دخلت كعادتي يوم الجمعة متأخرا . فما إن انتهيت من تحيتي إذ بالخطيب يقول : حبيبك صلى الله عليه وسلم .
مُحبك وخليلك يُناديك ألا تسمعه . يناديك : (( ألا أدلكم على ما يمحو اللّه به الخطايا، ويرفع به الدرجات .))
إنه يريد أن يمحو زللك وخطأك .
يمحو تلك الذنوب التي أرقتك وأثقلت .
إنه يريد أن يرفعك ويعلو بك .
فلما الفرار . لما الخذلان ؟؟.
فقط .... أحْسِن وضوءك وبكر لصلاتك
تمحو خطااااااااااااك
عندها لا تسألوني ماذا قال بعد وبماذا استدل .
فقد صُلت وجلت بذنوبي التي أرقتني . وحيلي التي أبعدتني .
سرحان لم يقطعه إلا صوت المؤذن وهو يقيم للصلاة .
اصطففنا فكبر الإمام فكبرنا . كانت أول تكبيرة وعيتها .
نعم الله أكبر ..
أكبر من كل شيء . أكبر من لعبي ولهوي .
أكبر من عملي ومالي . أكبر من أهلي ونفسي .
فما إن انطرحت ساجدا حتى رددت قولي :
يارب إني إليك فاقبلني ...
إني إليك فاقبلني .
ومنذ تلك اللحظة قلما تفوتني تكبيرة الإحرام وأنا مستيقظ . كنت دوما رغم تقصيري وسهري بل وتدخيني ولعبي ، حريص على أن أكون في المسجد قبل الإقامة .
عُرفت بهذا بين إخواني وجيراني . وبين زملائي وخلاني .
بل كم أُحرِجتُ من الإطراء الذي كنت أسمعه من الناس بسبب ذلك .
وإن كنت أنسى فلن أنس حين غاب الإمام فأشار البعض إليَّ فتقدمت المحراب وأنا حليق اللحية وفي جيبي بكتي الذي لا يفارقني حتى بجوار مضجعي .
فلما التَفَتُ من صلاتي . توجهت للمصلين وأنا مرخي الرأس. قد أثقله تفكيري وخوفي .
فما رفعته إلا حين رفعت نفسي كلها . حاولت أن أخرج سريعا . لكن أحدهم استوقفني .