01-03-09, 03:30 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مصمم محترف
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2009 | العضوية: | 1871 | الاقامة: | القصيم | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 244 | الردود: | 841 | جميع المشاركات: | 1,085 [+] | بمعدل : | 0.19 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مكتبة المجالس دروس وعبر الشيخ نواف الرعوجي الشيخ نواف الرعوجي
دروس وعبر من غزوة الأحزاب (2) ما بعد حفر الخندق
ثم أقبل المشركون بجيوشهم ؛ فنـزلوا إلى جانب أحد ، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى نزلوا بظهر جبل سلع والخندق بينهم وبين المشركين ، واستعمل النبى صلى الله عليه وسلم على المدينة عبدالله بن أم مكتوم. تصور ذلك الموقف! واستشعر تلك اللحظات مواقف عصيبة ؛ فاحتار المشركون فى كيفية اقتحام الخندق كلما أرادوا أن يخترقوا الخندق أمطرهم المسلمون بالسهام ، واشتد الحصار أكثر من عشرين ليلة ، وقد ذكر أن خمسة من المشركين اقتحموا الخندق ، وأن المسلمين قتلوا بعضهم وفر بعضهم إلى معسكره ، واشتد الخطب على المؤمنين ؛ فالمشركون يحاصرونهم من الخارج ، ويهود بنى قريظة قد نقضوا معهم بإيعاز من يهود بنى النضير ، كعادتة اليهود الخونة فى كل زمان ومكان وخفافيش الظلام من المنافقين يخذلون المسلمين ، ويوهنون صفوفهم وعزائمهم ، حتى اكتمل الحصار على المسلمين وصارت نساؤهم وذراريهم بينهم وبين اليهود ، فعظم البلاء بالمسلمين ، حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ، وظنوا بالله الظنونا ، وابتلوا وزلزلوا زلزالاً شديداً .
وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يدعو على المشركين يوم الأحزاب بقوله : ( اللهم منـزل الكتاب ، سريع الحساب ، اللهم اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم ) متفق عليه.
فاستجاب الله تعالى لنبيه ، وكشف الكرب عن المسلمين ، فسلط على المشركين ريح الصبا وهى الريح الشرقية الشديدة فى ليالٍ شاتيةٍ باردةٍ ، فكفأت قدورهم ، ونزعت خيامهم ونزعت خيامهم ، وقذفت فى قلوبهم الخوف والرعب ، فانسحبوا ولاذوا بالفرار
يقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (سورة الأحزاب الآية رقم :9)
وقد كانت هذه الغزوة نهاية غزو الكفار للمدينة ؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم حين أُجلى الأحزاب : ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا ، نحن نسير إليهم ) أخرجه البخارى
أيها الأحبة سقت لكم من السيرة ما ذكره الدكتور ناصر الغامدى فى كتابه المجموعه الذهبية فى الخطب المنبرية عن غزوة الأحزاب ... فجزاه الله خيراً.
أخى القارئ من الفوائد التي نستفيد من هذه الغزوة :
(1) أن عداوة اليهود والنصارى عداوة مستمرة مهما تغير المكان أو الزمان ، ولن تزول حتى نتبع ملتهم كما ذكر الله عز وجل ذلك فى القرآن الكريم قائلاً : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (سورة البقرة:120)
(2) أن فى مثل هذه المواقف الصعبة هى التى تبين الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق وفى مثل هذه الأزمات يخرج المنافق ويتضح جلياً.
(3) أن الابتلاء والتمحيص قد جرى لمن هو خير منا ، وقد أخبرنا الله عن ذلك فى أكثر من آية فى القرآن الكريم والسنة المطهرة ، فهذا يعطى دلالة على أن الأمة تمر فى مرحلة الابتلاء والتمحيص ، وهذه الألام بعدها انفراج ، وهذه الكربة بعدها فرجه.
- قال تعالى : (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) (سورة آل عمران:141)
- وقال تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (سورة البقرة:214)
- وقال تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (سورة آل عمران:142)
- وقال تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (سورة التوبة:16)
(4) أن مكر أعداء الدين هو مكر بشرى محدود وضعيف فهو زائل بإذن الله .
قال تعالى : ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (سورة التوبة:32)
(5) إن الله عز وجل ينصر من يشاء بجند من جنوده نحن لا نعلمهم والله سبحانه يعلمهم ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) ( سورة المدثر: من الآية31)
فهذه الريح هى التى أجلت المشركين ، وفضحت المنافقين ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (سورة الأحزاب الآية رقم :9)
(6) إن هذا الدين يحتاج بذل وتضحيه ؛ فهذا النبى صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر يحفر الخندق مع صحابته الكرام ، وقد ربط على بطنه الحجر من الجوع.
قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (سورة التوبة الاية رقم :111)
هذه بعضاً من الفوائد والدروس لغزوة الأحزاب ... أردت أن نأخذ منها ثمارها اليانعه وفوائدها الجليه لاسيماً فى هذا العصر ... والله المستعان.
أسأل الله العلى العظيم أن يعز الإسلام وينصر المسلمين
كتبــه
نواف بن عبيد الرعوجى
المشرف العام
على مركز علاقات الإنسان بالقصيم
منقول
|
| |