السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم أعجبتني هذه القصيدة في إحدى المواقع فأحببت أن أنقلها لكم فهي نبراس يضيء ظلمة القلب و القافية ما أروع و أجزل القول و رسم الصور و ربطها بعين المعنى هنا قصيدة : (( فـي نـهـج الــبردة )) للشاعر يحيى فَـتَـلون لقد سَمَـا كعبُ بنُ زهيرٍ إلى العلياءِ حينَ كساهُ سـيِّـدُ الوجودِ(صلى الله عليه وسلم) بردتَه الشريفـةَ وسُمِّيَتْ قصيـدتُه ( بانت سعاد ) التي مدحَه بها بالبُردة , ونالَ فخرًا وفضلًا كلٌّ منَ البوصيري وأحمدُ شوقي ومنْ مدحَه من الشعراءِ حينما نَـهجوا منهجَ كعبٍ في مدحِ الرسولِ الأعظمِ , فكانوا السَّابقينَ السَّبَّاقينَ في مدحِ أكرمِ خلقِ اللهِ على اللهِ ألا وهو سيدُنا محمدُ بنُ عبدِ الله (صلى الله عليه وسلم) .
فما الجزاءُ الذي يرجوُه مَنْ مدحَ الحبيبَ من اللهِ الذي أثنى عليه في كتابه ؟ إن الجزاءَ على قدرِ الكريمِ المنعمِ جلَّ وعَلَا , لأنَّ كلَّ مديحٍ مقصرٌ في حقِّه (صلى الله عليه وسلم) .
ورغبةً مني في نيلِ شرفِ مديحِ مَنْ أثنى اللهُ - تعالى - عليهِ فقد دفعَني ذلك وقوَّى عزيمَتي إلى نظمِ قصيدتي في نهج البُردةِ , لعلي ألحق بمن سبق , واستبشرْتُ ببشارةٍ أذْكَتْ سريرتي , وأظهرتِ الكوامنَ في حُبِّ مَنْ أضحى حبُّه ديني , ونهجُه يقيني .
وفي هذه القصيدةِ تسمعُ من خلالِ ثناياها فضلَ اللهِ وجودَه وكرمَه على خلقِه باختيارِه لهذا الرسولِ العظيمِ مِـشْـكَـاةً يُـنِـيـرُ بِـهَـا العوالِـمَ كلَّها , فقد أرسلَه شاهدًا ومُبَشِّـرًا ونذيرًا , وداعيًا إلى اللهِ بإذنه وسراجًا منيرًا , وأنزلَ عليه القرآنَ كتابًا ليخرجَ العالمينَ من الظلمات إلى النورِ إلى يومِ الدينِ , وأودعَ فيه منَ العلمِ والحكمةِ ما أعجزَ بهِ الخلائقَ , وآتاه من الفصاحةِ وجوامِعِ الكَلِمِ ما أعجزَ به البلغاءَ , وأيدَه بالمعجزاتِ الظاهرة والآياتِ الباهرةِ , وآتاهُ مقامَ الوسيلةِ الذي خصَّه اللهُ به , فهو حبيبُ اللهِ وصفوتُه وخيرتُه من خلقِه , (صلى الله عليه وسلم) :
فـي نـهـج الــبردة
بَرِيقُ وَجْهِكَ يَمْحُو غَيْهَـبَ الظُّلَـمِ ** وَنُورُ عَيْنِـكَ يَجْلُـو ظُلْمَـةَ العَـدَمِ
فَالكَوْنُ أَشْرَقَ , يَزْهُو فِـي عَجَائِبِـهِ ** يَحَارُ فِيـهِ ذَوُو الأَ لْبَـابِ والحُلُـمِ
هَذِي العَوَالِـمُ مِـنْ تَدْبِيـرِ صَنْعَتِـهِ ** مُحَجَّبٌ سِرُّهَا , بِالعَقْـلِ لَـمْ تُـرَمِ
