31-05-07, 02:12 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس وإداري سابق
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Apr 2007 | العضوية: | 206 | الاقامة: | الصين | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 285 | الردود: | 3923 | جميع المشاركات: | 4,208 [+] | بمعدل : | 0.65 يوميا | تلقى » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 70 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس فضاء الشعر بخوت المرية تنويه
(اعتقد سبق لاحد الاخوه ان قام برفع بعض القصائد لشاعره
ولكن اعجبني هذا الموضوع واحببت مشاركتكم فيه) بخوت المريه(بخيته) لن أتناول شعر هذه الشاعرة بشكل متكامل ومفصل فذاك مجاله واسع، لكن أتناول بعض نسمات وتعبيرات وأبيات محسوبة رغم امتداد انتاجها الشعري سأقتطع منه نموذجاً فقط يحتوي على عناصر من بيئة الشاعرة فقد أخذت من ذلك الواقع مادة تشبيهها ووصفها وتقريب صورها الشعرية، وهذا شيء طبيعي إذ لا يمكن لشاعر أن يجتزىء من غير بيئته التي عاش فيها أو بيئة رآها فتأثر بما فيها.
سأقف عند بساطة التعبير وعفويته، في أبيات تقترب من جيل مضى هو جيل موضي البرازية ونورة الهوشان وغيرهما.. حيث البصمة تتكرر وان اختلفت المناسبات بل ربما تكررت أيضاً المعاناة. الشاعرة: بخيته المرية، والتي تعرف ب(بخوت) عاشت في البادية.. عاشت الحياة البدوية الهادئة عانت كثيراً في حياتها الاجتماعية وواجهت الحياة بكل جدارة ولا غرابة فحياة الصعاب تكسب الإصرار وتوصل بر الهدوء والاستقرار، وهذا بالفعل ما حصل، حيث تجمعت لدى الشاعرة مجموعة من المعطيات حولها تدل على خبرات الحياة المتنوعة فوظفتها في شعرها إحساساً بقي في الحرف تطويه الكلمة ووصل الينا يصور ويجسد لنا العديد من المشاعر رغم رحيل الشاعرة.
تلك الشاعرة بخيته المرية، والتي تعرف باسم (بخوت).
لنأخذ الكلمات ثم الجمل واكتمال الصور، في هذه القصيدة كمثال لنحدد اطار تحركت داخله تلك الشاعرة، فالكلمات ليس فيها سوى الارتفاع، وكان الغرض من انتقائها المزيد من العلو والسمو بالمعنى لكن جاءت الصورة متدرجة من الحبس إلى الحرية ومن القيد إلى الانطلاق ومن اليأس إلى كل التفاؤل وامتداد الأمل، لنقرأ ما قالته:
زوع قلبي زوع طير قطع قد هو حكير=من شياهين البحر واستحل اهجارها
كل ما صاح المصيح تعلوت تستدير=عقب ما هي حكرة سعدها طيارها
انها تعني طير الحر الشاهين (الصقر) عندما ينحل من رباطه ثم ارتفع وتعلى في الجو يستدير في حومه وطيرانه، والزوع الذي أشارت إليه الشاعرة معناه في اللغة: جذبك الناقة بالزمام لتنقاد.
لكنها أخذت من المعنى ما يربط به الصقر أيضاً كقيد يمنعه من الطيران ليبقى في منقله لا يتحرك بغض النظر عن رغبته في التحليق.
ومن جمال التشبيه علو حرية الفرد لا هبوطه وسموه لا نزوله، بعيداً عن كل انحطاط ووصولا بالمعنى إلى العزة والرفعة.
وهذه القصيدة بمعانيها تلك أو بمقدمة ما تريد قوله تذكرنا بقصيدة لشاعر آخر تضمن المعنى نفسه في أول مقدمة قصيدته وهو الشاعر محمد العاطفي حيث يقول مستهلاً القصيدة بنفس الاستهلال كلمة (زوع) وتتابع المعاني والوصف رغبة في الوصول إلى البوح بعد الانطلاق.
