18-01-09, 01:09 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | إدارية سابقة
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jun 2008 | العضوية: | 1182 | الاقامة: | ( ذرآ الثريـآ ) | الجنس: | انثى | المواضيع: | 477 | الردود: | 2759 | جميع المشاركات: | 3,236 [+] | بمعدل : | 0.54 يوميا | تلقى » 1 اعجاب | ارسل » 13 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 493 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام العذر أيــها الســـادة .. لو تقيـأ التاريخ وانتـــحر !!
مازلت لأدري أي جنون هذا الذي إستباح كل اتجاهاتي والغى كل أسفاري
, ليأخذني الى مدن شوقها يطأ على قلبي
ليأخذني الى رحلة قصيرة, لصلة رحم مدن بيني وبينهم إنتماءت عريقة قبل بدء التاريخ!
عندما وصلت الى عتبات تلك المدن التي ليسوا إلا امتداد لسماء
قبلت جبينهم وترابهم بسيلاً من دموعي الممطر بقسوة الحنين الجارف كالسيل
عدت أليهم
ويا حزني عليهم
مدن التاريخ شاخت
كالواح عتيقة
بقت من متحف عريق
طفحت عليهم أيدي طائشه وعمياء
والأسى المخزون خلف قضبان تلك المدن
أذاقني مرارت الموت حياً
سقاني من نزيف الضمير الباكي
أنطفئت أعراس المدائن
مثل بغداد حين إجتاحها المغول
وتحول هذيل الحمام عويلاُ
عدت الى مدني
ولكن أيها السادة
لم القى عراقة التاريخ في حواريها
سافرت نجوم المجد
عن شواطيها
حتى عندما يزورها المطر حزيناً
كان
يمطرمشلول الشعور
في نواحيها
ملئت بألحان اليّتم أغانيها لست أدري
أي حزن هذا الذي
يجعل
مدن التاريخ
كالأيتام
تخاف من زخة المطر!؟*
وإن سألتم عن أهالينا
في عيونهم سفراٌ
بلا تذكرة
صادروا أحلامهم كرهاً
ويخفون حزنهم بمساحيقاً من الزينه
لا تستر الشكوى
كأنهم تجمعوا في
حفل مأتمٍ مبهم
كانوا
بلا أسماء
بلا اصوات
بلا رغبات
يدفنون همومهم
بالنوم الطويل
وفي ظلمة لليلٍ
يتبراء من نفسه
*
مدني قتلوا خيولها العاديات
صنعوامن سيوفهم قيثارة للطرب
وحاضر يرقص في جنازته
يلتمس سراب الحياة
من طاحونة الموت
وزعفران الخطيئة
مدني كانت معلّبة
كعلب السردين
مشوهة كانت
مساجدها
أصالتها
حضارتها
مقاهيها
* أيها السادة
مدني كانت دممٌ من بلاستيك
مرصوصه صفاً
في طابور منظمة الأوبيك
كانوا حوريات حزينة
تعّرض مفاتينها كرهاً على كرهه
وهي تغض طرف حياءها المجروح
لجيوب مستثمر أجنبي يبتسم خبثاً!
مهدومة منسية
كانت
متاحفنا
شوارعنا
حدائقنا
وعمروا فيها
مراكز لتفتيش
حناجر العصافير النبيلة
من أناشيد ثورية!
حتى بلبل وادي ثقيف
واطياف الهدا
كان
مطلوبا من السلطات حياً أو ميتاً
لأن تغريده الثائر
أصبح خطراً على الأمن العام!
وعلى أحلام مليكنا الغير متوّج!
لست أدري
إيّ تاريخ هذا الذي
يتخذ البلبل الشاجي
عدو مبينا
ويدخل المعارك ضد
جيوش من الفراشات الوردية
التى تحمل الندى على
أجنحتها السماوية!
لست أدري هكذا أيها السادة
في مدني
يأتي الشفق مولوداً لقيطا
بلا أبوين
فلا عصافير الصباح
تغني لحضوره الباسم كطفلٍ رضيع
ولا بلابل فجرٍ
تحيه
بتغاريد الصلاوات
والتسبيح..
فتاريخنا الغاشم
قطع لسان العصافيرالنبيلة
صبحا وهي تبكي القمة الشماء
وعروسة البحر
كان بحرها
مهموماً
كئيبة عينيه
كانت بلا أغاني
مشلولةُ شواطيه
قالوا لي وأنا في حيرت من أمري
أن البحرعميق جرحه النازف
ميت الإحساس جداً
بعد أن باعوا
أسماكه القوس قرحية
الجميلة وهي تصرخ
لسفينة أجنبيه
وأخذوا حوريات البحر
بغايا لفنادق أمريكية!
ومن هذا الوضع الفاحش
انتفض
نورس البحر
أخذ بندقيتة
وظل وحيدا صامدا وقويا
يقاوم الذل
رافضاً
تعرية البحر من كرامته
ثم قبضوا عليه
وهو.....
يوزع ألحان ثورية
للأسماك الحزينة
وللؤلؤالحوريات الباكي
وضعوه فى زنزانة إنفارديه
في غنتنامو الأمير!
وعلى جانبه كانت فراشة معتقلة
قبض عليها وهي تهرب الندى
لبعض الزهور المختنقة
من دخان النفظ والسجائر
!ثم حكم عليها بالأعمال الشاقة مدى الحياة...!!
ظل النورس الوقورفي سجنه
وفياً
يبعث الحانه سراً
للبحر
يغني من سجنه
أغنيته الأثيرة
بإيقاع مشبع بالحزن!
......
" يابحري الحزين.
.ياعرس المدينة...
بعيد عنك لكن
قشرة الهوان لو دامت طويلاً
لابد أن يمحيها نور الصباح
ووجوه الخاربين
سيموتون زهقاً
ليعود الحق مبيناً
من أجنحة السماء"
* وسألت منابر المساجد
عن حمامة طيبة الزهراء
أين غاب هديلها الأزلي
الذى كان يزيد سمائنا رحباً
ويوقظ فى أعماقنا حلة الإيمان
ناحت لي نخلة يثربيه
مزقت سعفها حزناً
وقالت لي:
يا سيدة المنافي
ذات يوم
جاء غراب طويل العمر
وقهقهه خبثا فى وجه الحمامة الزهراء
حرق عشّها الدافيء
ليشيّد قصرا من الذهب والفضة
لصاحب السمو!
وسحبوا الجواز من حمامة الحرم
هاجرت للمنافي حمامة طيبةالزهراء
كومت أحزانها
الحاناً سرمدية
وسافرت محطمه مع الريح..
هكذ أيها السادة
صلبوا النور
والأيمان في مدني
ذبحوا هذيل الحمام
لحناً للمقابر
وشوهوا في مدني
حتى أبتسامات القمر
حتى...وضربوا بالسوط حمامة الحرم
في مدني
يقطع
النخيل
والياسمين
والفل
ليصنعوا منهم
حذءا
وربطة عنق
لصحاب السمو
واصحاب المعالي
والوزراء
أيها السادة
هكذا تموت المدن العريقة
اذا وقعت في يد لص
يصنع المجد
من لعنة الدينار
والنفط فالعذر
كل العذر يا سادتي
لو تقياءالتاريخ وانتحر !! ممــــا راقي لي !
|
| |