28-06-09, 07:01 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو جديد::
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Jun 2009 | العضوية: | 2193 | المواضيع: | 9 | الردود: | 1 | جميع المشاركات: | 10 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي رجل قلبه معلق بالمساجد بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فأوصيكم ـ عباد الله ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله حق التقوى ، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى ، واحذروا أسباب سخط الجبار فإن أجسادكم على النار لا تقوى .
عباد الله / لازلنا وإياكم نتفيء ضلال الهدي النبوي ، والسنة المطهرة ، والمصدر الثاني من مصادر التشريع ، ذلكم النهر المتدفق والمعين الذي لا ينضب ، لا زلنا مع كلام الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه ، نستضيء بأنواره ، ونبحث في أسراره ، ونغوص في أعماقه ، وننهل من ورده ، لعلها أن تنشرح به صدورنا ، وتستنير به قلوبنا ، وتهتدي به نفوسنا ، فمع حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ، وقد تقدم معنا الحديث عن صنفين إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ونحن اليوم على موعد مع الصنف الثالث وهو رجل معلق قلبه بالمساجد .
عباد الله / لقد رأيت صورة معبرة وأنا بصدد الإعداد لهذا الموضوع صورة تدمع منها العين ، صورة تحرك جذوة الإيمان في القلب ، صورة تزدري الأصحاء الذين يتخلفون عن الجماعة ، صورة للمصلين في مسجد من المساجد وقد ظهر في الصورة حذاء المصلين وكان من بين الحذاء حذائين قد ركبا على ساقين صناعيتين مما يعني أن صاحبها من بين المصلين ، الله أكبر لم تمنعه إعاقته أن يكون أحد المبادرين إلى الصلاة مع الجماعة في المسجد.
عباد الله / ما أحوجنا جميعا، إلى أن نستظل في ظل الرحمن ، في يوم عصيب يعظم فيه الخطب ، ويشتد فيه الكرب ، يوم أن تدنو الشمس من رؤوس الخلائق ، ذلكم اليوم الذي وصفه الحق تبارك وتعالى بقوله : ( إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .. ووصفه أيضاً فقال : ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شان يغنيه ) نحن في ذلك اليوم وفي كل يوم بأمس الحاجة لرحمة ربنا تبارك وتعالى ليظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله فلنكن أحد هذه الأصناف لنفوز بذلك فذلكم والله هو الفوز العظيم .
عباد الله / إن المساجد بيوت الله جلّ وعلا، وهي خير البقاع، وأحب البلاد إلى الله تعالى، أضافها إلى نفسه تشريفاً لها، تعلّقت بها قلوب المحبين لله عزّ وجلّ، لنسبتها إلى محبوبهم، وانقطعت إلى ملازمتها لإظهار ذكره فيها، فأين يذهب المحبون عن بيوت مولاهم؟! قلوب المحبين ببيوت محبوبهم متعلقة، وأقدام العابدين إلى بيوت معبودهم مترددة ، يكرم الله عمارها ويعظم أجر زوارها ، ويثيب على الخُطا إليها (فِي بُيُوتٍ أّذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالأَصَالِ * رِجَالٌ لاَ تُلهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصّلاةِ وَإيتَاءِ الزّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ* لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) يفرح الله جل وعلا بزوار المساجد ويبش لهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما توطن رجل المساجد للصلاة والذكر، إلا تبشبش الله تعالى إليه، كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم)) رواه ابن ماجه وابن خزيمة وغيرهما وإسناده صحيح. ولم يكن للمسلمين في القرون الأولى، من معاهد ولا مدارس إلا المساجد ، ناهيكم عن خمس صلوات في اليوم والليلة ، ففي المسجد يدرس القرآن وتفسيره ، والسنة وفقهها ، واللغة وأصول الدين ، وإلا فأين مجلس إمام دار الهجرة. والحسن البصري، وأبي حنيفة والشافعي وأحمد إن لم يكن في المسجد . أما إنه لو رجع لبيوت الله ما كانت عليه من إقامة الشعائر واجتماع المسلمين فيها ، لتعلقت بها قلوب الكثيرين ممن أعرضوا عنها واستخفوا بشأنها ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُوَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ ). عباد الله / إن المتعلق بهذه المساجد قد آثر طاعة الله تعالى ، وغلب عليه حبها ، فصار قلبه معلقاً بالمساجد ، ملتفتاً إليها يحبها ويألفها ، لأنه يجد فيها حلاوة القربة ، ولذة العبادة ، وأُنس الطاعة ، ينشرح فيها صدره ، وتطيب نفسه ، وتقر عينه . فهو لا يحب الخروج منها ، وإذا خرج تعلق بها قلبه حتى يعود إليها. وهذا إنما يحصل لمن ملك نفسه وقادها إلى طاعة الله جلّ وعلا فانقادت له. فلا يقصر نفسه على محبة بقاع العبادة إلا من خالف هواه ، وقدم عليه محبة مولاه ، جل في علاه. أما من غلبته نفسه الأمارة بالسوء فقلبه معلّقٌ بالجلوس في الطرقات ، والمشي في الأسواق ، محبٌ لمواضع اللهو واللعب ، وأماكن التجارة واكتساب الأموال وأما من تعلق قلبه بالمساجد فقد وصفهم سبحانه بقوله : (لاَ تُلهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصّلاةِ وَإيتَاءِ الزّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ* لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي قال: { وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده.
