استعاد الكثير من السعوديين خصوصا في الرياض أحداث عام 1996، عندما هطل البَرد والمطر بشدة، وتسبب في الكثير من الأضرار العامة للسيارات وبعض المنشآت بالإضافة إلى الازدحام الشديد وإغلاق الكثير من المخارج والمداخل مما أدى إلى فوضى كبيرة عطلت الكثير من المنشآت في ذلك الوقت.
وأمس الاثنين استعاد سكان الرياض تلك الأحداث بعد هطول أمطار شديدة، مصحوبة بالبَرد، لم تتوقف منذ الثالثة عصرا على مدينة الرياض تسببت بالكثير من التلفيات وتساقط إشارات المرور، مما أدى إلى فوضى في كثير من التقاطعات خصوصا في شرق الرياض.
واصبح مألوفاً خلال الساعات الأخيرة من يوم الاثنين أن يرى المرء مستنقعات مياه وتجمعات لمياه الامطار عند التقاطعات والارصفة في ظل محدودية تصريف المياه وشدة الأمطار.
وزاد على ذلك أن بعض الأنفاق فاضت بالمياه مما تسبب بأعطال وإغراق الكثير من السيارات التي وجد أصحابها انفسهم في لحظات محاصرين بالمياه بعد شوط سباحة طويل.
كما تسبب إغلاق المخارج والمداخل، من قبل أجهزة المرور أيضا بالمزيد من الزحام وخنق المنافذ وإبقاء السيارات لأطول فترة ممكنة داخل حيز الزحام أثناء انهمار المطر.
وقالت الأرصاد الجوية السعودية إن العاصفة الماطرة التي تجتاح منطقة الرياض ستتواصل حتى الثلاثاء مع توسعها لتشمل مناطق أوسع تصل إلى المنطقة الشرقية وجنوب منطقة الرياض لتطال الخرج ووادي الدواسر وحتى المناطق الواقعة بين الرياض والطائف وأيضا منطقة القصيم.
وقالت إن العاصفة التي تجتاح الرياض وما جاورها حاليا تصنف تحت مسمي:" الأمطار الغزيرة المصحوبة بعواصف رعدية وبرد في بعض المناطق مع رياح شديدة".
وتابعت:" هي رياح هابطة من السحابة للأرض وهي لاتترك مجالا للاحتياط منها ولكنها في نفس الوقت لا تستمر طويلا. وهي شديدة نسبة للأضرار التي ستتسبب بها".. وتابعت أن الأمطار ستستمر حتى نهار اليوم الثلاثاء وهي ستخف حدتها في الليل ولكن ستعاود بنفس القوة الثلاثاء عند الظهيرة.
واعتبرت الأرصاد الأمطار والرياح الحالية أمرا عاديا لا يستحق المزيد من القلق وقالت:" هذا هو موسم الأمطار المدارية في السعودية. ولكن في السنوات الماضية كان هناك جفاف لهذا لم يعتدها الناس. ولكننا حذرنا من فترة منها وقلنا إن المناطق الوسطى والجنوبية الغربية من السعودية ستكون عرضه لأمطار غزيرة".
وتسببت الأمطار الغزيرة في توقف حركة المرور في الشوارع الرئيسية في الرياض مع تحذيرات من الدفاع المدني و الأرصاد الجوية السعودية من احتمال تزايد الأمطار مع اقتراب سحب ركامية كثيفة على الرياض واحتمال نزول البرد بشكل كثيف.
ومن جهته أكد مصدر أنه لم تحدث أية وفيات أو انهيارات في الجسور والطرق في مدينة الرياض وأن الأمر تحت السيطرة وقال: "لم تردنا أية إخباريات عن وقوع حوادث أو وفيات.. أو انهيار جسور وكل ما في الأمر أن طريق الملك عبدالله وطريق خالد ين الوليد اغلقا بسبب الأمطار وهناك ازدحام شديد في الشوارع الرئيسية".
وطالب الدفاع المدني في تحذيرات رسمية المواطنين التزام منازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى. وحذر من ارتفاع منسوب المياه في الشوارع وعدم قدرة أنابيب الصرف على استيعاب الأمطار الغزيرة التي تعتبر الأشد على الإطلاق طوال الخمس سنوات الماضية.
