هو: سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود:
ولد في الطائف ، عام 1940 م
سعود الفيصل ، الوزير الحديدي
فإنه يصدق أن نقول عن الأمير سعود الفيصل الذي تولى حقيبة وزارة الخارجية منذ عام 1975م بأنه: الوزير الحديدي
أكاد أكون من القلائل ـ ولا أعرف تحديداً منهم ـ الذين ينجذبون -بذهول- لشخصية سعود الفيصل، فأنا ولله الحمد والمنة لا تربطني بالسياسة أي علاقة، ولا أفهم في مفاوضات السلام سوى تلك الحمامة البيضاء وغصن الزيتون، ويكفي أنني مؤمن مثل بقية المسلمين بالنهاية “المنطقية” لهذا الصراع وذلك في معركة نهاية الزمان أو ما يسميها اليهود “هرمجدون” .
ومصدر ذهولي أن هذه الشخصية لم تحضَ باهتمام بالغ لدينا، بل كل الاهتمام جاء من رجال السياسة في الخارج ومن عاصروه في العمل، ذلك أنه لا يملك الاهتمامات التي تجعل الشباب السعودي ينظر إليه أو يهتم به، فليس شاعراً مثل أخيه خالد الفيصل، وليس كاتباً صحفياً ، وليس ذا ظهور في اللقاءات التلفزيونية والحوارية، بل هو يقوم بمهام مختلفة وبجدول أعمال مزدحم لا يكاد يجد وقتاً كافياً لينام أو يسترخي به، ولذلك ستتعب حينما تبحث له عن صورة شخصية فأغلبها صور في مؤتمرات ولجان دولية!
صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية في التشكيل الوزاري بتاريخ 1975م بعد شغور المنصب بوفاة والده الذي كان وزيراً للخارجية وهو ملكاً على البلاد.
وربما الكثيرون لا يعرفون بأنه الوزير الثاني للخارجية السعودية، حيث كان الوزير الأول لها والده المغفور له بإذن الله : فيصل بن عبدالعزيز، والبعض يصنفه الوزير الثالث حيث تولى الأستاذ: إبراهيم السويل منصب الوزارة بعد وفاة الملك فيصل ” مع أن البعض يرى فترة إبراهيم السويل مؤقتة وهي لترتيب الأمور قبل انتقالها رسمياً لسعود الفيصل”.
وكان الملك عبدالعزيز قد اختار ابنه فيصل وزيراً للخارجية إيماناً منه بقدرته الفائقة على تنفيذ سياسة المملكة الخارجية، وإيصال صوتها للعالم، وتعزيز علاقتها بدول العالم كافة والعربية والإسلامية خاصة، حيث يشتهر عنه قيامه بزيارة واحدة لإفريقيا جعل أغلب الدول تقطع علاقتها بإسرائيل، فلذلك لا يستغرب أن يكون ابنه داهية كذلك في السياسة.
وفعلاً فقد نشأ سعود في بيئة سياسية وكان قريباً من السلطة ويستمد الحكمة من والده، لذلك فهو الآن يتربع على كرسي الخارجية منذ ثلاثة عقود وسوف يكمل أربعين سنة على كرسي الوزارة في عام 2010م .
المقربون من الأمير يحكون قصصاً في غاية الغرابة! ، ومنها:
إذا قاد سيارة فإنه يسير بسرعة فائقة جداً ! لدرجة أن الحرس الخاص والمكلف بحمايته يتعب في ملاحقته!، وأذكر أن أحد أخواني شاهد سيارة تمر بسرعة على طريق المطار ” منذ سنين طويلة” فقال في نفسه: والله لو أنه سعود الفيصل " type="#_x0000_t75">وفعلاً لم تمر ثوانٍ حتى مرّ الموكب الخاص بوزارة الخارجية على إثره.
يقضي جلّ أيامه في السماء، حيث يتنقل بين دول العالم في اليوم الواحد بسبب قضية معينة يكلفه به الملك، أو لمتابعة عملية السلام، أو لإقامة مفاوضات معينة ونحوها، وتستغرق بعض الرحلات أكثر من 14 ساعة تحليق، ويستغلها في دراسة الملف وإعداد نفسه للقاء ، وربما يقضي ساعة أو ساعتين منها في النوم أو الاسترخاء.
مكتبه يتنقل معه في أي مكان يذهب إليه، ويذكر أحد العاملين في مكتبه أنه جُدد مكتبه مرتين ولم يشاهده بسبب أنه مكث أكثر من ستة أشهر متنقلاً بين الدول وفي محافظة جده مما جعله يمنع تجديد مكتبه حتى يتلف تماماً ، ويذكر بأنه عرض عليه تجديد أحد المكاتب للمستشارين بمبلغ ضخم مقدم من شركة الجريسي، فلم يوافق وطلب أن يؤثث من سوق ابن دايل !
