22-03-09, 07:42 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | المشرف العام
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Oct 2008 | العضوية: | 1649 | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 521 | الردود: | 4735 | جميع المشاركات: | 5,256 [+] | بمعدل : | 0.89 يوميا | تلقى » 10 اعجاب | ارسل » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 67 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس أخبار الصحافة والإعلام أغرب قضية شهدتها محكمة الاسياح !!!!! يتذكر أهالي الاسياح (حيزان الحربي) فيتذكرون تلك المحاكمة الجميلة (بين شقيقين) والتي ربما تكون واحدة من أغرب الخصومات التي شهدتها المحاكم الشرعية في تاريخها.. المحاكمة التي بكى لها حيزان فبكى منها كل من سمع عنها وتناولها خطباء الجوامع على المنابر جاعلين منها مضرب مثل للبر الحقيقي والتضحية الصادقة. كانت الخصومة بين حيزان وشقيقه الوحيد. لم يكن مصدر خلافهم على مال أو عقار كانا يتنازعان على بقايا امرأة لا يتجاوز وزنها الحقيقي 20كيلو جراما هي والدتهم المسنة التي لاتملك في هذه الدنيا سوى خاتم من النحاس في أصبع يدها. كانت المرأة في رعاية ابنها الأكبر حيزان الذي كان يعيش وحيدا وعندما تقدمت به السن جاء شقيقه الآخر الذي يسكن مدينة أخرى ليأخذها حتى تعيش مع أسرته ويوفر لها الخدمة والرعاية المطلوبة. رفض حيزان بحجة انه لا زال قادرا على ذلك وان شيئا لا ينقصها. اشتد بينهما الخلاف الذي وصل في نهايته الى باب مسدود استدعى تدخل المحكمة الشرعية لفض النزاع قالها حيزان في حينها (بيني وبينك حكم الله ياغالب) يقصد شقيقه. توجها بعدها لمحكمة الاسياح لتتوالى الجلسات وتتحول الى قضية رأي عام على مستوى المحافظة (أيهما يفوز بالرعاية) وعندما لم يصلا إلى حل عن طريق تقارب وجهات النظر طلب القاضي إحضارها للمحكمة لتحسم الأمر وتختار بنفسها من تريد. في الجلسة المحددة جاءا بها يتناوبان حملها في كرتون وكأنها طائر نزع ريشه ووضعت أمام القاضي الذي وجه لها سؤالا لاتزال هي رغم تقدمها بالعمر تدرك كل أبعاده. أيهما تختارين يا أم حيزان..؟
لم تكن الإجابة أفضل من كل محاولات تقريب وجهات النظر.. نظرت إليهما وأشارت إلى حيزان قالت هذا (عيني هاذي) (وذاك عيني تلك) ليس عندي غير هذا يا صاحب الفضيلة.هنا كان على القاضي ان يحكم بينهما بما تمليه مصلحتها مما يعني ان تؤخذ من حيزان إلى منزل شقيقه في ذلك اليوم بكى حيزان حتى لتعتقد انه لم يبق من دموع تغسل بقايا حزنه وبكى لبكائه شقيقه وخرجا يتناوبان حملها إلى السيارة التي ستقلها (يرحمها الله) إلى مسكنها الجديد. قبل أيام جاء إلينا حيزان يتأجج غضبا مفيدا ان حالته المادية سيئة ولا يتبقى له سوى مبلغ يقل عن ثمانمائة ريال شهري هو مجموع مايستلمه من الضمان الاجتماعي وان له عادة سنوية من المالية تتراوح بين 43آلاف ريال لا يعلم مقدارها بالضبط تصرف سنويا لأحد تجار المداينة ببريدة لم يستلمها منذ غزو الكويت حيث يتلقاها التاجر لاستيفاء ديون سابقة في ذمته وان عليه التزامات اجتماعية وهذا الذي يتبقى لا يكفي لوليمة ضيف أو أضحية واحدة لوالديه خصوصا مع ارتفاع الأسعار الذي طال كل شيء ويطلب عرض مشكلته مع الجمعية الخيرية في الاسياح بعين بن فهيد التي قال بأنهم هداهم الله لم يصرفوا لي مبلغ نقدي سنوي قدره/ 500ريال صرف في رمضان المبارك لأمثالي وكان يصرف لي كل عام وعندما رفضوا طلب منهم في حالة غضب سحب ملفه لأنه يحمل قناعة ان الجمعية تستفيد منه كرقم في إحصائياتها ولأنه قد اتصل ببعض المسؤولين بالجريدة وأصر على عرض مشكلته متهما الجمعية بالتقصير والاستخفاف به من قبل موظف يمثل الجمعية أعطاه في المرة الأولى عند طلب سحب ملفه أعطاه ملفا فارغا . كان علينا ان نخاطب ادراة الجمعية رسميا والتي أفادت بخطابها رقم 1375/1425في 1428/10/17ه موقع من رئيسها فضيلة قاضي المحكمة الشيخ عبد الله العميريني أن المذكور معروف لدى الجمعية معرفة تامة لأنه مستفيد سابق بالجمعية اما بخصوص الحالة حسب معاينة الباحث الاجتماعي فهو لا يستحق المساعدة النقدية لان نظام الجمعية لا يسمح له حيث إن دخله الشهري يزيد عن الحد المسموح به ومجموع ما يحصل عليه من الضمان والمناخ السنوي / 1166ريال شهريا كما انه استلم مساعدة في 28/8/27ه بمبلغ 724ريال عبارة عن مساعدة (عينية) وهو أعزب ويسكن بمفرده في بيت ملك وحالته الصحية جيدة . أما بخصوص سحب ملفه فقد تم ذلك بطلب منه . ومتى استدعت الحالة للمساعدة سوف نقوم بذلك.
حيزان عاد مرة أخرى ليؤكد بما معناه ان الفقير لا ينبغي ان ينظر إليه وفق النظرة الضيقه بأن حاجاته تقتصر على الملبس والمأكل والمشرب فالفقير حتى وان كان فقيرا هو إنسان كما يقول (لا يتجاوز وجهه شبرا) عليه التزامات وواجبات نحو مجتمعه وأقاربه وضيوفه هي التزامات وواجبات تحفظ للإنسان إنسانيته وكرامته وماء وجهه وأضاف عندما احتاج الى شراء إطار لسيارتي فان المعاش بالكاد ان يؤمن قيمته ومثل ذلك عند ما يزورني أقارب في منزلي أو احتاج الى شراء أضحية وغيرها من الالتزامات التي لا تخفى على كل ذي بصيرة.
انتهى كلام حيزان الفهيدي فان بقي ثمة قناعة أن مثل هذه الفئات هي الأولى باهتماماتنا وخيراتنا فان المسؤولية الكبرى هي مسؤولية وزارة العمل ممثلة بالضمان الاجتماعي عندما تقتنع ان المواطن السعودي لا يستطيع ان يعيش بمرتب لا يتجاوز معاش عاملة منزلية أو راعي مواش خصوصا مع موجة الغلاء التي طالت كل شيء ويجب ان لا تكلهم على الآخرين أيضا على الجمعيات الخيرية ان تعيد النظر في معايير صرفها لتشمل هؤلاء بالنظر الى الجوانب الأخرى من الحياة.
هذه القصة حصلت قبل اشهر ولكن نقلتها لكم لما فيها من العبرة
التعديل الأخير تم بواسطة أبو وسيم ; 22-03-09 الساعة 07:48 AM |
| |