19-05-07, 06:52 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس وإداري سابق
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Apr 2007 | العضوية: | 206 | الاقامة: | الصين | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 285 | الردود: | 3923 | جميع المشاركات: | 4,208 [+] | بمعدل : | 0.65 يوميا | تلقى » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 70 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس أخبار الصحافة والإعلام جائزة الملك فيصل العالمية اعجبني هذا المقال واحببت ان تطلعو علية
منقول من صحيفة العالمية
عادل علي جوده
كاتب فلسطيني ـ الرياض aaajoudeh@hotmail.com
عن أبي أمامة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" ثم قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض؛ حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلمي الناس الخير". رواه الترمذي وقال حديث حسن. وما أجمل أن يجد المرء نفسه، بعد عمر حافل بالعطاء الصادق والإنجاز المبدع، محمولاً على أرض خضراء خصبة، ومظللاً بفيء شجرة طيبة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء؛ شجرة لا شرقية ولا غربية، ولا حزبية ولا سياسية، بل إنسانية عالمية؛ غرس نبتتها عام 1397هـ؛ 1977م، ويسهر على رعايتها، رجال صدقوا العهد، وأوفوا الوعد، فوصلوا المجد بالمجد، ووهبوا الإنسانية نوراً لا يرده رد ولا يحده حد.
نعم، هكذا هي الشجرة، وُجدت لتكون قوية في خيريتها، حازمة في حياديتها، صارمة في مصداقيتها، دقيقة في موضوعيتها، تقدم الخير لمستحقيه حيثما وجدوا، تبحث عنهم؛ تخترق الحدود وتجوب الآفاق، لتصافحهم وتشد على أياديهم، ثم تزفهم إلى الإنسانية في عرس بهي يعبق بنور الخير والمحبة والسلام. شجرة تتباهى بثوابتها المستمدة من فكر ذاك الرجل العربي المسلم الذي رسم التاريخ إنجازاته ومواقفه بحروف من ضياء. فما الشجرة؟ ومن الرجل؟ أما الرجل؛ فصاحب الفكر الأبي، والسيرة الندية، والذكر الصفي، والروح الزكية؛ حبيب فلسطين وعاشق القدس، إنه الفيصل؛ الملك العظيم؛ رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة. وأما الشجرة فمعينها لا ينضب، وخيرها لا ينقص، ووهجها لا يبهت، وخطوها لا يكل؛ إنها "جائزة الملك فيصل العالمية" التي شهدناها بالأمس وهي تضيء أنوار عرسها التكريمي التاسع والعشرين 1427هـ/2007م، وتزف من خلاله كوكبة جديدة من رجالات الفكر والعلم والأدب؛ أولئك الذين استحقوا، بإبداعاتهم وابتكاراتهم، الاستظلال بفيء هذه الشجرة الطيبة، ثم العودة إلى أوطانهم مكرمين محملين بما يليق ببصماتهم من أغصان الإجلال والإكبار. وعرس هذا العام يختلف بعض الشيء إذ اشتمل على جلستين؛ كانت الأولى مساء يوم الأحد 23 محرم 1428-هـ الموافق 11 فبراير/ شباط 2007م، برعاية مباشرة من رجل الدولة الأول؛ رجل الوسطية والاعتدال، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ تفضل، بحضور فخامة الرئيس فلاديمير بوتين؛ رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، بتسليم الغصن التكريمي الأول للحائز على "جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام"؛ فخامة الرئيس منتيمير شريبوفيتش شايمييف (الروسي الجنسية)؛ رئيس جمهورية تتارستان، تقديرا لخدماته الجليلة للإسلام والمسلمين ومنها "جهوده العظيمة في إحياء