من أشد الآفات فتكًا بالأفراد والمجتمعات آفة "سوء الظن"؛ ذلك أنها إن تمكنت قضت على روح الألفة،
وقطعت أواصر المودة، وولَّدت الشحناء والبغضاء.
إن بعض مرضى القلوب لا ينظرون إلى الآخرين إلاَّ من خلال منظار أسود، الأصل عندهم في الناس أنهم متهمون، بل مدانون. ومما لا شك فيه أن هذه الظنون السيئة مخالفة لكتاب الله ولسنة نبيه صلى الله عليه
وسلم ولهدي السلف رضي الله عنهم.
أما الكتاب فقد جاء فيه قول ربنا:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا
تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات: 12].
وما أحسن ما قال الشاعر:
فلا تظنن بربك ظن سوء.. ... ..فإن الله أولى بالجميل
ولا تظنن بنفسك قطُّ خيرًا.. ... ..فكيف بظالم جانٍ جهولِ
وظنَّ بنفسك السوء تجدها.. ... ..كذلك خيرُها كالمستحيل
وما بك من تقي فيها وخيرٍ.. ... ..فتلك مواهب الربِّ الجليل
وليس لها ولا منها ولكنْ.. ... ..من الرحمن فاشكر للدليل
كثير ما تمر علينا مواقف يسيء بها أناس ألينا في ظنهم
يعتقدون بأنهم هم أصحاء في تفكيرهم وهم بعيدين كل البعد
عن التفكير السليم
انه شعور مؤلم .. وقمة الإحساس بالظلم وخيبه الأمل خاصة
لو كان من الأشخاص المقربين وأعتقد أن كل من تعرض لهذا
الموقف قد تجرع كأس الألم ..
قد تنفع الثقة بالنفس لكن ليس دائماً فليس من السهل أن تغمض
عينيك و أنت تدرك أن هناك من هو حاقد عليك ..
شعور صعب .. حتى لو كنا واثقين ببراءتنا ..
ولكن الأدهى والأمر عندما تقوم بعمل ما قاصداً فيه مساعدة ذلك الإنسان ..
مقصدك هو الخير ولا شيء غيره ولكن لسبب أو لآخر تنقلب أطراف المعادلة
لتصبح الصورة التي أردت ظهورها معكوسة في نظر ذلك الإنسان ..