أدوات الحجامة
لمحة تاريخية
الحجامة علاج عرفته كثير من الشعوب القديمة كالصينيين والبابليين واليونان والفراعنة إذ أن أقدم الوثائق عن الحجامة وجدت منذ 1500 ق.م عند قدامى المصريين تمثلت في نقوش تظهر أدوات طبية استخدموها لهذه العملية (1)
قرون الماشية وسيلة بدائية للحجامة وما تزال تستخدم في المناطق النائية ويرى أبقراط (2) أن الفراعنة قسموا الطب العلاجي إلى نوعين: طب الصوم وطب الإخراج ويعنون به الحجامة عن طريق شرطات يحدثونها في الجلد . وإن ما كتبه أبقراط ( حوالي 400ق.م ) هو أقدم النصوص المكتوبة حيث كان وأتباعه يطبقون الحجامة لمعالجة المصابين بالتهاب اللوزيتن وعسرة الطمث، وكان يشترط في المحاجم أن تكون صغيرة القطر، مخروطية الشكل وخفيفة الوزن وخاصة عندما يكون المرض المعالج متركزاً في الأعماق .
شفط الحجامة بواسطة الفم طريقة بدائية وتؤكد بروس بينتلي(3) أن أبقراط عرف الحجامة بشكليها الجافة والرطبة . وأن الحجامة بقيت معروفة في الممارسة الطبية في كل أنحاء أوربا وطبقها العالم اليوناني غالن (150ق.م) وبراسيلوس(1500م) وأمبروس بار(1590م).
أدوات حجامة أثرية (عبارة عن قرون) لقد تطورت الحجامة عبر الزمن واستخدمها بعض الأقوام لسحب السموم من لسعات الحيات وغيرها من الإصابات الجلدية باستخدامهم لقرون الحيوانات المجوفة بعد تفريغها من الهواء بمصه عن طريق الفم ثم تطورت باستخدام كؤوس من خشب الخيرزان صنعت من الزجاج(1)
كؤوس الحجامة
ومع تطور الكؤوس تطورت أيضاً التطبيقات السريرية للحجامة وكذا مع تنوع الثقافات التي هيات الحجامة لتكون آلية ممتازة لحفظ الصحة. ويبدو أن الصينيين هم الذين وسعوا الانتفاع بالحجامة. وترى أنيتا شانون أن أول تقرير طبي علمي كتب عام 28 م فيه مقولة صينية مفادها أن المعالجة بوخز الإبر مع الحجامة تشفيان أكثر من نصف أمراض البشر، وتوضح معطيات الطب الصيني أن الحجامة تبدد الركودة الدموية، والتي بسببها تعمل مؤثرات خارجية تدخل العضوية في حالات مرضية مختلفة .
الحجامة بواسطة كؤوس من عيدان البامبو في الصين جي هونغ ( عام 340م )أول من وصف في كتابه " وصفات الطوارئ " الحجامة وقررها كعلاج إسعافي واستعمل لها القرون الحيوانية .
وفي كتاب Tang Dynasty وصفت الحجامة لمعالجة السل الرئوي والأمراض المشابهة. بعد ذلك تحدث Zhao Xuemin عن أهمية الحجامة باستعمال محاجم مسخنة بحرق قطعة من الصوف فيها تصنع من الخشب أو الخزف ويصفها لمعالجة الصداع الناجم عن البرد، والدوار، والآلام البطنية وأوجاع المفاصل(1) .
كأس حجامة زجاجي طراز أكثر تطورا من القرون وهناك نصوص من طب الفراعنة تؤكد استعمالهم للحجامة في معالجة حالات مرضية متعددة كالحمى والآلام والدوار واضطراب الطمث وضعف الشهية من أجل تعجيل شفائهم. ومن عند المصريين انطلقت الحجامة إلى اليونانيين ومنهم انتقلت إلى الشعوب الأوربية وحتى إلى الأمريكيين(1)
كما أثبتت المصادر التاريخية معرفة العرب في جاهليتهم للحجامة (2) وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم قومه على الانتفاع بهذه الطريقة العلاجية، بل واستخدمها النبي صلى الله عليه وسلم للوقاية من العديد من الأمراض كتبيغ الدم ولمعالجة بعضها الآخر كما سنجد ذلك مفصلاً في فصول قادمة من هذا الكتاب .
