حياة البادية الشد والرحيل صور وأسرار سوالف نادرة جداً ..؟
البدو هم وضعونهم شيبوبي = هني قلب ٍ ما عرفهم ولا جوه شدوا ومدوا بالغزال العجوبي = يا ليتهم من جملة الحضر خلوه
عند ذكر كلمة البادية يتبادر للذهن عادة معنى الصحراء القاحلة الشديدة القسوة، وهي، اذ ذاك، اما سهوب شاسعة جرداء او كثبان رمال متحركة.. لا تكاد ترى فيها للنبات ظلاً ولا تسمع للحياة نفساً الا ما ندر ويطبق على فيافيها الواسعة الصمت لا تقطعه الا اصوات هزيز الرياح! ودرجت العادة ايضا على القول ان الترحال والتنقل الدائم بحثا عن الماء والكلأ هي السمات الرئيسية المميزة لسكانها الذين يسمون البدو الرحل. تعد صفات الكرم والنخوة والضيافة بعضاً من صفات البدوي الاصيل، بيد ان الكرم عند البدو لا يتمثل في عادات ولائم البذخ والاسراف التي يقيمها بعض أغنياء المدن طمعاً في منزلة اجتماعية لا يملكونها او ابتغاء خصال يفتقرون الى مقوماتها، وانما هي الاستعداد الفطري للفقير لتقديم آخر وجبة طعام يملكها لضيف حل عليه أو التخلي عن آخر ما يمتلكه لاغاثة محتاج. بينما تتجلى صفة النخوة في حماية الضعيف ونجدة المستغيث. ويتجسد خلق الضيافة في ابسط صوره: بتقديم التمر والقهوة العربية ، التي تعد اكثر من مجرد شراب وانما هي تعبير عن دفء الترحيب. ويشكل موقد النار تحت ظل شجرة غاف مجلساً للقاءات ومركزا لجمع الناس للتشاور في امور تجارية او سماع الاخبار او تسوية خلاف
وتمثل المراعي الطبيعية اهم مصادر غذاء الجمال وقطعان الماعز، وفي اوقات القحط والجدب عندما تشح المياه وتضيق المراعي القريبة وتهزل الماعز والجمال، يمثل حسن ادارة وتنظيم دورة توالد الجمال والمواشي اهمية بالغة تترتب عليها حياة الافراد والقبيلة كلها، حيث يمكن بذلك توفير الحليب ومشتقاته الذي يعتبر مع التمر جزءاً اساسيا من مائدة الاسر البدوية! ويلجأ البدو في هذه الاوقات الى الجاشع والتمر الحائل والحشف لتوفير الغذاء للنوق والماعز.
تتولى النساء، الى جانب المهام المنزلية، تربية الماعز والسرح بها الى المراعي، والاشغال اليدوية المصنوعة من وبر الابل وشعر الاغنام. ويشكل غزل خيوط الصوف والشعر مصدراً هاما للعديد من الأسر، بينما يكون نسيج ألحفة وأغطية الشتاء والشمائل والخروج والساحات والزرابيل اهم المنتجات التي تنجزها النساء