لايزال الزلزال بمحافظة العيص مستمرا

فيما لا يزال النشاط الزلزالي في حرة الشاقة بمحافظة العيص مستمرا حيث بلغت أقصى قوة زلزالية تم تسجيلها منذ أمس 3.03 درجات على مقياس ريختر، أكد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير بن عبدالحفيظ نواب أن الهيئة بصدد إرسال فرق فنية متخصصة لإجراء قياسات غاز الرادون، وقياسات تركيز العناصر الكيميائية في المياه الجوفية بالمنطقة.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه التجهيزات التي تقدمها فرق الدفاع المدني وعدد من القطاعات، تعتزم الهيئة إجراء قياسات الجاذبية الأرضية على طول خط يبلغ 40 كلم يمر بالحرة، وذلك لمراقبة التغيرات في قيمها، حيث يتم تجميع كافة البيانات المتاحة، بالإضافة إلى القياسات الحرارية، وربطها جميعاً بالنشاط الزلزالي، للوصول إلى توصيات ومرئيات ذات مدلولات علمية مفيدة.

وأشار الدكتور نواب إلى أنه تم إرسال فريق لإنشاء محطة رصد زلزالي أخرى بالجهة الشمالية من الحرة لزيادة الدقة في معاملات الزلازل المسجلة وخاصة أعماقها.
وكان النواب قد أفاد بأن النشاط الزلزالي بحرة الشاقة ما زال مستمراً حيث بلغت أقصى قوة زلزالية له 3.7 درجات على مقياس ريختر حتى تاريخه. وتم الشعور بعدد ست هزات أرضية منها. وقال إن قوة الزلازل تقل مع الوقت حيث بلغت أقوى هزة تم تسجيلها منذ أمس 3.03 درجات على مقياس ريختر.
وأشار نواب إلى أن هذا النشاط ليس بجديد في الحرة حيث حدث نشاط زلزالي في 29/9/ 1428/ الموافق 11/10/ 2007، ويعرف هذا النوع من النشاط باسم الحشود الزلزالية، وهو عادة ما يصاحب مناطق الحرات البركانية. وتتميز هذه الحشود بوجود ثلاثة أنواع من الزلازل هي : زلازل ضحلة وقريبة من السطح وهي ذات ترددات منخفضة، وزلازل عميقة نسبياً وهي ذات ترددات عالية، ورجفات بركانية تشبه الزلازل الضحلة ولكنها تستمر لوقت أطول.
وأشار إلى أنه تم إرسال فريق لإنشاء محطة رصد زلزالي أخرى بالجهة الشمالية من الحرة لزيادة الدقة في معاملات الزلازل المسجلة وخاصة أعماقها.
وكانت قد تواصلت أمس الزيارات الميدانية لمحافظة العيص من قبل عدد من القطاعات الحكومية. وقال مدير إدارة الطوارئ والنقل الإسعافي بصحة المدينة الدكتور هاني أحمد فيض إن الزيارة التي يقومون بها مجرد زيارة تفقدية تنسيقية مع الجهات المعنية مثل الدفاع المدني والذي يعتبر خط الدفاع الأول لمواجهة الحدث وكذلك تقديم عمليات الإنقاذ في حالة حدوث أي طارئ -لا
سمح الله- حيث يأتي بعد ذلك وزارة الصحة الخط الثاني لتقديم الإسعافات الطبية والعلاجية والتجهيزات الدوائية والوقائية.
وذكر الدكتور فيض أن الخطة جاهزة، مشيرا إلى أنهم مستعدون لتقديم جميع الخدمات لسكان العيص إذا استدعى الأمر ذلك. وقد شملت الزيارة مستشفى العيص العام ومركز الإيواء حيث رافقه مدير القطاع الصحي بالعيص عبيد بن مسلم الجهني. كما تفقد مدير إدارة التربية والتعليم بمحافظة ينبع محمد بن بخيت فراج عددا من مدارس العيص، وزار مدرسة قرية هدمة واطمأن على أحوال الطلاب والمبنى والمعلمين.
وطمأن مدير الدفاع المدني بمحافظة ينبع العقيد زهير شيبه المواطنين، مؤكدا أن الوضع يعتبر مطمئناً ولا يدعو للقلق ولم تحدث حتى هذه اللحظة عمليات إجلاء أو حالات استنفار وذلك نتيجة التجهيزات ووصول المزيد من الآليات والمركبات مثل وحدة مركبات الزلازل وسيارة غرف العمليات وهي قادمة بالطريق وذلك من مبدأ أخذ الحيطة والحذر، مشيرا إلى مضاعفة التجهيزات الاحترازية لمثل هذه الأحوال الطبيعية.
إلى ذلك، قال الدكتور زهير نواب إنه تم تحديد موقع إيواء آخر غير الذي حدد من قبل وذلك لعدم ملاءمة الموقع الأول بحسب وصفه. وسوف تنصب 2000 خيمة، ويتم تجهيزها بكامل التجهيزات التي وفرتها الحكومة بتوجيهات من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.
وفي سياق متصل، قطع رئيس مركز العيص علي بن أحمد البريكيت إجازته الاعتيادية وباشر عمله حيث قام بزيارات تفقدية للآليات والتجهيزات والاطلاع على كامل الاحتياطات الأمنية بتوجيهات ومتابعة مستمرة من أمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد الذي
يتابع الأحداث عن قرب. ووصف البريكيت الوضع في العيص بأنه مطمئن.
وقال إن المواطنين مؤمنون بالقضاء والقدر، مؤكدا أنه لم يلحظ أي حالات هلع أو خوف.
وتمنى عدد من المواطنين توفير لوحات إرشادية وتوعوية وكذلك تجهيز ورش عمل ومحاضرات لتوعية السكان بالعيص نظرا للحشود الأمنية وكثافة السيارات والتجهيزات التي توافدت إلى العيص الأمر الذي من شأنه أن يرفع درجة الوعي لدى الناس في مثل هذه الظروف.