الحجامة في الحضارة الإسلامية ومنذ مطلع القرن التاسع عشر (1)ظهرت أوراق بحث تفيد تطبيق الأطباء الأوربيين والأمريكيين للحجامة في الممارسة العملية. كما أثمرت جهود التعاون بين الأطباء السوفيت والصينين عن نتائج طيبة في التطبيقات السريرية للحجامة وأصبحت من المعالجات الأساسية هناك حيث تجدها مطبقة في معظم مشافي الصين. كما أن حجامة الثديين أصبحت تمارس لمعالجة الأثداء الملتهبة( الشكل 2) وفي اضطرابات الرضاعة حيث طبقت ممصات الثدي العائلية Breast Pumb .
أدوات حجامة في بداية تطورها المعاصر وفي أواخر القرن العشرين (2)دخلت تطورات مهمة على تقنية الحجامة إذ ظهرت نوعيات من الكؤوس مجهزة بمضخات يدوية عوضاً عن استعمال النار في تفريغ الهواء حيث يوجد لها مدك وصمام يتم غلقه أثناء سحب المدكّ ثم يعاد فتحه بعد الانتهاء من عمل الحجامة فيتسلل الهواء إلى داخل الكأس ويمكن بذلك رفعه بسهولة ثم ظهرت بعد ذلك محاجم مزودة بمضخات كهربائية لتفريغ الهواء .
وفي تحقيقه لكتاب " الطب من الكتاب والسنة (3) " كتب د. عبد المعطي قلعجي مؤكداً أنه حتى عام 1960 لم تكن تصدر مجلة طبية أو كتاب في علم وظائف الأعضاء أو العلاج إلا وللحجامة فيه ذكر وفوائد وآلات. و ذكر أن بعض الشركات المختصة بإنتاج الأجهزة الطبية أنتجت حقيبة خاصة لأدوات الحجامة. وفي عام 1973 وقع بيدي كتاب عن علاج الروماتيزم والتهاب المفاصل لمؤلفه د.فورستر لنغ فوجدته يشير إلى الحجامة كمخفف للآلام الرثوية الشديدة .
و في عام 1975 ذكرها الأستاذ زكي سويدان في آخر طبعة من كتابه "التمريض و الإسعاف" القاهرة, حيث ذكر مواضع الحجامة و أنها وسيلة ناجحة لعلاج حالات هبوط القلب المترافق مع ارتشاح في الرئتين و ببعض أمراض القلب و آلام المفاصل.
و في عام 1978 ذكر الحجامة د.عبد العظيم رفعت أستاذ الجراحة في جامعة القاهرة في كتابه Surgery كطريقة لمعالجة عسر التبول الناتجة عن التهاب الكليتين و تطبق الحجامة هنا على الخاصرة.
يدل هذا على أن الطب إن أغفل الحجامة في مطلع القرن العشرين إلا أنه عاد و اعتمدها كعلاج من العلاجات النافعة يتعاضد معها للوصول إلى الشفاء و من ناحية أخرى ترى بعض الأبحاث أن الحجامة تنفرد في معالجات تنفع فيها و تخفف الآلام و ليس لها أي مضاعفات جانبية .
أدوات غير صحية لإجراء الحجامة "الحجامة وسيلة علاجية قديمة جدا عادت للظهور و الانتشار من جديد و أصبح تعليمها و القيام بها يستهوي كثيرا من الأطباء بعدما أثبتت دراسات علمية في دول مختلفة من العالم فعالية هذه الوسيلة العلاجية القديمة في مداواة و تخفيف كثير من متاعبنا الصحية"
انتشرت في العديد من الدول بعد الاقبال المتزايد على هذه الوسيلة العلاجية العريقة ..
ـ كؤوس الحجامة
1 - قديما
- من أطراف القرون المجوفة لبعض الحيوانات
- من البامبو (لا تصلح لتكرار الحجامة لانها غير قابلة للتنظيف الجيد والتطهير)
- الاكواب المصنوعة من الفخار او الخزف
التي كانت سهلة الكسر
2 - حديثا
أ - كؤوس عادية
- كاسات زجاج سميك يصعب كسره
ب - كؤوس بشفاط
- كاسات زجاجبة أ و كاسات بلاستيك
أو كاسات بلاستيك بها مغناطيس
مجهزة بمضخات يدوية مع وجود صمام يتم غلقه
- كاسات مزودة بمضخات كهربية لتفريغ الهواء
ـ قنديل أو شمعة. ـ أقماع ورقية سهلة الاشتعال
( فى حالة الكؤوس العادية الزجاجية أو الفخارية.)
