20-05-07, 11:18 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس و اداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 16 | الاقامة: | مجــالس الفــردة | المواضيع: | 237 | الردود: | 2689 | جميع المشاركات: | 2,926 [+] | بمعدل : | 0.45 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 12 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 120 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس الحـــوار الهــــادف نظرية كل شيء بسم الله الرحمن الرحيم مات علم العلم الحديث ( أنشتاين ) وهو يبحث عن نظرية كل شيء.
تلك النظرية التي تفسر كل النظريات وتجمع كل النظريات بتناغم وتناسق ، كان طريح الفراش وكان يبحث ويكتب استنتاجته حتى على لحافه.
ومات وهو يبحث وخلف من بعده خلف ورثوا عنه هذا البحث ، ولا يزال البحث جارياً عن نظرية كل شيء.
والحقيقة أن ثمة نظرية لكل شيء بحيث ينبثق منها كل شيء ويرتبط بها كل شيء.
فهي كالمصدر لكل كلمة وكل حركة ، وهي الميزان الذي توزن به كل المقاييس والمبادئ ، وهي المعين الذي تستقى منه المثل والقيم ......أنه الإيمان . لنعرض للمحة عن تلكم النظرية عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يامعاذ ، هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله ؟. ) قلت : الله ورسوله أعلم. قال : ( فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاَ.) قلت : يا رسول الله أفلا أبشر به الناس؟. قال : ( لا تبشرهم فيتكلوا.) البخاري 2644 ورواه مسلم 44 وابو داوود 2196 وابن ماجة 4286 والترمذي 2567 وأحمد 13245 الإسلام لا يعارض الحياة أو إتجاهات الهوى ونزعات النفس ولكنه يصبغها بصبغة يرضاها الله ، وتلك ميزة هذا الدين ، أنه دين يتماشى ويناغم مع الفطرة الإنسانية ـ الثابت مع الثابت والمتحرك مع المتحرك ـ فلا تناقض ولا تضاد بينهما حتى كأنه هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، وهو بناء قويم دقيق متين يقوم بعضه على بعض ، فالجزء منه يُمثل صورة الكل والكل جمع صورة الأجزاء ويمثل ذات الصورة ، فهو في كليته وفي كل جزء منه ينبثق من مركز واحد ، كل جزء من الكل مربوط بوتر بذلك المركز ، وكل أجزائه مترابطة ، والكل جملة واحدة مربوط بوتر واحد إلى ذات المركز ، والمركز هو كونه قائم على الإيمان بالله وتحقيق العبودية خالصة لله.
وكل جزء منه حلقة في سلسلة طويلة تمضي حتى أقصى أدق تفاصيل الحياة ، وتمضي حتى تحيط بشتى مشاعر وفكر ومعنويات وسلوكيات النفس البشرية في كل صورة لها.
حتى كأن كل جزء من المنهج الإسلامي خلية حية ذات نواة لها روح ، فلست تدري هل الروح تنبعث من كل نواة خلية في هذا الجسد حتى تتحد فتشيع الحياة في الجسد ، أم أن الروح تنبعث من مقر لها في الجسد حتى تبعث الحياة في كل نواة خلية ، تلك هي الروح في الجسد في كل شيء في الجسد حتى تهيمن على كل شيء فيه فتبعث فيه الحياة ، وتلك هي روح الإسلام ـ العبودية الخالصة لله ـ العبودية الخالصة لله تعني التعبد لله دون سواه بإيمان بالله وكفر بما سواه فليست الطاعة إلا لله ولا الخضوع إلا لله ولا تقرر العقيدة في كل شئ إلا بكتاب من عند الله ـ ـ هي في كل المنهج ـ كأساس ـ وفي كل شيء في المنهج ـ كشرط لصحة وأستقامة العمل ومن ثَمَّ لقبول العمل ـ . وبذلك يتضح أن من مزايا هذا المنهج هو في طريقة التعامل معه فلن تتعامل معه كنظرية بالفكر المجرد فقط ، وإنما ستتعامل معه كما تعامل مع كائن حي فيه روح فتتفاعل الروح مع الروح والفكر مع الفكر والمشاعر والعواطف مع الإستجاشة.
