18-03-10, 01:02 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ماسي مميز
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2010 | العضوية: | 2780 | الاقامة: | السعـــــــوديه | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1678 | الردود: | 3083 | جميع المشاركات: | 4,761 [+] | بمعدل : | 0.89 يوميا | تلقى » 9 اعجاب | ارسل » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس فضاء الشعر مشعان بن هذال ....الشيخ والفارس وشاعر الحكمه والكرم 00 مشعان بن هذال .... رحمه الله
الشيخ والفارس .. وشاعر الحكمة والكرم ..!!
مدخــــــــــــــــل :
لا يستطيع المتتبع لحركة الشعر العامي في إقليم نجد إنكار شاعرية هذا الشاعر الفحل ، لما في شعره من قوة في المعنى وجزالة في الأسلوب وتعدد أغراضه الشعرية ، وكذلك لما لهذا الشاعر من مكانة اجتماعية قوية في تلك الحقبة الزمنية ، جعلته بحكم دوره الفعال والمؤثر في نفس الوقت ينطق أحاسيسه شعراً تناقلته الأجيال عبر العصور . ضارباً أروع أمثلة الشجاعة والبطولة مخلداً الحكم والمواعظ عن تجربة ذاتية عاشها في كثير من مواقف المعاناة الصادقة في حياته.
ولمايتصف به من كرم العربي الأصيل وشجاعة الفارس المغوار عرف شاعراً وحفظت أشعاره كغيره من فحول الشعراء في عصره .
بلغ هذا الشاعر من العمر ما يقارب الستين عاماً كما يذكر الرواه الذين تحدثوا عن تاريخ حياته الحافل بالمواقف البطولية وعن قصائده الخالدة القوة بقوة شخصيته وفروسيته .
وضرب أروع القصص على بطولته بقصائد اشتهرت بمناسبتها بما يتمتع به من قوة وشجاعة .
وقصائد أخرى تصف المعارك التي خاضها بقلب الفارس الشجاع بوصف صادق غير مبالغ فيه .
فله من الحكايات والقصص والمواقف والقصائد الكثير وصت بعض منها ومات معظمها على ألسنة الرواه طاعني السن لقصور المؤلفات الشعبية التي تهتم بهذا النوع من الشعر الأصيل .
الأدب العامي في نجد : ..
(( نظراً لما كانت الحياة النجدية من أمية حرفية وفكرية كانت السبب في ظهور الشعراء البارعين على المسرح العامي أمثال محمد القاضي والهزاني وابن جعيثن وابن لعبوث وغيرهم من المبدعين الذي صبغتهم بليانها وطبعتهم بصحرائها))(1) .
ولطبيعة هذه الحياة الفكرية وبداية ظهور الشعر الفصيح في نجد والاهتمام به على حساب الشعر العامي أغفل الدارسين عن نقل ذلك التراث المليء بالحقائق التاريخية التي لا يمكن للباحث أن يشبع بنظره عن دراسة الشعر العامي مهما كان موقفه منه وحول ما إذا كان موقفه بسبب سلبيته تأثيراً على الشعر الفصيح .
لذلك عدم وجود الدارس الواعي بأهمية هذا النوع من الشعر تاريخياً وأدبياً ولا تزال نجد في تلك الفترة عن المحيط الثقافي في غياهب الجهل والفقر والتناحر القبلي الذي عجل بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – من 1153هـ - 1174هـ . والتي تمثل نهضة الجزيرة العربية عامة ونجد خاصة تأثر بها الأدب والقلم والشعر )(2) .
لهذه الأسباب تاخرت الدراسات الشعبية مما أفقدنا الوقوف على أدبنا الشعبي الأصيل بصورة سليمة ، ولم يصل إلينا من أشعار القرون الوسطى إلا النذر اليسير فالشعر النبطي القديم أصيب بما أصيب سلفه الجاهلي من انتشار الأمية بين أهلية واعتمادهم على الرواه والحفظ والذاكرة وكان أدباء الحاضرة يستهجونه ويرئبون بأنفسهم أن يدونوه فضاع منه الشيء الكثير بل الأكثر ، ولو لا ما دون منه في السنوات الأخيرة لضاع كله )(3) .
