خـرج عبد الله بن جعـفـر إلى ضيعة له , فنزل على نخـيل قـوم , فيـها غـلام أسود يقوم عليها , ( يعني يقوم على خدمة المكان ) فأتى بثلاثة أقراص ( أرغفة ) فدخـل كــلب , فـدنا الكلب منه , فرمى العبد إليه بقرص , فأكله الكلب , ثم رمى إليه بالقرص الثاني والثالث , فأكلهما الكلب , وعبد الله ينظر إليه , فــقــال له :
يا غلام , كـم قوتك كل يوم ...؟
قال : ما رأيت ...!!
قال : فـلِـمَ آثــرت الكلب على نفسك ...؟
قال : لأن أرضنا ليست بأرض كلاب ( أي لا يوجد فيها كلاب على الأغلب ) , واخـاله قد جاء من مسافة بعيدة جائعا , فكرهت رده ...!!
( أي كره أن يرد الكلب جائعا ) ...
قال : فما كنت صـانعا اليوم ...؟
قال : أطوي يومي هذا ...( أي لا آكل شيئا وأصبر على الجوع )
فقال عبد الله بن جعفر : والله إن هذا لأســخى مني , فاشترى النخل والعبد , وأعتقه , ووهب له كل ذلك ....