ومع أن البعض يتناقل الخطاب الذي أخطأ فيه السكرتير حينما قال: الفيل بدلاً من الفيصل … فتلك الرسالة مكذوبة عليه ولم تحدث من قبل، إضافة إلى أنه لا يمكن أن يقول لفظة مبتذلة مثل: فكم حماراً مرت عليه !! فليس ذلك من أسلوبه في التعامل مع موظفيه.
والأمير سعود الفيصل مصاب بمرض في رقبته، البعض يقول بأنها من أعراض الباركنسون ” الشلل الرعاشي ، مثل ما يحدث مع محمد علي كلاي” ، والبعض يرى بأنها تآكل في فقرات الرقبة ، وسبق أن أجرى في العام الماضي عملية لإزالة تكلس في الرقبة، وهذا المرض أدى به إلى أن يلتفت بطريقة صعبة أثناء الحديث - شفاه الله
يُعرف بأنه شخصية متواضعة ولا يحب الهيلمة الإعلامية، فقد رأيته مرة ً في فندق الهيلتون بجدة ومعه ثلاثة مرافقين بل وتناول العشاء في مطعم الفندق مثله مثل أي شخصية عادية جداً ، مع أنني أراه شخصية تفوق الآخرين ذكاءً ودهاءً، ومنصبه حساس جداً.
وسبق أن تعرض لمحاولة تهجم من قبل ليبيين - بعد حادثة الملك عبدالله ومعمر القذافي - وكان وقتها في القاهرة ولكنه لم يلتفت لهما ، وطالب بإطلاق سراحهما لأنه لم يتعرض لأذية! مع أن من رافقه وبحسب إفادة رجال الشرطة بأنهما تلفظا عليه بألفاظٍ نابية.
يتحدث سعود الفيصل 7 لغات، وذهل الكثيرون بمعرفته باللغة العبرية وذلك في الاجتماع الذي ضم طرفاً يهودياً وكان أول اجتماع وأثيرت فيه كثير من القضايا ولكنه لم يلتفت لها ، ورتب المنظمون مدخلين منفصلين بحيث لا يلتقيا إلا جلوساً عند الطاولة، حتى صرح وقتها قائلاً: بأننا لم نأتِ للتهريج وتضييع الوقت ـ في الرد عن إمكانية وجود مصافحة أو لقاء خاص - ولم هم بقية الحضور باستماع لما يقوله الوزير الإسرائيلي لم يحمل سعود الفيصل سماعة الأذن مبدياً عدم اهتمامه لما يقوله ! مع العلم أن بعض الحاضرين لديهم إلمام باللغة العبرية … أشياء كثيرة يمكن أن تفسر ولكن حتى وإن لم يكن سعود الفيصل ملماً بالعبرية فإن عدم وضع السماعة يعطي مدلولات وأبعاد لا يستهان بها خصوصاً إذا قام بها وزير خارجية ومحنكٍ مثله !
ربما الكثيرون لديهم بعض المواقف منها ما سبق أن صرح به عن حق المرأة في قيادة السيارة ، وعن الكعكة التي قدمها في عيد ميلاد كوندليزا رايس !! ، ربما أشارككم الوقوف عند هذه القصص ولكنني - إن كنتُ مبرراً - فأرى بأنها إحدى عيوب السياسية وإحدى وجوهها السيئة .
يقولون: الحق ما شهدت به الأعداء ، ولذلك سأورد بعض الأقول عن السياسيين في حديثهم عن سعود الفيصل:
يقول كولن باول: وجود سعود الفيصل وبندر بن سلطان ساهم في وجود لوبي سعودي يجابه اللوبي اليهودي، الفرق بينهما أن اللوبي السعودي يتعامل بوضوح مع الحكومة وأما اللوبي اليهودي يتعامل مع الكونجرس! ( بتصرف بعد سؤاله عن الجهود السعودية حين زار الملك عبدالله الولايات المتحدة) .
ويقول وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليبند : سعود الفيصل يستطيع أن يحصل على ما يريد، ومنح السعودية قوة خارجية لا يستهان بها.
وأحد أعضاء الكونجرس يقول: لو سمع بوش كلام سعود الفيصل سيغنيه عن مستشاريه في الشرق الأوسط ( قالها بعد تأكد وقوع أمريكا في وحل العراق، وكان سعود الفيصل صرح بأن تحرير العراق من الخارج أمر مستحيل وله عواقب وخيمة) .
وقال أحد مستشار الرئيس الروسي الأسبق بوتين : أن سعود الفيصل يتحدث بوضوح تام يجعل محادثيه في حيرة من أمرهم، كيف يكون وزير خارجية بهذا الصدق !
الفوائد التي استفدتها من هذه الشخصية:
1- الجد والاجتهاد.
2- الحرص على الأمانة، وتبليغها بالشكل الصحيح.
3- الوضوح والصدق في التعامل.
4- من طلب العلا سهر الليالي.
5- الموظف المخلص لا يفكر مديره باستبداله أبداً.
6- حب العمل ولو كان على حساب الصحة ,,,