22-12-09, 12:14 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو ذهبي::
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Oct 2009 | العضوية: | 2487 | الاقامة: | قي البر | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 95 | الردود: | 114 | جميع المشاركات: | 209 [+] | بمعدل : | 0.04 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي ~~ لعاشوراء قصتان، ~~~ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعاشوراء قصتان، قصة قديمة، وأخرى حديثة،
وكل واحدة منهما مليئة بالعبر الجليلة والدروس العجيبة،
كل واحدة قصة لنبي من أولي العزم من الرسل،
وكل واحدة ذات علاقة ببني إسرائيل.
.القصة القديمة ~
تبدأ منذ مئات السنين حين تكبر فرعون وكفر،
ونكل ببني إسرائيل، فجمع موسى _عليه السلام_ قومه للخروج،
وتبعهم فرعون ، فجاء الوحي في ذلك اليوم العظيم بأن يضرب موسى _عليه السلام_
البحر بعصاه
" فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ "
[الشعراء : 63]
فلما رأى فرعون هذه الآية العظيمة لم يتعظ
لج في طغيانه ومضى بجنوده يريد اللحاق بموسى _عليه السلام_ وقومه ،
فأغرقه الله _عز وجل_ ، ونجى موسى ومن معه من بني إسرائيل ،
قال _تعالى_:
"وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِين"
[الدخان : 30] إلى هنا تنتهي القصة الأولى.
.القصة الحديثة ~
فهي أيضاً منذ مئات السنين لكنها حديثة قياسا بالقصة الأولى ،
وهي أيضاً متعلقة ببني إسرائيل، لكن تعلقها بالمسلمين أهم ،
كان اليهود يحتفلون بهذا اليوم،
ورآهم الرسول _صلى الله عليه وسلم_ يصومون ذلك اليوم في المدينة،
وكان _عليه الصلاة والسلام_ يصومه قبل ذلك،
أخرج البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا_ قَال:َ
"قَدِمَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ
فَقَال:َ مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى
- زاد مسلم في روايته: "شكراً لله _تعالى_ فنحن نصومه"،
وللبخاري في رواية أبي بشر "ونحن نصومه تعظيماً له"-.
قَال: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُم. فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ"
في رواية مسلم:
"هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه ، وغرَّق فرعون وقومه".
ذهب جماهير العلماء من السلف والخلف
إلى أن عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم ،
وممن قال ذلك مالك وأحمد ، وهذا ظاهر الأحاديث ومقتضى اللفظ.
قال ابن رجب:
" ويتحصل من الأخبار أنه كان للنبي _صلى اللّه عليه وسلم_
أربع حالات:
كان يصومه بمكة ولا يأمر بصومه،
فلما قدم المدينة وجد أهل الكتاب يصومونه ويعظمونه
وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر فيه فصامه وأمر به وأكد،
فلما فرض رمضان ترك التأكيد ,
ثم عزم في آخر عمره أن يضم إليه يوماً آخر مخالفة لأهل الكتاب ،
ولم يكن فرضاً قط على الأرجح".
.ولاء لا ينقطع ~
يوم بعيد جداً عنا
ذلك اليوم الذي نجى الله _تعالى_ فيه موسى _عليه السلام_ وقومه،
ومع ذلك فرح رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ به،
ولما رأى اليهود يصومونه أمر بصيامه؛
لأن أولى الناس بموسى فرحا بنجاته هم من على الإسلام
لا من حرفوا الدين،
قال في الفتح:
"وحديث ابن عباس يدل على أن الباعث على صيامه موافقتهم
على السبب وهو شكر الله _تعالى_ على نجاة موسى".
فإذا كان الرسول _صلى الله عليه وسلم_
يُشغل بحدث كان فيه نجاة للمؤمنين مضى عليه عشرات مئات السنين ،
بل بأكثر من ذلك
فقد ورد أن في هذا اليوم كان نجاة نوح _عليه السلام_،
وأن موسى _عليه السلام_ نفسه كان يصومه شكراً لله على نجاة نوح _عليه السلام_ من الطوفان.!
فكيف يغفل عن هذا بعض المسلمين؟،
ولا يعبأ بما يحدث لمسلم آخر أصابته شدة،
ولا يعبأ بالمسلمين أصباهم خير أم شر،
في حين يغضب بعض النصارى في عدد من دول أوروبا
ويندد بما يحدث في فلسطين أو في العراق أو في غيرهما،
وقد يبخل عدد غير قليل من المسلمين على إخوانه
بنصرة أو صدقة أو دعم أو دعاء ، فمن أولى بالمسلم وأحق به!
الفرح للمسلم والحزن له علامة من علامات المسلم وصفة من صفاته ،
في الحديث:
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم
مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى"
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
.وبراءة لا تزول ~
مخالفة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ لليهود في صيام عاشوراء،
هي مثال عملي لما ينبغي أن يكون عليه المسلم،
فلا يقع تحت تأثير معايشة غير المسلمين،
وتأثير رؤية عاداتهم، وتأثير التعامل معهم، ولا يقلدهم ولا يعجب بعملهم،
فالرسول _صلى الله عليه وسلم_ خالف اليهود في صيام هذا اليوم وسن للمسلمين
صوم يوم معه، ولم يكن صيامه _صلى الله عليه وسلم_ تقليداً لهم؛
لأنه _عليه الصلاة والسلام_ كان يصومه في مكة،
(ومختصر ذلك أنه _صلى الله عليه وسلم_
كان يصومه كما تصومه قريش في مكة،
ثم قدم المدينة فوجد اليهود يصومونه فصامه أيضاً
بوحي أو تواتر أو اجتهاد لا بمجرد أخبار آحادهم، والله أعلم).
وعلى كل حال فلم يصمه اقتداء بهما ،
فإنه كان يصومه قبل ذلك ، وكان ذلك في الوقت الذي يحب فيه موافقة أهل الكتاب
فيما لم ينه عنه.
حينما يقرأ المسلم أو يسمع
أن الصيام أصلاً كان هو صيام يوم واحد وهو عاشوراء ،
لكن لتأكيد مخالفتنا لليهود والنصارى
سن رسولنا _صلى الله عليه وسلم_ صوم التاسع ؛
تتأصل في نفسه عقيدة البراء من الكافرين وعملهم ،
وتنتصر نفسه على فتن التغريب وطغيان عادات الغرب في هذا العصر.
.وأمل .. دائم~
التأمل في هذا اليوم الذي نجى الله _تعالى_ في موسى _عليه السلام_ وقومه
يبعث في النفس أملاً كبيراً ،
وكلما تدبر المسلم آيات القرآن الكريم
التي تحكي لنا الشدة التي كان فيها موسى _عليه السلام_ وقومه ،
وكيف نجاهم الله _تعالى_ في مشهد عظيم ،
ينشرح صدره ويطمئن إلى وعد الله _تعالى_ الدائم بنصر المؤمنين ،
ونجاتهم من عدوهم ،
قال _تعالى_:
"ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِين"
[يونس : 103].
لــ / محمد سعد
..
|
| |