وأعلن المرور توقف حركة السير تماما في كل من طريق الملك فهد شمالا والدائري الشمالي وطريق خريص، وتعثر الحركة في الدائري الشرقي باتجاه الشمال. وأدى هطول الأمطار بغزارة إلى سقوط عدد من إشارات المرور وارتفاع منسوب المياه في كثير من الطرق الرئيسة والفرعية مما تسبب بعشرات الحوادث وتوقف الكثير من الطرقات مخلفة آلاف السيارات المحتجزة وتسببت الأمطار التي بدأت منذ الظهيرة في إغلاق طريق الإمام سعود وطريق الملك عبدالعزيز. كما داهمت السيول أحياء العقيق والملقا والغدير والروشة وتوقفت الحركة تماما في طريق الدرعية وتوقف حركة المرور في الدائري الشرقي والشمالي.
كما تسببت الأمطار في شل حركة الطرق في معظم طرق العاصمة السعودية، وتسبب زخات المطر التي استمرت لقرابة خمس ساعات متواصلة، في العديد من حوادث تصادم وغرق للمركبات، الأمر الذي ساهم في إغلاق الطرق الرئيسية المحيطة بالعاصمة.
وكانت أكثر المناطق تضرراً في شرق الرياض (النسيم، والنظيم، والروضة، الجنادرية، والملز، والوادي، والنفل، والصحافة). وشهدت العاصمة حالة من الاستنفار من الدفاع المدني والمرور بعد توقف حركة السير في الدائري الشمالي والشرقي وطريق الملك فهد الذي شل تماما.
وقالت مصادر مرورية إنه تم تسجيل أكثر من 312 حادثا مروريا خلال ثلاث ساعات فقط من هطول الأمطار بينها أربع حوادث تم تسجيل إصابات خطيره فيها، وتوقف عدد كبير من إشارات المرور عن العمل، وأرجعت ذلك إلى تجمعات المياه الناتجة عن هطول الأمطار وخاصة في التقاطعات الكبرى، وأشارت المصادر إلى تلقي غرفة العمليات المرورية 1319 اتصالا يجري التجاوب معها.
وقال الخبير الفلكي خالد الزعاق إن ما حصل في الرياض أمر متوقع، لأننا نعيش فترة تعتبر من أصعب الفترات المناخية على المنطقة الوسطى التي برغم أنها بعيدو عن كوارث الزلازل والبراكين على سبيل المثال ولكنها تعيش الآن أصعب الفترات المناخية التي تكثر بها الأمطار والعواصف الغبارية المفاجئة وخاصة في شهري أبريل ومايو من كل عام.
وأوضح أنها تسبب سقوط الأمطار المفاجئة التي تأخذ الناس على حين غفلة ويسقط بها حبات البرد وربما يحدث أصعب من هذا إذا صاحبتها العواصف الرعدية والصواعق.
وأضاف الزعاق أن الرياض الآن تتعرض لدورة مناخية قاسية تمر كل 11 سنة والدورة تكون عادية ولكن مع نهاية كل 11 عاما تكون بهذا الشكل المخيف والعاصف. وآخر ما حدثت عام 1418هـ. وغالبا ما تأتي هذه العواصف الغبارية من مناطق صحراوية في شمال الجزيرة والعراق، مؤكدا أن هذه الدورة تمر كل 11سنة على خلاف كارثة جدة التي نتجت من جريان الوادي وهذا الجريان لا يجري إلا كل فترة تتراوح بين 35 و40 عاما.
وأضاف أن هذه السنة ستكون سنة غبارية جدا جراء الغبار القادم من الشمال وهو غبار فجائي وغبار منتظم والفجائي الذي يأتي في أبريل ومنتصف مايو فما فوق والمفاجئ مجهول الوقت والزمان.
ونصح الفلكي أهالي الوسطى بالحذر الشديد خلال هذه الفترة واتباع تعليمات الدفاع المدني محذرا من الأمطار الصيفية التي تأتي في أبريل ومايو من كل عام وطالب بتجنب الأودية خصوصا أن ذلك يتزامن وموسم الصيد والابتعاد عن مواطن السيول لأن الأمطار ستكون سريعة وغزيرة وخطيرة.