08-01-10, 09:54 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مشرف سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Aug 2008 | العضوية: | 1293 | الاقامة: | بريدة | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1624 | الردود: | 5444 | جميع المشاركات: | 7,068 [+] | بمعدل : | 1.19 يوميا | تلقى » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 121 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
يـحـكــى أن معـن بـن زائــدة والأســـود معـن بـن زائــدة والأســـود
قال معن بن زائدة : لما هربت من المنصور خرجت من باب حرب , بعد أن أقمت في الشمس أياما , وخففت لحيتي وعارضيّ , ولبست جبة صوف غليظة , وركبت جملا , وخرجت عليه لأمضي إلى البادية , فتبعني أســود متقلد سيفا , حتى إذا غبت عن الحرس , قبض على خطام الجمل ( حبل يعلق في حلق البعير ) فأناخه ( أي جعل الجمل يبرك ) وقبض عليّ , فقلت : ما شـأنك ؟ فقال : أنت بغـية أمير المؤمنين ! ( أي أنت الذي يطلبه أمير المؤمنين ووضع جائزة لمن يحضره ) فقلت : ومن أنا حتى يطلبني أمير المؤمنين ؟ فقال : أنت معن بن زائدة . فقلت : يا هذا , اتق الله ! وأين أنا من معن ؟ فقال : دع هذا عنك , فأنا والله أعرف بك . فقلت له : فإن كانت القصة كما تقول , فهذا جوهر حملته معي بأضعاف ما بذله المنصور كجائزة لمن جاءه بي , فخذه ولا تسفك دمي .
فقال : هاته , فأخرجته إليه , فنظر إليه طويلا , وقال : صدقت في قيمته , ولست قابله منك حتى أسألك عن شيء , فإن صدقتني أطلقتك , فقلت : قل , فقال : إن الناس وصفوك بالجود والكرم , فأخبرني : هل وهبت قط مالك كله ؟ قلت : لا , قال : فنصفه ؟ قلت : لا , قال : فثلثه ؟ قلت : لا , حتى بلغ العُـشـر , فاستحييت , وقلت : أظن أني قد فعلت هذا ! فقال : ما ذاك بعظيم ! أنا والله راجل ( عكس الفارس ) ورزقي من أبي جعفر عشرون درهما , وهذا الجوهر قيمته ألف دينار , وقد وهبته لك , ووهبتك لنفسك , ولجودك وكرمك المأثور بين الناس ! ولتعلم أن في الدنيا من هو أجود منك , فلا تعجبك نفسك , ولتحقِّـر بعد هذا كل شيء تفعله , ولا تتوقف عن مكرمة , ثم رمى بالعدل إلي , وخلى خطام الجمل , وانصرف .
فقلت : يا هذا ! قد فضحتني , ولسفك دمي أهون علي مما فعلت , فخذ ما دفعته إليك , فإني عنه في غنى , فضحك , ثم قال : أردتَ أن تكذبني في مقامي هذا ! فوالله لا آخذه , ولا آخذ لمعروف ثمنا أبدا , ومضى .
فوالله لقد طلبته بعد أن أمنت , وبذلت لمن يجيء به ما شاء , فما عرفت له خبرا , وكأن الأرض ابتلعته . م/ن
|
| |