وقد ظل الشعر النبطي حيناً من الدهر لا حافظ له إلا صدور الرواه طبع منه أول ديوان صغير سنـ 1328ــــــة للمرحوم الشيخ / قاسم ابن ثاني حاكم قطر ( 1239 – 1331 ) (4) .
وأول من دونت أشعارهم راشد الخلاوي وجبر بن سيار من أهل سدير في نجد وقد عاش هؤلاء في القرنين العاشر والحادي عشر من الهجرة .
أن هذه البداية المتأخرة تعتمد أيضاً بأن لها علاقة حول أراء بعض المثقفين في هذا النوع من الشعر وندي تأـثيره علي الشعر العربي الفصيح )) (5)
ولذلك من خلال ما أردناه من الحياة الأدبية في إقليم نجد موطن الشاعر . نستطيع معرفة عدم وصولنا للكثير من إبداعاته وأشعار واختلاف الكثير علي تاريخ وفاته .
حياتـــــه :
هو الشيخ مشعان بن مغيليث بن منديل بن هذال شيخ فخذ العمارات من قبيلة عنزه المعروفة والمشهورة في نجد ( وعنزه ترجع إلى وائل بن ربيعة وهم في اصطلاح اليوم أكثر قبائل العرب كما يقال " كل قوم دون عنزه " وهي ثلاث فرق عرف رجالها في ركض الخيل والفراسة .. ) (6).
ولد عام 1209هـ وقتل بمعركة بينه وبين جنود الأتراك عام 1266هـ عن عمر يناهز الستين عاماً .
لا يوجد مصدر يوضح أي من قرى نجد ولد وتوفى عدا ما ذكره صاحب كتاب " اشعار قديمة تنشر لأول مرة " من أنه قتل في موقعة الشماسية عام 1240هـ وإذا ما عرف بأن الدارسين اختلفوا على تاريخ وفاته لا نستطيع الأخذ بذلك الموقعة المسماه الشماسية .
عاش شاعرنا في بيت آل هذال وهي أسرة عريقة ولها الرئاسة والقيادة وعرفوا بالشجاعة والنخوة والقوة بين أفراد قبيلتهم .
جاء في كتاب كنز الأنساب ومجمع الآداب لمؤلفه الشيخ / حمد الحقيل " العمارات : أميرهم { بن هذال } وخوته { أخو بتلا } ومنهم الشيخ ( مشعان بن هذال ) شاعرنا وفارس وهو من القادة الأفذاذ ) (7).
ولقد تربى شاعرنا وترعرع بصلابة رجل الصحراء الذي صقلته الطبيعة وزرعت في نفسه صفات البدوي الشجاع فأحب الخيل وعشق السيف وورث الصفات النبيلة والعادات الحميدة . وذاع صيته كفارس وشجاع وشاعر صور قصصه وملامحه البطولية من صلب الواقع الذي عاشه .
عاصر الشعراء الفحول في نجد أمثال ابن لعبون والقاضي والهزاني ولم يذكر أنه اتصل بهم نظراً لهجرة عنزه الكبرى عن موطنها الأصلي نجد إلى الشمال بسبب القحط ) (8).
غير أنه اتصل بحكم موقعه القيادي ورئاسته لقبيلته العديد من شيوخ القبائل ودارت بينهم مساجلات شعرية سوف نورد أمثلة منها عند الحديث عن شعره وذلك مثل الشيخ عريعر والشيخ بن سويط .
شعـــــــــــــــره :
له شعر جيد ، ضمنه فخره وفخر قبيلته ولكن لا نستطيع بوجه الدقة تحديد ملامح شعره والأغراض التي تتطرق بها لعدم وجود ديوان مطبوع يجمع جل قصائده . ولأن ما وصلنا عن طريق الرواة يسير وقليل جداً حمل في مضمونه ما يتميز به هذا الشاعر من شجاعة وكرم وحكمة بأسلوب قصصي مؤثر . وليس هذا معناه بأن الذي أغفلته المؤلفات الشعبية من شعره ليس بذات أهمية ، ولكن غياب المهتم والغيور على أدبنا الشعبي سهل اندثار الكثير من شعره القوي العذب كنسيم الصحراء العليل .
