04-08-09, 05:25 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مشرف سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Aug 2008 | العضوية: | 1293 | الاقامة: | بريدة | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1624 | الردود: | 5444 | جميع المشاركات: | 7,068 [+] | بمعدل : | 1.18 يوميا | تلقى » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 121 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مكتبة المجالس المفتي يقول ؟
الثلاثاء, 4 أغسطس 2009
سعيد الزهراني - الطائف
أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتى عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة
الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في محاضرته بالملتقى الصيفي الرابع والذي نظمه المكتب التعاوني للدعوة
والإرشاد وتوعية الجاليات في محافظة الطائف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على هداية أمته
رؤوفا بهم ناصحا لهم (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)
فلا طريق يقرب إلى الله إلا بيّنه وحث العباد على سلوكه ولا طريق يبعد عن الله الا أوضحه وابعد المسلمين
عن سبيله ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم (ما بعث الله من نبى الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما
يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم) وهو صلى الله عليه وسلم دلنا على سبل الخير والرشاد وأبعدنا عن
سبل الشر والفساد أوضح لنا الطريق المستقيم ودعانا اليه وحذرنا من سبل المغضوب عليهم والضالين ،
واشار سماحته ان الامة المحمدية افضل الامم وازكاها واكملها لعظيم امرها ولانها الامة التى اختارها الله
وفضلها على سائر الامم قال تعالى (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون
بالله) فأمة محمد خير الناس للناس كهذا كان الصحابة والتابعون دعوا الى الله وهدوا عباد الله ودخل الناس
على ايديهم في دين الله افواجا طائعين مختارين لما رأوا اولئك القوم واخلاصهم ونصحهم وجدهم واجتهادهم
في اصلاح الامة وقطع سبيل الفساد. ومضى سماحته قائلا: ان كل عمل يعمله العامل فليس مقبولا عند الله الا
اذا كان هذا العمل خالصا لله بمعنى ان يبتغى به العبد وجه الله والدار الاخرة لا يكون رياء ولا سمعة فإن العمل
الذي اشرك مع الله فيه غيره عمل مردود على صاحبه (يقول الله جل وعلا انا اغنى الشركاء عن الشرك من
عمل عملا اشرك معى فيه غيري تركته وشركه) والنبى صلى الله عليه وسلم يقول (اخوف ما اخاف على امتى
الشرك الاصغر فسئل عنه فقال الرياء) ولابد ان يكون العمل صالحا موافقا للكتاب والسنة فإن كان مخالفا لها فلا
ميزان له ولا اعتبار يقول الله جل وعلا (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا)
العمل ليس المراد كثرته لكن المراد صلاحه وكونه خالصا لله وكونه على وفق شرع الله فكم من عمل كثير لا
ينفع صاحبه اما لكونه رياء وسمعة او لكونه على غير وفق الشرع، فالعمل لابد ان يوافق الشرع ويوافق الكتاب
والسنة يقول صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ) فالعمل الذي لادليل عليه من كتاب
وسنة فعمل مردود على عامله وكذلك الاعمال المبتدعة في دين الله هذا النوع منها وهوالعمل الذي لا اصل له
في كتاب الله ولا اصل له في سنة محمد صلى الله عليه وسلم واوضح سماحته ان الغلو مذموم والغلو مجاوزة
الحد في اى امر ما من الامور فمن جاوز حده في اى عمل وصف بانه غلا في عمله وافرط في عمله لانه غلا
فيه حتى اخرجه الغلو عن منهج الله وطريقه المستقيم . واشار سماحته الى ان الغلو لا خير فيه وقد ذم الله
اهل الكتاب بقوله (قل يا اهل الكتاب لاتغلو في دينكم ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا
عن سواء السبيل) فتأمل معي يا اخى هذه الاية لا تغلوا في دينكم فانكم اذا غلوتم في دينكم خرجتم عن
الحق هكذا الغلو افسد عليهم دينهم وافسد عليهم معتقدهم وخرج بهم عن منهج الله غلوا في أنبيائهم
فرفعوهم فوق منزلتهم التى انزلهم الله اياها غلا النصاري في عيسى فمنهم من قال انه الله ومنهم من قال
انه ابن الله ومنهم من قال انه ثالث ثلاثة تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا . وجاء الاسلام بوصفه عبد الله
ورسوله، غلت اليهود في عزير فقالوا انه ابن الله وكل هذه الأقاويل الباطلة الضالة لانهم غلوا في أنبيائهم
ونبينا صلى الله عليه وسلم حذرنا ان نغلوا فيه فقال (اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو) وقال
(لاتطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما عبدالله ورسوله).
