كان النبي صلى الله عليه على آله وسلم يستعيذ بالله من عين لا تدمع . فنحن أحوج إلى أن نستعيذ بالله من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع .
ونحن بحاجة ماسّـة إلى أن نقف بين يدي ربنا وننطرح سائلينه سبحانه أن يمنّ علينا بقلوب خاشعة وبأعين دامعة .
ومما يُدرّ دمع العين حضور القلب ، ولذا كان أبو الدرداء – رضي الله عنه – يقول : تعوذوا بالله من خشوع النفاق . قيل : يا أبا الدرداء وما خشوع النفاق ؟ قال : أن ترى الجسد خاشعا ، والقلب ليس بخاشع .
وأن يتدبّر المسلم كلام ربِّـه تبارك وتعالى ، وأن يستمع إليه وكأنه هو وحده المخاطب به وأن يتمثّـل الجنة والنار أمامه ، ولا يدري إلى أيهما يصير .
ومما يُلين القلب الإحسان إلى الخلق ، خاصة الأيتام والمساكين .
ففي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رجلا شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه ، فقال : امسح رأس اليتيم ، وأطعم المسكين .
وذِكر الله مما يُلين القلوب ، كما أن كثرة الكلام مما يُقسِّي القلب .
قال صلى الله عليه على آله وسلم : لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب ، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي . رواه الترمذي .
فتجنّبي – بارك الله فيك – فضول الكلام ، وفضول النظر ، وفضول الطعام . أي ما زاد من هذه الأشياء إن أردت قلباً رقيقاً .
وكثرة الضحك من أسباب قسوة القلوب بل وموته .
قال عليه الصلاة والسلام : اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارْضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ، ولا تكثر الضحك ، فإن كثرة الضحك تُميت القلب . رواه الإمام أحمد والترمذي .
وأكل الحرام من أسباب قسوة القلب .والإعراض عن ذكر الله من أسباب قسوة القلب .والوقع في أعراض عباد الله من أسباب قسوة القلب .
عبد الرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والارشاد بالرياض