عباد الله /كم في المبادرة والتبكير إلى صلاة الجماعة في المساجد من الأجر العظيم فمن هذه الأجور :
1- أن الجالس قبل الصلاة في المسجد انتظاراً لتلك الصلاة هو في صلاة - أي له ثوابها - ما دامت الصلاة تحبسه. ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي : أنه لما أخر صلاة العشاء الآخرة ثم خرج فصلى بهم، قال لهم: إنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة. وفي الصحيحين أيضاً من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: "ولا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة".
2- أن الملائكة تدعو له ما دام في انتظار الصلاة، كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله قال: "الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه ما لم يحدث اللهم أغفر له، اللهم ارحمه". قوله (مصلاه): المراد به موضع الصلاة التي صلاها في المسجد دون البيت كما يدل عليه آخر الحديث. أما المرأة فقال أهل العلم: لو صلت في مسجد بيتها، وجلست فيه تنتظر الصلاة فهي داخلة في هذا المعنى إذا كان يحبسها عن قيامها لأشغالها انتظار الصلاة.
3- أن المبكر يتمكن من أداء السنة الراتبة- في صلاتي الفجر والظهر- ويصلي نافلة في غيرهما ففي الصحيحين عن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله : "بين كل أذانين صلاة قالها ثلاثاً قال في الثالثة لمن شاء".
4- أن المبكر للصلاة يمكنه استثمار ذلك الوقت بقراءة القرآن الكريم فقد لا يتيسر له ذلك في أوقات أخرى.
5-أن هذا الوقت من مواطن إجابة الدعاء ففي الحديث عن أنس قال: قال رسول الله : "إن الدعاء لا يُردّ بين الأذان والإقامة فادعو".
6- أنه يدرك الصف الأول، ويصلي قريباً من الإمام ، عن يمينه ، ففي الحديث: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول". ولا يضطر كما هو حال الناس اليوم لتخطي الرقاب أو يقف على الأبواب كما هو حاصل للبعض المصلين يوم الجمعة .
7- أنه يدرك التكبيرة الأولى مع الإمام، والتأمين معه ، ويحصل له بذلك فضل صلاة الجماعة.قولاً واحداً .
