بسم الله الرحمن الرحيم
( ...حقاً أنه عالم مليء بالعجائب...!صورة وفاء نادرة!))
يتعلم الإنسان من عالم الحيوان مالا يتعلمه من حياة البشر..
وكثير مما نفقد نجده عندهم وفيرا ..!!
حقاً أنه عالم مليء بالعجائب ..
والطرائف ..والأسرار ..
التي تدل على أبداع صنع الخالق وحكمته .....
إن دواب الأرض وطيرها هي أمم .. وجماعات ..
مماثلة لجماعات الناس
كما قال تعالى((وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ)) ..
وهذا يعني أن كل أمة من الحيوانات ..
تتكون من زوج ذكر .. وأنثى ..
والكل أسرة ومن هذه الأسرة الأولى تفرعت العديد من الأسر وفي هذا
قال تعالى ((وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ))...
في هذا المقال نحاول أن نتأمل ونتعلم من عجائب وطرائف وأسرار صنع الخالق في بعض الحيوانات التي خلقها لحكمه سبحانه وتعالى..
فالبطريق مثلاً وكلنا يعلم من هو البطريق ؟!
وكلنا يعلم أين يعيش ... ؟
وكلنا يعلم أن البطريق طائر أليف لا يستطيع الطيران لكنه .. سباح ماهر...
ولكن هل نعلم أن البطريق يملك فوق عينيه جهازاً لتحويل الماء المالح إلى ماء حلو وعذب ...!!!؟
هل نعلم أن البطريق يكتفي طيلة حياته بزوجة واحدة .. ؟!!
وهل نعلم أن ذكر البطريق أب حنون .. وعطوف .. يساعد أنثاه في تربية صغاره ..ورعايتهم .. وهو مستعد للموت جوعا في سبيل إطعام عائلته ..؟!
وهل نعلم أن ذكر البطريق عندما يريد الزواج يبحث عن حجر من نوع نادر في الطبيعة ثم يضعه بين يدي الأنثى التي اختارها ...!!
فإن التقطت الحجر كان معنى ذلك أنها قبلت به ...!!
وإن تركته وذهبت فليس على الذكر إلا أن يحمل الحجر ويبحث عن أخرى تقبل به زوجا له ...!!
فأين من يتهرب من المسؤوليات بسبب عظم الأعمال .. وقلة الهمم .. وعموم البلاء ...
وكثرة المهمات.. وتضارب المصالح .. وغياب روح المبادرة ..؟؟!
فالبطريق... لديه صفة الوفاء وحمل هم المسؤولية
.. فأين الذين يتوارثون السعادة ويحملونها عطراً ينفحونه على الآخرين ..
لا ينالهم أريجها فحسب .. ! إنما هم مصدر انبعاثها ...فأين الأوفياء؟؟
لقد أكرم الله عز و جل الإنسان وعلمه أمور .. ودلالات علمية ..
عن طريق الحيوان تكون سببا في تسير حياته على الوجه الصحيح ..
فقد علم الإنسان طريقة دفن الإنسان فأرشده لطائر شديد الذكاء وهو الغراب ... !
فتعلم ابن أدم القاتل من الغراب الذي أرسله الله ..
ولكي لا يتركه نهبا للجوارح من الطيور ولغيرها من الحيوانات المفترسة أو للتعفن وتحلل وصونا لكرامة الميت وترفقا بالبيئة والأحياء فيها ...
إن كل المخلوقات ومنها الحيوانات أسلمت لله سواء كان إسلامها طوعا أو كرها وفي هذا قال تعالى((وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا))
ومن هنا نعلم أن دين الحيوانات هو الإسلام ...
ومنه تسبيح الطير كما جاء في قوله تعالى ..
((إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ))
وقوله ( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ)
وأن كل حيوان خلقه الله فيه من المحاسن التي ينبغي تأملها ..
والبشر بها أولى وأحرى
فالهدهد...لديه صفة الغيرة على التوحيد ... فأين الغيورون ؟؟
والنمل... لديه صفة المثابرة.... فأين المثابرون ؟؟
والنحل.. فيه صفة العمل بإخلاص... فأين العاملون بإخلاص ؟؟
والأسد... فيه صفة الشجاعة.... فأين الشجعان ؟؟
والجمل ... فيه صفة الصبر... فأين الصابرون ؟؟
والطير ...... فيه صفة التوكل على الله تغدوا خماصا وتروح بطانا........
فأين المتوكلون؟
ليتأمل الإنسان .. هل يكون الحيوان أفضل منه؟
ونتعلم أن الرزق بيد الله سبحانه فقد جعل الله لكل دابة من الخلق رزق أي نفع ينتفع به سواء أكل أو شرب أو غيره وفي هذا
يقول تعالى ((وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا))
م/ن