ـ معقمات طبية للجروح السطحية.
ـ قفازات طبية معقمة.
ـ شفرات طبية معقمة تماماً.
أو مشارط متنوعة منها مشرط فيدال ذي ثلاث شفرات
أو ذي ثماني شفرات مخفية تظهر
عند الضغط
على زر جانبي محدثة ثمانية شرطات
بآن واحد لتسهيل العمل.
ـ علبة من القطن والشاش الطبي المعقم.
تؤخذ كأس زجاجية ,
ثم تحرق قطعة من الورق ثم توضع
داخله بسرعة، ثم تضع الكأس بسرعة على جلد المريض
يوضع على الجلد قطعة من كرتون,
تركز عليها قطعة صغيرة من شمعة مشتعلة ,
وتوضع المحجمة فوقها
تؤخذ كأس زجاجية ,
ثم تحرق قليل من القطن مبلول بالكحول
وعندما يسخن الكأس تخرج القطنة
ثم تضع الكأس بسرعة على جلد المريض
يتم الشفط باستخدام شفاط
يتم الشفط باستخدام جهاز السحب
كؤوس زجاجية يتم الشفط بإستخدام إنتفاخ مطاطى
كؤوس بلاستيكية مع وجود مغناطيس بداخلها يتم الشفط بإستخدام إنتفاخ مطاطى
شفرات طبية معقمة تماماً.
أدوات الحجامة
أولا . الكاسات :-
أول ما استخدم للحجامة كان قرون الحيوانات
وذلك بأن تفرغ من داخلها,
ويزال الجزء المدبب منها ,
ثم تلصق قاعدتها على الجلد,
ويشفط الهواء بوساطة الفم,
ليخرج الدم من مناطق التشرط ,
ثم تطورت هذه الأدوات من بعد ذلك لتستخدم كؤوس مصنوعة
من الحجر أو الشجر ( كؤوس البامبو ) .
ومع تطور الحضارة واكتشاف الزجاج صنعت الكؤوس المجوفة
ذات العنق الرفيع ,
وهي ما زالت تستخدم حتى الآن,
ولتفريغ الهواء منها كان يحرق بداخلها قطع صغيرة من القطن .
في الطب الصيني كان يقاس قطر الكأس الزجاجي
بما يعرف (الشون ),
وهي عبارة عن طول السلامية الثانية لإصبع الشاهد للشخص
المراد حجامته ,
وعادة لا يزيد قطر الكأس عن (2شون)أي ما يعادل 5-6سم.
وأفضل طريقة لإحداث التفريغ الهوائي من الكأس, هو استخدام القطن المبلل بالكحول على عصا صغيرة , يشعل فيها النار, و تدخل إلي تجويف الكأس ثم بحركة سريعة توضع الكأس على الجلد ,وهذا يحدث فراغاً هوائيا من احتراق الأوكسجين cuum فيمتص الجلد إلى الكأس . (تحتاج إلى مهارة وتدريب قبل بدء تطبيقها على المرضى) .
أما حديثا فيستخدم كاسات هواء مصنوعة من البلاستيك
أو ( المعدن ), قابلة للتعقيم ,
ويفرغ الهواء منها بوساطة ماصة
( مفرغة للهواء )
إما يدوية أو بوساطة جهاز خاص لشفط الهواء ,
وهذا يولد في الكأس ضغطا سلبيا يساعد على شفط الدم وتجميعه, وبوجود صمامات خاصة في الكأس تمنع دخول الهواء إليه
بعد إفراغه,
وهذه الطريقة هي من أكثر الطرق انتشارا
لسهولة استخدامها وزهد ثمنها وتوفرها في جميع دول العالم ,
وأكثر الدول شهرة في صناعتها الصين وماليزيا.
الكؤوس البلاستيكية تعقم (بعد غسلها جيدا )
بنقعها بمادة مطهرة قوية المفعول
فمثلا إذا نقعت في الكحول بتركيز 70%
يجب أن تنقع من 36-48 ساعة
حتى نتخلص من جميع الجراثيم التي علقت بها ,
وهناك بعض المواد المطهرة الفعالة جدا
تحتاج وقتاً أقل من الكحول ,
ويمكن استخدام المواد المعقمة للأدوات الجراحية
التي لا يمكن تعريضها للحرارة,
والأسماء التجارية تختلف من بلد إلى آخر ,
أما الكاسات المعدنية فتعقم بوساطة الحرارة
(الاوتوكليف) .