عباد الله / إن لجلوس المرء في المسجد بعد الصلاة انتظاراً لصلاة أخرى فضل عظيم وأجر كبير فهو في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه وهو نوع من الرباط في سبيل الله لحديث: "وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرابط". أخرجه مسلم قال ابن رجب: وهذا أفضل من الجلوس قبل الصلاة لانتظارها، فإن الجالس لانتظار الصلاة ليؤديها ثم يذهب تقصر مدة انتظاره ، بخلاف من صلى صلاة ثم جلس ينتظر أخرى فإن مدته تطول ، فإن كان كلما صلى صلاة جلس ينتظر ما بعدها استغرق عمره بالطاعة ، وكان ذلك بمنزلة الرباط في سبيل الله عزّ وجلّ وهو سبب لتكفير السيئات ورفع الدرجات ففي الحديث "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ فذكر منها: وانتظار الصلاة بعد الصلاة". أخرجه مسلم. وجاء في السنة الكفارات التي من فعلها كفّرت عنه ذنوبه وخطاياه وهي إسباغ الوضوء على المكاره، ونقل الأقدام إلى الجمعات أو الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات ) قال ابن رجب: يدخل في قوله: "والجلوس في المساجد بعد الصلوات": الجلوس للذكر والقراءة وسماع العلم وتعليمه ونحو ذلك، لا سيما بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، فإن النصوص قد وردت بفضل ذلك، وهو شبيه بمن جلس ينتظر صلاة أخرى لأنه قد قضى ما جاء للمسجد لأجله من الصلاة وجلس ينتظر طاعة أخرى. أ. هـ وعن علي قال: سمعت رسول الله يقول: "من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه". قال ابن رجب: وإنما كان ملازمة المسجد مكفراً للذنوب لأن فيه مجاهدة النفس، وكفاً لها عن أهوائها فإنها تميل إلى الانتشار في الأرض لابتغاء الكسب ، أو لمجالسة الناس ومحادثتهم ، أو للتنزه في الدور الأنيقة والمساكن الحسنة ومواطن النزهة ونحو ذلك، فمن حبس نفسه في المساجد على الطاعة فهو مرابط لها في سبيل الله ، مخالف لهواها وذلك من أفضل أنواع الصبر والجهاد. وهذا الجنس- أعني ما يؤلم النفس ويُخالف هواها- فيه كفارة للذنوب وإن كان لا صنع فيه للعبد كالمرض ونحوه فكيف بما كان حاصلاً عن فعل العبد واختياره إذا قصد به التقرب إلى الله عزّ وجلّ؟! فإن هذا من نوع الجهاد في سبيل الله الذي يقتضي تكفير الذنوب كلها.أ.هـ. ألا فاتقوا الله عباد الله وكونوا من عمار المساجد لتفوزا بما أعده الله من الأجور العظيمة ، نسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم ممن تعلق قلبه بالمساجد ليظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إنه ولي ذلك والقادر عليه . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين وتاب علي وعليكم إنه هو التواب الرحيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .( الخطبة الثانية ) أما بعد فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن سلف هذه الأمة قد ضربوا أروع الأمثلة في تعظيم شعائر الله والحرص على مرضات الله فلنتبع آثارهم ولنقتدي بهم لا سيما في عمارة المساجد: قال ابن جريج : كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة ، وكان من أحسن الناس صلاة. وكان زياد مولى ابن عباس- أحد العباد الصالحين- يلازم مسجد المدينة فسمعوه يوماً يعاتب نفسه ويقول لها: أين تريدين أن تذهبي! إلى أحسن من هذا المسجد!! تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان! قال سعيد بن المسيب ـ رحمه الله ـ : ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد . وقال ربيعة بن زيد ـ رحمه الله ـ : ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً. وقال يحيى بن معين ـ رحمه الله ـ : لم يفت الزوال في المسجد يحيى بن سعيد أربعين سنة .
عباد الله / ألا ما أعظم مجاورة الله في كثرة المكث في بيت من بيوته فذلكم والله هو الجوار المبارك: جاء في الحديث: "إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ فتقول الملائكة: ربنا! ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد؟
عباد الله / هكذا كان سلفكم الصالح مع ما كانوا عليه من الضرب في الأسواق وابتغاء الرزق . وإن في الأمة بحمد الله في كل عصر ومصر من يسابق في هذا المضمار يأتي أحدهم يوم الجمعة في الصباح الباكر طلباً لما أعده الله لهم مسارعين إلى مرضات الله ولقد سمعت بمن يجلس من بعد الفجر إلى أن تشرق الشمس يوم الجمعة ثم يصلي ما شاء ويذهب ويفطر ويحث أولاده على الذهاب إلى المسجد ثم يعود ليكمل مرابطته حتى تقضى الصلاة . ومنهم من يقرأ ما يقارب نصف القرآن قبل أن يخرج الخطيب فلله درهم على هذا التنافس والحرص ، وكم من شيخ كبير أو من يعاني من مرض أو إعاقة يتخطى المصاعب والمعوقات فلا نامت عيون الكسالى ممن وصفهم الله بقوله ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) معاشر المصلين /ولا يعني كل ما ذكرنا وما سقنا من الآيات والأحاديث والسير أن يترك المرء السعي على رزق أسرته وأولاده ، فلابد من الاعتدال والتوازن بين الأمور ، يقول الله تبارك وتعالى في سورة الجمعة ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ) فديننا لا رهبانية فيه بحمد الله ولا تعارض بين نصوصه فليتفطن لذلك . اللهم اجعلنا من عمار المساجد المحافظين على الصلاة فيها، وارزقنا اللهم الإخلاص في القول والعمل . هذا وصلوا وسلموا ........
|
| |