31-01-09, 07:38 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | إدارية سابقة
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jun 2008 | العضوية: | 1182 | الاقامة: | ( ذرآ الثريـآ ) | الجنس: | انثى | المواضيع: | 477 | الردود: | 2759 | جميع المشاركات: | 3,236 [+] | بمعدل : | 0.54 يوميا | تلقى » 1 اعجاب | ارسل » 13 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 493 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مكتبة المجالس ( .. مـــــــن يــنــقــذنــي مــن الــغـــــرق ..) ! (( من ينقذني من الـغــرق ؟! ))
الأمواج تتلاطم عن يميني وشمالي , والماء يرفعني عالياً ثم يخفضني , انظر إلى الشاطئ ثم أعود إلى قعر البحر, أرغب في الخروج من البحر , لكن البحر أقوى مني , أرغب في النجاة لكن الأمواج تلعب بي يمنةً ويسرةً , أنا ماهرٌ في السباحة ومبدعٌ في الغوص , لكن الأمواج هي التي تُسيرني وتُحركني , والآن وأنا بين الأمواج والعواصف تلعب بي كيف شاءت أتسأل: من ينقذني من الغرق؟! إن الحال السابقة هي حال شبابنا اليوم , إلا أنهم ليسوا في البحر , هاهي أمواج الموضات تقودهم غرباً , وأمواج التفحيط تذهب بهم شرقاً , وأمواج المعاكسات شمالاً , وأمواج الجرائم الأخرى جنوباً , كلما أراد أحدهم أن يستقر في مكانه هبت عليه عاصفة شيطانية فلم يستطع مقاومتها فأثرت في سلوكه وتعامله وخلقه ودينه فرجع القهقرى.
إن الشباب اليوم يعانون من غزو القريب قبل غزو البعيد , يعانون من غزو اجتماعي قبل الغزو الفكري, يعانون من فريق الإنقاذ قبل أن يعانون من فريق التغريق .
فإذا استجاب شاب من شبابنا للموضة ولبى طلبات عدوه البعيد , هجم عليه موجه أو مربي أو مصلح بالسب والشتم والتهزئة , فازداد حباً لعدوه وازداد كرهاً لناصحه , وإذا بالعواقب تنتكس عكساً لما نريد والنتائج تأتي ضداً لما نسعى إليه . فهل هذا منقذ ؟! وهل هذا أسلوب للإنقاذ؟! أحبتي الكرام : هل يليق بالمنقذ أن يعاتب الغريق على غرقه قبل أن ينقذه ؟! وهل يحسن أن يرشده لحظات الإنقاذ ؟! أم أن العتاب والإرشاد يأتيان بعد ذلك؟! إن شبابنا في هذا العصر ليتخبطون في الظلمات ، وترمي بهم أمواج العدو في كل جانب ، والموجهون ينظرون إليهم بنظرة قاسية , ويتعاملون معهم كما يتعاملون مع الحكماء وكبار السن ممن عرفوا حقيقة الدنيا و أهلها .
إن الشباب تنقصهم الخبرة والمعرفة والحكمة , وان أغلب الموجهين تنقصهم الأساليب القويمة الراقية التي تتماشى مع عصرنا هذا .
فرفقا أيها المنقذون بغرقاكم , ورفقا أيها الأطباء بمرضاكم , ورفقا أيها الأساتذة بطلابكم , فان الرفق ماكان في شيء إلا زانه ومانزع من شيء إلا شانه .
و لهذا فإنني أنصح الجميع باحتواء شبابنا ، فنحن أولى بنشاطهم ، و أولى بعطائهم ، و مجتمعنا أحق بجهودهم ، و لنحذر كل الحذر من أن نكون نحن سبباً في انحرافهم و بعدهم عن الخير و الفضيلة و ذلك بسوء سلوكنا و تعاملنا معهم ، فإن لكل فعل من أفعال المربين و الموجهين ردة فعلٍ عند الشباب معاكسةً له في الاتجاه ، ومساويةً له في القوة بل تزيد عليه .
وليتذكر المربي حاله أيام شبابه ، ماذا كان يحب ؟ ومن كان يحب ؟ ولماذا يحب ؟ فكيف لو أنه أدرك هذا العصر ؟ كيف سيكون حاله ؟ و إلى أين سيكون مآله ؟ أحبتي الكرام : إن كل شاب بعيد عن ربه و دينه ليقول بملء فيه : من ينقذني من الغرق ؟
و إن أغلب الموجهين و المربين ليقولون وبكل أسف : مت غريقاً خيرٌ لنا و لك . فمن ينقذهم من غرقهم ؟؟ مما راق لي
|
| |