07-02-10, 11:04 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس و اداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 16 | الاقامة: | مجــالس الفــردة | المواضيع: | 237 | الردود: | 2689 | جميع المشاركات: | 2,926 [+] | بمعدل : | 0.45 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 12 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 120 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مكتبة المجالس حديث الخاطر (5) / أفق أرحب وعالم آخــر ماأورده هنا من حديث خاطري الليلة كانت بذرته الأولى تعقيباً على مقال شيخنا العلامة الموسوم بـ ( عقلي المؤمن ) هنـــــا ، أنقله إليكم بتهذيب وتحوير ومزيد... ____________________
يا شيخي الأجل ، هذا الذي لم يؤمن وأنكر وجحد ( الملحد ) ، لا يبحث حقاً عن حقيقة ، وما دام يلهث الآن دون أبسط الحقائق فلن يطيق حملاً لحقيقة. .وسيظل يلهث إن تركته وإن حمّلته الحقيقة.
أفكر شيخي في العالم الآخر طبائعه ونمطه ومحيطه ملائكته وولدانه وأنهاره وكل ما فيه ..
شي آخر لم يُرى من قبل ، وأفكر هل يا ترى لو أني رأيت ملكاً من الملائكة على صورته الحقة في الدنيا سأستطيع ـ بناء على الصدمة التي وسعت عندي مجال الأفق ـ أن أفسح المجال لتصور أرحب عن ذلك العالم الآخر طبائعه ونمطه ومحيطه..
بل أدنى من هذا ، عالم الجن لو قُدر لي أن أختلط بقبيل منهم وأرى كيف هو خلقهم وحالهم وسوقهم وتعاملاتهم وثقفاتهم وحضارتهم وكفاحهم ورجالهم وصبيانهم وصباياهم ومجتمعاتهم ، أليس سيبدهني تماماً ما أرى ؟ ؟؟
وهل كنت استطيع أن أتصور ذلك بدون رؤيته؟. إذ هو شيء جديد علي تماماً يجب أن أراه حتى أتصوره وأفهم ماهيته ، شيء لم أرى مثيله حتى أعيه بلا رؤية ومعايشة..
أنا ربيب ثقافة الإنسان ، مؤكد ثمة مناظير وآفاق أوسع مما عرفه الإنسان..
مدام هناك خلق غير الإنسان ، بدليل تطور الإنسان نفسه وتدرجه في مناظيره وأفقه.
يعني لو كنت منغلقاً لم أرى إلا ما ربتني عليه ثقافتي النجدية ثم فجأة وجدت أني في عمق لبنان إبان الستينات ( وأخترت لبنان لقرب الثقافة وتوافق اللسان ولم أقل لندن) كيف سيكون ذلك البدوي في عمق لبنان ؟؟..
هكذا الحال شيخي ، نحن نشأنا على ثقافة الإنسان ولم نختلط بعوالم أخرى غير الإنسان لا الجن ولا الملائكة ولا الشياطين ولا عوالم السماء..
فكيف نتصور ذلك العالم الآخر الذي تجتمع فيه كل العوالم بلا رؤية ولا معايشة وبما علمنا فقط من ثقافة الإنسان التي ليست هي كل شي في ذلك العالم ، إن لم تكن بسيطة فيه أو بدائية جداً ؟؟؟
.. لا نستطيع ، أبداً لا نستطيع ..
أكبر من العقل شيخي ما نتحدث عنه ، وأكبر من علم الإنسان وثقافة الإنسان وكل ما عرفه الإنسان ( وما خطر على قلب بشر )
.. لكن الجميل فيه أنه نخبة عوالم ، لا الإنسان فقط ، ولا كل البشرية إنما نخبة البشرية ونخب معها ، فصفوة منتخبة في نعيم مقيم ..
أحس شيخي بنشوة تعتريني لمجرد التفكير بأني يوماً ما قد أتواجد في ذلك العالم ، أرى فيه صنوف ما خلق ربي ، وألمس أوراق الأشجار هنالك بيديّ وأنا مطمئن الخاطر بأني في نخبة العوالم ، حين أنعتق من البدائية في الثقافة والتصور
... ياه يا شيخي كم نحن في أفق محصور في هذه الدنيا. وكم هي طفلة لم تزل ثقافة الإنسان ..
حين أرى الإنسان لا يتعايش مع أخيه الإنسان للون أو لعرق أو لمنظور وأفق ، أضحك ساخراً ضحكة مريرة وأقول كيف يرجو أن يعيش هذا في نخبة العوالم ؟؟
لا بل لكي لا تتكسر زجاجة أفقه أستبعد كلمة عوالم هنا وأقول ، الإنسان فقط ، هنالك في العالم الآخر سيحشر الناس من الأزل إلى الأبد ..
والناس من الأزل إلى الأبد مناظير شتى وثقافات متباينة تباين ثقافة الجن عن ثقافة البشر ، فكيف سيندمج مع ذلك العالم الحاشد ..
