12-06-07, 02:42 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو فعال::
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | May 2007 | العضوية: | 346 | المواضيع: | 59 | الردود: | 55 | جميع المشاركات: | 114 [+] | بمعدل : | 0.02 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام تفضل كوبا من الشاي !!
ارتشف منــه و تعــال معــي نســافر في أبخرته ..
هــل تذوقــت طعمه الذي دهش به الإمبراطور شين نونج (shen nung)
والذي كان حكيماً لا يشرب إلا ماء مغلياً لحرصه على صحته إلا أنه في احدى المرات
وقعت أوراق خضراء من شجرة قريبة في ماءه المغلي، فلاحظ تحول الماء إلى اللون البني الفاتح
وكذلك استنشق شذى لافت للانتباه، فشربه واكتشف فوائده العظيمة،
وكان ذلك منذ 5000 سنة مضت...!
وهــل حــلق بكـ الشعــور لتكتــب قصــيدة بعــد أن شــربت عدة أقداح من الشاي
كما كتب الشاعر الصيني القديم لو تونغ في قصيدته ( سبعة أقداح من الشاي ) ..؟!
بعد قدح ترطب الحلق
وبعد اثنين تخفف الهم،
وبعد ثلاثة توقد الذهن
وبعد أربعة ذهب الكدر وظهر عرق خفيف
وبعد خمسة ارتاح البدن،
وبعد ستة شعرت بأني خفيف مثل الملائكة،
بعد السابع بدا أن الريح ( تحلق بي ) ..!
بصورة عامة كــان الشـاي ولا زال رمـــزاً مــرتبطــاً بالفخــامة وعــلو المنــزلة
فنــراه دومــاً يعتــلي الطــاولات الملكيــة و حــاضــراً في كــل الاجتمــاعــات الرسميــة ..!
وهــو فــي أحيــان كثيــرة يعتبـر رمــزاً مضــللاً ..
فهــو يعنــي في بعــض النصــوص الأدبيــة معانٍ أخــرى مختلفــةً ( كالفــراغ ) مثلاً
كما في سطور هــذه الرواية :
1- أنتم مصابون بفرط الحساسية أيها الفنانون ..
قالها وهو يكرع كوب الشاي ، ويرمي حجر النرد ..
2-حدق طويلاً في صديقه الذي أدمن الشاي أكثر من إدمانه على الهواء
وقال : أو بعدمها ..( يعني الحساسية..!)
1- ضحك حتى بان فمه ككهفٍ عميقة ..
2 - سئمت الغربة .. سئمت كوني بلا معنى .. بلا وطن ..
فتش فم صديقه الذي أدمن الشاي .. فلم يكن وطن
فتش كوب الشاي .. فلم يكن وطن
فتش وجوه الناس .. وجه النادل .. فلم يكن وطن
فتش جيوبه .. فلم يكن وطن
فتش مواسم الفرح .. مواسم العزاء .. فلم يكن وطن
فتش حجر أمه العجوز .. فلم يكن وطن
فتش ذاته .. فلم يكن وطن
فتش في الوطن .. فلم يكن وطن ..
كانت غربة ..!
وربمــا كان الشاي دلالةً على ( اختبارٍ صعب ) كما في هذه القصة القصيرة لعصام القدسي ..!
قلت محولا اهتمام أمــي : سأعد لك الفطور.
قالت: فطرت
قلت وأنا أهب واقفا: إذن سأعمل لك الشاي.
لم تعترض. إلا أنها سالت بتهكم: ـ وهل تجيد إعداده..!!
قلت بود: سترين.
وخلال لحظات كنت أقف في المطبخ أضع إناء الشاي على الموقد وصوتها يأتيني ضعيفا واهنا.
كانت تحدثني بأمور شتى. وما إن انتهيت حتى رحت متناولا قدحا من سلة الصحون بقربي.
وضعت السكر وسكبت الشاي ودسست الملعقة فيه. ثم هرعت أضعه أمامها باعتناء.