الثقافة الإسلامية في جمهورية تتارستان وفي تعريف مسلميها بمبادئ دينهم القيمة"، و"جهوده في إعادة بناء المساجد التي دمرت في أزمان سابقة حتى تجاوز عددها ألف مسجد، أربعون مسجداً منها في العاصمة قازان بينها جامع قول شريف الذي هو تحفة فنية، ولم يكن فيها زمن الحكم الشيوعي سوى أربعة مساجد"، و"تشييد مطابع للمصحف والكتب الإسلامية، وتشييد كثير من المدارس والجمعيات الإسلامية في عهده، وإنشاء الجامعة الإسلامية الروسية التي تدرس فيها المواد بالروسية والتترية والعربية"، و"اتِّباعه سياسة حكيمة جعلت من تتارستان مثالاً للتعايش الاجتماعي السلمي ورمزاً للتسامح، كما جعلتها تحقق نهضة اقتصادية وعمرانية واضحة المعالم". أما الجلسة الثانية فكان الموعد معها مساء الأمس؛ الإثنين 28 ربيع الأول 1428هـ الموافق 16 إبريل/نيسان 2007م، حيث تفضل رجل الدولة الثاني؛ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز؛ ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، بتسليم الأغصان التكريمية الأربعة الأخرى لمستحقيها، على النحو الآتي: الغصن الثاني للحائز على "جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية" وموضوعها "الدراسات التي عُنيت بالعلوم البحتة أو التطبيقية عند المسلمين"؛ وهو الأستاذ الدكتور رشدي حفني راشد (المصري الأصل، الفرنسي الجنسية)؛ مدير البحث الممتاز في المركز القومي للبحث العلمي في باريس، وأستاذ شرف في جامعة طوكيو، وقد نال هذا التكريم تقديراً لجهوده العلمية في إبراز العلوم البحتة عند المسلمين؛ بحثاً وتحقيقاً وتعليقاً ودراسة وترجمة، مؤرخاً لإنجازات المسلمين في مجالي الرياضيات والضوء من علم الفيزياء في مختلف مراحل الحضارة الإسلامية، فأنتج ما يزيد عن ستين كتاباً وأكثر من مائة مقالة بحثية، وتميز إنتاجه بالأصالة والعمق والدقة، وفي طليعة إنتاجه كتاب "تاريخ العلوم عند العرب"؛ من ستة أجزاء، وكتاب "الرياضيات التحليلية بين القرنين الثالث والخامس الهجريين"؛ من أربعة مجلدات، بالإضافة إلى ما ترجمه في "المسائل العددية" و"المرايا المحرقة". والغصن الثالث للحائزين (مناصفة) على "جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب" وموضوعها "الدراسات التي تناولت البلاغة العربية القديمة في موضوعاتها وأعلامها وكتبها"؛ وهما: الأستاذ الدكتور محمد عبدالله العمري (المغربي الجنسية)؛ أستاذ غير متفرغ بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس، وقد نال هذا التكريم تقديراً لجهوده العلمية المتميزة في دراسة البلاغة العربية وما يتصل بمفهوم النص ودراسته، ووظائف البلاغة والخطابة العربيتين قديمًا وحديثاً، مفيدا من الدراسات اللغوية والأسلوبية المعاصرة، وقد استطاع من خلال معرفته العميقة بالتراث البلاغي العربي أن يقدم أنموذجاً جديداً لدراسة البلاغة العربية وفق منهج محكم وعرض دقيق. ثم الأستاذ الدكتور مصطفى عبده ناصف (المصري الجنسية)؛ أستاذ بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب في جامعة عين شمس، وقد نال هذا التكريم لما تتميَّز به دراساته البلاغية من قراءة جديدة تتسم بالشمول والتنوع والأصالة، مع ربطها بالبيئات التي استمدت منها أصولها أو التي تداخلت معها تداخلاً وثيقا، كما أن دراساته تنم عن وعي جيد بالتطور الذي أحاط بالبلاغة في العصر الحديث. والغصن الرابع للحائزين (مناصفة) على "جائزة الملك فيصل العالمية في الطب" وموضوعها "سرطان البروستاتا"؛ وهما: الأستاذ الدكتور فيرناند لابري (الكندي الجنسية)؛ رئيس قسم الغدد الصمّاء الجزيئي في جامعة لافال، واستشاري الأمراض الباطنة بمستشفاها التعليمي، وقد نال هذا التكريم تقديراً لإنجازاته الرائدة؛ إذ استحدث علاج أورام البروستاتا عن طريق مضادات هرمونات الذكورة بدلاً عن إزالة الخصية واستخدام الهرمونات الأنثوية، كما طوّر طرقاً جديدة للتشخيص المبكر لسرطان البروستاتا مما ساهم في إنقاذ حياة العديد من المرضى قبل انتشار المرض. ثم الأستاذ الدكتور باتريك كريق وولش (الأمريكي الجنسية)؛ أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز، وقد نال هذا التكريم تقديراً لدوره الرائد في جراحة استئصال البروستاتا دون المساس بالعصبات المسؤولة عن القدرة الجنسية والسيطرة على التبول لدى الذكور، وللدراسات المبتكرة التي أجراها للجوانب الوراثية لسرطان البروستاتا وتضخمها. والغصن الخامس للحائز على "جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم" وموضوعها "الكيمياء"؛ وهو الأستاذ الدكتور جيمس فريزر ستودارت (البريطاني الجنسية)؛ أستاذ علوم النانو في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وقد نال هذا التكريم تقديراً لدوره الرائد في تطوير ميدان جديد في الكيمياء يُعنى بعلم النانو (أي الأبعاد التي تقارب جزءاً من بليون) حيث حقق إنجازات مهمّة في مجال تعرّف الجزيئات بعضها على بعض واجتماعها في بناء ذاتي، وابتدع طرقاً سريعة وذات كفاءة عالية تؤدي إلى بناء مركبات جزيئية متماسكة ميكانيكيا، وقد تميَّزت أبحاثه بالدقة العالية والإبداع والأصالة والابتكار، وأصبحت مصدر إلهام للآخرين، كما أدت إلى تغيير مهم لكيفية تفكير الكيميائيين حول الأنظمة الجزيئية، وإمكانية استعمالها في صناعة قواطع وآلات جزيئية مثل المصاعد والمكوكات الجزيئية. بهذا الحب يكرِّم محبو الخير مستحقي التكريم اليوم، كما كرموا مستحقيه بالأمس، وهذا الأمس ليس بالقريب، بل يمتد في عمق الزمن مع امتداد جذور هذه الشجرة المباركة؛ أي منذ عام 1399هـ/1979م حيث شهدت الرياض أول أعراس التكريم في ثلاثة أغصان؛ "خدمة الإسلام"، و"الدراسات الإسلامية"، و"اللغة العربية والأدب"، ثم في غصنين آخرين أضيفا عام 1401هـ/1981م؛ أحدهما غصن "الطب" ومنح لأول مرة في عام 1402هـ/1982م, والآخر غصن "العلوم" ومنح لأول مرة في عام 1403هـ/1983م. وبإلقاء نظرة متفحصة على وصلة "جائزة الملك فيصل العالمية" عبر الموقع الإلكتروني لمؤسسة الملك فيصل الخيرية www.kff.com نجد أن عدد الذين كرمتهم الجائزة في فروعها الخمسة منذ بدء مسيرة التكريم في عام 1399هـ/1979م حتى عامنا الحالي 1427هـ/2007م بلغ مائة وتسعة وثمانين فارساً موزعين على ثمان وثلاثين دولة على النحو الآتي: خمسة وثلاثون فارساً نالوا "جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام"؛ من بينهم عشرة فوارس من السعودية، وأربعة فوارس من مصر، وفارسان من كل من الكويت والإمارات وباكستان وماليزيا، وفارس من كل من السودان ولبنان والبوسنة وإندونيسيا والهند وأفغانستان والفلبين ونيجيريا والنيجر وجنوب إفريقيا والسنغال وفرنسا وروسيا. وتسعة وعشرون فارساً نالوا "جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية"؛ من بينهم سبعة فوارس من مصر، وخمسة فوارس