الحقيقة في قفص الاتهام

رفعت قضية عاجلة ضد الحقيقة وقدمت إلى المحكمة للنظر
فيها,,,
في قاعة المحكمة قام الحضور لدخول القاضي ,,,
تربع القاضي على كرسي العدل,,
نادى الحارس أسم المتهم الأول,,,
وقف المحامي نيابة عن موكله مشيراً إلى وجوده,,,
فتح أمين سر المحكمة ملف القضية طالباً بعد أذن القاضي أوراق
المحامي المدافع عن المتهم ليتأكد من صحتها,,,
بعد ثبوت الأوراق,,,
صدر القاضي أوامره ببدء الجلسة ,
سائلاً المتهم,,,
أسمك – الحقيقة
عمرك – حياة لاتفنى
عملك – تثبيت الحقيقة
أين السكن – في قلوب الأوفياء
التهمة الموجهة إليك – كشف مكامن الزيف
اكتفى القاضي,,,,
قام المدعي العام ,,,
سيدي القاضي بعد أذنكم أسمحوا لي أن أرفع إلى مجلسكم الموقر
جملة من التهم المدونة ضد المدعو عليه الحقيقة,,,
أن المتهم قد أرتكب جرائم جسيمه بحق الزيف,
حيث أنتهك حرمة أمنه وبث الرعب في نفوس ذويه ,
متجاوزاً بذلك حدود القوانين وخالف الأعراف والتقاليد المعتاد عليها,,
قاطعه المحامي محاولاً الدفاع عن موكله إلا أن القاضي لم يسمح له
بالحديث,,
طالباً من المدعي العام مواصلة ما بدأه,,
سيدي القاضي أن المتهم أزعج السلطات من خلال نشر أكاذيب
تمس الخصوصيات المكفولة ,
غير آبهاً بعواقب التشهير,
وجراء هذا الاعتداء الصارخ فأن الزيف قد تعرض للحالات النفسية
مما سببت له أزمات صعبة حتى أنه لم يزاول عمله بالشكل المطلوب
نظراً للآلام التي أقعدته الفراش,
بالاضافه إلى ضياع المستحقات في أروقة المصالح,,,
وعليه أطالبكم بإنزال أقصى العقوبات على الحقيقة مع فرض
الاقامه الجبرية ومحاصرتها لتكون رادع يمنعها من الاعتداء,,
كما أطالب برد الاعتبار للزيف وتعويضه العادل عن الأضرار
التي ا لحقت به,,,
شكراً ---
القاضي للمحامي ألان يأتي دورك في الحديث,,
المحامي, سيدي القاضي أرجوا قبول اعتذاري على المقاطعة
وأسمح لي أن أوضح لسيادتكم الجرائم المنسوبة ظلماً وجوراً
إلى موكلي,,,
من المعلوم أن للكل رسالة ,
ورسالة الحقيقة تتمثل في ملاحقة الزيف عندما يتعدى ويحتل أماكن
ليست محلاً له,,
هكذا اقتضت مهمة الحقيقة,,
سيدي القاضي أن الزيف قد تمكن من استغفال العقول
بل وسخرها لتنفيذ برامجه الهدامة والكفيلة بانهيار هذا السقف
على رؤوسنا,
بل وصل به الأمر إلى تكييف المواد القانونية وجعلها مظله
لحمايته,
قاطعه المدعي العام قائلاً أن المحامي يحاول الخروج عن مضمون
القضية,
سيدي القاضي أقدم اعتراضي ,,
قبل القاضي الاعتراض ,ونصح المحامي إلى عدم المساس بسيادة
القانون أثناء المرافعة,,,,
واصل المحامي قائلاً أن الحقيقة هي من يدافع عن القانون وصيانته
من العبث,,
سيدي القاضي,
لقد انقلبت الحقائق والموازين واختلطت الأوراق,,
أيها الحاضرون,
كيف بالله عليكم يكون الزيف الناطق الرسمي باسم الحياة؟؟؟
أليس منكم رجل رشيد؟؟؟
ارتفعت أصوات القاعة مناشدة القاضي أن يحكم بالعدل,
ضرب القاضي بالمطرقة على الطاولة لإسكات الحاضرين ,
قائلاً للمحامي عليك أن تترك الكلمات الحماسية جانباً والتزم بقواعد
المحكمة,,,
فهذا إنذاري الثاني,,
أستأنف المحامي مرافعته,,,,,
سيدي القاضي,
أنظر إلى الآثار المترتبة على تطاول الزيف,
أنظر إلى تماديه في سلب الحقوق على كافة المستويات,,
أنظر إلى المعاملات التي يعرقلها,,
أنظر إلى دوره في تعطيل مصالح الناس,,
ألا تسمع بالرشاوى والنهب والسرقات؟؟؟؟
أنظر إلى وجوه الحاضرين,,
ألا ترى ملامح أفعال الزيف على وجوههم؟؟؟
ألم تكن قضاياهم العالقة من وراء ظلم الزيف؟؟؟
لماذا تعطى الحصانة للزيف؟؟؟
سيدي القاضي,
إذا لم نستطيع نحن مواجهة الزيف,
فلنترك الحقيقة تكمل رسالتها وتخلصنا من شروره المتطائره
في كل مكان,,,,
فالحقيقة لا تطلب مننا سوى دفعها للمضي قدماً في كشف
الزيف والقضاء على أجندته ليرتاح البلاد والعباد,,,,
وعليه أطلب من سيادتكم الإفراج فوراً عن الحقيقة دون أي
شروط,,,
ثانياً السماح لها بممارسة حقها في مطاردة الزيف,,
ثالثاً إصدار أمر قضائي ينص على مداهمة الزيف والقبض عليه
وحجزه على ذمة التحقيق ومحاسبته على الجرائم المرتكبة بحق
العام والخاص,,,
شكراًً-
رفع القاضي الجلسة للنظر في الدعاوي المرفوعة على أن تستأنف
الجلسات في الموعد القادم,,,
خرج الحاضرون على أمل أن تنصف العدالة للحقيقة,,,,,
بعد أياماً قلائل تم إبلاغ المحامي بتأجيل موعد الجلسات إلى أجلاً
غير مسمى,,,,
فالقاضي يبدوا أنه أمام قضية أكبر من حجمه ولهذا حاول أن يلجأ
إلى أسلوب المماطلة,,,
ومع هذا تظل الحقيقة حيه فلن تموت في قلوب الأوفياء......

لكم جل التحاياا ولا يهون كاتبهااا

ولك ايضا يا الغالي جل التحايا والاحترام

موضوع شيق ومهم

احسنت الاختيار الجيد

وفقت با النقل
والاختيار

تقبل مروري