وذلك لأن المؤمن يستحضر قرب الله إليه ومعيته له سبحانه وحتى مراقبته تعالى للعبد وعدم غفلته لحظة عن كل أولئك . وبذا يستفيض الإحساس عند العبد بأنه يتعامل مع الله مباشرة لا مع مجرد ناموس أو قانون أو شريعة مبتورة الصلة بالحياة والناس والوجود وخالق هذا الوجود جل وعلا. والهدف البعيد لهذا الدين هو تغيير واقع البشرية المريض أو الجاهلية الضالة ، بضبط معايير سلوكيات النفس البشرية وتقويمها ، أو بمعنى آخر هو ربط الحياة والعباد بالخالق العظيم ، وصبغ الحياة بصبغة الله ، ومحو الأمية الفكرية والتبعية البليدة التي لا تسير على هدى منير ولا تقوم على أساس متين ولا تسعى إلى هدف نبيل كما لا تترك الأثر السليم ـ على الأفراد والجماعات بطبيعة الحال ـ ، وتوجيه الفكر البشري إلى البناء والإيجابية والجدية والمسئولية في البناء ـ في كل شئ يحتاج البناء ـ . ويتم تحقق هذا الهدف بإقامة الإنسان على قاعدة صحيحة قويمة ، وأساس متين مستقيم.
إذ أن كل تلكم الأفلاك الدوارة في فضاء ذلك الدين تتمحور حول مركز ثابت لا يدور ، حتى كأن ذالكم المشروع الأصلاحي الجبار ينبثق من ذلك المركز إنبثاقاً ؛ فبدونه لا يكون وبغيره لا يستقيم ، وذلك المركز أو تلك القاعدة هي العروة الوثقى وهي تحقيق العبودية خالصة لله لا مجرد الإيمان بالله ؛ بل الإيمان بالله والكفر بكل معبود سواه ، لأن هذه العروة أو المركز أو القاعدة يقوم عليها كل ما بعدها ، ويستمد وجوده من وجودها ، واستقامته من استقامتها ، ثم يتحقق كل ما بعدها بتحقيقها بتلقائية تتابعية بحدود طاقة كل نفس ـ وفي عالم كل نفس بمقدار ما تأخذ تلكم النفس منه قدر ماتستطيع أو قدر ما ترضى ـ وبجدية حليمة كريمة وتناغم سلس وهين لين مع الفطرة البشرية.
فإذا حقق الإنسان العبودية خالصة لله ، حقق الألوهية والربوبية على الوجه الأمثل ، وتحققت تباعاً النسك والشعائر فتحققت ـ بتلقائية تتابعية ـ محبة الله ثم تحققت كنتيجة حتمية ـ وكحلقة في سلسلة ـ العدالة بين البشر ، ثم حق الحق بطبيعة الحال ، فعُرف المعروف وأُنكر المنكر وأستقام الطريق ، وأضمحلت الجاهلية المريضة والواقع الضال ، فعاد الناس أسويا كما فطروا ، وسواسية كما جعلوا ، فالكل كالواحد تحت حكم النظام العام ؛ الدستور الذي خطه سيّد هذا الكون ومليكه. إذاً فالبداية تحقيق العبودية خالصة لله. والإستمساك بالعروة الوثقى والأخذ بها كما جاءت من المصدر الرباني نقية شفافة واضحة لا لبس فيها ولا جدال ، وتوقيفية تؤخذ كما هي دون أن تمسها فكرة بشر ، فلا تؤخذ العقيدة بالله ـ معرفته جل شأنه بأسمائه وصفاته ـ والعبودية لله من تصور بشر وقد قصها لنا الله في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم ، لكي تكون لنا النبع الزاكي الرقراق إذا تعكرت الجداول والمسارب ، وهي بين اليدين غير بعيد ، محفوظة بحفظ الله ، وهي كذلك لأنها العروة الوثقى التي يقوم عليها كل ما بعدها ـ أي الدين بكل أهدافه ومبادئه ومعانيه ـ ، ويستمد وجوده واستقامته من وجودها واستقامتها .. وما بعدها يتحقق بتلقائية تتابعية بحدود طاقة وطبيعة كل نفس.
ولذا كانت هي المطلب الذي يلح عليه القرآن دائماً ـ كمطلب أول وأساسي يستقيم كل ما بعده إذا استقام بلا إنحراف ولا ضلال أوينحرف وينهار كل ما بعده إذا كان هشاً ضعيفاً أو في غير الإتجاه الصحيح ـ وكان شديد الحرص على توضيح معنى العبادة الخالصة وحصرها وتقييدها وبيان صورتها ومقوماتها ومعوقاتها ونواقضها ومكمن الزلل والشطط في عقائد السابقين ؛ أين أصابوا الحق وأين أخطأوا؟.
( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) (البينة : 5 )
( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ) (النحل : 36 )
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (الذاريات : 56 )
( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ ) (الزمر : 11 ) هذه لمحة سريعة مقتضبة عن نظرية كل شي أو المكون الضابط للحياة كما سماه أحدنا أو الإيمان أو العروة الوثقى أو التصور والعقيدة وفلسفة الحياة . كتبه عبدالله بن غنام أبو عزام
وللبسط موضع آخر
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن غنام ; 20-05-07 الساعة 11:26 PM
سبب آخر: تنسيق
|
| |