03-10-09, 11:50 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو جديد::
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Oct 2009 | العضوية: | 2416 | المواضيع: | 2 | الردود: | 8 | جميع المشاركات: | 10 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي حديث عن حمله العرش [color=0000FF]العرش والكرسي (الحلقة الخامسة)
قال المصنف رحمه الله تعالى:
[ وقوله: [والعرش والكرسي حق]. كما بين تعالى في كتابه، قال تعالى: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ [البروج:15]... رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ [غافر:15]... الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]... ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54] في غير ما آية من القرآن: لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون:116] ... اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [النمل:26]... الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ [غافر:7]... وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة:17]... وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الزمر:75].
وفي دعاء الكرب المروي في الصحيح: {لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم } .
وروى الإمام أحمد في حديث الأوعال عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك العرش وبين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله فوق ذلك، ليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء } ورواه أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجة .
وروى أبو داود وغيره بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث الأطيط أنه صلى الله عليه وسلم قال: {إن عرشه على سماواته لهكذا، وقال بأصابعه مثل القبة } الحديث.
وفي صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا سألتم الله الجنة فسلوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وفوقه عرش الرحمن } يروى: (وفوقه) بالنصب على الظرفية، وبالرفع على الابتداء، أي: وسقفه.
وذهب طائفة من أهل الكلام إلى أن العرش فلك مستدير من جميع جوانبه، محيط بالعالم من كل جهة، وربما سموه: الفلك الأطلس، والفلك التاسع، وهذا ليس بصحيح؛ لأنه قد ثبت في الشرع أن له قوائم تحمله الملائكة، كما قال صلى الله عليه وسلم: {فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور }.
والعرش في اللغة: عبارة عن السرير الذي للملك، كما قال تعالى عن بلقيس : وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ [النمل: 23]، وليس هو فلكاً، ولا تفهم منه العرب ذلك، والقرآن إنما نزل بلغة العرب، فهو سرير ذو قوائم تحمله الملائكة، وهو كالقبة على العالم، وهو سقف المخلوقات، فمن شعر أمية بن أبي الصلت :
مجدوا الله فهو للمجد أهل ربنا في السماء أمسى كبيرا
بالبناء العالي الذي بهر النَّا س وسوَّى فوق السماءِ سريرا
شرجعاً لا يناله بصر العيـ ـن ترى حوله الملائك صورا
الصُّور هنا جمع أصور، وهو المائل العنق لنظره إلى العلو. والشرجع هو العالي المنيف، والسرير: هو العرش في اللغة.
ومن شعر عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، الذي عَرَّض به عن القراءة لامرأته حين اتهمته بجاريته:
شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة شداد ملائكة الإله مسوَّمينا
ذكره ابن عبد البر وغيره من الأئمة.
وروى أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {أذن لي أن أُحدِّث عن ملكٍ من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش: إن ما بين أذنيه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام } ورواه ابن أبي حاتم ولفظه: {مخفق الطير سبعمائة عام }.
وأما من حرَّف كلام الله، وجعل العرش عبارة عن الملك، كيف يصنع بقوله تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة:17] وقوله: وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ [هود:7]؟! أيقول: ويحمل ملكه يومئذ ثمانية؟! وكان ملكه على الماء؟! ويكون موسى عليه السلام آخذاً بقائمة من قوائم الملك؟! هل يقول هذا عاقل يدري ما يقول؟!)] اهـ.
الشرح:
استدل المصنف رحمه الله على وجود العرش بهذه الآي من كتاب الله تعالى، ثم عقب على ذلك ببعض الأحاديث، فأما الآيات فصريحة أن لله تبارك وتعالى مخلوقاً عظيماً هو العرش، وأن الله تبارك وتعالى استوى عليه كما هو معلوم في مذهب أهل السنة والجماعة في الاستواء، فيوصف الله بالعلو كما يوصف بالاستواء؛ كما ورد في هذه الآيات.
فالعرش -إذاً- حق؛ وقد فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم ذلك من هذه الآيات، وأن ذلك المخلوق الذي ورد في كتاب الله تعالى حق يجب الإيمان به، ولم يخوضوا كما خاض المؤولون والمبطلون ممن تقدمت الإشارة إليهم، وليس في هذه الآيات -والحمد لله- إشكال.
الأصل في العقيدة الاستدلال بالحديث الصحيح
لما أراد المصنف رحمه الله الاستدلال على إثبات العرش لله تعالى، ذكر أحاديث منها الضعيف ومنها الصحيح، وقد ذكر شيخ الإسلام في الرسالة العرشية أحاديث أكثر مما هنا وأكثرها صحيح وذكر بعض الأحاديث الضعيفة منبهاً عليها، وكان جديراً بالمصنف أن يأتي بالأحاديث الصحيحة فقط، وهو في غنى عما جاء في هذين الحديثين الضعيفين، حديث (الأوعال) وحديث (الأطيط).