يَاسَاهِمَ الطَّرْفِ , أَقْصِرْ إِنْ أَرَدْتَ هُدًى ** وانْظُرْ بِقَلْبِكَ فِي بَـدْءٍ وَفِـي خَتَـمِ
فَيَنْجَلِي الحَـقُّ فِـي مَكْنُـونِ دُرَّتِـهِ ** وَتَجْتَنِي مِنْ رَحِيـقِ العِلْـمِ والحِكَـمِ
فَاللهُ شَـاءَ بِسَبْـقٍ لَسْـتَ تَعْلَـمُـهُ ** فَكَانَ مَا شَاءَ مِنْ خَلْقٍ وَمِـنْ نَسَـمِ
وَاخْتَارَ أَحْمَـدَ مِشْكَـاةً يُنِيـرُ بِهَـا ** كُلَّ العَوَالِـمِ نِبْرَاسًـا عَلَـى عَلَـمِ
* * (1) * *
إِنْ شِئْتَ عِلْمًـا , فَـإِنَّ اللهَ أَوْدَعَـهُ ** فِي قَلْبِ خَيْرِ حَبِيْبٍ, فَاضَ كَالدِّيَـمِ
نُـورُ النُّبُـوَّةِ والـقُـرْآنِ مَــوْرِدُهُ ** مِنْ ذِي الجَلالِ القَدِيرِ المُبْدِعِ الحَكَـمِ
فَانهَلْ صَفِيَّ كُـؤُوسٍ طَـابَ رَيِّقُهَـا ** مَعِينُ كَوْثَرِهَا يَشْفِـي مِـنَ السَّقَـمِ
لا تَعْجَبَـنَّ , فَــإِنَّ اللهَ أَسْمَـعَـهُ ** عِنْدَ اللِّقَاءِ صَرِيـفَ اللَّـوْحِ والقَلَـمِ
فَقَـابَ قَوْسَيْـنِ أَوْ أَدْنَـى مَكَانَتُـهُ ** مِنْ ذِي المَعَارِجِ , يَرْقَى غَايَـةَ السَّنَـمِ
نَادَى المُهَيْمِنُ : سَلْنِي حَيْثُ لَا حُجُبٌ ** مِنْ فَضْلِ رَبِّكَ تُعْطَـى غَايَـةَ الكَـرَمِ
وَرَحْمَتِي سَبَقَـتْ , إِنِّـي سَأَكْتُبُهَـا ** لِكُـلِّ عَبْـدٍ بِدِيـنِ اللهِ مُعْتَـصِـمِ
فَعُرْوَةُ الدِّينِ وُثْقَى , لَا انْفِصَـامَ لَهَـا ** أَمْسِـكْ بِهَـا مُخْلِصًـا للهِ تَغْتَـنِـمِ
* * (2) * *
يَا صَاحِ أَ بْصِرْ فَمَـا نَفْـسٌ بِبَاقِيَـةٍ ** فَلا تُغَـرَّ بِطِيْـبِ العَيْـشِ والنِّعَـمِ
دُنْيَاكَ ذُخْـرٌ , بِهَـا تَحْيَـا لآخِـرَةٍ ** هِيَ الصِّرَاطُ , فَجِدَّ السَّيْرَ , وَاسْتَقِـمِ
وَدَاوِ قَلْبَكَ مِنْ كَـرْبٍ وَمِـنْ غُمَـمٍ ** بِذِكْرِ رَبِّكَ , وَاحْفَظْهُ مِـنَ الأَضَـمِ
أَلا وَخَيْـرُ دَوَاءٍ أَ نْــتَ تـأخُـذُهُ ** حُبٌّ بِصِدْقٍ لِمَوْلَـى الجُـودِ وَالنِّعَـمِ
وَحُبُّ خَيْـرِ نَبِـيٍّ , فَـاقَ مَنْزِلَـةً ** كُلَّ الخَلائِقِ مِنْ عُرْبٍ وَمِـنْ عَجَـمِ
* * (3) * *
وَنَـقِّ نَفْسَـكَ , جَنِّبْهَـا مَعَايِبَهَـا ** وَزَكِّهَا , ثُمَّ أَ بْعِدْهَـا عَـنِ التُّهَـمِ
وَحَاسِبَنْهَا بِمِيْـزَانِ الْحَقَائِـقِ , مَـنْ ** يَتْبَعْ هَوَاهَا , يَكُنْ فِي مَرْتَـعٍ وَخِـمِ
إِنَّ الغَـرُورَ بِــلأْيٍ لَا يُهَادِنُـهَـا ** يُغْرِي بِهَا , ثُمَّ تَجْنِـي ذِلَّـةَ النَّـدَمِ
يُزْرِي بِهَا , بِقَبِيـحِ الفِعْـلِ يَأْمُرُهَـا ** وَبِالرَّزَايَـا وَسُـوءِ الظَّـنِّ وَالنَّهَـمِ