والأفضل والأسلم دائما هو استعمال أدوات حجامة خاصة
لكل مريض أو استعمال الكاسات التي تستخدم لمرة واحدة فقط .
ثانيا . أدوات ألتشريط :-
قديما :
أول ما استخدم لعملية التشريط الحجارة الحادة السطح ,
إلى أن اكتشف المعدن فأصبح يستخدم السكين الحاد لهذه العملية , ولكن غالبا ما كانت هذه السكاكين جائرة
إذ كان يجرح بها أكثر مما يلزم ناهيك عن فقدان التعقيم ,
و خطر انتقال الأمراض المعدية .
حديثا :- يستعمل لعملية التشريط واحدة مما يلي:
1-هناك إبر فحص الدم ولكن يجب التأكد من الجزء الحاد
أن يكون أقل من واحد ملم,
وهذا يضمن الوخز الجيد بدون ألم .
( لا تستعمل الأنواع الرخيصة لأنها غير جيدة
وتحدث ثقوباً عميقة تصعب السيطرة عليها فيما بعد ) .
تستعمل هذه الإبر لمرة واحدة,
ويجب التخلص منها بوضعها بوعاء خاص
لتعدم بعد ذلك ولا تدفن أو ترمى في القمامة .
2- مشارط خاصة بالحجامة للشرط الطولي
وهي مصنعة للشرط أقل من 1ملم في الجلد
أيّ إحداث كشط(شرط) خفيف على الجلد.
3-مشرط فيدال ذو الشفرات الثلاث أو الثمان وهي شفرات مخفية
تظهر عند الضغط على زر جانبي محدثة ثماني شرطات
في آن واحد وهذا المشرط يستعمل لمرة واحدة ويعدم بعد ذلك .
قوانين التشريط:-
1_التشريط أو الوخز يكون طوليا مع الجسم حتى في حالة الحجامة الدائرية يكون اتجاه الشرط مع طول الجسم .
2_الشرط يكون 3-4شرطات, طول كلّ واحدة منها 2-3 ملم ,
أما الوخز فيكون في 5 خطوط وفي كلّ خط 7-9 وخزات
ويحبذ أن تكون المسافة بين الخطوط متساوية
وتقدر المسافة بحسب الكأس المستخدم .
3_يجب مراعاة حجم كأس الحجامة ,
وعدم التشريط قريبا من حدوده الداخلية.
ثالثا . التعقيم :-
يجب الاهتمام الشديد بعملية التعقيم وعدم الاستهانة
بها أو التراخي فيها,
خوفا من انتقال العدوى أو التهاب موضع الحجامة والتعقيم
يجب أن يكون لموضع الحجامة وأدواتها على النحو الآتي:
1- لموضع الحجامة يجب استخدام مطهر طبي
مثل الكحول الطبي 70%
( يفضل أن يخلط مع مطهر خاص مثل _ ستفيلون _
أو ديتول, بنسبة 2-1 . وذلك لإزالة أي عَرَق أو أوساخ,
ولتطهير الجلد من أي جراثيم قد تكون عالقة به .
2- تعقيم الكاسات البلاستيكية عن طريق النقع
كما أسلفنا بعد غسلها جيدا
أو بوساطة الحرارة ( اوتوكليف ) للكاسات المعدنية
و الأفضل دوما هو استعمال طقم حجامة خاص
لكل مريض أو استخدام الكاسات التي تستخدم لمرة واحدة فقط .
3- على الشخص الذي يقوم بالحجامة
أن يرتدي قفازات طبية ( جوانتي ),
يتخلص منها بعد كل عملية حجامة .
4- المكان الذي تجرى فيه الحجامة يجب أن يكون نظيفاً جيد التهوية.
5- الزيت المستخدم بعد عملية الحجامة يجب أن يكون معقماً أو طبياً .
رابعا التخلص من الدم :-
جميع الدم المحجوم والشاش والقطن والمحارم
التي استخدمت في عملية الحجامة يجب أن توضع
في كيس بلاستيكي خاص قوي أبيض اللون ,
ثم يتخلص منها بدفنها,
والأفضل حرقها إذا أمكن في مكان مخصص للتخلص
من المواد الطبية المستعملة .
ملاحظة :-
لا يجوز التخلص من الدم المحجوم برميه
في دورة الصرف الصحي ( المجاري )
مهما كانت الظروف خوفا من انتقال الأمراض .