من السعودية، وأربعة فوارس من العراق، وفارسان من كل من السودان وسوريا والهند، وفارس واحد من كل من المغرب وقطر وتركيا وبنجلادش وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وسبعة وثلاثون فارساً نالوا "جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب" من بينهم تسعة عشر فارساً من مصر، وخمسة فوارس من المغرب، وثلاثة فوارس من كل من الأردن وسوريا، وفارسان من السعودية، وفارس واحد من كل من السودان وفلسطين والعراق ولبنان وأمريكا. وتسعة وأربعون فارساً نالوا "جائزة الملك فيصل العالمية في الطب"؛ من بينهم ستة عشر فارساً من أمريكا، واثنا عشر فارساً من بريطانيا، وخمسة فوارس من إيطاليا، وأربعة فوارس من فرنسا، وثلاثة فوارس من كندا، وفارسان من كل من ألمانيا وسويسرا وأستراليا، وفارس من كل من السويد والدنمارك واليابان. وتسعة وثلاثون فارساً نالوا "جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم"؛ من بينهم سبعة عشر فارساً من أمريكا، وتسعة فوارس من بريطانيا، وأربعة فوارس من ألمانيا، وفارسان من كل من كندا واليابان، وفارس واحد من كل من الهند وفرنسا وسويسرا والنمسا وروسيا. واللافت للانتباه في الإحصائية أعلاه أن أكبر عدد نال "جائزة الملك فيصل العالمية" يحمل الجنسية الأمريكية؛ إذ بلغ أربعة وثلاثين فارساً، يلي ذلك ثلاثون فارساً (أو مؤسسة) من جمهورية مصر العربية، وليس من بينهم أولئك الذين شملتهم إحصائية البلدان التي يحملون جنسيتها، مثل "الأستاذ الدكتور رشدي حفني راشد"؛ (وهو مصري الأصل فرنسي الجنسية) ونال "جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية للعام الحالي 1427هـ/2007م، ومن قبله "الأستاذ الدكتور مصطفى عمرو السيد"؛ (مصري الأصل أمريكي الجنسية) ونال "جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم" لعام 1410هـ/1990م، ومن قبله أيضاً "الأستاذ الدكتور أحمد زويل"؛ (مصري الأصل أمريكي الجنسية) ونال "جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم" لعام 1409هـ/1989م، وبالتالي فإن واقع الأمر يسجل لمصر احتلالها مركز الصدارة من بين دول العالم أجمع في نيل هذه الجائزة، وهذه مفخرة حقيقية نعتز بها ونباركها لمصر ولأبنائها. على أية حال، تلك الأعداد تمثل إحصائية اليوم وهي في ازدياد من عام إلى عام، حالها في ذلك حال الشجرة وأغصانها؛ فهي تسمو ذكراً وترتفع شأواً وتتسع خيراً، بهمة القائمين عليها بعد توفيق الله سبحانه وتعالى. وفي غمرة أجواء السعد التي نعيشها بهذه المناسبة السنوية، يطيب لي أن أذكّر هنا بموضوعات "جائزة الملك فيصل العالمية" للعام المقبل إن شاء الله 1428هـ/2008م، التي سبق وأن تم الإعلان عنها مساء يوم الثلاثاء 26/12/1427هـ الموافق 16/1/2007م؛ أي عقب إعلان أسماء المكرمين لهذا اليوم، فهي على النحو الآتي: (أحكام العلاقات الدولية في الإسلام في حالتي السلم والحرب) لغصن "الدراسات الإسلامية"، و(قضايا المصطلحية في اللغة العربية) لغصن "اللغة العربية والأدب"، و(طب الحوادث) لغصن "الطب"، و(علم الحياة "البيولوجيا") لغصن "العلوم". بقي أن أسجل التهنئة من القلب لحاملي أغصان الشجرة لهذا العام، ولمن سبقهم، ومقدماً لمن سيلحق بهم مستقبلاً إن شاء الله، وكل تكريم وجائزة الملك فيصل العالمية (الشجرة)، والقائمون عليها، والساهرون على رعايتها، بخير وتقدم ورخاء.
|
| |