17-08-09, 08:06 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مشرف سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Aug 2008 | العضوية: | 1293 | الاقامة: | بريدة | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1624 | الردود: | 5444 | جميع المشاركات: | 7,068 [+] | بمعدل : | 1.19 يوميا | تلقى » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 121 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي الغضب وآثاره .. فتاوى وأحكام بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد : قال الجرجانيّ:الغضب: "تغيّر يحصل عند فوران دم القلب ليحصل عنه التشفّي في الصّدر "
وقال التّهانويّ:الغضب هو حركة للنّفس مبدؤها الانتقام، وقيل: هو كيفيّة نفسانيّة تقتضي حركة الرّوح إلى خارج البدن طلبا للانتقام درجات الغضب: قال الغزاليّ: يتفاوت النّاس في قوّة الغضب على درجات ثلاث وهي: التّفريط، والإفراط، والاعتدال.أوّلا:التّفريط ويكون إمّا بفقد قوّة الغضب بالكلّية أو بضعفها، وحينئذ يقال للإنسان: إنّه لا حميّة له ويذمّ جدّا، ومن هنا قال الشّافعيّ- رحمه اللّه تعالى-: من استغضب فلم يغضب فهو حمار. وهذا يثمر ثمرات مرّة، كقلّة الأنفة ممّا يؤنف منه من التّعرّض للحرم والزّوجة والأمة واحتمال الذّلّ من الأخسّاء وصغر النّفس. ثانيا:الإفراط: ويكون بغلبة هذه الصّفة حتّى تخرج عن سياسة العقل والدّين والطّاعة ولا يبقى للمرء معها بصيرة ونظر وفكرة ولا اختيار، بل يصير في صورة المضطرّ، وسبب غلبته أمور غريزيّة، وأمور اعتياديّة، فربّ إنسان هو بالفطرة مستعدّ لسرعة الغضب حتّى كأنّ صورته في الفطرة صورة غضبان ويعيش على ذلك حرارة مزاج القلب.
وأمّا الأسباب الاعتياديّة: فهو أن يخالط قوما يتبجّحون بتشفّي الغيظ وطاعة الغضب ويسمّون ذلك شجاعة ورجوليّة. ثالثا:الاعتدال: وهو المحمود وذلك بأن ينتظر إشارة العقل والدّين فينبعث حيث تجب الحميّة وينطفي ء حيث يحسن الحلم وحفظه على حدّ الاعتدال هو الاستقامة الّتي كلّف اللّه بها عباده وهو الوسط. فمن مال غضبه إلى الفتور حتّى أحسّ من نفسه بضعف الغيرة وخسّة النّفس في احتمال الذّلّ والضّيم في غير محلّه فينبغي أن يعالج نفسه، ومن مال غضبه إلى الإفراط حتّى جرّه إلى التّهوّر واقتحام الفواحش ينبغي أن يعالج نفسه لينقص سورة غضبه ويقف على الوسط الحقّ بين الطّرفين وهذا هو الصّراط المستقيم وهو أرقّ من الشّعرة وأدقّ من السّيف فإن عجز عنه فليطلب القرب منه . أسباب الغضب: قال الغزاليّ- رحمه اللّه تعالى- مبيّنا أسباب الغضب: من أسباب الغضب: الزّهو والعجب والمزاح والهزل والهزء والتّعيير والمماراة، والمضادّة (العناد) والغدر، وشدّة الحرص على فضول المال والجاه ومن أشدّ البواعث عليه عند أكثر الجهّال تسميتهم الغضب شجاعة ورجوليّة وعزّة نفس وكبر همّة، وتلقيبه بالألقاب المحمودة غباوة وجهلا حتّى تميل النّفس إليه وتستحسنه، وقد يتأكّد ذلك بحكاية شدّة الغضب عن الأكابر في معرض المدح بالشّجاعة والنّفس مائلة إلى التّشبّه بالأكابر فيهيج الغضب إلى القلب بسببه. علاج الغضب وتسكينه: يعالج الغضب إذا هاج بأمور منها: 1-أن يذكر اللّه- عزّ وجلّ- فيدعوه ذلك إلى الخوف منه ويبعثه الخوف منه على الطّاعة له فعند ذلك يزول الغضب، قال تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ (الكهف/ 24)، قال عكرمة، يعني إذا غضبت.
2- أن يتفكّر في الأخبار الواردة في فضل كظم الغيظ والعفو والحلم والاحتمال فيرغب في ثواب ذلك، فتمنعه شدّة الحرص على ثواب هذه الفضائل عن التّشفّي والانتقام وينطفي ء عنه غيظه.
3-أن يخوّف نفسه بعقاب اللّه تعالى، وهو أن يقول: قدرة اللّه عليّ أعظم من قدرتي على هذا الإنسان، فلو أمضيت فيه غضبي، لم آمن أن يمضي اللّه- عزّ وجلّ- غضبه عليّ يوم القيامة فأنا أحوج ما أكون إلى العفو.
