صحف(ضوء): حذرت هيئة الأرصاد السعودية اليوم الجمعة 27-11-2009 من احتمال تعرض مدينة جدة لسيول جديدة. فيما ارتفعت أعداد القتلى إلى 83 جراء السيول التي سببتها الأمطار الغزيرة على المدينة وضواحيها أمس الخميس.
وأكدت مصادر من هيئة الأرصاد لقناة "العربية" أن السيول التي ضربت المدينة هي "سيول منقولة"، جاءت نتيجة سقوط أمطار في مواقع أخرى.
وقد ارتفعت إحصائية المتوفين بسبب الأمطار التي هطلت يوم أمس الأول إلى 83 حالة وفاة في الوقت الذي لازالت فرق الإنقاذ الأرضي والجوي لإدارة الدفاع المدني بجدة تقوم بأعمالها في الانقاذ والتأكد من وجود جثث في بعض المواقع التي طمرتها السيول. أوضح ذلك الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة النقيب عبد الله العمري، مضيفًا أن عدد المتوفين ارتفع يوم امس حيث بلغ 83 حالة وفاة جرى تسليم 21 حالة تم التعرف عليها لذويهم من الجنسية السعودية. وقال العمري تم إيواء 52 اسرة من الذي غادروا منازلهم نتيجة تأثرها من الأمطار والسيول ولا يزال العمل قائمًا في استقبال تلك الاسر حيث تتلخص الآلية في أخذ خطاب معتمد من إدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة توجه للشقق المفروشة كأمر فوري باسكان تلك الاسر واستقبالها وتهيئة الشقق المناسبة حيث تم تحديد موقع في حي قويزة لاستقبال المواطنين والمقيمين المتضررين.
وأضاف العمري بأن الأحياء المتضررة من جراء السيول والأمطار الأجزاء الشرقية من جدة ( قويزة - المنتزهات - العدل - الروابي - السليمانية الجامعة فيما تضرر طريق الحرمين من جراء الأمطار والسيول المنقولة وتوجد به بعض السيارات التي حملتها السيول وجارٍ العمل على فتحة بعد التأكد من زوال الضرر، وقال العمري إن فرق الانقاذ في إدارة الدفاع المدني بجدة باشرت عددًا من الاحتجازات داخل السيارات وفي بعض المنازل القديمة في ارجاء المحافظة وتم اخراج المحتجزين في الوقت الذي جرى فيه استدعاء مندوبي الجهات المعنية بعد أن تم تشغيل غرفة عمليات طوارئ مشتركة وشرع كل مندوب بأعمال جهته التي يتبعها.
عكست أزمة أمطار جدة مأساة كبيرة بين ذوي المتوفين أمس، وهم يتنقلون بين ثلاجات الموتى في مستشفيات جدة مذهولين من هول الصدمة في مسعى للتعرف عن مفقوديهم الذين توفوا في حوادث الغرق بين الطرقات أو الأحياء السكنية لشرق مدينة جدة.
ولأن حادث المطر الذي هطل بضع ساعات على جدة وقع أشبه بالصدمة بين غياب المسؤولية من المواطن أو المؤسسات الرسمية من الدفاع المدني وأمانة جدة ومصلحة الأرصاد من يتحمل مسؤولية هذه الكارثة الكبيرة التي راح ضحيتها أكثر من 83 شخصا من النساء والأطفال والرجال.
مشاهد أليمة اكتوت بها قلوب الناس في عيد الأضحى المبارك بعد هذه الفاجعة، حيث باغتت السيول الناس في منازلهم وعلى الطرقات الرئيسية بين جدة ومكة المكرمة وجدة ورابغ وطريق بحرة، إضافة إلى ما خلفه من خسائر كبيرة في البيوت والممتلكات وسيارات المواطنين ومآس وآلام.
جهود كبيرة يقوم بها الدفاع المدني لإنقاذ الأنفس والعائلات المتضررة، إضافة إلى فزعة المواطنين الذين هبوا مسرعين لنجدة إخوانهم وجيرانهم. لكن خوف الناس هل بقى من أناس تحت مياه الأمطار وماذا عن البيوت المتهدمة والتي بلغت في تَعدَادها عشرات البيوت فضلا عن المهددة بالانهيار. جدة السند الإداري لمكة المكرمة في موسم الحج بالتجهيزات التقنية والموارد البشرية، فاقت على فاجعة كبيرة، فحالة الطوارئ أعلنت في كافة مستشفياتها من حجم الكارثة وفق بيانات إحصائية ليست نهائية تحدث للأسف بين الحين والآخر لأن الصورة الجوية تكشف عن فاجعة كبيرة وقعت على سكان الأحياء الشرقية المحاذية لمجاري السيول والناس من هول الصدمة لم تقدر على إعادة ترتيب الصورة كيف كانت وكيف صارت!
