22-02-09, 11:01 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مشرف سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Aug 2008 | العضوية: | 1293 | الاقامة: | بريدة | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1624 | الردود: | 5444 | جميع المشاركات: | 7,068 [+] | بمعدل : | 1.19 يوميا | تلقى » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 121 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
يـحـكــى أن ولوزدة لازاد السقى
" دقة بدقـة ولو زدت لزاد السقا "
الكثيرين لايعرفون الأصـل وراء هذه المقولـة ...
.. وهـو ... أنهـ .. في مطلع القرن الماضي ..
كان هناك تاجر من مدينة الموصل في شمال العراق، وكان ذاك التاجر صاحب خلق و دين واستقامة وكثير الانفاق على أبواب الخير من الفقراء والمعوزين وباني للمساجد ومشاريع الخير.
لما كبرت به السن وكان له ولد وبنت، وكان كثير المال ذائع الصيت، فأراد أن يسلم تجارته لابنه، حيث كان التاجر يشتري من شمال العراق الحبوب والأقمشة وغيرها ويبيعها في الشام ويشتري من الشام الزيوت والصابون وغير ذلك ليبيعه في العراق.
فبعد أن جلس مع ابنه وأوصاه وعرّفه بأسماء تجار دمشق الصادقين، ثم أوصاه بتقوى الله إذا خرج للسفر وقال: ( ، يا بنيّ حافظ على عرض أختك بأن تحافظ على أعراض النّاس).
وخرج الشاب في سفره وتجارته، وباع في دمشق واشترى وربح المال الكثير، وحمّله تجّار دمشق السلام الحار لأبيه التاجر التقيّ الصالح.
وخلال طريق العودة وقبيل غروب شمس يوم وقد حطّت القافلة رحالها للراحة، أما الشاب فراح يحرس تجارته ويرقب الغادي والرائح، وإذا بفتاة تمرّ من المكان، فراح ينظر إليها، فزيّن له الشيطان فعل السوء، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء، فاقترب من الفتاة وقبّلها بغير إرادتها قبلة، ثمّ سرعان ما انتبه الى فعلته وتيقّظ ضميره، وتذكّر نظر الله إليه، ثمّ تذكّر وصية أبيه، فاستغفر ورجع الى قافلته نادماً مستغفراً.
فينتقل المشهد الى الموصل، وحيث الابن ما زال في سفره الذي وقع فيه ما وقع، حيث الوالد في بيته يجلس في علّيته وفي زاوية من زواياها، وإذا بساقي الماء الذي كان ينقل إليهم الماء على دابته يطرق الباب الخارجي لفناء البيت، وكان السّقا رجلاً صالحاً وكبير السن، اعتاد لسنوات طويلة أن يدخل البيت، فلم يُر منه إلا كلّ خير.
خرجت الفتاة أخت الشاب لتفتح الباب، ودخل السقا وصبّ الماء في جرار البيت بينما الفتاة عند الباب تنتظر خروجه لتغلق الباب، وما أن وصل السقا عند الباب وفي لحظة خاطفة زيّن له الشيطان فعل السوء، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء فالتفت يميناً وشمالاً، ثمّ مال الى الفتاة، فقبّلها بغير إرادتها قبلة، ثم مضى، كل هذا والوالد يجلس في زاوية من زوايا البيت الواسع يرى ما يجري دون أن يراه السّقا، وكانت ساعة الصمت الرهيب من الأب، ثم الاسترجاع أن يقول (إنّا لله وإنّا إليه راجعون)، ثم قال (لا حول ولا قوّة إلا بالله)، وأدرك أنّ هذا السّقا الذي ما فعل هذا في شبابه فكيف يفعلها اليوم، وأدرك أنّما هو دينٌ على أهل البيت، وأدرك أنّ ابنه قد فعل في سفره فعلة استوجبت من أخته السداد.
ولمّا وصل الشاب وسلّم على أبيه وأبلغه سلام تجّار دمشق، ثمّ وضع بين يديه أموالاً كثيرة ربحها، إلا أنّ الصمت كان سيد الموقف، وإنّ البسمة لم تجد لها سبيلاً الى شفتيه، سوى أنّه قال لابنه: هل حصل معك في سفرك شيء، فنفى الابن، وكرّرها الأب، ثمّ نفى الابن، الى أن قال الأب: (يا بني، هل اعتديت على عرض أحد؟)، فأدرك الابن أن حاصلاً قد حصل في البيت، فما كان منه إلا أن اعترف لأبيه، ثمّ كان منه البكاء والاستغفار والندم، عندها حدّثه الأب ما حصل مع أخته، وكيف أنّه هو قبّل تلك الفتاة بالشام قبلة، فعاقبه الله بأن بعث السقا فقبّل أخته قبلة كانت هي دين عليه، وقال له جملته المشهورة: (يا بُنيّ دقة بدقة، ولو زدت لزاد السقا)، أي أنّك قبّلت تلك الفتاة مرة فقبّل السّقا أختك مرة، ولو زدت لزاد، ولو فعلت أكثر من ذلك لفعل.
وما أجملها كلمات الإمام الشافعي رحمه الله حين قال:
إنّ انتهك الاعراض دينٌ فإن أُقرضته - كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
إنّهم هم الذين يسددون عنك هذا الدين، ولكن الثمن يكون باهظاً.
فيا من تسعى خلف غريزتك المجنونة دون ضابط من شرع أو خلق أو مروءة، إذا همّت نفسك بتلك الفعلة فانظر الى عيني زوجتك، أختك ، وقل لنفسك كيف لك أن تستدين أنت ويكون السداد عليها، بل انظر في عيني طفلتك الملائكية التقاسيم والنظرات، واسأل نفسك: أي ظلم هذا أن تسدّد هي عنك ديناً أنت أُقرضته؟
منقول
التعديل الأخير تم بواسطة f15 ; 22-02-09 الساعة 12:55 PM |
| |