امتاز شعره بالحكمة والشجاعة والكرم والنصيحة وكل ما يثقل فكر القائد الفارس الشجاع . وهذا ما جعلنا نلقبه بشاعر الحكمة والكرم .
فلقد ضرب أروع الأمثلة على شجاعته بموافقة وحكاياته البطولية ومنها قصته المشهورة التي خلدها بقصيدة طويلة وتناقلها الناس عبر العصور وهي كما أوردها صاحب الموسوعة النبطية الأستاذ طلال السيد جاءت كما يلي ( من حكايات الشيخ مشعان المشهورة في إحدى السنوات أصيب بالرمد فعصبت عيناه وصادف أنه في وقت إصابته حصل على قبيلته غزو ، فأخذت فرسه تجول وتصهل وهي مقيدو بالحديد لأنها تعودت على الحرب فعادة ما تكون في الطليعة مع المحاربين أو المدافعين ، فسمع مشعان صهيلها فهب يريد ركوبها ورفع الرباط عن عينيه فسال الدمع ولم يرى شيئاً فتحسر وأنشد يقول :
يا رب عجل بالنظر والعوافي
وأفرج لعين قد تدانى نظرها
تسعين ليلة ما تهنيت غافي
كن الحماط بموق عيني جحرها
وخمسة عشر ليلة جرالي هفافي
أزريت أميز شمسها من قمرها
صاح الصياح وقيل ما من عوافي
وقامت ترادى سابقي من سكرها
وقدت أنا مع لابسات الغلافي
ما كن جرالي ساعةٍ في ظهرها
قصيدة طويلة تناقلها الرواة توضح شجاعة الشاعر فأبدع بوصف موقفه البطولي بإيمانه بحكم القدر الذي جعله يتغيب عن تلك المعركة بدافع المرض وكأنه يخاطب فرسه التي صهلت تدعوه إلى ساحة المعركة وأجابها بسكرة البطل الذي غاب عن وعيه من شدة شجاعته ، فالمتتبع لشعره يرى مقدرته الفائقة على الوصف ببراعة ودقة متناهية ، فامتاز شاعرنا الفحل بوصف المعارك الحربية بأسلوب قصصي ميزه عن الآخرين ، لكونه من الشعراء القلائل الذين جمعوا بين القيادة والشجاعة والكلمة الصادقة الجميلة .
ويلحظ الحكمة في قصائده النادرة كقوله :
يا بايع جوخ على غير أهاليه
مثل الذي ينزل بقصر خرابه
لويدهجه وبل الثريا ويسقيه
ويحطر بياقوت ومسك سحابه
ما ينبت النوادر لو سال داديه
ضبحا وجفجافٍ هيار جنايه
ولي الردى لو طاب لك لا تماشيه
يومين والثالث بين الردى به
شيخ شاعر كهذا تأتي الحكمة على لسانه بإحساس القائد الفارس الذي جال وصال في ميادين المعارض ، واكتسب الخبرة من الحياة ، فجرت نسمة شعراً عذبة في سماء الكون لتبقى عبر الزمان تتنفسها الأجيال ، عظة واعتباراً بتجار الأجداد الشجعان الذي زادتهم قساوة الصحراء قوة وصلابة .
إن شاعرنا من هؤلاء البطال الذين ولدوا في زمن صعب لا وجود لرفاهية المدينة فيه ، بل غابت أبسط وسائل الامتاع والترف ، فكانت المسألة حياة أو موت بالنسبة للإنسان البدوي الذي يقبع في قلب الصحراء ينتظر من السماء قطرة ماء تروي موطنه لينبت العشب والكلأ ، الذي ترعاه ماشيته ويحفظ له بالتالي الاستمرارية في الحياة .