4-أن يحذّر نفسه عاقبة العداوة والانتقام وتشمير العدوّ في هدم أغراضه والشّماتة بمصائبه، فإنّ الإنسان لا يخلو من المصائب وهذا ما يعرف بتسليط شهوة على غضب، ولا ثواب عليه إلّا أن يكون خائفا من أن يتغيّر عليه أمر يعينه على الآخرة، فيثاب على ذلك.
5- أن يتفكّر في قبح صورته عند الغضب وأنّه يشبه حينئذ الكلب الضّاري والسّبع العادي وأنّه أبعد ما يكون مجانبة لأخلاق الأنبياء والعلماء الفضلاء في أخلاقهم.
6-أن يعلم أنّ غضبه إنّما كان من شي ء جرى على وفق مراد اللّه تعالى لا على وفق مراده هو فكيف يكون مراد نفسه أولى من مراد اللّه تعالى.
7-أن يتذكّر ما يئول إليه الغضب من النّدم ومذمّة الانتقام.
8-أن يتذكّر أنّ القلوب تنحرف عنه وتحذر القرب منه فيبتعد الخلق عنه فيبقى وحيدا فريدا، فإنّ ذلك جدير بأن يصرف الغضب عنه.
9-أن يتحوّل عن الحال الّتي كان عليها فإن كان قائما جلس وإن كان جالسا اضطجع وعليه أن يتوضّأ أو يستنشق بالماء.
10-أن يستعيذ باللّه من الشّيطان الرّجيم.
11-أن يذكر ثواب العفو وحسن الصّفح فيقهر نفسه على الغضب.
12-أن يذكر انعطاف القلوب عليه وميل النّفوس إليه، فلا يرى إضاعة ذلك بتنفير النّاس منه ويكفّ عن متابعة الغضب . من الغضب ما هو محمود: من الغضب ما يكون محمودا وذلك إذا صدر الغضب من اللّه- عزّ وجلّ- وليس مثل غضبه شي ء، ومن ذلك غضبه تعالى على أعدائه للّه من اليهود ومن كان على شاكلتهم من الكفّار والمنافقين والطّغاة والمتجبّرين (انظر الآيات 1- 11) و(الحديث 28)، كما يكون الغضب محمودا إذا كان للّه- عزّ وجلّ- عند ما تنتهك حرماته، وقد أثبت القرآن ذلك للرّسل الكرام في مواضع عديدة (انظر الآيات 12- 14)، كما في الحديث الشّريف أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يغضب في بعض الأحيان للّه- عزّ وجلّ- لا لنفسه، (انظر الأحاديث 17، 20، 24، 25، 27).
وقد ذكر الغزاليّ أنّ النّوع الثّالث من أنواع الغضب وهو الّذي يوصف بالاعتدال غضب محمود وأنّ النّوعين الآخرين وهما نوعا الإفراط والتّفريط مذمومان ، وقال الماورديّ بعد أن ذكر الأسباب الّتي تؤدّي إلى الحلم:الأولى بالإنسان أن تدعوه إلى الحلم أفضل أسبابه، وإن كان الحلم كلّه فضلا وإن عرا عن هذه الأسباب كان ذلّا، والحلم ضبط النّفس عند هيجان الغضب فإن فقد الغضب لسماع ما يغضب كان ذلك من ذلّ النّفس وقلّة الحميّة، وأنشد النّابغة الجعديّ بحضرة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا فلم ينكر صلّى اللّه عليه وسلّم قوله عليه، ومن فقد الغضب في الأشياء المغضبة حتّى استوت حالتاه قبل الإغضاب وبعده فقد عدم من فضائل النّفس الشّجاعة والأنفة والحميّة والغيرة والدّفاع والأخذ بالثّأر لأنّها خصال مركّبة من الغضب، فإذا عدمها الإنسان هان بها، وليس هذا القول إغراء بتحكّم الغضب، ولكن إذا ثار به الغضب عند وجود ما يغضبه، كفّ سورته بغضبه وأطفأ ثائرته بحلمه، ... ولو عزب عنه الحلم حتّى انقاد لغضبه ضلّ عنه وجه الصّواب ، والخلاصة أنّ الغضب الّذي يتحكّم فيه صاحبه بالحلم هو غضب محمود، ولا يكون كذلك إلّا إذا بعد عن الإفراط والتّفريط، لأنّه في هذه الحالة «يتلقّى قوّة الغضب بحلمه فيصدّها، ويقابل عوادي شرّته بحزمه فيردّها، وحينئذ يحظى بانجلاء الحيرة ويسعد بحميد العاقبة»[1]
هذا، وقد يصل الغضب بصاحبه إلى أن يتلفظ بألفاظ يندم عليها بعد، كما من الممكن أن يعقد عقودا أو يفسخها وقت الغضب ثم يندم بعد ذلك ، كأن يطلق وهو غضبان ، أو يتصدق بأمواله قاصدا حرمان ورثته من التركة ثم يندم على ذلك، أو يلطم خده ويشق جيبه ويقع في فعال أهل الجاهلية، وهذا وذاك له حكمه في الشريعة الإسلامية.هذه الفتوى للشيخ:حامد العطار
|
| |