فالذين غلوا في محمد صلى الله وسلم غلوا في حبه حتى أخرجتهم المحبة عن الطريق المستقيم فصرفوا له
ماهو خالص حق الله ودعوه وسألوه الشفاعة وتفريج الكربات وكل هذه من الامور الباطلة المخالفة لشرع الله
ولهذا النبي حذر امته بقوله (اللهم لاتجعل قبري وثنا يعبد اشد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم
مساجد) فحذر من صنيع الماضين وامر امته بالاعتدال في محبته ومحبته اصلها اصل الايمان وكمالها كمال
الايمان ولا ايمان لمن لا يحب محمد صلى الله عليه وسلم . فالغلو في محمد مذموم فنحن نحبه ونشهد الله
على محبته لكن نعتقد انه عبد من عبيد الله عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع نحبه ولكن لا نوصله حق
الله فعبادة الله حق لله لا حق للنبي ولا غيره فيها.
ونهانا النبي ان نغلو في العبادة بأن نجاوز الحد فيها ونهلك انفسنا وحذرنا من الغلو في الطاعة وامرنا ان نلزم
الاعتدال بأن تكون طاعتنا لله خالصة على وفق الشرع لا نحمل انفسنا ما لا نطيق، واشار سماحته الى ان الغلو
في الدين مصيبة من المصائب وبلية من البلايا ويصدر الغلو من قصور العلم وقلة النظر ويحصل الغلو من اناس
جهلوا مقاصد الشريعة وخفيت عليهم أعلامها، والغلو أخرجهم عن منهج الله المستقيم فإن شرع الله بين
الغالي فيه وبين الجافي عنه فلا جفاء يبعد عن الحق ولا غلو يخرج بنا عن الحق.
والغلو قد يؤدي بأقوام الى ان يفهموا الشرع على غير مفهومه يرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبا
وفرضا باليد على القادر ومن له الولايه وباللسان ثم باليد لكنهم فهموا من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الخروج على جماعة المسلمين ومقاتلتهم واستباحة دمائهم فاستباحوا الدم الحرام بمجرد خطأ وقع من انسان
كل هذا من قصور علمهم وقلة فهمهم.
والمهم ان نجتنب هذا النوع سواء كان مذهب الخوارج او من سلك سبيلهم ممن غرر بهم وخدعوا وتسلط عليهم
اعداء الإسلام وتربصوا بهم الدوائر وخرجوا عليهم بأساليب مختلفة ووجوه مختلفة ليملأوا قلوبهم غلاً على
الاسلام واهله ويكدروا صفوا الامة وليشتتوا شملها وليحدثوا فيها التفرق والتمزق وغير ذلك من المقاصد
السيئة ، وكل هذه الفئات تعمل وللأسف الشديد خاضعة لغيرها وهم لا يعلمون من حيث أتوا لا يعلمون ان
اعمالهم انما تخدم اعداء الاسلام فهم يعملون اعمالا هى من تأثيرات غيرهم عليهم وممن اندس من بينهم ممن
لاخير فيهم ولا دين لهم ولكن يريدون استغلال حماس الشباب المسلم واستغلال عاطفته ليزجوا بهم في
الهاوية وليغروه وليملوا قلبه حقدا على الاسلام واهله فيتصور الامر التصور الخاطئ ولا يتصور انه مسلم يدعو
الى الله بحكمة وبصيرة ونصيحة هادفة وكلمات نافعة وتوجيهات سديدة اما ان تأتي بهذه الاساليب السيئة
وهذه الافكار الرديئة التى هي امتداد لمخططات اعداء الاسلام الذين يريدون ضرب الأمة بعضها ببعض واحداث
الفوضى وفصل قيادتها عن رعيتها وجعل الامة تعيش في فوضى هكذا يريد الاعداء لكن الله بفضله وكرمه حمى
هذا البلد من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين وحال بينهم وبين مرادهم بفضله وكرمه ثم بقادة
الامة ورجالها المخلصين ثم التعاون بين الراعي والرعية في سبيل القضاء على هذه الافكار المنحرفة والافكار
الدخيلة والسيئة التى لا خير فيها، ان المسلم يعالج الشر بالخير والمنكر بالمعروف ويعالج الاخطاء بالصحة
ويعالج الانحراف بالاستقامة لكنه بعيد كل البعد عن هذه التأثيرات السيئة وعن هذه الافكار المنحرفة ان شبابنا
المسلم مستهدف من أعدائه تارة يوجهونه إرهابيا يدمر ويفسد وتارة يوجهونه إفسادا اخلاقيا ليروج المخدر
والمسكر وتارة يوجهونه ليكون متشتت القلب ضائع النفس.
التعديل الأخير تم بواسطة f15 ; 04-08-09 الساعة 05:33 AM |
| |