السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بيت شعري بالغ الشهرة نرددة بين حين واخر دون أن نفكر في قائلة وفي السطور القادمة سنحاول
التعرف على الشاعر الذي أطلق هذة الصرخة.
حسبما يذكر الباحث/سليمان النقيدان في مؤلفة القيم عن شعراء بريدة
فهذا البيت لشاعر يدعى/مبارك بن مرجان عاش أواسط نجد
وتوفي قبل تسعين عاما من يومنا هذا.
ولد مبارك سنة
1275هجرية ميلاديا عام
1859
في عين أبن فهيد (بالقصيم)كان مملوكا اسود
البشرة لأل فهيد من الاساعدة ثم انهم أعتقوة لوجة الله بعد ذلك
وقيل في رواية اخرى انة كان مملوكا
لأل مجلاد من الدهامشه .
وعاش الشاعر في الاسياح وكان فقير الحال يعمل في المزارع طوال اليوم
مقابل رزمة من سنابل القمح يعود بها الي زوجتة اخر النهار
لتطحنها وتصنع منهما وجبة يقتاتون منها؛؛؛؛
وفوق ذاك الفقر الذي عانى منة ((مبارك بن مرجان))كان مصابا بالعقم
فلم يرزق بذرية تعينة عند الكبر
وهو يصور معاناتة في أبياتة المشهورة التي ذكرنا أحدها
قبل سطور وهو يقول فيها:
شابـت لحانـا مالحقـنـا هـوانـا=وعزي لمن شابت لحاهم على ماش
صرنـا نـكـد وكـدنـا ماكفـانـا=عيشة وزا يالله على الكرا نعتـاش
نبـي نغـرب كـان ربـي رشانـا=والانطوش بمصر من عرض ماطاش
يشير لنقيدان الي ان هذة الابيات اختطلت لدى بعض الرواة بقصيدة اخرى للشاعر/فهد الخرينق
وأولها يقول:
والله يالولا الفقر يزوي حشانا=لازمي كما يزمي على البير غطاش
كما تنسب أبيات((مبارك بن مرجان)) الثلاثة الي الشاعر/مناحي السهلي..والله أعلم.
وتجدر الاشارة الي ماذكرة ابراهيم اليوسف من ان هذة الابيات قالها مبارك في سنة من سنوات
الجدب الشديدة التي مرت على اهل نجد من بادية وحاضرة وسميت بأسماء عديدة منها
(سنة الجوع)و(سنة السلاق)و(سنة سحبة).
ومن المواقف الطريفة التي تدل على فقر شاعرنا (مبارك)وسلاطة لسانة
حتى تجاة من يماثلونة في اللون
او الطبقة ماحكي من انة اكان يسير في بعض الطرقات ويعاني العطش الشديد والاجهاد فمرت به
بعض الجواري الزنجيات اللاتي يعلمن عند اسيادهم يحملن جرار الماء العذبة من مورد(المطوعية)
جنوب العين فطلب منهن شربة ماء تروي ضمأة ؛فرفضن التوقف لة رغم انهن من نفس طبقتة
وبعد ذلك مرت بة بعض النساء الحرائر من ال فهيد فكرر عليهن الطلب فتوقفن له واسقينة من الماء
فصور هذا الموقف بأبيات تقارن بين تواضع الحرائر وقسوة الجواري علية فقال:
ياليت من يقعد على الجسر راصود=أقعد على الجسر الجنوبي لحالـي
نبي نعزل البيض عن لمة السـود=ونضرب الطرش الجهام الشمالـي
عساة يجفل جفلة لين أبـا الـدود=والثانيـة يجفـل ولالـه توالـي
الراس منهن كنـة الكبـن ملبـود=والاعـراد فـي شخانيـب جالـي
المشط منهن يشكي الكـد والكـود=وباقي سنونة صار فيهـن ميالـي
ومن الطرائف التي يتداولها الناس عن شاعرنا ما ذكر عن علاقتة بزوجتة
التي كانت امرأة مدبرة
ولكنها كانت دائمة القلق من احتمالية زواج (مبارك) با مرأة اخرى
بسبب مسألة العقم التي لم يكن
المسؤل عنها ….
وذات يوم جأت (
دلالة)عجوز تدور على البيوت
وتبيع ماتحتاجة النساء من أدوات زينة
وتمكنت من اقناع زوجة (
مبارك بن مرجان) بأن تقتني بعض الاشياء لكي تحلو في عين زوجها
ولم تطلب مقابل سوى ما يوجد في البيت من طعام؛ بالفعل حصل ذلك
وفي اخر النهار عاد شاعرنا مبارك متعبا من البحث المضني
دون جدوى طوال النهار عن عمل
في المزارع ورجع خالي الوفاض معتمدا على ما تختزنة الزوجة في البيت
من طعام؛لمثل هذة الظروف
وعندما عاد وجد زوجتة متزينة بالكحل والرهش(البودرة)والقلائد الرخيصة؛؛
وتتغنج علية بهذة الزينة
بينما البيت لايحتوي على لقمة وااااااحدة تسد الرمق
ولكن الزوجة لم تهتم بجوع شاعرنا
بل راحت تسألة عن رأية في زينتها وجمالها.موقف كوميدي
كهذا فجر شاعرية أبن مرجان ومضى يصفق يدية يينا وشمالا. وهو يقول:
أنا حلصت غمر مايشالـي=تاجي دلالة تاخـذ حصيلـة
تجي للبت عند أم العيالـي=وتمدحها لما تغـدي دليلـة
تقول العنق ياعنق الغزالي=ولك خد ولك عنق وجديلة
ألايالعبد رح صوب الشمالي=تحوش المال وأنعام افضلية
تراك بنجد ماتسوى ريالي=ولاتسوى ولاخوصة فسيلة
ملاحظة:
الملاحظ ل أشعار مبارك بن مرجان حلما لعلة ماتقبل ان يحققة هو السفر مع تجار العقيلات
الي بلاد الشاااااام فقد كانت هذة أه وسائل تحقيق الثراء الي تراود سكان القصيم
المعروفين
في الطموح والجراءة في التجارة السفر.
وفي السنوات الاخيرة من حياتة شارك شاعرنا
سنة1333للهجرة 1915 للميلاد
في معركة (جراب) ضمن جيش الملك عبدالعزيز وقال هذة الابيات
يرثي بعض ممن قتلوا
في المعركة من اقاربة ومعارفة..قائلا
الله يايـوم حضرنـاة بجـراب=عساة مايجري على المسلمينـي
كم واحدن عض الاصابع بالانياب=من حر مايوجس من المارتينـي
اول بكـاي ولـد عمـي ذيـاب=واخـر بكـاي علـى الطيبينـي
ليت الفقيدة بالبنـادق وبركـاب=وعيالنا وهل النضـا سالمينـي
أنا حضرتة يوم ثارن الاطـواب=والي ذكرتة طار عيني اليقينـي
وبعد هذة المعركة بثلاث سنوات توفي الشاعر سنة
1338 هجرية و
1919ميلادياً
رحمة الله عز وجل واسنكة فسيح جناته