنَّة خلفاؤه الراشدون ، فإنما سنُّوه بأمره ، فهو من سننه .... )ا.هـ
منقول بتصرفي
التعديل الأخير تم بواسطة راكان ; 23-07-10 الساعة 07:38 PM |
| |