24-05-07, 08:24 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو ذهبي::
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | May 2007 | العضوية: | 395 | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 267 | الردود: | 598 | جميع المشاركات: | 865 [+] | بمعدل : | 0.14 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي كن جميلا ترى الوجود جميلا... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د . عايض القرني
من كتابه الشهير .. لا تحزن
كن جميلاً ترى الوجود جميلاً
إن تمام سعادتنا أن نتمتع بمباهج الحياة في حدود منطق الشرع المقدّس ، فالله تعالى أنبت حدائق ذات بهجة لأنه جميل يحب الجمال ، ولتقرأ آيات الوحدانية في هذا الصنع البهيج ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) .
فالرائحة الزكيّة ، والمطعم الشهي ، والمنظر البهي ، تزيد الصدر انشراحاً ، والروح فرحاً .
إن الزهد القاتم ، والورع المظلم ، الذي دلف علينا من مناهج أرضيّة ، قد شوّه مباهج الحياة عند كثير منا فعاشوا حياتهم هماً وغماً ، وجوعاً وسهراً وتبتلاً ، ويقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : لكني أصوم وأفطر ، وأقوم وأفتر ، وأتزوج النساء ، وآكل اللحم ، فمن رغب عن سنتي فليس مني .
وإن تعجب فعجبٌ ما فعله بعض الطوائف بأنفسهم !!
فهذا لا يأكل الرّطب ، وذاك لا يضحك ، وآخر لا يشرب الماء البارد ، وكأنهم ما علموا أن هذا تعذيبٌ للنفس ، وطمسٌ لإشراقها ( قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق )
إن رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أكل العسل وهو أزهد الناس في الدنيا ، والله تعالى خلق العسل ليُؤكل .
وتزوّج صلى الله عليه وآله وسلم الثيبات والأبكار ، ولبس أجمل الثياب في مناسبات وأعياد .
فهو صلى الله عليه وآله وسلم يجمع بين حق الروح والجسد ، وسعادة الدنيا والآخرة ، لأنه بُعث بدين الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها .
ارتفع عن الأحقاد
أسعد الناس حالاً وأشرحهم صدراً هو الذي يريد الآخرة ، فلا يحسد الناس على ما آتاهم الله تعالى من فضله ، وإنما عنده رسالةٌ من الخير ، ومُثـُلٌ ساميةٌ من البر والإحسان ، يريد إيصال نفعه إلى الناس ، فإن لم يستطع ، كفّ عنهم أذاه .
وانظر إلى ابن عباس رضي الله عنه بحر العلوم وترجمان القرآن كيف استطاع بخلقه الجم وسخاوة نفسه وسعة مساراته الشرعية أن يحوّل أعداءه من بني أميّة وبني مروان ومن شايعهم إلى أصدقاء ، فانتفع الناس بعلمه وفهمه فملأ المجامع فقهاً وذكراً وتفسيراً وخيراً .
لقد نسي ابن عباس رضي الله عنه أيام الجمل وصفين ، وما قبلها وما بعدها ، وانطلق يبني ويُصلح ، ويرتُقُ الفتقَ ، ويمسحُ الجراح ، فأحبه الجميع وأصبح بحق حبر الأمة المحمدية .
إن الرفق واللين ، والصفح والعفو صفات لا يجمعها إلا القلة القليلة من البشر لأنها تُكلف الإنسان هضم نفسه وكبح طموحه ، وإلجام اندفاعه وتطلعه .
منقول تحيتي للجميع
|
| |