ومن الومضات عند الشعراء أيضا :
2) التعرية وبواعثها:
والتعرية هي : تجريد كلمات القصيدة ويعريتها من أحد حروف الهجاء ، محاولةً منهم في الإغراب وإظهار البراعة ، ولقد بلغت محاولات الإغراب ببعض الشعراء إلى نضم قصائد بعدد الحروف الهجائية ، ينتقص أو يحذف في كــــل قصيدة حرفاً واحداً من الحروف الهجائية ، بحيث يجرد كــل قصيدة من حرف واحد من حروف الهجاء ، فيبدأ بقصيدة خالية من الألف ثم يردفها بقصيدة خالية من الباء .. فثالثة خالية من التاء ... وهكذا حتى يكتمل استبعاد بقية حروف الهجاء كــما فعل الصــاحب بن عباد الذي نظم قصائد على هذا المنوال فنظم سبعاً وعشرين قصيدة ، كل واحدة يعريها من أحد حروف الهجاء ، ولم يبق إلا حرف ( الواو ) .
فتبرع له علي بن حسين الحسيني أحد شعراء القرن الحادي عشر الهجري فنظم قصيدة فريدة ليس بين حروفها ( الواو ) ومنها :
برق ذكرت به الحبايب=لمّا بدا ، فالدمع ساكب
أمداً معي منهله=هاتيك أم غرز السحايب
نثرت لآلئ أدمُع=لم تفترعها كف ثاقب
كـــما أنشأ - قبل ذلك - قصيدة خالية من الألف يصل عدد أبياتها إلى سبعين بيتاً مطلعها :