ثُمَّ يُقَالُ: (( اكْتِئَابٌ )) لَا , مَتى بَعُدَتْ ** نَفْسٌ عَنِ الحَقِّ , يُوصِلْهَا إِلَى السَّـأَمِ
فَاللهُ يَجْزِي لِمَنْ أَعْرَضَ عَـنْ ذِكْـرِهِ ** بِضَنْكِ عَيْشٍ , وَيَوْمَ الحَشْرِ فَهْوَ عَمِي
* * (4) * *
فَارْقُبْ مَصِيرَكَ فِـي دُنْيَـا وَآخِـرَةٍ ** وَانْظُرْ بِعَقْلِكَ , وَاحْذَرْ زَلَّـةَ القَـدَمِ
وَاسْلُـكْ سَبِيـلَ رَسُـولِ اللهِ مُتَّبِعًـا ** قَوْلًا وَفِعْلًا , تَفُزْ بِالصَّـوْنِ وَالعِصَـمِ
وَقَضِّ وَقْتَكَ فِي ذِكْرٍ وَفِـي رَهَـبٍ ** مِنْ ذِي الجَلَالِ , وَفِعْلَ الخَيْرِ فَاغْتَنِـمِ
وَنَـاجِ رَبَّـكَ فِـي ذُلٍّ وَمَسْكَنَـةٍ ** وَارْجُ النَّجَاةَ مِـنَ الأَهْـوَالِ وَالغُمَـمِ
مُسْتَشْفِعًـا بِحَبِيـبِ اللهِ فِـي وَلَـهٍ ** مِمَّا اقْتَرَفْـتَ مِـنَ الآ ثَـامِ واللَّمَـمِ
يُظِلُّكَ اللهُ تَحْتَ العَـرْشِ , لَا ظُلَـلٌ ** لِغَيْـرِ رَبِّـكَ بَعْـدَ النَّشْـرِ لِلأُمَـمِ
* * (5) * *
يَا أَيُّهَا النَّـاسُ , هَـلَّا نَظْـرَةٌ لَكُـمُ ** لِدِينِ رَبِّكُـمُ تَنْجُـوا مِـنَ الضَّـرَمِ
هَـلْ تَنْقِمُـونَ بِـأَنَّ اللهَ أَ نْذَرَكُـمْ ** عَذَابَ يَوْمٍ , وَمِنْ نَارٍ وَمِـنْ حُمَـمِ
عَلَى لِسَـانِ رَسُـولٍ شَاهِـدٍ لَكُـمُ ** مُبَشِّـرًا وَنَذِيـرًا هَـادِيَ الأُمَــمِ
بِالبَيِّنَـاتِ أَ تَـى , بَيْضَـاءَ نَاصِعَـةً ** وَالمُعْجِزَاتِ , وَخَيْرِ القَـوْلِ وَالكَلِـمِ
هَلَّا نَظَرْتُمْ إِلَى مَـا حَـذَّرْتْ سُـوَرٌ ** آيَاتُهَـا خَيْـرُ تِبْيَـانٍ وَمُحْتَـكَـمِ
هِيَ النَّجَاةُ لَكُمْ فِـي كُـلِّ مُعْتَـرَكٍ ** مِنْ كُلِّ زَيْـغٍ وَبُطْـلَانٍ وَمُخْتَصَـمِ
فَقَدْتُـمُ النَّهْـجَ إِذْ أَغْرَاكُـمُ كِبَـرٌ ** فَأَصْبَحَ القَلْبُ فِي نُكْرٍ وَفِـي صَمَـمِ
* * (6) * *
مَـنْ كَـانَ يُؤْمِـنُ أَنَّ اللهَ خَالِقُـهُ ** وَخَالِقُ الكَوْنِ مِـنْ لَاشَـيْءَ وَالعَـدَمِ
يُدْرِكْ يَقِينًـا بِـأَنَّ اللهَ أَ نْـزَلَ فِـي ** قُرْآنِـهِ كُـلَّ تِبْيَـانٍ إِلَـى الأُمَـمِ
هُوَ الهِدَايَةُ , لَا مَـا أَجْمَعَـتْ أُمَـمٌ ** عَلَى الفَسَادِ تَدُسُّ السُّمَّ فِـي الدَّسَـمِ
تُبِيـدُ ظُلْمًـا شُعُوبًـا لَا تُدَاهِنُـهَـا ** تُذِيقُهَا مِنْ عَذَابِ الضَّنْـكِ وَالأَ لَـمِ
وَيَدَّعُـونَ حَـضَـارَاتٍ مُزَيَّـفَـةً ** وَيَنْظُـرُونَ لِكُـلِّ الخَلْـقِ كَالخَـدَمِ
* * (7) * *
حَذَارِ مِنْ دَعْوَةٍ هُـمْ يَدَّعُـونَ بِهَـا ** صِدْقَ الحِـوَارِ بِقَلْـبٍ مَاكِـرٍ وَفَـمِ
