التداوي بالحجامة هو أحد أساليب الطب النبوي الشريف الذي حثنا عليه خير الأنام والمرسل رحمة للبشر
محمد صلى الله عليه وسلم،
حيث تداوى عليه السلام بالحجامة وأمرنا بذلك فقال عليه الصلاة والسلام
"خير ما تداويتم به الحجامة"
وروى الترمذي وابن ماجة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي عليك يا محمد بالحجامة"
وفي رواية أخرى:
"... يا محمد مر أمتك بالحجامة"
وقال صلى الله عليه وسلم
"الحجامة تنفع من كل داء ألا فاحتجموا"
وقال عليه الصلاة والسلام
"الحجامة أنفع ما تداوى به الناس".
وسنستعرض فيما يلي ملخصاً لأبرز ما جاء في كتاب ..
الشيخ محمد أمين شيخو
"الدواء العجيب"
الذي جمعه وحققه الباحث::
عبدالقادر يحيى
الشهير بالديراني
إن كلمة الحجامة مشتقة من حجم وحجَّم، نقول: حجَّم فلان الأمر أي:
أعاده إلى حجمه الطبيعي. وأحجم ضد تقدم، فمن احتجم تحجم الأمراض من التعرض له.
فزيادة الدم الفاسد في الأبدان اثر توقف نموها في السنة الثانية والعشرين يجعله يتراكد في أركد منطقة فيها ألا وهي الظهر،
ومع تقدم العمر تسبب هذه التراكمات عرقلة عامة لسريان الدم العمومي في الجسم مما يؤدي إلى ما يشبه الشلل في عمل كريات الدم الفتية وبالتالي يصبح الجسم بضعفه عرضة لمختلف الأمراض،
فإذا احتجم عاد الدم إلى نصابه وذهب الفاسد منه
(أي الحاوي على نسبة عظمى من الكريات الحمر الهرمة وأشباحها وأشكالها الشاذة ومن الشوائب الدموية الأخرى),,
وزال الضغط عن الجسم فاندفع الدم النقي العامل من الكريات الحمر الفتية ليغذي الخلايا والأعضاء كلها ويخلصها من الرواسب الضارة والأذى والفضلات. .
وتعمل الحجامة على إحداث نوع من الاحتقان الدموي في منطقة الكاهل من الجسم باستعمال كؤوس خاصة مصنوعة من الزجاج تعرف باسم
(كاسات الهواء)
ذات بطن منتفخ ثم عنق متطاول قليلاً بقطر أصغر من البطن ينتهي بفتحة مستديرة منتظمة.
وقديماً كانت هذه الكؤوس متخذة من القرون المجوفة لبعض الحيوانات
أو مصنوعة من عيدان النباتات الصلبة المجوفة مثل أغصان خشب البامبو (عند أهل الصين)، وقد تطورت فيما بعد إلى كؤوس مصنوعة من الزجاج اليدوي لسهولة تنظيفها وتعقيمها وشفافيتها التي تسمح للحجَّام برؤية الدماء المستخرجة من المحجوم.
وقد أوضح الباحث عبدالقادر الديراني الشروط والقوانين العلمية الدقيقة للحجامة وخصوصاً الحجامة الوقائية أما المعالجة بالحجامة بقصد التداوي من مرض محدد فإنها تكون في الموقع المحدد حسب نوعية المرض وفي أي وقت يشاء.
وقد أثبت هذه القوانين فريق طبي سوري أجرى عدداً من الدراسات المخبرية والسريرية
خلال عام 2000م و2001م
على مئات الأشخاص المصابين بمختلف الأمراض منها أمراض مستعصية مثل::
السرطان والشلل ومرض الناعور (الهيموفيليا) والقلب والشقيقة والتهاب الكبد ومتلازمة هودجكن والربو والروماتيزم.
وقد أثمرت هذه الدراسات نتائج مذهلة ومدهشة أثبتت عظم شأن الطب النبوي الكريم.
وتتلخص شروط عملية الحجامة فيما يلي:
1-
إن عملية الحجامة تجرى في منطقة الكاهل وهي أعلى مقدم الظهر تحت لوحي الكتفين وعلى جانبي العمود الفقري كونها أثبت منطقة في الجسم وخالية من المفاصل المتحركة، والشبكة الشعرية الدموية فيها أشد ما تكون تشعباً وغزارة مما يجعل سرعة جريان الدم تقل وبالتالي تتركز ترسبات الدم فيها وتقل نسبة الكريات البيض.
