25-05-07, 06:37 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس و اداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 16 | الاقامة: | مجــالس الفــردة | المواضيع: | 237 | الردود: | 2689 | جميع المشاركات: | 2,926 [+] | بمعدل : | 0.45 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 12 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 120 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مكتبة المجالس شيء عن الإسلام وأثره الإيجابي على النفس بسم الله الرحمن الرحيم
فأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (الروم: 30 ) الإسلام إبتداءً هو دين يعكس إنسانية الإنسان ، بتطوير الجانب الإيجابي من النفس الإنسانية وتشجيعه والحث عليه ، وبتنفير النفس من السلبية وزجرها عنها ، وينمي به الشعور بالإنسانية بتفعيل الوحدة والترابط بين البشر منذ الأزل إلى الأبد على أساس هذا الدين ، وهو بذلك مد لثقافة الإنسان منذ الإنسان الأول ، وهو تحضر للإنسان ، بمعنى ترقية سلوكه وتعامله وأخلاقياته ، وهو بهذا وذاك دين الله وشريعته ومنهاجه الذي خطه للبشر ، من لدن آدم إلى قيام الساعة ، وهو الدين الذي لايرتضي منهم سواه ، وهو قائم ابتداءً على الإيمان بالله.
والإيمان بالله ومعرفته بأسمائه وصفاته ، قائم على قاعدتين إثنتين هما : العلم والعمل. فالأولى : وهي العلم به ومعرفته ـ العلم بالله عز وجل والعلم بكنه الإيمان وفحوى الإيمان وحدود الإيمان ـ ، وهذه تعتمد إعتماداً كلياً على مصدر ذاك العلم ؛ فالمصدر موقوف على القرآن الكريم وسنة الرسول ، كمصدر وحيد لدين الله ، وهذا شرط لازم لصحة ذاك العلم واستقامته وقبوله ، وصحة وقبول كل ما هو قائم عليه من بعده ـ بالطبع ـ . والثانية : وهي العمل بعد العلم ـ بذاك الإيمان ، أو تلك العقيدة والمنهج والشريعة ، أو المنطلق الذي ينطلق منه كل شئ وينبثق منه كل شئ أو العروة الوثقى ، أو صبغة الدين وروح الدين ـ والعمل هو العبادة والعبادة تشمل كل ـ وأكرر ـ كل تفاصيل الحياة ، حيث أن معنى الدين هو ان تكون ممارسة كافة تفاصيل الحياة قائمة على الإيمان بالله ، وتحقيقاً للعبودية الخالصة لله ، كعمل بالعلم بعد العلم ، أو كفكرة وحركة ، والحركة عمل بالفكرة ، ولا يجزي العلم دون العمل ، ولا الفكرة مادمت تسبح في فضاء الخيال ولم تنزل على أرض الواقع كحركة ، فلا يكون الإستمساك بالعروة الوثقى إلا بالعمل بالعلم ، وبتقرير الفكرة كحركة ؛ لتشمل كافة تفاصيل الحياة فتكون العبودية خالصة لله والدين كله لله.( راجع الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب ومقال العبادة لكاتب هذه السطور )
وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (البقرة : 143) قال ابن جرير الطبري ثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) يقول : صلاتكم التي صليتموها من قبل أن تكون القبلة فكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلى منهم أن لا تقبل صلاتهم. أ.هـ . وهذا دليل على أن الإيمان ليس الشعور الذي يستقر بالقلب مجرداً من الحركة والتفعيل على أرض الواقع ، بل هو العلم والعمل ، فالصلاة إيمان ، والزكاة إيمان ، بل الحياة كلها إذا كانت في مرضاة الله إيمان. إذاً فالإسلام ليس فقط مجرد روحانيات تعبدية مجردة من رصيد الواقع ، أو مجرد حركة اجتماعية إصلاحية لا ترتكز على قاعدة في ضمير الفرد وروحه ، بل هو دستور ينظم كافة مجالات الحياة البشرية بدءا بالتصور الشامل لطبيعة الوجود الإنساني في الكون ؛ وغاية هذا الوجود ؛ ومصدر هذا الوجود كذلك ، كأساس جذري للفكرة تقوم عليه ولا تستقيم إلا بصحته واستقامته. ثم ـ في ضمير الفرد ـ العبادات والأخلاق والقيم والمفاهيم والمقدسات ـ وفي مجتمع الفرد ـ الأخلاق والأخلاقيات والمعاملات والتكاليف والحقوق والواجبات.