هل تصور نفسه يمشي في موضع من ذلك العالم ( الجنة ) على درمكة بيضاء ( تربة الجنة بنص السنة) يرفع طرفه للأفق فيرى طيراً خضر تحمل في حواصلها أرواح بشر ، لم يرى لها مثيلاً في الحجم والهيئة في عالم جاء منه ، وحين يصرف نظره لجهة الأفق الأخرى يرى ملائكة تطير وعظمة خلقها تثير الرعب ، حتى الأشجار والأنهار على هيئة ما خطرت يوماً على قلبه..
هو ليس بليداً فلقد رأى آيات ذلك في عالمه الذي جاء منه، ففي عالمه تعلم عن نباتات غريبة تفترس وتأكل الحشرات بنمط لم يعهد في النبات ، وأكد له علمه وتجاربه أن أنواعاً من الورود تتأثر إيجاباً وتتراقص على أصوات الأنغام ، وعلمه كذلك قرر أن الماء يتأثر بالكلمات الإيجابية والسلبية على نحو ما.
لكنه لم يتصور مستوى متطوراً من ذلك ، بل شديد التطور ، إلى نباتات ممكن أن تسلم عليه لمروره عليها وتحييه وتلقي إليه بالثمر وداً وحناناً ومحبة ، هذا شيء ما رأه في عالمه ، ولا يستطيع تصوره .
لا يتصور أن يتعايش في مكان واحد مع خلق غير البشر ويبادلهم وداً ويشاركهم حياة.
لقد كانت جل حياته في عالم بنمط واحد فقط ، نمط بشري لا غير.
لكن لماذا هو عزيز علينا هذا التصور ونحن نعلم أن هدهداً تحدث يوماً إلى بشر ، ونملة تحدثت وسمعها بشر ، وبعيراً شكى سوء صاحبه إلى بشر ، وخيل تدعو كل صباح : ( اللهم إنك ملكتني من ملكتني من بني آدم فاجعلني أحب ماله إليه ) وأن كل شي يسبح بحمد الله وإن لم نفقه تسبيحهم، وأن حتى الشجر والحجر يستريح من المؤذي حين يرديه الردى ، وأن السموات والآرض تجيب وتقول ( قال أتيا طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين) ، وأن الطير أمم.
كل ذلك حق هو يعيه ويؤمن به ، فماله عز عليه أن يتصور العالم الآخر بأفق أرحب ؟؟!!
يعز عليه التصور لأنه لابد له من رؤية ومعايشة حتى يتصور الخارج عن منطق ونظم عالمه المحصور ، لكن أفق إدراكه يستطيع أن يحتويه ، فلماذا أغلب من يتحدثون عن اليوم الآخر يتحدثون عن صور جامدة محصورة غلفها أفق المتحدث الضيق ؟؟
لماذا حين حدثونا صغاراً عن اليوم الآخر لم يشرحوا لنا كيف أنه حياة أخرى ، كما لمسناها من القرآن الكريم والسنة المطهرة؟؟
لماذا لا يتحدثون عن الحياة ؟؟
كنت أنزعج بحق حين يتحدثون عن عذاب القبر وكنت أقول لهم : إن كان ما بعد القبر الجنة فمرحلة هو يمكن تجاوزها ، وإن كان ما بعده النار فليس بالهول الأوجب بالحديث عنه؟؟
كنت أقوله بعقلي الصغير الذي لم يدرك بعد أن العالم الآخر حياة أخرى ورحابة أكبر من ثقافة وعلم وحضارة الإنسان إلى إندماج ومعايشة مع نخبة الخليقة في موضع تحلو به الحياة وكل ما فيه يبارك الحياة وينميها ويدعو إليها حتى الأشجار حين تهديك بود الثمر.
أنا لا أنقم عليهم ، لكن كان بالإمكان أن يكون أفقهم أرحب ، بل أني أحييهم أن ألتزموا بما أمنوا به على ضيق المنظور عندهم وانحساره وما بدلوا تبديلاً.
واستغرب في ذات الوقت كيف لم يستطيعوا أن يروا ملامح تلك الحياة والقرآن الكريم بين أيديهم ؟؟!!
أنني أقرأ القرآن فكأنما أنا أرفل في نعيم ذلك العالم الحي ، وأعود منه حين أتوقف عن قراءة القرآن الكريم .
( والله يدعوكم لما يحييكم )
إنها فعلاً حياة ، حياة مع نخب منتقاة بعناية ، في عالم حي جديد تحشد فيه العوالم المتباينة والثقافات المتفاوتة ، وكلهم صانع حياة يبارك الحياة وينميها.
اللهم أحيينا حياة طيبة وأحشرنا مع خيرة خلقك في كنفك وبين يديك في عالم عندك حي.
والحمد لله رب العالمين
22/2/1431هــ
عبدالله بن غنام
|
| |