قالت وهي تحرك الملعقة في القدح:
ـ حينما كنت ولدا، لم تكن تصنع شيئا لنفسك. كان الجميع في خدمتك.
وتشاغلت عنها بأوراقي.
وأكملت قائلة: كنت أقول مع نفسي وما الضرر في ذلك. غدا ستتكفل به زوجته بدلا عنا.
لقد كنت أتظاهر بالتفكير في الوقت الذي كنت أصغي إليها باهتمام
ورأيتها ترفع القدح إلى فمها الذابل بحذر وهي تتمتم:
ـ آخر الأمر، تزوجت الكتب لتغرق بالهم بدلا من امرأة تهتم بأمرك وترعاك.
وحسبت أنها سترتشف منه فتبدي استحسانها إلا أنها أبعدت القدح عن فمها بسرعة
ووضعته أمامها، وعلامات الاستياء بادية على وجهها.
قلت كتلميذ يسأل معلمه عن سبب رسوبه بالامتحان: ما به..؟
قالت بامتعاض: لم يغل بعد.
قلت بخنوع: ـ سأعيده على النار. قالت وهي تشرع كفها بوجهي:
ـ لا. لا. هذا يكفي فلم اعد بحاجة إليه.
ولم التفت إلى كلامها، وأخذت القدح وعدت لاقف أمام الموقد في المطبخ من جديد.
كنت مصرا على اجتياز الاختبار الذي وضعت نفسي فيه بإرادتي. وتركت الشاي يغلي جيدا.
ثم أسرعت أملأ القدح. وهرولت أضعه أمامها وأنا مسرور. ورأيتها تنظر إلى داخل القدح
من خلال نظارتها بحيرة كما لو كانت تتفحص ضفدعا وضع أمامها سألتها:
ـ لم تشربي..؟
قالت بتذمر: ـ نسيت الملعقة ثم.. وأظن السكر أيضا.
أسرعت إلى المطبخ. وعدت بالملعقة والسكر. وضعت السكر مرتين والملعقة في القدح.
وأنا متأكد من رضاها هذه المرة. تطلعت بوجهي بريبة وبالقدح وهي تحرك الملعقة فيه
بيد متراخية. كانت عيناها المتعبتان يثقلهما النعاس لكن أجفانها الذابلة تقاومه.
وفجأة فرقع القدح تحت وطأة كفها، واندلق الشاي. بهتت وأخذت أجفانها تختلج كجناحي عصفور أصابه الفزع،
وهي تراقب الشاي المندلق يرسم بقعا وخطوطا مختلفة على وجه الطاولة.
بعدها راحت تنظر بذهول. ثم ساد الصمت والوجوم بيننا.
و في نصــوص أخرى كــان الشاي رمــزاً و دلالة على البساطة وسهــولة المنــال
كما جــاء في قــول أحــد الشعــراء ( خلف مشعــان ) ..
لين اكتشفت انك مثل كاسة الشـاي
يشرب بها .. مليون .. واحد ورايه
الله يسامحني .. على .. تيهة الراي
فعلا خطايه .. !! واتحمل .. خطايه
وللشــاي حضــور متميــز في أشهـــر الأعمــال الأدبيــة نصــوصاً أو حتى لوحات غنائية
فقــد غنى كــاظم الســاهر مؤخراً كلمات عذبـة لنــزار قباني جاء فيهــا :
دعينــي أصب لكـِ الشاي
فأنت خرافية الحسن هذا الصباح ..!
أأعجبكـِ الشــاي ..!
وهــل تكتفيــن كمــا أنتي دومــاً
بقطعــة سكــر ..؟!
ختامــاً
أتمنـــى أن يكـــون كــوب الشــاي الذي قدمــته لكـ
زاخراً بما يحــويه الشاي من معــانٍ وعجــائب وتــاريخ مثيــر ..!
لن يفــوتني القــول بأن ليبتــون عــلامة الذوق الرفيــع ..!
|
| |