وفي سنن الترميذي برقم (1879) عن أبي ذر رضي الله عنه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تبسمك في وجه أخيك لك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة".
وفي مسند أحمد برقم ( 20570) عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" عرضت عليّ أمتي بأعمالها حسنةٍ وسيئةٍ فرأيت في محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق ورأيت في سيئ أعمالها النخاعة في المسجد لا تدفن".
وفي صحيح البخاري برقم ( 1353) عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" على كل مسلم صدقة". قالوا: يا رسول فمن لم يجد؟. قال:" يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق". قالوا: فإن لم يجد؟. قال:" يعين ذا الحاجة الملهوف". قالوا: فإن لم يجد؟. قال:" فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة".
وفيه برقم (2152) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم :" ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ". هكذا الإسلام بهذا الشمول العام لكل تفاصيل الحياة ، وهذه الدقة المتناهية برصد وتقنين تفاعلات النفس البشرية ، وهذا الاتزان العادل الحكيم بين المبادئ والمعنويات ، وبين السلوك والروحانيات ، وبين الفطرة والمنهج ، وبين العقل والتكليف ، وبين الظاهر والباطن ، وبين الغيب والشهادة ، وربط هذا كله بشبكة محكمة العرى إلى محور متين وعروة وثقى ، بالإيمان بالله. الأثر الإيجابي على لنفس: بل وحتى أنه يهتم بالتقويم النفسي وتهذيب المعنويات ونقلها النقلة الطولى التي لا تبالي بالعراقيل ولا تقنع بغير الإيجابية ، تطويراً لإنسانية الإنسان ، وسمواً بنفوس البشر إلى أسمى مراقي الإنسان.
ففي الحديث عن صهيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" ( رواه مسلم برقم 5318)
وعن مصعب بن سعد عن أبيه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً ؟. قال صلى الله عليه وسلم :" الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة" ( رواه أحمد في مسنده برقم 1400)
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (الإسراء : 70 ) فالإنسان إذا كريم مكرم من عند الله محفوظ بحفظ الله ومحاط برعاية الله لأن الله فضله عما سواه
إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (آل عمران : 140 ) وإلإنسان بكل تلك الكرامة والرعاية والتفضيل لم يعدم الحث والتشجيع ورفع المعنوية والتبصير والعظة للوصول إلى آسمى معالي النجاح
و لم يعدم التهذيب والتقويم ، فهو كريم يراد له الكرامة ومفضل لا يقبل منه أقل من النجاح السامي
وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (النساء : 104 )
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (الحجرات : 11 )
وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (البقرة : 216 ) " وكل من ينظر في هذا الدين نظرة فاحصة منصفة يدرك الجهد الضخم الذي بذله لتهذيب النفس البشرية من جميع جوانبها وفي جميع اتجاهاتها وملابساتها. فهذا الدين هو الذي يجعل أقصى الثناء على نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم : 4 ) . فالخُلُق هو الدعامة الأولى لبناء المجتمع المتماسك الركين ، ولاتصال الأرض بالسماء ، والفناء بالخلود، في ضمير الإنسان الفاني المحدود." ( العدالة الإجتماعية في الإسلام لسيد قطب صفحة 63 راجع بتوسع فصل وسائل العدالة الإجتماعية في الإسلام في ذات الكتاب ) " هناك تكافل بين الفرد وذاته ، فهو مكلف أن ينهى نفسه عن شهواتها ، وأن يزكيها ويطهرها ، وأن يسلك بها طريق الصلاح والنجاة ، وألا يلقي بها إلى التهلكة :
فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (النازعات 37 : 41 ).. وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (الشمس 7 : 10 )..
وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (البقرة : 195 ) وهو مكلف في الوقت ذاته أن يمتع نفسه في الحدود التي لا تفسد فطرتها، وأن يمنحها حقها من العمل والراحة فلا ينهكها ويضعفها:
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (القصص : 77 )..
يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف : 31 ) والتبعية الفردية كاملة، فكل إنسان وعمله، وكل إنسان وما يكسب لنفسه من خير أو شر، ومن حسنة أو سيئة، ولن يجزي عنه أحد في الدنيا ولا الآخرة:
أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى (النجم : 41 ) ..
لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ (البقرة : 286 ) ..
فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيل ٍ (الزمر : 41 )..
وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (النساء : 111 ) وبذلك كله يقف الإنسان من نفسه موقف الرقيب ، يهديها إن ضلت ، ويمنحها حقوقها المشروعة ، ويحاسبها إن أخطأت ، ويتحمل تبعة إهماله لها . وبذلك يقيم الإسلام من كل فرد شخصيتين ، تتراقبان وتتلاحظان ، وتتكافلان فيما بينهما في الخير والشر ، في مقابل منح هذا الفرد التحرر الوجداني الكامل ، والمساواة الإنسانية التامة . فالحرية والتبعة تتكافآن وتتكافلان ." ( العدالة الإجتماعية في الإسلام ص 53 . 54 ) " وفي طبيعة التصور الإسلامي ذاته ما يحفز الإنسان لمحاولة الحركة الإيجابية، لتحقيق هذا المنهج في صورة واقعية. فالمسلم يعرف ـ من تصوره الإسلامي ـ أن ( الإنسان ) قوة إيجابية فاعلة في الأرض، وأنه ليس عاملاً سلبياً في نظامها فهو مخلوق ابتداء ليستخلف فيها. وهو مستخلف فيها ليحقق منهج الله في صورته الواقعية : لينشئ ويعمر ، وليغير ويطور ، وليصلح ، وينمي . وهو معان على هذه الخلافة : معان من الله سبحانه بجعل النواميس الكونية وطبيعة الكون الذي يعيش فيه معاونة له .
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (النحل 10 : 16 ) وهو معان من الله كذلك بما وهبه من القوى والاستعدادات الذاتية، وهو يكلفه أمر الخلافة:
وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (النحل : 78 ) وشرط هذه الخلافة معروف :
قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة 38 : 39 ) وشعوره بأنه مكلف بالعمل ، ومعان عليه ، ينفي عنه الشعور بالسلبية في نظام هذا الكون ـ سواء بالقياس إلى القوى الكونية ، أو بالقياس إلى قدر الله تعالى ـ فهنالك الاستعدادات الذاتية الموهوبة له ، وهناك تسخير القوى الكونية لمساعدته ، وهناك توازن بين مشيئة الله المطلقة وحركة الإنسان الإيجابية . (كما أسلفنا). وانتفاء الشعور بالسلبية يهيئه للحركة والتأثير والفاعلية . غير أن الإسلام لا يكتفي بأن يدفع عن المسلم الشعور بالسلبية. بل هو يمده بدوافع الحركة الإيجابية كذلك . إذ يعلمه أن قدر الله ينفذ فيه وفي الأرض من حوله، عن طريق حركته هو ذاته:
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ (الرعد : 11 ) "
( خصائص التصور الإسلامي ومقوماته لسيد قطب صفحة 165 ، 166 راجع بتوسع فصل الإيجابية في ذات الكتاب )
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
هذا مبلغي من العلم والله أعلم وأتمنى أن أكون وفقت في توضيح ما أؤمن به
عبدالله بن غنام
ابو عزام
|
| |