28-06-09, 07:03 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو جديد::
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Jun 2009 | العضوية: | 2193 | المواضيع: | 9 | الردود: | 1 | جميع المشاركات: | 10 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي رجلان تحابا في الله ... أما بعد ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا) اتقوا الله أيها الناس وكونوا عباد الله إخواناً على الحق أعواناً لتفوزوا بظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع السبعة مع الإمام العادل والشاب الناشئ على طاعة الله والرجل الذي تعلق قلبه بالمساجد وباقي السبعة .
عباد الله / آن الأوان لنحدثكم اليوم عن الصنف الرابع من هؤلاء السبعة وهما رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه . فنقول وبالله التوفيق : كم نحب من الناس ولأي شيء نحبهم وكم نبغض من الناس ولأي شيء نبغضهم ، لماذا استحق هذا الصنف من الناس أن يكونوا من السبعة؟ أسئلة كثيرة تقيس إن أجيب عليها بصدق صدق الإيمان في قلوبنا ومقدار ما ينقصنا منه لنكون من هذه الأصناف الكريمة . فما سر هذين الرجلين . جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّه لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لاَ غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ) رواه مسلم هذا هو السر يا عباد الله لأن منبع الحب بينهما وأساسه وأصله هو لله وفي الله تحابا لصفات اتصفا بها يحبها الله لا لذواتهما ، أحبا بعضهما لتعاونهما على طاعة الله ، فذابت عند ذلك فوارق الدنيا بينهما ، وهذا والله غريب عند الناس غريب على من لم يجربه غريب على من لم يذق حلاوته لذلك يعجب الناس منهما ، على أي شيء اجتمعا ولأجل أي شيء تحابا يرى "الغني مع الفقير، والكبير مع الصغير، والحسيب النسيب مع غير ذي الحسب والنسب . قال النبي صلى الله عليه وسلم:( ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ) متفق عليه(لأن محبتهما باقية في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم :(اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ) متفق عليه، وقال تعالى (الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَوْثق عُرَى الإِيمَانِ الْمُوَالاةُ فِي اللَّهِ، وَالْمُعَادَاةُ فِي اللَّهِ، وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّه) رواه الطبراني ، وصححه الألباني نعمة الحب في الله تلتقي فيها الأرواح قبل الأجساد؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم:(الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَف) متفق عليه . تجمع القلوب التي لا تجمعها أموال الدنيا؛ قال تعالى( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ . وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) نعمة الله المنقذة من النار؛ قال تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ومن ثمَّ كانت أسمى علاقة . فضائل المتحابين في الله لا تعد ولا تحصى فمنها أن تغفر ذنوبهم بالحب في الله ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن المسلم إذا صافح أخاه تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر) رواه البزار، وقال الألباني: صحيح لغيره فسلم يا رعاك الله على أخيك بصدق وحرارة ، لا تسلم سلاماً باهتاً بارداً لا حرارة فيه . عباد الله / لقد بلغ من فضائل الأخوة في الله أنهم وصلوا إلى منزلة يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء ؛ قال صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلاَ أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا فَوَ اللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ لاَ يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلاَ يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: (أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) رواه أبو داود، وصححه الألباني ( هم أهل محبة الله في الدنيا والآخرة ) ، وقال عز وجل في الحديث القدسي: (وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِىَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِىَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِىَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِىَّ ) رواه أحمد، وصححه الألباني . ينالون بهذا التحاب فيما بينهم الجنة وأعظم بها من جائزة ؛ قال صلى الله عليه وسلم:(مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلا) رواه الترمذي، وحسنه الألباني وهذا كله فيمن يحب وربما لم يخبر صاحبه ، فكيف إذا أخبره؟! قال صلى الله عليه وسلم:(إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني عباد الله / ولسائل أن يسأل كيف لي أن أحصل على هذه المكرمة وكيف لي أن أجعل محبتي لإخواني خالصة لوجه الله وكيف أسعى لتعميق ذلك فيقال جاهد نفسك لتحب ما يحبه الله وتبغظ ما يبغظه الله ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) وإني على يقين بحمد الله أن الفطر سليمة ولكن بعض الناس قد بلي ببعض الشهوات فغابت النية الصالحة عن قلوبهم فما أجمل قول القائل :
أحب الصالحين ولست منهم
عسى أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي
وإن كنا سواء في البضاعة فاعلم أن المحبة الباقية والثابتة التي لا تكدرها الأحداث ولا تنقصها الأيام هي المحبة في الله قال تعالى(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) فإذا أحببت إنساناً فاجعل محبتك له لما فيه من الصفات التي يحبها الله ورسوله . ومما يعمق جذور هذه المحبة في الله أن تخبر أخاك أنك تحبه في الله ؛ وأن تلق أخاك بوجه طلق ؛ وأن يكون الأخ في عون أخيه في كل الأحوال؛ قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ) رواه مسلم . جعلنا وإياكم من المتحابين في الله ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله والله أعلم وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
الخطبة الثانية
أما بعد فاتقوا الله عباد الله ولنعلم أننا بحاجة ماسة للأخوة الصادقة لئلا نفشل وتذهب ريحنا قال تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) إننا بحاجة إلى أخوة تقوم على أساس الدين لا لأجل نسب ولا لأجل تراب أوعرق أو أقليم مصدرها الإيمان بالله (إنما المؤمنون إخوة) تذوب عندها العصبيات القبلية والنعرات الجاهلية والمنازعات الإقليمية والنزاعات المذهبية نسير بذلك على منهج الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم أن آخى ابتداءً بين الموحدين فى مكة ، على الرغم من اختـلاف ألوانهم وأشكالهم ، وألسنتهم وأوطانهـم ، فآخى بين حمـزة القرشى وسلمان الفارسى وبلال الحبشى وصهيب الرومى وأبى ذر الغفاري . هذه في المرحلة الأولى من مراحل الإخاء. ثم آخى صلى الله عليه وسلم بين أهل المدينة من الأوس والخزرج ، بعد حروب دامية طويلة ، وصراع مرير، ثم آخى صلى الله عليه وسلم بين أهل مكة من المهاجرين وبين أهل المدينة من الأنصار، فى مهرجـان حُبٍّ لم ولن تعرف البشرية له مثيلاً ، تصافحت فيه القلوب، وامتزجت فيه الأرواح . عندما نسعى لذلك تتوحد الأمة ويقوى جانبها وتعظم هيبتها عندها يندحر أصحاب القلوب المريضة والحضوض المهيضة والمقاصد السيئة فلننبذ الفرقة والاختلاف متخذين هذه الآية شعاراً لنا قال تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) ألا فلنتق الله عباد الله ولنسع إلى رأب أي صدع يقدح في هذه الاخوة ولنعدها صافية على ما كان عليه سلف هذه الأمة فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها والله الموفق والهادي على سواء السبيل هذا وصلوا وسلموا ...
|
| |