ارتبطت الآبار في الماضي، وحتى خمس وربعين سنة خلت من عمر المملكة، ارتباطا وثيقا بحياة أفراد المجتمع
السعودي بمختلف شرائحه وبيئاته، البدوية منها والحضرية. وكانت البئر مصدراً مهماً من مصادر توفير مياه
الشرب، وعنصرا فعالا في إكساب الأرض لونا أخضر وبث روح الحياة في كائناتها، ولم تكن كذلك فحسب، بل
كانت محطة استراحة في طريق القوافل، ونواة لتشكيل تجمعات سكنية، وموردا لسقي الإبل والبهائم،
وملهمة للشعراء، ومحركة لضرب الأمثال، ومخلدة في الوقت ذاته لاسم شخص حفرها أو امير أمر بحفرها
فحملت اسمه، :
كلمة البئر كلمة فصيحة، وتعني في اللغة الحفرة البئر مؤنثة، وكذلك القليب، التي تلفظ في العامية
، وتعني البئر التي لم تطو بعد، أو البئر المهجورة القديمة، ومن أسماء البئر في العامية أيضا العد، بكسر العين،
وهي كلمة فصيحة أيضا، وتعني الموضع الذي يتخذه الناس ويجتمع فيه ماء كثير، والماء العد هو الدائم الذي
له مادة لا انقطاع لها مثل ماء العين وماء البئر (لسان العرب)،
تشتهر البئر ويزداد ارتباط الناس بها، فتصبح الأرض المحيطة بها سكنا لهم، وتسمى تلك المنطقة باسمها،
ضيدة وخصيبة وبئر النقع وتجد البدو يتخذونها تاريخ ويقولون يوم كنا على النقع ايلى اخ واشهر بئر هداج