أَلَا وَإِنَّ رَسُـــولَ اللهِ حَـذَّرَنَــا ** مِنَ الجِدَالِ , فَمَا المَغْزَى سِوَى التُّهَـمِ
فَلا نَجَـاةَ إِذَا مَـا نَـدَّ مِـنْ فِـرَقٍ ** إِلا بِسُنَّـةِ خَيْـرِ الخَلْـقِ وَالعِصَـمِ
وَنُـورُ رَبِّـكَ لا يُمْحَـى بِفَذْلَكَـةٍ ** فَلا تَوَسُّطَ فِـي نُـورٍ وَفِـي ظُلَـمِ
فَالحَـقُّ أَبْلَـجُ لَا يَخْفَـى لِمُعْتَـبِـرٍ ** وَالبَاطِلُ المُدَّعَى المَأْفُـونُ فِـي حِطَـمِ
فَـإِنْ أَ بَيْتُـمْ يُبَشِّرْكُـمْ بِعَاقِـبَـةٍ ** كَقَوْمِ نُـوحٍ وَذَاتِ الطُّـولِ مِـنْ إِرَمِ
* * (8) * *
هَلَّا اعْتَبَرْتُمْ بِمَـا يَطْمِـي دِيَارَكُـمُ ** يَأْتِي عَلَى السَّهْلِ وَالبُنْيَـانِ وَالأَكَـمِ
أَمِ (( احْتِبَاسٌ حَـرَارِيٌّ )) يُسَبِّبُـهُ ؟ ** بَلْ فِعْلُ رَبٍّ شَدِيـدِ البَطْـشِ مُنْتَقِـمِ
عُودُوا إِلَى الحَقِّ , فَالرَّحْمَنُ يُنْذِرُكُـمْ ** دَعُوا الطَّوَاغِيْتَ مِنْ بَاغٍ وَمِـنْ صَنَـمِ
فَاللهُ قَــالَ , وَإِنَّ اللهَ مُـقْـتَـدِرٌ : ** لَأَغْلِبَـنَّ وَرُسْلِـي مُنْفِـذًا قَسَمِـي
لا مَا يُلَفِّـقُ دَجَّالُـونَ مِـنْ كَـذِبٍ ** إِبْلِيسُ يُوقِعُهُمْ لَحْمًـا عَلَـى وَضَـمِ
قَوْمٌ طُغَاةٌ لَهُـمْ فِـي الشَّـرِّ سَابِقَـةٌ ** وَيَسْفِكُونَ دِمَـاءَ النَّـاسِ فِـي نَهَـمِ
يُدَمِّـرُونَ بِـلادًا وَهْــيَ آمِـنَـةٌ ** وَيَسْتَبِيْحُـونَ قَهْـرًا أَعْظَـمَ الحُـرَمِ
* * (9) * *
يَارَبِّ نَدْعُوكَ يَا رَحْمَـنُ يَـا صَمَـدٌ ** فَرُدَّ كَيْدَ العِـدَا , يَـا دَافِـعَ النِّقَـمِ
أَ نْتَ المُجِيرُ لَنَـا مِـنْ كُـلِّ نَازِلَـةٍ ** وَكُلِّ خَطْبٍ طَمَى , يَا فَارِجَ الغُمَـمِ
أَ نْجِزْ بِفَضْلِكَ يَا ذَا الطَّـوْلِ نُصْرَتَنَـا ** إِنَّـا نَـعُـوذُ بِقَـهَّـارٍ وَمُنْتَـقِـمِ
يَـا رَبَّنَـا أَرِنَـا ذُلًّا يَحِيـقُ بِهِـمْ ** وَعِزَّ رَايَتِنَـا فِـي البَـأْسِ والشَّمَـمِ
عَلَى عَـدُوٍّ بَغَـى , والكِبْرِيَـاءُ لَـهُ ** وَهْمٌ وَمَفْسَـدَةٌ , كَالـدَّاءِ فِـي وَرَمِ
لَكِنْ لَنَـا فِـي رَسُـولِ اللهِ مَكْرُمَـةٌ ** هُوَ الوَسِيلَةُ مَهْمَـا جَـدَّ مِـنْ ظُلَـمِ
هُوَ الْمُنَادِي بِظِـلِّ العَـرْشِ مُلْتَمِسًـا ** أَنْ : أُمَّتِي أُمَّتِي , يَـا وَالِـيَ الأُمَـمِ
هُوَ الشَّفِيـعُ لَنَـا وَعْـدًا وَتَذْكِـرَةً ** وَنَحْـنُ أَحْبَابُـهُ بِالفَضْـلِ وَالكَـرَمِ
