09-07-09, 03:32 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مشرف سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Aug 2008 | العضوية: | 1293 | الاقامة: | بريدة | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1624 | الردود: | 5444 | جميع المشاركات: | 7,068 [+] | بمعدل : | 1.18 يوميا | تلقى » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 121 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي حوار بين أبي سفيان وهرقل ملك الروم حوار بين أبي سفيان وهرقل ملك الروم قبل اسلام ابو سفيانسمع هرقل أن هناك نبيا سيظهر في بلاد العرب، فأمر هرقل جنوده أن يأتوا ببعض العرب؛ لكي يسألهم عن هذا النبي الذي ظهر في بلادهم، واستطاع الجنود الإمساك ببعض التجار الذين كانوا يتاجرون في غزة بفلسطين، وكان هرقل في بيت المقدس في ذلك الوقت، وهو يريد أن يستوثق من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من بين هؤلاء التجار أبو سفيان بن حرب زعيم قريش، وهذا الأمر حدث بعد صلح الحديبية مباشرة، فقد سافر أبو سفيان لغزة للتجارة، وأمسكه بعض الجنود، وأخذوه إلى هرقل في بيت المقدس، والتوقيت عجيب من كل النواحي، فكأن الله سبحانه وتعالى أرسل أبا سفيان الذي كان كافرًا في ذلك الوقت ليقيم الحجة على هرقل في هذا اللقاء العجيب...
ورد في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما نقلا عن أبي سفيان رضي الله عنه بعد إسلامه أن هرقل سأل التجار أيكم أقرب نسبا لهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فقال أبو سفيان:
أنا أقربهم نسبا إليه.
فقال هرقل: أدنوه مني، وقربوا أصحابه، فاجعلوهم عند ظهره.
أي جعل أبا سفيان واقفا ووراءه مجموعة من أصحابه، ثم قال لترجمانه:
قل لهم إني سائل- يعني أبا سفيان- فإن كذبني فكذبوه.
هرقل يريد أن يعرف بجدية كل شيء عن هذا النبي، فسأل أقرب الناس إليه نسبا، ليكون على معرفة تامة به، وفي نفس الوقت جعل وراء أبي سفيان مجموعة التجار الآخرين كحكام على صدقه، وتحت تأثير إرهاب هرقل وبطشه، أبو سفيان سوف يخاف أن يكذب، ومن وراءه سوف يخافون أن يكذبوا، ولكن أقول لكم إن عامل الكذب هذا لم يكن واردا في القصة، فالعرب حتى في أيام الجاهلية كانت تستنكر صفة الكذب هذه، وتعتبرها نوعًا من الضعف غير المقبول، حتى أن أبا سفيان كان يقول تعليقا على كلمة هرقل هذه:
فوالله لولا الحياء من أن يأثر أصحابي عني الكذب لكذبته حين سألني عنه ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته.
فهو في هذه اللحظة - سبحان الله - مع أنه يكره الرسول صلى الله عليه وسلم كراهية شديدة، إلا أنه لا يستطيع أن يكذب على محمد صلى الله عليه وسلم .
وبدأ استجواب هرقل لأبي سفيان أمام الجميع من العرب والرومان وفي حضور علية القوم من الأمراء والوزراء والعلماء من الرومان، وفي هذا الاستجواب سوف نرى أن هرقل سيسأله أسئلة يحاول بها أن يتيقن من أمر هذه النبوة التي ظهرت في بلاد العرب، هل هي نبوة حقيقية أم كذب؟ وهذه الأسئلة عبارة عن استنباطات عقلية، وهذه الأسئلة بناء على معلومات عن الأنبياء بصفة عامة، وعن هذا النبي بصفة خاصة كما جاء في التوراة والإنجيل، وهذا الحوار الذي دار بين هرقل زعيم أكبر دولة في العالم في ذلك الوقت وأبي سفيان زعيم قريش، ونحن نحسبه من أعجب الحوارات في التاريخ، وهو عجيب من أكثر من وجه؛ لاهتمام زعيم أكبر دولة في العالم بأمر رجل يظهر في صحراء العرب، أو من حيث دقة الأسئلة وذكاء الأسئلة، أو من حيث ردود أبي سفيان المشرك آنذاك، والذي كان يكره محمدًا صلى الله عليه وسلم كراهية شديدة، أو من حيث تعليق هرقل على كلام أبي سفيان في آخر كلامه، أو من حيث رد فعل هرقل بعد ما سمع كلمات أبي سفيان، إنه حوار عجيب بكل المقاييس، وقد بدأ الحوار بسؤال:
كيف نسبه فيكم؟
قال أبو سفيان: هو فينا ذو نسب.
قال هرقل: فهل قال هذا القول من قبلكم أحد قط قبله؟
قال أبو سفيان: لا لم يدع أحد في تاريخ العرب النبوة.
فقال هرقل: هل كان من آبائه من ملك؟
فقال أبو سفيان: لا.
قال هرقل: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟
قال أبو سفيان: بل ضعفاؤهم.
قال هرقل: أيزيدون أم ينقصون؟
قال أبو سفيان: بل يزيدون.
قال هرقل: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟
قال أبو سفيان: لا، لا يرتد منهم أحد.
قال هرقل: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟
قال أبو سفيان: لا.
قال هرقل: فهل يغدر؟
قال أبو سفيان: لا.
ثم قال: ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها.
أي أننا لا ندري هل يغدر بصلح الحديبية أم لا ؟
هذا كلام أبي سفيان فهو أراد أن يقول أي شيء سلبي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل الإجابات بترفع من الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول أبو سفيان: ولم تمكنى كلمة أدخل فيها شكا غير هذه الكلمة.
أي حاولت على قدر ما أستطيع أن أطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم بأي شيء فلم أستطع إلا بهذه الكلمة، وهرقل لم يعلق على هذه الكلمة، وكأنه لم يسمعها.... م/ن
|
| |