لم يكن موسم الحج هذا العام 1430هــ
بالنسبة لكثير من الحجاج
مجرد فرصة لتأدية مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام فقط،
بل شكل أيضا فرصة لتحقيق منافع ومصالح أخرى
خرجت في صورة طرائف نادرة.
حلم 43 عاما
موسم الحج شهد أيضا تحقيق حلم فلاح تركي حمله لمدة 43 عاما، حيث ظل يدخر تكاليف رحلة الحج منذ كان في السابعة عشرة من عمره.
فقد بدأ أحمد أريك (60 عاما) ابن مدينة كوتاهيا التركية في ادخار تكاليف الحج عازما بعد أداء الفريضة أن يبدأ في ادخار تكاليف الزواج؛ فالحج وهو في هذه السن اليافعة كان هدفه الأول بعد أن سمع الكثير عن فضائله وثوابه.
غير أن والده -رحمه الله- أشفق عليه لما يعرفه من أن حال ابنه الفقير سيكلفه سنوات شبابه قبل أن يوفر تكاليف الحج؛ فأوصاه بالبحث عن زوجة لبناء أسرة، ثم بعد ذلك الذهاب لأداء فريضة الحج بعد أن وجد في ابنه الإصرار على أداء الفرائض من صلاة وصوم وغيرهما.
ولذلك وضع لنفسه برنامجا يوميا يقضي معظمه في عمله بالمزرعة؛ وعاما بعد عام ارتفعت حصيلته المالية الموزعة بين صندوقين: أحدهما للزواج، والآخر للحج؛ فتزوج ورزقه الله الأبناء الذين كبروا وتزوجوا.
وبعد الزواج ظل على مدار العقود الأربعة الماضية يدخر نفقات الحج حتى تمكن بالفعل من توفيرها كاملة، الأمر الذي مكنه من تأدية الفريضة مع زوجته هذا العام.