قـال يـوسـف الكـوفــي :
حججـت ذات سـنة فـإذا رجـل عنـد البيـت وهـو يـقول :
اللهم اغـفــر لي , ومـا أراك فـاعــل ...!!
فقـلت : ما أعـجـب يأسـك من عـفـو اللـه ...!!
قـال : إن لـي ذنـبـا عظـيـمــا . فقـلت : أخــبرني عنـه ..
قـال : كنـت مع يحـيى بـن مـحمد بالموصل , فأمـرنا يـوم جمعـة , فاعـترضنا المسـجد , فقـتلنا ثلاثـيـن ألــفا , ثـم نـادى منـاديــه :
مـن عـلق دارا , فـالدار ومـا فـيهـا لـه , فعـلقـت سـوطي عـلـى دار , فدخـلـتـها , فإذا بـها رجـل وامـرأة , وابنــان لهمـا , فقـدمت الـرجــل فـقـتلـته , ثـم قلـت للمـرأة : هـاتـي ما عنـدك , فـقـالت : مـاعنـدي غيـرها , فـقـدمـت أحـد ابنـيـها فـقـتـلتـه , ثـم قـلت : هـاتي ما عنـدك وإلا ألـحقـت الآخــر بـه , فـلمـا رأت الـجــد منـي , قـالت : ارفــق , فـإن عـندي شـيئا كان أودعـنـيـه أبوهمـا , فجـاءتـنـي بـدرع مـذهـب , لـم أر مثــله في حســنه , فجـعلـت أقـلبــه , فـإذا مـكــتوب عــلـيــه بالـذهــب :
إذا جــار الأمــيـر وحـاجـبــاه ......وقـاضـي الأرض أســـرف فـي القضـاء
فـويـل ثـم ويـل ثـم ويـــــل ...... لـقـاضـي الأرض مـن قـاضي السـماء
فسـقط الســيف مـن يـدي , وارتعــدت , وخــرجـت عـلى وجهـي حـيث تـرى ...
( مـن كـتاب قصص من التراث العربي )
العرض العادي