2-
تطبق الحجامة على كل شخص ذكر بلغ من العمر عشرين عاماً وكل أنثى تخطت سن اليأس، ففي فترات النمو قبل سن العشرين يحتاج الفتى إلى كميات متزايدة من الحديد وهذه الكميات لا يؤمنها الغذاء كاملة للجسم فيتم سد النقص عن طريق هضم الكريات الهرمة والتالفة في الكبد والطحال مشكلة بذلك الحديد الاحتياطي المخزون الموضوع لحاجة الجسم، فيستفيد الجسم من كل الكريات الهرمة والميتة بعد تحويلها التحويلات المناسبة لنموه وبنائه وبالتالي فلا يحوي الجسم إلا على القليل من الكريات المعيقة. أما بعد سن العشرين فيتوقف الاستهلاك الكبير للكريات الحمر التالفة لتوقف عجلة النمو ويصبح الفائض منها كبيراً يجب التخلص منه.
أما المرأة فإن القدرة الإلهية قد جعلت لها مصرفاً طبيعياً تستطيع من خلاله ان تتخلص من الدم العاطل، فبالحيض تبقى دورتها الدموية في قمة نشاطها وكرياتها الحمراء في أوج حيويتها، وبخروج دم الحيض تتخلص المرأة من الدم الفاسد ويكون بمثابة الحجامة لها. وعندما تبلغ المرأة سن اليأس يتوقف الحيض وتصبح خاضعة للظروف ذاتها التي يخضع لها الرجل الذي تخطى سن العشرين وبذلك تصبح حاجتها للحجامة أمراً حتمياً لتتفادى الأذى والضرر الناتج عن فاسد الدم المتراكم في جسمها.
3-
تجرى عملية الحجامة مرة في العام خلال فصل الربيع عندما يميل الطقس للدفء وبخاصة في شهري ابريل ومايو ابتداء من اليوم السابع عشر من الشهر القمري وحتى اليوم السابع والعشرين الذي يصادف فصل الربيع من كل عام. ولا يمكن تطبيقها في فصل الصيف لارتفاع الحرارة مما يجعل الدم أكثر ميوعة وتكون حركته سريعة في الأوعية الدموية مما يعرقل ترسب الكريات الدموية الحمراء الهرمة والشوائب في منطقة الكاهل.
4-
موعد الحجامة من ولادة النهار بعيد شروق الشمس وتنتهي عندما تشتد الحرارة قرب الظهيرة.
5-
يجب ان تجرى الحجامة على الريق، فإذا أكل الشخص فإن جهاز الهضم سينشط وبذلك تنشط الدورة الدموية فتتحرك الرواكد التي تجمعت خلال النوم في منطقة الكاهل فقد قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: "الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء".
كما ينبغي على المحجوم في يوم حجامته ان::
يتناول من الطعام النوع السهل الهضم كالخضار والفواكه والسكاكر، ويحظر عليه تناول الحليب ومشتقاته كالجبن واللبن والقشدة والأكلات المطبوخة مع أحد هذه الأنواع طيلة يوم الحجامة أي طوال نهاره وليله فقط. وذلك لأن الحليب ومشتقاته تؤدي في الغالب للغثيان وتثير القيء وتعمل على اضطراب في الضغط بما يؤدي للضرر.
ان النتائج الباهرة للحجامة بشفاء الأمراض المعضلة شفاء تاماً في حالات عديدة أثبتتها الدراسات الطبية والتحاليل المخبرية التي أجراها الفريق الطبي السوري خلال السنوات الماضية لإثبات صحة القوانين والشروط العلمية والطبية الحقيقية للحجامة بعد أن حثنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على التداوي بها فقد قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري ومسلم:
"ان في الحجم شفاء".
وقد بينت هذه الدراسات المقارنات المخبرية بين الدم الوريدي ودم الحجامة وكذلك اثر الحجامة على الشخص المحجم ومقارنة الدم الوريدي قبل وبعد الحجامة وأثر الحجامة على أعضاء الجسم المختلفة ووظائفها. وسنوضح في الفقرة التالية آلية عمل الدورة الدموية في الجسم ومكونات الدم وتأثير عملية الحجامة عليه
يتبع
7
7
7