يَارَبَّنَا فَاسْقِنَا مِـنْ عَـذْبِ كَوْثَـرِهِ ** مِنْ سَلْسَبِيـلٍ فُـرَاتٍ رَائِـقٍ شَبِـمِ
* * (10) * *
لَكِنَّ لِي فِـي حَبِيـبِ اللهِ مُلْتَمَسًـا ** مُذْ كُنْتُ غَضًّا وَفِي شَيْبٍ وَفِي هَـرَمِ
لَقَدْ سَقَانِي هَوَاهُ فِـي الهَـوَى عَجَبًـا ** فَحُبُّهُ سَاكِـنٌ كَالنَّقْـشِ فِـي رَقَـمِ
يَا مَا أُحَيْلَى بِقَلْبِـي حُسْـنَ طَلْعَتِـهِ ** وَنُـورَ بَهْجَتِـهِ فِـي قَلْبِـيَ الكَلِـمِ
وَدُرَّ مَبْسَمِـهِ , إِنْ فَــاهَ يَنْـثُـرُهُ ** كَالعِقْـدِ مِـنْ لُؤْلُـؤٍ زَاهٍ وَمُنْتَظِـمِ
يَارَبِّ أَوْصِـلْ حِبَالِـي فِـي مَوَدَّتِـهِ ** وَامْنَحْنِ مِنْهُ الرِّضَا يَا وَاسِـعَ الكَـرَمِ
وَاجْعَلْ مَحَبَّـةَ قَلْبِـي مِـنْ مَحَبَّتِـهِ ** وَاجْعَلْ فُؤَادِيَ فِي وَجْدٍ وَفِـي هَيَـمِ
وَاجْعَلْ لِرُوحِـيَ وِرْدًا صَافِيًـا عَبِقًـا ** مِنْ رُوحِهِ تَسْتَقِي سَحًّا وَفِـي رِهَـمِ
* * (11) * *
يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللِه حُبُّـكَ فِـي ** قَلْبِي كَسَهْمٍ غَزَا مِنْ غَيْـرِ مَـا أَ لَـمِ
فَبِتُّ أَرْنُو إِلَـى عُلْيَـاكَ فِـي ظَمَـأٍ ** فِـي يَقْظَـةٍ وَمَنَـامٍ , إِنَّ ذَا أَ مَمِـي
فَاجْعَلْهُ يَـارَبِّ رَيْحَانِـي وَمُؤْتَنَسِـي ** حِيْنَ المَمَاتِ وَبَعْدَ النَّشْرِ مِـنْ رِمَـمِ
وَاغْفِرْ ذُنُوبِي بِفَضْلٍ مِنْـكَ يُلْحِقُنِـي ** بِالصَّالِحِينَ بِسِلْـكٍ مِنْـكَ مُنْتَظِـمِ
والْمُسْلِمِينَ , أَ لَا اشْمَلْهُـمْ بِمَغْفِـرَةٍ ** وَحَقِّقِ النَّصْـرَ يَـا رَبِّـي لِجَمْعِهِـمِ
وصَلِّ رَبِّ عَلَى خَيْرِ الـوَرَى أَ بَـدًا ** وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَالأَ تْبَـاعِ كُلِّهِـمِ
مَـعَ السَّـلامِ بِنَشْـرٍ رَائِـقٍ عَبِـقٍ ** فِي كُلِّ حِينٍ وَفِـي بَـدْءٍ وَمُخْتَتَـمِ
* * (12) * *
نـظـمـهـــا : يحـيـى فـتـلـــون
حلب في : 12ربيع الأول 1428هـ , 30 آذار 2007 م
شــرح المفـردات :
(1) الغَيْهَبُ : شِدَّةُ سَوادِ الليل . وذَوِي الْحُلُمِ : من بَلَغَ الحُلُمَ وجرى عليه حُكْمُ الرجال . والأَلْبَـابُ : جَمْعُ لُبٍّ , وهو العقلُ . ولم تُرَمِ , رَامَ الشَّـيءَ : طلبَه . وساهِمَ : سَهَمَ وجهُ الرجل فهو ساهمٌ إذا ضمَرَ وتغيّر من جوع أو مرض . ومكنونِ : مستورِ . ورحيقِ , الرَّحِيقُ : صَفْوة الخمر . ونَسَمِ , النَّسَمةُ : الإِنسانُ . ومِشكاةً , المِشكاةُ : الكُوّةُ غيرُ النافذة . ونبراسًا , النِّبْرَاسُ : المصباحُ .