أما الحديث الأول: وهو دعاء الكرب، فهو حديث صحيح -لا شك في صحته- متفق عليه، وفيه إثبات العرش كما ذكره الله في القرآن، ويجب أن نعلم أن ما صح من الأحاديث في أبواب العقيدة، فيه الغنية والكفاية عما لم يصح، ولكن لعل في ذكرها فائدة وهو التنبيه على ما فيها، وأيضاً التنبيه والإجابة على إشكالات قد تقال عند هذه الأحاديث، لا سيما وأهل البدع في القديم والحديث يشنعون على أهل السنة لإيرادهم هذه الأحاديث ويقولون: إنها ضعيفة، وباطلة، ومخالفة للعقل... إلى آخر ما قالوا!
ونحن لو صحت عندنا فإننا نؤمن بها، كحديث الأوعال أو حديث الأطيط -على أن الأطيط للعرش، لا كما يظن أولئك أن أهل السنة يجعلونه من صفات الله- أما وهي لم تصح فلا مجال ومكان لما يشغبون به ويشهرون به على أهل الإثبات والحق.
حديث الأوعال
حديث الأوعال رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم، ويُذْكَر فيه (ثم فوق ذلك) أي: السماوات السبع، أي: فوق البحر الذي فوق السماوات: {ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك العرش } إلى آخر ما ذكر في هذا الحديث.
فيفهم منه أن حملة العرش الذين ورد ذكرهم في كتاب الله تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة:17] هم هؤلاء الثمانية الأوعال -إن صح الحديث- وهنا ينشأ الإشكال.
والجواب على ذلك:
أولاً: أن حديث الأوعال لم يصح، وهي إجابة لأي إشكال يذكر حول الحديث.
ثانياً: أن محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتابه العرش ذكر رواية عن العباس بن عبد المطلب في قوله عز وجل: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة:17] قال: [ثمانية أملاك في صورة الأوعال ].
فلو صح حديث الأوعال وهذا الأثر، لكان معناه: ثمانية أملاك في صورة أوعال، وهذا جواب عن تعارض الآية مع هذا الحديث على فرض صحته، وأثر العباس المذكور آنفاً أيضاً ضعيف، فسقط الاحتجاج به وبحديث الأوعال المتقدم.
ثالثاً: أن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن حملة العرش ملائكة.
ومما يدل على أنهم ملائكة: الحديث الذي ثبت وصح في قوله صلى الله عليه وسلم: {أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش }، ثم وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف العظيم، قال: {ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة -أو عاتقه مخفق الطير- سبعمائة سنة } وهذا خلق عظيم، وهو ملك من حملة العرش، وهذا مقدار ما بين شحمة أذنه وعاتقه فقط! فكيف يُظن ببقية هذا المخلوق العظيم؟ ثم كيف يكون حال بقية الملائكة؟ ثم كيف يكون العرش؟ وهذه كلها من مخلوقات الله تعالى.
والشاهد أن حملة العرش ملائكة، وإذ لم يثبت أنهم في شكل أوعال، فيبقى أنهم -والله أعلم- في شكل آخر؛ لأنه ذكر الأذن والعاتق، وهو شكل يقرب من شكل الإنسان، والله تعالى أعلم.
لكن نقول بظاهر ما ورد هنا، وهذا الحديث صحيح كما صحح إسناده ابن كثير رحمه الله عند آية الحاقة: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة:17]، وكذلك صححه الذهبي رحمه الله في كتابه العلو ، وكذلك محمد ناصر الدين الألباني ، فهو -إذاً- حديث صحيح لاشك في صحته إن شاء الله.
عدد حملة العرش
حين ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله حملة العرش في قوله تعالى في سورة غافر: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [غافر:7] أورد إشكالاً -بعد أن ساق حديثاً عن ابن عباس - قال: [وهو يقتضي أن حملة العرش اليوم أربعة، فإذا كان يوم القيامة كانوا ثمانية؛ كما قال تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة:17]. ]
ثم ذكر رحمه الله إشكالاً آخر فقال: [وهنا سؤال، وهو أن يقال: ما الجمع بين المفهوم من هذه الآية ودلالة هذا الحديث! وبين الحديث] -وذكر حديث الأوعال- قال: [وهذا يقتضي أن حملة العرش ثمانية...] فكأن الإشكال وقع عند الحافظ ابن كثير من جهة العدد: هل الذي يسبحون أربعة أم ثمانية؟! ومن الممكن حل الإشكال -الذي لم يجب عنه رحمه الله- بما يلي:
أولاً: استبعاد حديث الأوعال لضعفه.
ثانياً: الآية ليس فيها ما يدل على أن التسبيح خاص بالأربعة، لا سيما وأن بعض السلف ذكر أن أربعة من الملائكة تسبح وأربعة تجيب، إذاً كلٌ يسبح بغض النظر عما ورد من لفظ التسبيح، وذلك لا ينافي أن يكونوا ثمانية، فقد يسبح كل أربعة منهم وحدهم أو الثمانية معاً.
هناك إشكال آخر: وهو أنه ورد عن بعض السلف منهم سعيد بن جبير في قوله تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة:17] أن حملة العرش ثمانية صفوف من الملائكة، وقد أثر هذا عن غيره من المفسرين من السلف ، قال: لكن هذا القول أيضاً يعارض الحديث الذي ذكرنا.
[/color] اللــــــــــــــه اكبر ومــــــــــــــااعظمك,
|
| |