فلقد جاب الصحراء وارتحل بحثاً عن هذا الرزق الإلهي وتحدث بأشعاره عن أهم ما يميز الإنسان البدوي برغم ندرة العيش والرزق من كرم وجود وحسن ضيافة عدا عن شجاعته وشهامته . اذكر قصة أخرى تدل على صبره وكرمه وتجمع أبياتها الكثيرة من صفات شاعرنا الفذة .. لقد تناقلت الرواة بأن الشيخ مشعان بن هذال قد حل ضيفاً على أحد أبناء البادية بنجد ولكن لم يفصح عن شخصيته خوفاً من إحراج مضيفه ويسرف كرمه تقديراً لمكانته وعلمه الغانم المحمود وكذلك كان في ذهنه الحالة التي يعيشها المجتمع البدوي في تلك الحقبة الزمنية ، وما مر في تلك السنوات من قحط ديار نجد . وعندما خلد أهل البيت للنوم .. انشد قصيدته وفيها من أغراض شعره الكثير ومنها :
ففي الكرم يقول :
الطيب سندا والردى ذاك من لاش
واللي يريد الطيب ما هو بمردود
لذاذه الدنيا معاميل وفراش
وصينية يركض بها العبد مسعود
وفي الشجاعة والحكمة يقول :
يا ما حلا وقت الضحا طق شوباش
وقامت تنازا بالمناعير جلعود
وأنا على مثل النداوي الياحاش
تنزع كما ينزع من الكف بارود
من لا يروي شذرة السيف لا عاش
يصبح عليه مورد الجيب مقدود
وتصادف أن سمعته بنتاً لذلك الرجل الذي أضافه وعرفته بهذه القصيدة التي تحدث بها عن نفسه وبذكره أيضاً للعبد مسعود الذي ضرب أروع الأمثلة في الوفاء لسيده .
وأخبرت الفتاة والدها وحدث ما كان يخشاه ابن هذال , ففي قصيدته التي تحدث فيها عن الكرم والجود والطيب شبه الكرم بالمرتفع الذي يصعب طلوعه إلا من أراد من الرجال الكرماء والعظماء .
ونحن نعرف بأن رمز الكرم والضيافة عند المجتمع البدوي هي القهوة العربية .. فلمع في أبياته مدى ما تمتعت به نفسه من كرم البدوي الأصيل وذلك بإشارته للمعاميل وهي الأدوات التي تصنع منها القهوة ومنها البخر والمحماس والدلة الصفراء المصنوعة من النحاس .
فنستطيع أن نقول بأنه يستمتع عندما يكرم ضيوفه ويجد في ذلك راحة بال لا نظير لها وهم يتناولون القهوة في مجلسه .. ويتبادلون الأحاديث والقصص البطولية في مأمن من العدو .. ورمز للأمن والاطمئنان بكلمة الفراش الواردة في ذلك البيت . ما أروعه وهو يقول :
لـــــذاذة الدنيــــــــا معاميــــــــــل وفــــــراش
وصينية يركض بها العبد مسعود .. !
وكأنك ترى ذلك العبد الوفي عندما يركض بين الضيوف ليصب القهوة العربية كلوحة جميلة تتدفق سيلاً من غدير كرم شاعرنا ..
ولا حظ عزيز القارئ بأنه قال " يركض " دلالة على السرعة في إكرام الضيف .. وبأن مجلسه يرتاده أناس كثيرون فركض مسعود ليستطيع أن يصب القهوة لكل واحد منهم .
وفي أبياته السابقة أيضاً يفتخر بشجاعته بأبيات فيها من الحكمة الكثير .. مستخدماً الألفاظ الدالة على الشجاعة والقوة عندما تمنى مقابلة الأعداء ( في وقت الضحا ). وهذا يبين عزة نفسه وأن ليس من صفاته الغدر والتخفي .. فالسلب والنهب ليس من عادات وطباع الرجل الشجاع الفارس .
وذكر أن الرجل الجبان الذي لا يروي شذرة سيفه من دماء الأعداء لا يستحق الحياة ويجلب العار لنفسه ولأهله .
إن في أبياته هذه تستطيع أن تقف على ملامح شخصيته كفارس شجاع .. ولقد حاولنا الإشارة من بعيد لأبعاد تلك الشخصية مع أنه لو فسرت ما تتضمنه تلك الأبيات بتحليل دقيق لوصلنا إلى الكثير من صفاته البطولية وسمات شخصيته الكريمة . ولكن حسبي بأنني أمام قارئ اليوم الذي يختلف عن قارئ الأمر بنظرته الثاقبة وفكره الواعي المتقد القادر على التحليل .
م/ن
التعديل الأخير تم بواسطة ذعذاع الشمال ; 18-03-10 الساعة 01:21 AM
سبب آخر: نقص باعنوان
|
| |