(2) الدِّيَمِ : جمع دِيـمَة : مطرٌ يكون مع سكون . ورَيِّقُـهَا , رَيِّقُ كل شيء : أَفضلهُ وأَوَّله ، تقول : رَيِّقُ الشَّباب , ورَيِّقُ المطر. وصَرِيفَ , في الحديث : أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقلامِ , أَي : صوتَ جَرَيانِهـا بما تكتُبه من أَقْضِيةِ اللهِ تعالى ووَحْيِه ، وما يَنْسَخُونه من اللوحِ المحفوظ. وقَابَ قَوْسَيْنِ , تقول : بينهما قابُ قَوْسٍ ، أَي: قَدْرُ قَوْسٍ , والقابُ : ما بين الـمَقْبِضِ والسِّـيَةِ , وهو ما وراء معْقِدِ الوتَرِ إِلى طرَف القَوْس . ولكـلِّ قَوْسٍ قابانِ ، وهـمـا ما بين الـمَقْبِضِ والسِّـيَةِ . وقال بعضهم في قوله عز وجـل : (( فكان قابَ قَوْسَيْن )) : أَراد قابَيْ قوْس ، فَقَلَبَه . والمَعَارِجِ : المَصَاعِد والدَّرَجُ ، واحِدُها : مَعْرَج . والسَّـنَمِ : سَنِمَ سَنَمًـا ، فهو سَنِمٌ : عَظُمَ سَنامُه . وذُخْرٌ , ذَخَرَ الشيءَ يَذْخُرُه ذُخْرًا , واذَّخَرَه اذِّخارًا : اخْتاره لوقتِ الحاجة .
(3) الأَضَم : الحِقْدُ والحسَدُ والغضَبُ .
(4) الغَرُور: الشيطانُ يَغُرُّ الناس بالوعد الكاذب والتَّمْنِيةِ . وبِـلأْيٍ : أَي بعد شدَّة وإِبْطاء . ويُغْرِي : غَرِيَ بالشيء يَغْرى غَرًا وغَراءً : أُولِعَ به , وكذلك أُغْرِيَ به إِغْراءً وغَراةً وغُرِّيَ وأَغْراهُ به . ويُزْرِي بها : يُدْخِلَ عليها أَمْرًا يُريد أَن يُلَبِّسَ عليها . والـنَّـهَـمِ , النَّهَمُ والنَّهامةُ : إفراطُ الشهوةِ في الطعام , وأَن لا تَمْتَلِئَ عينا الآكل ولا تَشْبَعَ . والرَّزَايَا : جمع رَزِيَّةٍ , وهي المصيبة . واكْتِئَابٌ , الكآبةُ : تَغَيُّر النَّفْس بالانكسار مِن شِدَّةِ الهمِّ والحُزْن , كَئِبَ يَكْأَبُ كَأْبًا وكأْبةً وكآبة واكْتَأَبَ اكتِئابًا فهو كَئِبٌ وكَئِيبٌ ومُكْتَئِبٌ . وهو اليوم مرضٌ نفسيٌّ منتشر , وقد يؤدي إلى الجنون أو الانتحار وخاصة عند الأوربيين لفراغٍ في عيشِهم وأنفسِهم . والـسَّـأَمِ , السَّأَمُ والسآمةُ : المَلَلُ والضَّجَرُ . وضَنْكِ , الضَّنْكُ : الضِّيق والشدَّة .