مر العيد هنا في جدة هذا العام حزينا بسبب أحداث كبيرة ومؤلمة وقاسية ستبقى في ذاكرة الزمان طويلا وسيذكرنا بما كان عليه في القرون السابقة حينما كان تاريخ الجزيرة العربية يعرف بسنوات الكوارث إلى عالم حديث يعود ليوّرخ لجدة بعام كارثة السيل.
ومن ناحية أخرى قال مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي بأن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد وقف بشكل شخصي ومباشر على المناطق المتضررة للاطلاع على حجم الأضرار بشكل شخصي وميداني وحث على أن تستنفر كافة الطاقات للقيام بعمل جيد واحترافي لإغاثة المواطنين والمقيمين المتضررين وعن الأسباب الأولية لهذه الأضرار وتلك الكارثة قال اللواء الغامدي إن السبب الرئيسي لهذه الكارثة هي السيول المنقولة التي جاءت من منطقة شرق جدة إلى جانب الأمطار التي هطلت يوم أمس بشكل غزير على المحافظة وأضاف اللواء الغامدي الأمطار كل موسم تهطل على محافظة جدة وتمر بسلام ولكن هذا العام هناك سيول منقولة من شرق جدة هي التي تسببت في الأضرار فيما يتعلق بطريق الحرمين او في ما يتعلق بقويزة والمناطق الاخرى المتضررة واشار اللواء الغامدي إلى أنه لم يتم إلى الآن حصر الأضرار وتقدير قيمتها وهناك لجنة تعمل عليها.
وفيما تحولت أرجاء جدة إلى خلية آليات في مسعى لتصريف المياه وتجنب كارثة مماثلة، زادت وسط قطاعات مواطنيها التساؤلات حول مدى دور أمانة جدة وأجهزة التخطيط التابعة لها في التسبب بزيادة فداحة ذيول الكارثة. وقال خبيران سعوديان في المياه لـ «الحياة» إن الأمانة تلقت تحذيرات الشهر الماضي من أمطار غزيرة متوقع هطولها لكنها لم تحرك ساكناً. وحملها أحدهما مسؤولية إغلاق قنوات التصريف التي انشئت في عهد المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز، ودعا الآخر إلى تشكيل «لجان عاجلة لاستجواب أمانة جدة». وقال: «إن موت عشرات الأهالي في أقل من تسع ساعات له دلالات خطرة».
وحذرت مصادر مطلعة أمس من أن الأمطار الغزيرة والسيول زادت منسوب بحيرة الصرف الصحي في جدة بمعدل 10 أمتار. وقال مسؤولو الدفاع المدني إن البحث لا يزال جارياً في الأحياء المنكوبة عن ناجين محتملين وجثث ومئات المفقودين. وعلم أن الأحياء المتضررة هي السليمانية والجامعة وقويزة والمنتزهات والعدل والروابي. وأعلنت مستشفيات المدينة حال الطوارئ، وتم احتجاز 350 شخصاً تم إنقاذهم من مياه السيول داخل سياراتهم ومنازلهم، فيما تهدم عدد من المنازل.
وأعلن اختصاصي الجراحة في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سامي الزهراني لـ «الحياة» أن ثلاجة الموتى للمستشفى امتلأت تماماً بعدما تلقت 32 جثة، قال إنها ستحول إلى مستشفى الملك عبدالعزيز (المحجر سابقاً) إثر انقطاع الكهرباء عن المستشفى الجامعي. وأضاف أن ثلاجة الموتى في مستشفى الملك فهد العام تلقت 45 جثة. وتحولت عمليات الإنقاذ وتدارك ما يمكن تداركه في شوارع جدة وأحيائها الليل قبل الماضي وأمس إلى «ملحمة» حقيقية، بمشاركة رسمية وشعبية، خصوصاً أن مياه السيول أدت الى تأخير وصول عمال الإنقاذ إلى عدد من المناطق المنكوبة. وقال وكيل أمين جدة للتعمير والمشاريع المهندس ابراهيم كتبخانة إن جدة بحاجة إلى ثلاثة بلايين ريال لتغطيتها بشبكة تصريف مياه بالكامل، وأضاف أن ما يجري تنفيذه على هذا الصعيد لا يغطي سوى 30 في المئة من أرجاء جدة. وقال إن معدل الأمطار الذي شهدته جدة (الأربعاء) بلغ 90 ملم، «وهي كمية كبيرة جداً على شبكات التصريف المصممة عالمياً على أساس 26 ملم».
