25-02-09, 01:45 AM
المشاركة رقم: 1 المعلومات الكاتب: اللقب: عضو ماسي مميز
الرتبة: الصورة الرمزية
البيانات التسجيل: Oct 2008 العضوية: 1701 الاقامة: الأسياح الجنس: ذكر المواضيع: 302 الردود: 3398 جميع المشاركات: 3,700 [+ ] بمعدل : 0.63 يوميا تلقى » 1 اعجاب ارسل » 2 اعجاب اخر زياره : [+ ] معدل التقييم: نقاط التقييم: 50
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
المنتدى :
يـحـكــى أن أراد المـلـك أن يـرتـاح من أعـباء الـملك دون أن يـخـسر عـرشـه،
أراد المـلـك أن يـرتـاح من أعـباء الـملك دون أن يـخـسر عـرشـه، فـأخـذ يـفـكر فـي حـيلـة يـضرب بـهـا عـصـفــورين بـحـجـر واحـد.
فـهـداه عـقـلـه إلـى فـكرة،وأرسـل إعـلانـا في دولـتـه يـقــول فيـهــا:
(من أراد أن يـجـلس عـلى الـعرش لـمـدة سـبع سـنـوات، فـلـيتـقـدم إلى القصر ! )
تـقـدم رجـل يـريـد أن يـجـلس عـلى الـعرش لـهـذه الـفترة، فـأخـبره الـملك أن هـذا الـجـلـوس مـشروط، وهـو أن الـملك سـيـســافر خـلال هـذه الفـترة خــارج الـبـلـد، وبـعـد عـودتــه، يـكـون مـصير هـذا الـملك المـؤقت هـو إلـقـاؤه في الغــابة، وهـي مـوحـشة، مـمـلـوءة بـالحـيـوانــات الـمـفترسـة؛ تـردد الـرجـل قـلـيلا ثـم وافـق عـلى هـذا الـشرط.
ســافر الـملك (الـحـقيقي)، وبـدأ هـذا الـملك الـمؤقت بـالتجـوال بين الـقـصـور، والـتـرحـال بين مـختـلف الـمـدن، وأخـذ
يـلـبي رغـبــات نـفـسـه و كـل مــا تصـبو إليه، يـنــام عـلى الأفـرشة الـعـالية، ويــأكـل أشهـى طعــام، ويشرب ألـذ شـراب، وأخـذت نـفسـه كل حـظـوظهــا.
فـمرت الـسبع سـنـون وكـأنهــا لـحـظــات.
ورجـع الـملك الحـقيقي، وأمـررجـاله بـإلـقـاءه في الـغــابة، فـمــا مرت إلا أيــامـا قـلائـل وأصـبح الـرجل في خـبر كــان.
ثـم نــادى الـملك بـنفس الـنـداء، فجـاء رجـل آخـر ووافق كـذلك عـلى هـذا الـشرط.
ســافر الـملك لـيكـمل رحـلتـه حـول الـعــالم، وأخـذ هـذا الـملك الـمؤقت يـتمـتـع.
وبـعـد مرور ثــلاثـة أشـهـر، أخـذ يـتســاءل "الـوقت يـمر بـسرعـة، خـاصة أوقــات الـنعـيم!".
فـأخـذ يفـكر في هـذا الأمـر الـذي تـورط فيه "مــا الـسبيـل إلى الـنـجـاة؟ خـاصة وأن الـملك خـارج البلاد!"
ثـم اهـتـدى إلى قـرار حـكـيـم، فـأمر الـجـنـود بـالذهــاب إلى الـغــابة وقـتـل كـل الحـيـوانــات الـمـفـترسـة التي هـي أقـوى من الإنسـان، حـتـى يـضـمن عـلى الأقـل اسـتـمرار حـيـاته دون مـخـاطر.
فـعـاد الـجـنـود بعد سـنة وقـد أنـهــوا مـهـمتهـم بـنـجـاح.
فـأمرهـم الـملك بالرجــوع وقـتل كـل الحـيـات والـعـقــارب ومــا شـابه ذلـك من الـزواحـف الـقـاتـلة، وإغـلاق كـل جـحـر مـشـبـوه فيه، و بـعـد قـرابة الـسنة عــادوا وقـد أنـهـوا الـمهـمة.
ثــم أمـرهـم بــالرجـوع ونـزع كـل الـنبــاتــات الـشــائـكـة، ونـزع الأشـجـار الـتي لا تـنتـج ثمــارا، وغـرس بـدلا مـنـهــا أشـجـارا مـثـمـرة، فـعــادوا بـعـد سـنـة وقـد نـفـذوا أمـره.
لـمـا رأى الـملك أن كـل شـئ يـمشي عـلى مــايـرام، أمــر جـنـوده أن يـذهـبـوا بالـبـنــائين ويـبـنــوا لـه قـصـرا في وسـط تـلك الـغــابة، وبـعـد مـرور ثـلاث سـنـوات كـان الـقـصر قـد تـم بـالبـنــاء.
فــأقـفـل الـملـك الـحـقيقي راجـعـا من رحـلتـه، وهـولا يـعـلـم عن الـتـطـورات شـيـئـا.
و بـمـجـرد وصـوله أمـر الـجـنـود بـإلـقــاء الـرجـل في الـغـابة، فـقـال هـذا الـرجـل الـذكـي:
مـهـلا أيـهــا الـملك! أنـظـرني حـتـى آخـذ زوجـتي وأولادي مـعـي؛ فـالغـابة الـمـوحـشة، أصـبحـت جـنـة فـيحــاء.
---------------------------------------
فـهـكـذا الـدنـيــا إخـوانـي وأخـواتي!
فـالحـيــاة سـنــوات مـعـدودة، فـمـن أتـبـع نـفـسـه هـواهــا، واتـخـذ إلـهـه هـواه، حـضـرتـه الـموت عـلى حـين غـرة، وكـان مـصيره إلى الـنــار والـعـياذ بـالله.
ومـن فـكر، وأراد الآخـرة، وسـعـى لـهـا سـعـيـهــا وهـو مـؤمن، فأولـئك كـان سـعـيهـم مـشـكورا.
فــالمـسلم الـعـاقل هـو الـذي يـجـتـهـد لـيـهـيـأ جـنـتـه ويـغـرس فيـهـا الأشـجـار، ويبنـي الـقـصـور، ويـدفـع مـهـور الحـور العـين؛ وذلك بـالطـاعـات والأعـمال الـصالحـة.
توقيع :
الله اكبر....الله اكبر....الله اكبر
أنت الزائر لمواضيعي