(5) لَـمَمِ: اللَّممُ : صغـارُ الذنوب . ورِمَمِ , الرِّمَّـةُ : العظام البالية , والجمع رِمَمٌ ورِمامٌ .
(6) الضَّرَمِ : مَصْدَرُ ضَرِمَ ضَرَمًا , يقال ضَرِمَت النارُ وتَضَـرَّمَتْ واضْطَرَمَت : اشْـتَعَلَتْ والْتَهَبَتْ . وحُمَمِ : جمعُ حُمَمَة : الفَحْمَة , ومنه الحديث : إذا مُتُّ فأحْرِقونِي بالنار , حتى إذا صِرتُ حُـمَـمًـا فاسْحَقُونِي .
(7) تُدَاهِنُهَـا , داهَن وأَدْهن أَي : أَظهر خلاف ما أَضمر .
(8) بفذلكة : كَلِمَةٌ مُخْتَرَعَةٌ من قُولِ الحاسِبِ إِذا أَجْمَلَ حِسابَه : فذلِكَ كذا وكَذَا عدَدًا وكَذا وكَذا قَفِيزًا . والمقصود ُهنا : التلاعبُ اللفظي في الجدال لتضييعِ مفهومِ الحقِّ . وأَبْلَجُ : الأَبْلَجُ : الأَبيضُ الحسَنُ الواسعُ الوجه . والـمَأْفُونُ : الضعيف العقل والرأي . وحِطَمِ , الحَطْمُ : الكَسْرُ فـي أي وجْـهٍ كان . وإِرَمِ : اسمُ قبيلة هودٍ عليه السلام .
(9) يَطْمِي : طَمَى الماءُ يَطْمِي : ارْتَفَعَ وعَلا . والأَكَمِ : الجبالُ الصغار . واحْـتِـبَـاسٌ حَـرَارِيٌّ : هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة و إليها . والطَّوَاغِيْتَ , الطَّاغُوت : الكاهِنُ , والشَّيْطَانُ , وكُلُّ رَأْسٍ في الضَّلال , يكونُ واحدًا , والجمعُ : الطَّوَاغِيت . لَـحْمًـا عَلَى وَضَمِ : يقال ترَكَهم لَحْمـًا على وَضَم , أي : أَوْقَع بهم فذَلَّلَهم وأَوْجَعهم , والوَضَمُ : ما وُضع عليه الطعامُ فأُكِلَ . ونَهَم, النَّهَمُ والنَّهامةُ : إفراطُ الشهوةِ في الطعام .
(10) ذَا الطَّـوْلِ , الطَّوْلُ : الفَضْل , والطَّوْل : المَنُّ . وصَمَدٌ : الذي يُصْمَدُ في الحوائج إليه : أي يُقْصَدُ . والشَّمَمُ : ارتفاعٌ في قصبة الأنْف مع استواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلًا , والمقصودُ : الرفعةُ والعزةُ . وسَلْسَبِيلٍ , السَّلْسَبيل : السَّهْل المَدْخَل في الحَلْق . وفُرَاتٍ , الفُراتُ : الماءُ العَذْب . وشَبِمِ : بارد .
(11) رَقَمِ : الرَّقْمُ والتَّرقيمُ : تَعْجيمُ الكتاب وتَبْيِينِ حروفِهِ بعلاماتِها من التَّنْقِيط . والكَلِمِ : الجريح . ودُرَّ , الدُّرَّ جمع الدُّرَّةِ : اللؤلؤة العظيمة . ووَجْدٍ , ووَجَدَ به وَجْدًا في الحُبِّ . وإِنه ليَجِدُ بفلانة وَجْدًا شديدًا إِذا كان يَهْواها ويُحِبُّها حُبًّا شديدًا . وهَيَمِ : يقال : هـامَ في الأَمر يَهِيم هَيْماً ذهبُ على وجهه عِشْقًا . وعَـبِـقًـا , عَبِقَ به الطيبُ عَبَقًا : لَزِقَ به . ورِهَمِ : الرِّهْمةُ : المطر الضعيف الدائم الصغير القَطْر ، والجمع رِهَمٌ .
(12) أَرْنُو : رَنَوْتُ إليه أَرْنُو رَنْوًا : أَدَمْتُ النَّظَرَ . وأَ مَمِي : قصدي . ورِمَمِ , الرِّمَّـةُ : العظام البالية , والجمع رِمَمٌ ورِمامٌ .
م/ن