بيد أن فداحة الكارثة وتفاقم الخسائر البشرية والمادية دفع بأصوات عدة للتذمر ضد الأمانة. وطالب خبير المياه السعودي محمد حبيب البخاري بتشكيل لجان عاجلة للتحقيق مع أمانة جدة. وقال لـ «الحياة» إن ما حدث «يتعلق بسوء التخطيط والاستهانة بمياه الأمطار التي تم التحذير منها في أوقات ماضية». وأضاف أن جدة يخترقها 12 وادياً وعمدت أمانتها إلى إغلاق مجرى السيل الكبير لتنفذ عليه أسواقاً تجارية. وحذر من أن «بحيرة المسك» ستنفجر قريباً «وستجرف السكان والمباني المجاورة لها بما تحويه من نحو 50 مليون متر مكعب». وذكر أن هيئة الارصاد وحماية البيئة حذرت الشهر الماضي من أمطار غزيرة متوقعة.
وكشف مدير المياه والمجاري السابق في جدة الدكتور يحيى كوشك أن مشكلة جدة تكمن في دفن مجرى السيول إلى البحر الأحمر، وعدم مراعاة الميل المطلوب للتصريف في شوارع جدة. واتهم أمانة جدة بأنها لم تعمل شيئاً لحماية المدينة طوال الـ30 عاماً الماضية.
وأشار مصدر مطلع في الدفاع المدني إلى أن عمليات البحث عن جثث لا تزال مستمرة في 6 مناطق ضربتها السيول شرق جدة.
من جانبهم، روى عدد من كبار السن الذين تواجدوا في موقع الحدث قصة "الغرق" التي اجتاحت أحياء قويزة وكيلو 14 والمنتزهات، وأكدوا أن حي قويزة تحديدا يقع في بطن وادي "قوز" الشهير قديما، وأن هطول الأمطار بغزارة على قمم الجبال الواقعة شرق جدة دفع المياه إلى الجريان بصورة كبيرة عبر هذا الوادي، وأدى تراكم المياه الكبير خلف الحي إلى انكسار العقوم الترابية التي شكلت بحيرة خلف الحي لتجتاح المياه العمائر السكنية والسيارات بهذه السرعة المدمرة.
وحسب مشاهدات "الوطن" فإن من بين أكثر مناطق التضرر في حي قويزة "شارع الجاك"، إضافة إلى المناطق التي تطل على العبارة التي تخترق الحي من الشرق إلى الغرب المحاذية لكوبري الجامعة على طريق الحرمين، كما شملت الأضرار الأحياء المجاورة على طريق مكة القديم، ومشروع الأمير فواز السكني.
عشوائيات
وحسب مصادر رسمية في عدة أجهزة حكومية رسمية، من بينها أمانة مدينة جدة، والدفاع المدني، وسلاح حرس الحدود، وغرفة العمليات المشتركة " فضلوا عدم الكشف عن هويتهم"، أن معظم هذه الأحياء هي أحياء عشوائية، قام الأهالي بنحت الجبال في شرق جدة والتي كانت تعمل كمصدات طبيعية للسيول في بطن الأودية، وخاصة وادي "قوز" و"مريخ" وإنشاء مخططات عشوائية على امتداد بطون الأودية الجافة لمدة سنوات طويلة مما تسبب في اندفاع مياه السيول ووقوع الكارثة.
وقال أحد المصادر لـ "الوطن" إن إدارة الدفاع المدني في جدة وجهت تحذيرات متكررة طوال سنوات مضت من احتمال وقوع كارثة فيما لو هطلت أمطار غزيرة غير أن الجهات المختصة لم تتعامل معها بالجدية الكافية. وما زاد الأمر صعوبة هو إغلاق مجرى السيول في شرق جدة بغرض أعمال إنشائية لم تنته فيه وتغطيته مما جعل السيول تفيض وتتجه إلى الطرقات والأنفاق المحاذية له. وأضافت المصادر أن ما زاد الأمر صعوبة في عمليات الإنقاذ هو ضيق الطرق وتراكم السيارات المتضررة والتي جرفتها السيول مما صعب من عمليات وصول سيارات الطوارئ والإنقاذ للمتضررين.
