نيويورك تايمز: أمريكا تسعى لنشر "مجالس صحوة" أفغانية لمواجهة طالبان

نيويورك تايمز: أمريكا تسعى لنشر "مجالس صحوة" أفغانية لمواجهة طالبان

الخميس27 من ذو الحجة 1429هـ 25-12-2008م

مسلحون من طالبان

في خطوة منه لمحاولة السيطرة على تنامي حركة طالبان الأفغانية يستعد الجيش الأمريكي في أفغانستان بالتعاون مع الحكومة في نشر أولى الميليشيات المحلية للمساعدة في قتال حركة طالبان التي تسيطر على معظم البلاد.
وتثير الخطوة التي تعد استنساخًا لتجربة قوات "مجالس الصحوة" في العراق مخاوف من أن تدفع الميليشيا الجديدة باتجاه حرب أهلية في البلاد، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أمس الأربعاء.
ومن المقرر أن تنتشر أولى الميليشيات المحلية أوائل العام المقبل في إقليم وارداك الذي تسيطر طالبان على أغلبه.
ويقول مسئولون أمريكيون وأفغان كبار: إنه في حال نجاح التجربة فستنتشر ميليشيات مشابهة في جميع أنحاء البلاد، ويأتي تشكيل الميليشيات الجديدة بعد تشكيل قوات ما يعرف بمجالس الصحوة في العراق عبر العشائر السنية، ووصل عدد أفرادها إلى 100 ألف مسلح يتقاضون رواتبهم من الحكومة العراقية لقتال تنظيمات محسوبة على "القاعدة".
ويعتبر المسئولون الأمريكيون هذه القوات أحد أسباب تراجع المقاومة في العراق.

قلق بالغ:

لكن من جهة أخرى تثير الخطة الجديدة قلقًا بالغًا بين كثير من الأفغان الذين يخشون من خروج الميليشيات التي تهيمن عليها قومية الباشتون، الأكثر عددًا في أفغانستان، عن السيطرة فتقوم بإرهاب السكان المحليين والتحول ضد الحكومة.
وفي هذا السياق توقع صالح محمد ريجستاني، عضو البرلمان الأفغاني، وهو من قومية الطاجيك، أن يندلع قتال بين مسلحي الباشتون وغيرهم، مذكرًا بميليشيا أرباكي التي تحولت ضد الأفغان في بداية القرن العشرين، وقال: "الحرب الأهلية ستبدأ قريبًا جدًا".

أوضاع حرجة للاحتلال:

وترى "نيويورك تايمز" أن نشر ميليشيات محلية غير مدربة بشكل كاف يعكس الوضع الحرج للقوات الأمريكية والأفغانية بالبلاد، حيث تتواجد طالبان بشكل دائم على 72% من أراضي أفغانستان بعدما كانت تسيطر على 54% العام الماضي، بحسب تقرير للمجلس الدولي للأمن والتنمية، ويعلل ذلك الجنرال مايكل توكر، نائب قائد القوات الأمريكية بالبلاد، بأنه لا "توجد قوات شرطة أفغانية كافية..وليس لدينا الوقت لإعدادهم".
وتأتي الخطة الجديدة بالتزامن مع بدء إرسال نحو 30 ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان، فيما يتبنى الرئيس المنتخب "باراك أوباما" سياسة جديدة تجعل من أفغانستان ومنطقة القبائل الباكستانية الجبهة الرئيسية للحرب على الإرهاب.
ويأمل القادة الأمريكيون أن تنجح الميليشيا المحلية في هزيمة طالبان، في الوقت الذي يحاولون فيه بذر الشقاق بينها وبين الموالين للقاعدة لإضعافها عسكريًا عن طريق عقد مصالحات مع الراغبين في ترك السلاح.
ونقلت "نيوريورك تايمز" عن عبد الرحيم وارداك، وزير الدفاع الأفغاني، أنه سيتم الاعتماد على زعماء القبائل لاختيار المسلحين الذين سيحصلون على تدريب سريع وأسلحة آلية و"آر بي جي" وهواتف لاسلكية.
وعلى خلاف العراق فإن 30 عامًا من الحروب جعلت القبائل الأفغانية مبعثرة، فيما سيحاول الأمريكيون تجميعهم عبر إنشاء مجالس لزعماء القبائل، على حد قول الصحيفة.

توقعات بفشل خطة الاحتلال:

ويشكك محمد نعيم، أحد زعماء قبيلة نوري في إقليم وارداك، في نجاح الخطة الجديدة بسبب "تجاوز الأمريكيين لزعماء الإقليم التقليديين واختيارهم لقادة يفتقدون المصداقية بين السكان المحليين، وهو ما سيمنع وجود تأييد للميليشيات الجديدة".
من جانبه توقع أحد قادة طالبان بالإقليم للصحيفة الأمريكية فشل الميليشيات في أن تجد موطئ قدم بالإقليم؛ لأن طالبان تتمتع بذلك فعليًا، وقال: "نحن لا نعيش في الجبال.. فنحن نعيش بين الناس في القرى والأحياء.. الناس معنا".

مشكور على اضافة الخبر وان شاء الله يخيب الله أمالهم .

مشكور عبد الله وش نقول غير الله يرحمنا