زوع قلبي زوع حر من المنقل شهر=تل سبقه وانكشف عن عيونه برقعه
هده الصقار في أول مطاليعه عصر=ينهمه بسمه وحلق على أول مطلعه
وهبت النكبا في أثر يوم نحس مستمر=وادنفت شمس العشي والهبايب تشلعه
ويقول الشاعر المري وقيل العرجاني لسنا هنا في مجال تحقيق نسبة القصيدة، وإنما الاستشهاد بالأبيات:
زوع قلبي زوع فرخ صف ريشه=وافت أمه لين عشه منه خالي
وصفءق قلبي صفءق بيبان الدريشه=يوم تصفق من جنوب ومن شمالي
وبالتالي فإن هذا الوصف يبدو انه من الأوصاف المألوفة في المكان بدليل استخدامه من أكثر من شاعر بشكل متتابع زمنياً الشاعرة بخوت ثم من جاء بعدها باعتبار.
ونلاحظ أن العديد من الشعراء يبدأون بكلمة (تل قلبي) ولعل العبارة التي بدأت بها الشاعرة لا تختلف كثيراً بل هي نفسها لكن من البيئة أخذت علماً أن هذه البداية قل أن توجد في بيئة الداخل البعيدة عن الأطراف.
وقالت الشاعرة بخوت في الحزن:
أنا دمع عيني بالدقايق وبالساعات=ولا هي على فرقا المحبين مستره
هواجيس قلبي كل ما أقول راحت جات=تعود عليّ اليوم خمسة عشر مره
وقالت كذلك في وصف ناقتها التي كانت تسميها (ذروة):
كن ذيل (ذروة) راس بنت على زيان=يا زين شوفه في العراقيب يجتالي
يا زين شوف حوارها بارك ريان=في حرف روض والمظاهير نزالي
أما ما يستوقف القارئ لشعر بخوت غير ما ذكر فهو قولها في السيارة رغم توقعنا أن يكون قول النساء فيها أقل جودة من الرجال لكن تبين العكس، حيث دقة التعبير ووضوح المعنى بل وتجسيد الخيال كواقع تراه
ونتي ونة خلوج ولدها ما بعد جدل=تشرف المرقاب للذود وتعود وراه
حن قلبي حن (ماك) على سمر العجل=عشق السواق والدرب ممسوك وراه
ما بشفي لا دريول ولا ريس عمل=شفي اللي كل ما شاف براق رعاه
قاطنين فوق عد على جاله عبل=طيب للبل وراعيه ما يقطع ضماه
وتقول أيضاً:
حن قلبي حن (ماك) مع الطلعات=ليا عشقه بالعايدي والدبل جره
جرمه ثقيل وحملوا فوقه البيبات=ويدعس عليه ببنزينه ولا سرّه
والماك: السيارة الكبيرة مخصصة لحمل الأشياء الثقيلة وهي في الأصل ثقيلة بدون حمولة، فكيف وقد حملوها بالبيبات أي المواسير.
ومن الوصف والتشبيه أيضاً يتبين أن المحيط الذي فيه الشاعرة يستخدم السيارات الكبيرة، وهذا واضح في منطقة الاحساء وشرق المملكة وهي بيئة الشاعرة.
وفي الختام لا نقول أن جيل الشاعرة بخوت انتهى ولا يتكرر مثلها مثل موضي البرازية ونورة الهوشان وغيرها العديد، كان لعصرهن تميز والبصمة واضحة في شعر تم تداوله في فترة القرن الماضي وما قبله، لا نستطيع أن نقول انه يتيم وانتهى لأن الشعر من مجيديه في كل وقت وزمن، وفي هذا العصر مثل غيره شعراء تميزوا عن غيرهم وتظل البصمة تحدد الزمن الذي قيلت فيه القصيدة ونقول بلا تحفظ أن زمن الشاعرات المتماثلات كان في وقت الأمس له طابعه الخاص ولا مقارنة، وهذا لا يعني الجودة بقدر ما يعني البصمة فقط.
وفرق بين أن نقول بصمة زمن أو نقول جودة وضعفاً.
إن أبيات الشعر من قراءتها تتحدد من معانيها وسبكها نوعية البصمة.
رحم الله جيلاً مضى كون قاعدة متينة من الشعر لأنها قيلت ليست للنشر بقدر ما هي للتعبير الصادق والبوح الحقيقي، ولم تلاحقها الاسماء من أجل الوجود بل لحقت هي اسماءها لتتعلق بها تريد الانتماء لشاعر قالها بصدق فهي تبحث عن انتمائها الحسي الذي نبعت منه.
رحم الله الشاعرة بخوت، رحلت وبقيت كلماتها التي تعد نموذجاً.
التعديل الأخير تم بواسطة ابوبندر ; 01-06-07 الساعة 03:35 AM |
| |