وكانت عمليات الإنقاذ التي شاركت فيها فرق من الجيش السعودي، وقوات حرس الحدود، إلى جانب قوات الدفاع المدني، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، بذلت جهودا جبارة مدعومة بآليات مختلفة وسيارات إسعاف، وقوارب نجاة، و3 طائرات مروحية، غير أن اتساع نطاق المناطق المنكوبة من جراء السيول كانت أكبر من طاقتهم، بالرغم من نجاحهم في معالجة حالات احتجاز جماعية خصوصا في محافظتي رابغ وجدة التي غمرت مياه السيول عدداً من أحيائها مما دفع فرق إنقاذ الدفاع المدني استخدام القوارب إلى جانب الطيران العمودي الذي تمكن من انتشال عشرات العائلات المحتجزة في بيوتهم.
ونجحت فرق الإنقاذ في تقدير إحصائي أولي أول من أمس تضمن إنقاذ أكثر من 500 مواطنة في مراحل متقدمة من الحمل، وتم نقلهن إلى المستشفيات لتلقى الرعاية اللازمة،إلى جانب عدد كبير من الأطفال والعجزة وكبار السن، غير القادرين على الحركة.
كما استقبلت أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية والخاصة في جدة العشرات من أفراد فرق الإنقاذ المشاركين في عمليات الإجلاء بسبب الإرهاق والتعب الشديد الذي بذلوه من ساعات الصباح الأولى وحتى ساعات متأخرة من أمس.
محاولات شجاعة تنقذ الأطفال والمرضى المنومين بمستشفى بخش من الغرق في مياه السيول
في صورة تجلت فيها التضحية والفداء لفلذات أكبادهن أسرعت بعض الأمهات إلى مستشفى بخش الخاص -شرق الخط السريع- لإنقاذ صغارهن الرضع قبل أن تغرقهم مياه السيول.
وكانت إحداهن أكدت في حديثها لـ"الوطن" أنها استطاعت السير بمفردها لمدة خمس ساعات مشيا على الأقدام حتى بلغت مبنى المستشفى الذي وضعت فيه صغيرها منذ أيام غير مكتمل النمو مما اضطر الأطباء لحجزه في حاضنة المستشفى لتلقيه العلاج اللازم.
وقالت إنها فور سماعها من إحدى الممرضات أن المستشفى غمرته مياه الأمطار، وانقطعت عنه الكهرباء وفصلت أجهزة الأكسجين عن الصغار، حتى طار عقلها وأسرعت تحمل أوجاع الوليد عسى أن تنقذه من الموت وتقول إنها فوجئت بسيارات الإسعاف تحمل الصغار مما أسقطها مغشيا عليها، خوفا من أن تكون فقدت وليدها الأول.
وتكمل الأم بقولها "إن العناية الإلهية أنقذت هؤلاء الأطفال الأبرياء في وقت وجيز حيث استطاع مسؤول المستشفى بمساعدة الفريق الطبي وطاقم التمريض إنقاذ الرضع وتحويلهم إلى أقرب مستشفى بمكان آمن.
وتناولت أم طيف الحديث قائلة "إنها وضعت ابنتها في شهرها الثامن واحتجزت لحين الانتهاء من تلقيها العلاج وعندما أخبرها ابنها بانقطاع الكهرباء عن المستشفى أسرعت للاطمئنان على صغيرتها الرابعة .
وأضافت أنّ ابنتها ولدت في ظروف عصيبة نظرا لانتقال عمل والدها خارج جدة.
وذكرت أم فيصل أنها توجهت إلى المستشفى ووجدت أنهم نقلوا صغيرها لمستشفى آخر بوسط جدة فما كان منها إلا الإسراع بالمشي نظرا لعدم توافر سبل مواصلات تنقلها وتعطل الطرق وتشابك السيارات في الميادين.
وأكدت أنها شاهدت الكثير من حوادث مؤثرة على طريق سيرها من جنوب جدة إلى وسطها حتى بلغت المستشفى المنوم فيه صغيرها بعد 10 ساعات ووجدته بصحة جيدة لكنها لم تستطع العودة مرة أخرى إلى بيتها فاستقبلها أحد الموظفين بمنزله لحين انتهاء الأزمة.
من ناحيته وصف مدير المستشفى الدكتور محمد قاروت الوضع الحاصل في المستشفى بالكارثة، مشيرا إلى تدمير مبنى الاستقبال بالمستشفى بالكامل وانهيار القسم الخارجي لباب الطوارئ وسقوط المستندات الطبية، وملفات المرضى وجميع الأدوية بالصيدلية في مياه السيل.
وقال "بعد دخول المياه إلى القسم الأرضي بالمستشفى استنفرنا فريق الأطباء ووضعنا خطة لرفع جميع المرضى المنومين لسطح مبنى المستشفى، وكان همنا إنقاذ حياة المرضى المنومين في الأقسام الداخلية وقسم العناية المركزة والبالغ عددهم 25مريضا، وبدأنا بالأطفال حديثي الولادة و البالغ عددهم 11 رضيعا في العناية المركزة والحضانة إضافة إلى 9 حالات ولادة قيصرية.
وقال قاروت "إن كل هذا تم في غضون ساعات قليلة بعد انقطاع الكهرباء ووصول المياه إلى مستوى منعنا من النزول إلى القسم الأرضي.
مؤكدا أن العناية الإلهية أنقذت ممرضة بلغت المياه رقبتها لم تسمع النداءات وانشغلت في قسم الأشعة الذي أغرقته المياه بسرعة كبيرة وبلغت المياه مستوى رقبتها فسبحت للدور الثاني وتم إنقاذها.
كما أنقذنا سكن أطباء المستشفى بأنفسنا قبل وصول الدفاع المدني حيث غمرت السيول شقق الأطباء التي يسكنها أطفالهم، ولولا عناية الله لكان أطفال الأطباء أول الغرقى وقمنا كفريق عمل المستشفى والذي يقدر بـ200 شخص بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتأثرنا كثيرا لعدم استطاعتنا إنقاذ شاب صعقته الكهرباء عمره 20 عاما تقريبا.
ووصف مدير المستشفى الواقع في جنوب جدة الوضع بالسيئ مشيرا إلى أنهم وفريق الأطباء لم يناموا منذ الحادثة مؤكدا أن المستشفى يقع على طريق مكة ويخدم ما يقارب 800 ألف نسمه،ويرد إليه الكثير من الحجاج العائدين من طريق مكة المكرمة .
ومن جهته ناشد الدكتور عبد الرحمن طه بخش رئيس مجلس الإدارة جميع الجهات الحكومية المعنية ووزارة الصحة والدفاع المدني بسرعة التدخل والعمل السريع على شفط مياه الأمطار كون المستشفى يخدم كل الحوادث الواقعة على شرق الخط السريع، وقدم استغاثته لوزارة الصحة لسرعة تقديم المساعدة لمنع انهيار المستشفى وإعادته لخدمه المواطنين والمقيمين.
ومن جانب آخر غرق أمس خمس سيارات في مياه السيول التي داهمت جدة أول من أمس، فيما سجل رجال الهلال الأحمر الذين كانوا يستقلون هذه السيارات موقفا رائعا بعدما قاوموا المياه واستمروا في أداء واجبهم بإنقاذ المحاصرين بجنوب جدة وعدد من سائقي المركبات التي جرفها السيل.
أوضح ذلك مدير إدارة الهلال الأحمر السعودي بجدة المكلف بإدارة العمليات فيصل العاقل، والذي أكد تلقي وحدات الهلال الأحمر بياناً باستنفار جميع القوات المتوفرة في مدينة جدة والتي ظلت تعمل 36 ساعة متواصلة في ميادين الأحداث. وقال إن عدد السيارات التي غرقت بأماكنها وانقطعت أجهزة اللاسلكي وأجهزة الجوالات فيها بلغ 5 سيارات للهلال منها واحدة تابعه لمركز البلد غرقت بشارع مدائن الفهد وأخرى غرقت بالكيلو 6 وسيارة تابعة لشمال إسعاف جدة غرقت أمام المساحة الجيولوجية وسيارة تابعة للإشراف الميداني غرقت في مدائن الفهد وسيارة تابعة لمركز العناية غرقت أمام موقع الكيلو 7.
وأضاف العاقل أن منقذي الهلال الأحمر وصلوا للموقع المنكوب في خط الحرمين شمال كوبري الجامعة بجدة وبعضا منهم سبح لإنقاذ بعض الشباب الذين حاصرتهم مياه السيول. وتابع أن فرق الهلال الأحمر نقلت عددا من المواطنين في حوادث تصادم متفرقة وتم نقلهم إلى مستشفى الملك عبد العزيز ومستشفى الثغر وسيتابع استقبال الحالات مستشفى الملك فهد العام. وأكد اسمرار حالة الاستنفار في جميع الفرق العاملة في جميع المواقع التي تضررت من سيول أول من أمس. وأكمل الدفاع المدني إنقاذ بعض الأشخاص عبر قوارب مطاطية.